الآثار والصّحافة الجاهلة والقدوة الضالة
بسم الله الرحمن الرحيم
أُلْقِيَ إلَيَّ مقال لصحفيّ باسْم عبدالإله ساعاتي في جريدة عكاظ (العدد 4249- الأحد 22/3/1434) عن الآثار في دولة تجديد الدّين والدّعوة في القرون الأخيرة 12و13و14 وهو أعظم ما ميّز الله به هذه الدّولة المباركة على دول المسلمين منذ القرون الخيّرة. وإنما ميّزها الله: بفضله ثم بالتزامها بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان في القرون الخيّرة، ولا تزال بفضل الله هي الوحيدة بين دول المسلمين التي لا يوجد فيها وثن من أوثان المقامات والأضرحة والمزارات، ولا زاوية صوفية، وتحكم بشرع الله في كل مسائل الإعتقاد والعبادات وجُلِّ مسائل المعاملات الشرعية، وهذا ومثله مناط الفخر والتّنافس لا التّقليد الجاهل لإيطاليا المفلسة ديناً ودنياً، ولا ظنّ (برلسكوني) الذي لا تَقْبَل شهادته الصّحافة الإيطالية التي يقلدها الصحفي الجاهل بشرع الله الذي قد لا يعدّه مسوِّغاً (منطقيّاً صالحاً للزّمن المعاصر). ولو تعقّل وتدبّر ما فعلته الآثار والسّياحة من ورائها أو من دونها في بلاد النّصارى والمسلمين والوثنيّين من وثنيّة المزارات وما دونها من كبائر الإثم والفواحش والمعاصي فلربما اتقى الله وخشي عقابه فلم يُسَمِّ فتاوى كبار فقهاء الأمة منذ عمر بن الخطاب إلى صالح الفوزان (مبرّرات غير منطقيّة لم تَعُدْ صالحة للزّمن المعاصر).
لقد أرسلَتْ دولة التّوحيد والتّجديد منذ نحو أربعين سنة عدداً من كبار العلماء لَعلِّي أذكر منهم: عبد الرّزاق عفيفي من أصل مصري وعبد المجيد حسن الجبرتي من أصل إفريقي وعبد الله الغديّان من جزيرة العرب، فأقاموا في مدينة العُلا ودرسوا حال آثار قوم صالح صلى الله عليه وسلم وحال البدو المقيمين حولها، وأخذت دولة التّوحيد والتجديد في عهد الملك فيصل بقرارهم تعويض البدو وترحيلهم عن منطقة الآثار استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لمّا مرّ بالحِجر فقال لأصحابه: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم" ثم تقنّع بردائه وهو على الرحل، رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألاّ يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنّا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء.
وهذا هو نوع الحكم الذي ميّز الله به دولة آل سعود المباركة منذ محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ثم عبد العزيز بن محمد وابنه سعود ثم تركي وابنه فيصل ثم عبد العزيز وأبنائه رحم الله أمواتهم، وثبّت أحيائهم على شرعه، وأعاذهم من فتاوى الصّحفيّين الجهلة بشرع الله ومن ورائها فتوى برلسكوني وفضائحه.
ثم التفت الصحفي (وخير ما أصفه به أنّه جاهل بشرع الله لا معادٍ ولا معاندٍ له، ولعلّ الله أن يعذره بجهله ويكفي الإسلام والمسلمين شرّ الصّحافة ووسائل الإعلام الجاهلة كافّة)، إلتفت إلى ما سمّاه (الآثار الإسلامية)، ولا أظنّه (وعصابة الصّحفيّين) ائتمر بأمر الله وانتهى بنهيه في كتابه وسنّة رسوله فلم يبق غير الآثار الموصوفة زوراً بالإسلاميّة ليكمل بها دينه، ولم يأمر بالمحافظة عليها الله ولا رسوله، ولا خلفاء رسوله الذين أُمِرْنَا باتّباع سنتهم، ولم يجمعها أو يحافظ عليها الخلفاء وبقيّة الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان في القرون الخيّرة ومنهم الأئمة الأربعة، وإنما تولّى كبر هذا التّعدّي على توحيد الله وإفراده بالعبادة (ومنها طلب المدد من الأنبياء والصّالحين الأموات والإستغاثة والإستعانة بهم والنذر لهم والطواف بقبورهم) تولى كبر المحا فظة على الآثار الإسلاميّة بزعمهم الفاطميّون الشّيعة في مصر بين القرن الرّابع والسّادس.
ولم تقم دولة بعدهم بإنكار هذا المنكر غير الدّولة السّعوديّة، وضلّ الأكثرون، وأوّلهم صلاح الدّين الأيّوبي الذي ورث ملكهم ولم ينكر أول أوثانهم في مصر باسم الحسين، بل يقول عنه السّيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ط. المكتبة العصرية في لبنان – صيدا عام 1433 أنّ صلاح الدّين تجاوز الله عنه وعذره بجهله هو الذي بنى الوثن باسم الشّافعي (ص385) ولقد رأيْتُ عمائم الأزهريّين تطوف عليهما، وأستاذي في البلاغة محمد متولي شعراوي يراهم في وثن الحسين فلا ينكر عليهم (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)، ولا أعرف من أنكر هذا الشّرك الأكبر غير المنفلوطي مرّة ومحمد حامد الفقي وعبد الرحمن الوكيل وجميل غازي، رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء، أما آل سعود فهم الشّعرة البيضاء السّلفية في جلد الثور الأسود البِدْعِي.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان. 1434/03/24هـ.
المصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
أُلْقِيَ إلَيَّ مقال لصحفيّ باسْم عبدالإله ساعاتي في جريدة عكاظ (العدد 4249- الأحد 22/3/1434) عن الآثار في دولة تجديد الدّين والدّعوة في القرون الأخيرة 12و13و14 وهو أعظم ما ميّز الله به هذه الدّولة المباركة على دول المسلمين منذ القرون الخيّرة. وإنما ميّزها الله: بفضله ثم بالتزامها بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان في القرون الخيّرة، ولا تزال بفضل الله هي الوحيدة بين دول المسلمين التي لا يوجد فيها وثن من أوثان المقامات والأضرحة والمزارات، ولا زاوية صوفية، وتحكم بشرع الله في كل مسائل الإعتقاد والعبادات وجُلِّ مسائل المعاملات الشرعية، وهذا ومثله مناط الفخر والتّنافس لا التّقليد الجاهل لإيطاليا المفلسة ديناً ودنياً، ولا ظنّ (برلسكوني) الذي لا تَقْبَل شهادته الصّحافة الإيطالية التي يقلدها الصحفي الجاهل بشرع الله الذي قد لا يعدّه مسوِّغاً (منطقيّاً صالحاً للزّمن المعاصر). ولو تعقّل وتدبّر ما فعلته الآثار والسّياحة من ورائها أو من دونها في بلاد النّصارى والمسلمين والوثنيّين من وثنيّة المزارات وما دونها من كبائر الإثم والفواحش والمعاصي فلربما اتقى الله وخشي عقابه فلم يُسَمِّ فتاوى كبار فقهاء الأمة منذ عمر بن الخطاب إلى صالح الفوزان (مبرّرات غير منطقيّة لم تَعُدْ صالحة للزّمن المعاصر).
لقد أرسلَتْ دولة التّوحيد والتّجديد منذ نحو أربعين سنة عدداً من كبار العلماء لَعلِّي أذكر منهم: عبد الرّزاق عفيفي من أصل مصري وعبد المجيد حسن الجبرتي من أصل إفريقي وعبد الله الغديّان من جزيرة العرب، فأقاموا في مدينة العُلا ودرسوا حال آثار قوم صالح صلى الله عليه وسلم وحال البدو المقيمين حولها، وأخذت دولة التّوحيد والتجديد في عهد الملك فيصل بقرارهم تعويض البدو وترحيلهم عن منطقة الآثار استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لمّا مرّ بالحِجر فقال لأصحابه: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم" ثم تقنّع بردائه وهو على الرحل، رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للبخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألاّ يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنّا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء.
وهذا هو نوع الحكم الذي ميّز الله به دولة آل سعود المباركة منذ محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ثم عبد العزيز بن محمد وابنه سعود ثم تركي وابنه فيصل ثم عبد العزيز وأبنائه رحم الله أمواتهم، وثبّت أحيائهم على شرعه، وأعاذهم من فتاوى الصّحفيّين الجهلة بشرع الله ومن ورائها فتوى برلسكوني وفضائحه.
ثم التفت الصحفي (وخير ما أصفه به أنّه جاهل بشرع الله لا معادٍ ولا معاندٍ له، ولعلّ الله أن يعذره بجهله ويكفي الإسلام والمسلمين شرّ الصّحافة ووسائل الإعلام الجاهلة كافّة)، إلتفت إلى ما سمّاه (الآثار الإسلامية)، ولا أظنّه (وعصابة الصّحفيّين) ائتمر بأمر الله وانتهى بنهيه في كتابه وسنّة رسوله فلم يبق غير الآثار الموصوفة زوراً بالإسلاميّة ليكمل بها دينه، ولم يأمر بالمحافظة عليها الله ولا رسوله، ولا خلفاء رسوله الذين أُمِرْنَا باتّباع سنتهم، ولم يجمعها أو يحافظ عليها الخلفاء وبقيّة الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان في القرون الخيّرة ومنهم الأئمة الأربعة، وإنما تولّى كبر هذا التّعدّي على توحيد الله وإفراده بالعبادة (ومنها طلب المدد من الأنبياء والصّالحين الأموات والإستغاثة والإستعانة بهم والنذر لهم والطواف بقبورهم) تولى كبر المحا فظة على الآثار الإسلاميّة بزعمهم الفاطميّون الشّيعة في مصر بين القرن الرّابع والسّادس.
ولم تقم دولة بعدهم بإنكار هذا المنكر غير الدّولة السّعوديّة، وضلّ الأكثرون، وأوّلهم صلاح الدّين الأيّوبي الذي ورث ملكهم ولم ينكر أول أوثانهم في مصر باسم الحسين، بل يقول عنه السّيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ط. المكتبة العصرية في لبنان – صيدا عام 1433 أنّ صلاح الدّين تجاوز الله عنه وعذره بجهله هو الذي بنى الوثن باسم الشّافعي (ص385) ولقد رأيْتُ عمائم الأزهريّين تطوف عليهما، وأستاذي في البلاغة محمد متولي شعراوي يراهم في وثن الحسين فلا ينكر عليهم (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)، ولا أعرف من أنكر هذا الشّرك الأكبر غير المنفلوطي مرّة ومحمد حامد الفقي وعبد الرحمن الوكيل وجميل غازي، رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء، أما آل سعود فهم الشّعرة البيضاء السّلفية في جلد الثور الأسود البِدْعِي.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان. 1434/03/24هـ.
المصدر