تويت
نصُّ كلام الحويني الذي أشار إليه الشيخ فلاح في مجلسه مع العلامة ربيع –حفظه الله-، وتعليق الشيخ فلاح عليه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على لا نبي بعده،
أما بعد؛ فهذا نصُّ كلام الحويني الذي تفضل الشيخ فلاح إسماعيل مندكار –حفظه الله- بالإشارة إليه في كلمته التي ألقاها في المجلس الذي جمعه مع شيخنا العلامة ربيع –حفظه الله ونفع بعلمه-، وقد كان هذا ضمن فصل "وقفة مع زيارة الحويني الأخيرة للأردن" من كتابي: "الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية السرورية ..ويتضمن المسائل التي خالف فيها الحويني أصول منهج السلف ووافق فيها أصول القطبية السرورية" (ص766-818، وهو الفصل الأخير الذي أرسلته إلى الشيخ فلاح في رحلته العلاجية بألمانيا لتتم به مراجعته الكاملة للكتاب قبل الطبع، والذي أضاف عليه تعليقات النفيسة.
ولعلَّ الله سبحانه ييسر أن نفيد إخواننا قريبًا بهذا الفصل كاملاً، وعليه تعليقات الشيخ فلاح، وعليه أيضًا تعليقات هامة جدًّا للشيخ عبيد الجابري، والشيخ عبدالرحمن محيي الدين، ووالدنا الشيخ حسن بن عبدالوهَّاب –حفظ الله الجميع-.
والذي به يظهر بجلاء حقيقة منهج الحويني، وحقيقة منهج مدرسة الأردن –ردَّ الله الجميع إلى الحقِّ-.
قال الحويني (كما في ص794 من كتاب الحدود الفاصلة)
" الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- لَمَّا كان موجودًا هنا أثَّر تأثيرا بالغًا في الجانب العلمي، وأنا طبعًا لا أحد يزايد على محبتي للشيخ الألباني، ولا أحد يزايد على إنني وإن كنت من صغار تلاميذ الشيخ، ولست من كبارهم، إلا أن الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- -أنا مش عايز افتات على حد يعني- بس ربما أقول: قلَّما أحب الشيخ المحبة القلبية الصادقة مثل ما أحببته أنا (1).
أنا كل رصيدي مع الشيخ الألباني في الملاقاة شهر: واحد وثلاثين يومًا، دا كل رصيدي مع الشيخ الألباني، ثلاثة أسابيع الزيارة الأولى من اثنين وعشرين سنة، ثم أيام الحج لما حجَّجت معه أول مرة، وكان دي آخر حجة للشيخ الألباني، ما حج بعدها فيما أعلم.
لكن أنا عندما أتيت الشيخ أتيته محبًا للحديث، ولَمَّا رجعت من عنده رجعت مُحبًا للسنة(2)، وطبعًا لا يخفاكم الفرق كبير بين أن أكون مُحبًا للحديث، وأن أكون مُحبًا للسنة، يعني ممكن المبتدع يحب الحديث، ويبقى محدِّث (3) بصفة أهل الحديث، ولكن أنا رجعت محبًا للسنة (4)، ومع ذلك أنا قلت في حياة الشيخ حتى في محاضراتي، وفي بعض كتبي -تقريبًا- مفاريد الشيخ الألباني التي انفرد بها، أنا لم أوافقه على واحدة منها خالص، وكنت أقول هذا الكلام في محاضراتي، وفي دروسي، وفي بعض كتبي التي أهديتها للشيخ -رحمة الله عليه- بيدي، وكتبت عليها إهداء مني، يعني تواضع الشيخ، وقبِل مني الكتاب إهداء -ابن الجارود-(5)".اهـ
الحواشي:
(1) نعم قد تكون صادقًا في قولك أنك أحببته، لكنك لم تحبه محبة اتباع لِمَ يحمله من المنهج الحق، إنما أحببته محبة عشق وهيام، كحال المتصوفة الذين يدَّعون محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أحبوه محبة عشق وهيام في أوصافه، يعبِّرون عنها بالإطراء عبر هذه المدائح والقصائد والتواشيح، ولكنهم لم يحبوه محبة اتباع، حيث خالفوا منهاجه صلى الله عليه وسلم.
وكذا الحويني خالف الألباني في كثير من أصول منهجه السلفي، كما بيَّنت هذا في فصل "بين الإمام الألباني والحويني".
(2) قال الشيخ فلاح –حفظه الله-: "يزعم حبَّ الألباني، لو كان حبُّك صادقًا؛ لسلكت مسلكه في السُّنَّة والجرح والتعديل!
لو كان حبُّك صادقًا؛ لأحببت طلابه الذين أحبَّهم وأثنى عليهم، إذ السبب واحد ولا شك!
لو كان حبُّك صادقًا؛ لرددت التهم والكذي الذي تفوَّه به الدعاة والمنتسبون ضد الشيخ الجليل!
أين ذبّك عمّن تحب؟! أين موقفك مِمَّن كذَّب واتَّهم الشيخ؟! أين دفاعك عمَّن تحب؟!".اهـ
(3) كذا، والصواب: "مُحدِّثًا".
(4) كما ذكرت في التعليق السابق هذه المحبة لم تثمر الاتباع للسنة الصحيحة في مسائل هامة من مسائل المعتقد والمنهج، فليست العبرة بالدعاوى وإنما العبرة بالبينات، وكما قيل:
كلٌّ يدَّعي وصلاً للسُّنة والسُّنة لا تقر لهم بذاك
(5) علَّق الشيخ فلاح على هذا الموضع قائلاً: "يقول: إنه ذكر مفاريد الشيخ، وأنه لا يوافقه عليها، ولا على واحدة منها، ما شاء الله!! الحويني يزعم عدم موافقته للشيخ –يعني: تفرد الشيخ وأخطأ، وأصاب الحويني!!- هكذا يتسلقون على ظهور العلماء؛ لذلك يذكرون؛ لذلك يذكرون أسماءهم في مجالسهم في مصر وغيرها.
يذكِّرني بأستاذ وصف نفسه –زعمًا وزورًا- بأستاذ الحديث ودراسة الأسانيد في الأزهر، كان يقول لطلاَّبه: "أنا كشفت أخطاء كثيرة جدًّا في السلاسل الخطيرة للألباني ..أنا كشفت أكثر من مائة خطأ في العزو في المعجم المفهرس ...!!!".
وقوله: "وفي بعض كتبي التي أهديتها للشيخ .."، هكذا يتطاول الأقزام على سادات الأنام؟!
يريد المسكين أنه نصحه في أخطائه وأهدى إليه عيوبه؛ للدلالة على أنه الرأس والنحرير والخبير!!".
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان
فجر الأربعاء 9 محرم 1432
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان
فجر الأربعاء 9 محرم 1432