مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا غله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
فهذا جزء لطيف (1)خطّه يراع الحافظ الناقد المؤرّخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفّى سنة 748 هـ، تناول فيه موضوع التمسّك بالسنّن واجتناب البدع، وهو موضوع ذو أهمية بالغة، لأنّ مبنى الدين على العبودية الخالصة والاتّباع الصحيح، فلا يعبد إلاّ الله، ولا يُعبد الله إلا بما شرع على لسان رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهذا معنى الشّهادتين الكريمتين اللّتين شرع الله بحكمته البالغة تكريرهما في الأذان والإقامة يوميّا مرات عديدة، ترسيخا للتوحيد والاتّباع، والنصوص التي تناولت هذه القضية كثيرة في الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح،ويكفينا الآن منها قوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ [الكهف: 110]، ففي آخر الآية بيان واضح لتوحيد العبادة ووجوب إخلاص الدين له سبحانه واجتناب ما يضادّ التوحيد من الشرك، كما أن أول الآية فيه الإشارة إلى أصل الاتباع لأن العمل لا يكون صالحا إلا إذا كان صوابا موافقا للسنة النبوية، وبهذه الآية استدل الفضيل بن عياض وغيره من أهل العلم على شرطي قبول الأعمال وهما الإخلاص والاتباع رزقنا الله وإياكم ذلك بفضله وكرمه
ورسالة "الذهبي" هذه عالج فيها الموضوع من جوانب عدّة يجمعها محور واحد هو كمال هذا الدين وتمامه، وأن النجاة والسلامة في اتباع السنة، والخسران والهلكة في الإحداث والابتداع. ولم يخل الرسالة من لمحة تاريخية عن ظهور البدع، وأشهر الفرق المنحرفة عن منهج السلف الصالح، مع تعريفات موجزة للسنة والبدعة.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا غله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
فهذا جزء لطيف (1)خطّه يراع الحافظ الناقد المؤرّخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفّى سنة 748 هـ، تناول فيه موضوع التمسّك بالسنّن واجتناب البدع، وهو موضوع ذو أهمية بالغة، لأنّ مبنى الدين على العبودية الخالصة والاتّباع الصحيح، فلا يعبد إلاّ الله، ولا يُعبد الله إلا بما شرع على لسان رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهذا معنى الشّهادتين الكريمتين اللّتين شرع الله بحكمته البالغة تكريرهما في الأذان والإقامة يوميّا مرات عديدة، ترسيخا للتوحيد والاتّباع، والنصوص التي تناولت هذه القضية كثيرة في الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح،ويكفينا الآن منها قوله تعالى: ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)﴾ [الكهف: 110]، ففي آخر الآية بيان واضح لتوحيد العبادة ووجوب إخلاص الدين له سبحانه واجتناب ما يضادّ التوحيد من الشرك، كما أن أول الآية فيه الإشارة إلى أصل الاتباع لأن العمل لا يكون صالحا إلا إذا كان صوابا موافقا للسنة النبوية، وبهذه الآية استدل الفضيل بن عياض وغيره من أهل العلم على شرطي قبول الأعمال وهما الإخلاص والاتباع رزقنا الله وإياكم ذلك بفضله وكرمه
ورسالة "الذهبي" هذه عالج فيها الموضوع من جوانب عدّة يجمعها محور واحد هو كمال هذا الدين وتمامه، وأن النجاة والسلامة في اتباع السنة، والخسران والهلكة في الإحداث والابتداع. ولم يخل الرسالة من لمحة تاريخية عن ظهور البدع، وأشهر الفرق المنحرفة عن منهج السلف الصالح، مع تعريفات موجزة للسنة والبدعة.
(1) ـ كنت نسخت هذا الجزء قبل بضع سنوات، ورايت من المناسب الآن أن ينشر مع هذه المجموعة، ثم ألفيت الدكتور محمد باكريم باعبد الله حفظه الله تعالى نشره في مجلة الجامعة الإسلامية، العددان: 103-104، لعام 1416هـ-1417 هـ، فاقتضى التنبيه لمن أراد أن يستفيد من نشرته، والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
تعليق