بسم الله الرّحمن الرّحيم
كلمة
الشّيخ عبدالله البخاريّ حفظه الله
حول وفاة
الشّيخ العلاّمة زيد بن هادي المدخليّ رحمه الله
من درسه ليوم السّبت
14/جمادى الأولى/1435هـ الموافق لـ15/مارس/2014
في شرح عمدة الأحكام
التّفريغ
السّلام عليكم ورحمة الله، بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربِّ العالَمِين، وصلّى اللهُ وبارك على نبيِّنا محمّد وآله وصحبه وسلّم، وبعد: كلمة
الشّيخ عبدالله البخاريّ حفظه الله
حول وفاة
الشّيخ العلاّمة زيد بن هادي المدخليّ رحمه الله
من درسه ليوم السّبت
14/جمادى الأولى/1435هـ الموافق لـ15/مارس/2014
في شرح عمدة الأحكام
التّفريغ
نُكملُ شرْحَ ما تبقّى مِن الدّرس السّابق وما قبله، وقبل أنْ نبدأ ـ بارك الله فيكم ـ فنقول: إنّ العين لَتدمع، وإنّ القلبَ لَيحزن وإنّا على فراق شيخنا الشَّيخ زيد المدخليّ لَمحزونون، ولا نقول إلاّ ما يُرضي اللهَ جلّ وعلا سُبحانه وتعالى.
فإنّ العالَم الإسلاميّ قد فقد علَمًا مِن أعلامِه، وجِهبذًا مِن جهابِذة الأُمّة وأهل السُّنَّة والجماعة، وهو العلاّمة الفقيه، فقيه النّفس وفقيه العِلم الشّيخ زيد المدخليّ رحمه الله رحمة واسعة، وغفر اللهُ لنا ولهُ، فهذه هي الثُلمة الّتي يُثلمُ بها الإسلام، وتُنقص الأرض مِن أطرافِها بفقدِ عُلمائها ولا حول ولا قُوّة إلاّ بالله.
وفي الصَّحيحيْن مِن حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي اللهُ تعالى عنهما أنّ النَّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم قال: "إنّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتِزاعًا ينتزعه مِن صدور النّاس، ولكن يقبضه بقبض العُلماء حتّى إذا لم يُبقِ عالِمًا؛ اتّخذ النّاسُ رءوسًا جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا"[مُتّفق عليه].
وذكر أهلُ العلم تحت هذا الحديث جُملةً عظيمةً مِن الفوائد والنُّكت العِلميّة، ذكر العلاّمة الشّاطبيِّ رحمه الله: "قال بعضُ أهل العلم: إنّ النّاس لا تُؤتى قطُّ مِن قِبَلِ عُلمائها، ولكن استُفتِيَ مَن ليس بعالمٍ فأفتى فَضَلَّ وأضلّ ـ والعياذ بالله ـ، وصُرِّف ذلك تصريفًا، فقيل: ما خان أمِينٌ قطّ، ولكن ائتُمِن غيرُ أمين فخان".
وكُنتُ قد كتبتُ مقالات نُشِرت، ثُمّ جُمِعت في رِسالة أسْميتُها المقالات الشّرعيّة في مجموعتيْن، وكان أنْ قدّم للمجموعة الأُولى شيخنا الشّيخ العلاّمة المُحدِّث أحمد بن يحي النّجميّ رحمه الله وشيخنا الشّيخ العلاّمة زيد المدخلي رحمة الله تعالى عليهما، وكان أنْ كتب الشّيخ في مُقدِّمتِه، قال: وقد أعجبني ما نقلهُ فُلان ـ يقصدني ـ مِن قول بعض أهل العلم حول حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ، وأنّ النّاس لا تُؤتى قطّ مِن عُلمائها ولكن استُفتِيَ مَن ليس بعالمٍ فأفتى.
ولا شكّ أنّ إفتاء غير العالم، وكلام غير العالم العارف فيه مزلّة الأفهام ومضلّة الأفهام أيضًا، فإنّ ذلك يُورث شرًّا وجهلاً كبيرًا، فإذا ارتفع العلم؛ ارتفع العمل بالعلم، وإذا أُفتِيَ بالجهل؛ بقي الجهل وعُمِل بالجهل ـ والعياذ بالله ـ نسأل اللهَ السّلامة والعافية.
فنسألُ اللهَ أنْ يغفر لشيخِنا مغفرة واسعة مِن عنده، وأنْ يُلحقنا وإيّاه بالصّالِحِين غير خزايا ولا نادِمين، إنّه جواد كريم.