لقد رتّب لنا الله ربّ العالمين الدّين ترتيبا حكيما؛
وإنّما الخلط بين هذه الأمور !!
بين صالح وطالح طورا ،
وبين صالح وما هو أصلح طورا آخر ،
وبين سيّء وما هو أسوأ في كثير من جملة الأحايين،
هذا الخلط بين هذه الأمور ...ومن أجل أن يحقّق الإنسان ما هو هيّن عليه ،
من أجل أن يحقّق ما هو بمستطيعه ،وليس من أجل أن يحقّق ما هو مكلّف به ،
كالرّجل الذي كان يبحث في الظّلام بحثا حثيثا يبحث هاهنا
و هاهنا
فلمّا أتاه الشّرطيّ وكان ذلك بليل في الظّلام قال :
عمّا تبحث
ها هنا في هذا الهجيع الأخير من اللّيل؟
- فأمره مشبوه ووجوده في هذا المكان مثير للشك والرِّيَب-
فلمّا استنطقه الشّرطيّ قال :عمّا تبحث في هذا الوقت ،
في هذا المكان أو في هذا النّور ،
كان يبحث في النّور فقال: عمّا تبحث هاهنا في هذا الوقت
قال: أبحث عن مفتاح بيتي فقد سقط منّي،
فقال: وهل سقط منك المفتاح في هذا الموضع ؟
قال:لا قال:وأين سقط منك إذًا؟ قال : سقط منّي هنالك
في الظلام ،قال: ولكنّك تبحث هاهنا ليس في الموضع الذي سقط المفتاح فيه
،قال:ابحث هاهنا لأنّ المكان هاهنا مضاء ولا أستطيع البحث في الظّلام ،
ولكنّه لم يسقط في النّور إنّما سقط في الظّلام
فإن أردت أن تجده بحقّ فابحث عنه حيث سقط.
إذًا نحن نبحث عن الأشياء حيث يمكن أن نبحث عن الأشياء ،
والأصل أن نبحث عن الأشياء حيث يجب أن نبحث عن الأشياء .
نحن نبحث عن الأشياء حيث يمكن ،
إذا ما توافقت قوّانا وقدراتنا على البحث في مكان على تحصيل
أمر من
أمور الشّرع حصّلناه لا لشيء إلّا لأنّه يمكن أن نحصّله
وأمّا ما يجب علينا أن
نحصّله فنحن
نجعله دبر الآذان ونجعله منا ظهريّا وبمبعدة ،
وهذا خطأ بليغ جدّا !!!!**
نحصّله فنحن
نجعله دبر الآذان ونجعله منا ظهريّا وبمبعدة ،
وهذا خطأ بليغ جدّا !!!!**
من خطبة " فقه الفاضل والمفضول"
الشيخ "محمّد سعيد رسلان"