الصّوتيّة في المُرفقات
ومنهم أيضاً -أعني من العلماء الذين طار الناس بهم، وطار الناس بعلمهم، ويشهد بذلك القاصي قبل الداني أيضا- العلامة الإمام مقبل الوادعي -رحمه الله وغفر له-، وهو من حسنات الشيخ بديع السِّنديّ -رحمه الله ورحمهم جميعا-، فهذا الرجل مَن كان يعرف اليمن في ذلكم الوقت وبعد أن دخلها الشيخ عندما عاد من الجامعة الإسلامية بعد أن تخرّج فيها، وكيف أنه اشتغل بتعليم الناس، والذّبّ عن السنة، والبلد فيها من الرفض وغير ذلك وصنوف البدع والشرك ما يعرفه الكثير، ضحّى بذلك كله بعرضه وبغيره وأبان السبيل للناس، وإذا ما ذُكِرَتْ اليمن في عهده ذُكِر معها الشيخ مقبل -رحمه الله-.
أذكر كلمةً للشيخ الألباني –رحمه الله- حضرتها في مجلس في المدينة أنّ أحدا من اليمنيين في المجلس يسأل الشيخ، فقال هذا السائل: يا شيخ، بلغنا أنك ستأتي اليمن زائرا، حتى إن الشيخ مقبلا بلغه هذا الكلام أنك ستأتي فبكى-يعني فرحا أو شوقا للقاء الشيخ شيخه-، فقال الشيخ -رحمه الله-: كلاّ، -يعني ما قلت هذا أني سآتي، إشاعة يعني-، لكن كيف الشيخ مقبل؟ قال: الحمد لله، هو في دعواه -الأخ يذكر-، قال: نِعْمَ الطالب كان، ونِعْمَ الشيخ هو.
وأذكر أيضا أن شيخنا الشيخ ربيعاً -حفظه الله- مرة كنا نتكلم في مجلس خاص، ثم جاء ذكر الشيخ مقبل –رحمه الله-، طبعا لا يخفى محبة الشيخين لبعضهما لله وفي الله، كم حاول الوشاة أنّ يفرقوا بينهما، كم؟ حاولوا التفريق لكنهم ما نجحوا، واستجاب لهذا بعض الفتّانين في اليمن، وفارقوا، الشاهد: أن الشيخ -أذكر مما قال، يعني بعد وفاة الشيخ مقبل -رحمه الله- يذكر من محاسنه ومناقبه، قال: هذا الرجل -كان الكلام عن بعض الناس يعني ذكروا مع الشيخ- قال: أين هؤلاء يساوون الشيخ؟ الشيخ مقبل -كان الشيخ جالسا ناصبا قدمه اليمنى وجالسا على القدم اليسرى، ويشير- قال: الشيخ مقبل جعل الدنيا تحت قدمه -هكذا الشيخ ورفعه -، ووطئ على الدنيا، كيف هؤلاء يساوونه -من الذين ذُكِروا معه-؟ يعني الشيخ أنه لم يرغب فيها ولم يبحث عنها.
أذكر يذكر لنا أحد المشايخ عن الشيخ ربيع، أنا ما سمعته لكن الأخ الشيخ الذي نقل لي هذا هو ثقة، وهو أخونا الشيخ خالد الظفيري، يقول: أن الشيخ حدّثه أن بعض الوُشاة حاولوا الإيقاع بينهما فاتّصل الشيخ ربيعُ -حفظه الله- بالشيخ مقبل -رحمة الله عليه-، قال: يا شيخ قد يأتيك بعض الوشاة فينقلون إليك كلاما للإفساد فانتبه، قال الشيخ مقبل مجيبا: والله يا شيخ ربيع لو أعطوني الدنيا -يعني مالا- أو بملء الدنيا مالا على أن يفرقوا بيننا لا نفترق، لا يمكن هذا، يعني لا يمكن لا يحاول هؤلاء الوشاة، ولا يمكن أن يؤثروا؛ لأنهما اجتمعا في الله وتفرقا عليه.
منقول من موقع الشّيخ عبدالله البخاريّ حفظه الله
تعليق