السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال والوقوع في الشك والشبهة , ونص الإمام أحمد رحمه الله على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها وقال في رواية المروذي لست بصاحب كلام فلا أرى الكلام في شيء إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أو عن التابعين فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود رواه الخلال وقال في رواية أحمد بن أصرم لرجل إياك ومجالسة أصحاب الخصومات والكلام وقال في روايته أيضا لرجل لا ينبغي الجدال اتق الله ولا ينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن جاءك مسترشد فأرشده . رواهما أبو نصر السجزي .
وقال في رواية حنبل : عليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم , وإياكم والخوض والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام وقال لي أبو عبد الله لا تجالسهم ولا تكلم أحدا منهم وقال أيضا وذكر أهل البدع فقال : لا أحب لأحد أن , يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم , وكل من أحب الكلام لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة لأن الكلام لا يدعو إلى خير , عليكم بالسنن والفقه الذي تنتفعون به ودعوا الجدال وكلام أهل البدع والمراء , أدركنا الناس وما يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام .
وقال عبد الله : سمعت أبي يقول كان الشافعي رضي الله عنه إذا ثبت عنده خبر قلده وخير خصلة فيه أنه لم يكن يشتهي الكلام إنما كانت همته الفقه وقال في روايته أيضا وكتب إليه رجل يسأله عن مناظرة أهل الكلام , والجلوس معهم قال والذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا [ ص: 200 ] من سلفنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله لا تعدى ذلك .
وقد قال أحمد في المسند حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام بن حسان حدثنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من سمع بالدجال فلينأ عنه ; من سمع بالدجال فلينأ عنه , فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به بما معه من الشبه حتى يتبعه } إسناد جيد ورواه أبو داود من حديث حميد بن هلال .
... وقال الربيع سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول : لأن يبتلي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من الأهواء .
وقال ابن عبد الحكم عنه لو علم الناس ما في الأهواء من الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد .
وقال أيضا : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في القبائل والعشائر , وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .
وقال ابن الجوزي رحمة الله عليه إما من عنده أو حكاية عن الشافعي [FONT=Arabic Transparent][ ص: 201 ] [B]لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر , وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية ; لأنه ليس من العلم .
....
وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف , وإن رفضك الناس , وإياك وآراء الرجال , وإن زخرفوا لك القول .
وقال رجل لأيوب السختياني أكلمك بكلمة , قال لا ولا بنصف كلمة .
وقال الأوزاعي إذا أراد الله عز وجل بقوم شرا فتح عليهم الجدال , ومنعهم العمل .
وقال مالك : ليس هذا الجدل من الدين بشيء .
وقال الترمذي سمعت أبا عبد الله يقول : من تعاطى الكلام لا يفلح , ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم .
وقال ابن شريح : قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح , يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام .
وقال الحسن بن علي البربهاري في كتابه شرح السنة : واعلم أنه ليس في السنة قياس , ولا تضرب لها الأمثال , ولا يتبع فيها الأهواء , وهو التصديق بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح , ولا يقال : لم وكيف ؟ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب , وإن أصاب صاحبه الحق والسنة والحق , إلى أن قال وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده , وإن جاءك يناظرك فاحذره , فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا , وهو يزيل عن الطريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم وقال البربهاري المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة , والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة . انتهى كلامه .)
الاداب الشرعية لابن مفلح عليه رحمة الله بتصرف قليل.
(ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال والوقوع في الشك والشبهة , ونص الإمام أحمد رحمه الله على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها وقال في رواية المروذي لست بصاحب كلام فلا أرى الكلام في شيء إلا ما كان في كتاب الله أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أو عن التابعين فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود رواه الخلال وقال في رواية أحمد بن أصرم لرجل إياك ومجالسة أصحاب الخصومات والكلام وقال في روايته أيضا لرجل لا ينبغي الجدال اتق الله ولا ينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إن جاءك مسترشد فأرشده . رواهما أبو نصر السجزي .
وقال في رواية حنبل : عليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم , وإياكم والخوض والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام وقال لي أبو عبد الله لا تجالسهم ولا تكلم أحدا منهم وقال أيضا وذكر أهل البدع فقال : لا أحب لأحد أن , يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم , وكل من أحب الكلام لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة لأن الكلام لا يدعو إلى خير , عليكم بالسنن والفقه الذي تنتفعون به ودعوا الجدال وكلام أهل البدع والمراء , أدركنا الناس وما يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام .
وقال عبد الله : سمعت أبي يقول كان الشافعي رضي الله عنه إذا ثبت عنده خبر قلده وخير خصلة فيه أنه لم يكن يشتهي الكلام إنما كانت همته الفقه وقال في روايته أيضا وكتب إليه رجل يسأله عن مناظرة أهل الكلام , والجلوس معهم قال والذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا [ ص: 200 ] من سلفنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله لا تعدى ذلك .
وقد قال أحمد في المسند حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام بن حسان حدثنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من سمع بالدجال فلينأ عنه ; من سمع بالدجال فلينأ عنه , فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به بما معه من الشبه حتى يتبعه } إسناد جيد ورواه أبو داود من حديث حميد بن هلال .
... وقال الربيع سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول : لأن يبتلي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من الأهواء .
وقال ابن عبد الحكم عنه لو علم الناس ما في الأهواء من الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد .
وقال أيضا : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في القبائل والعشائر , وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام .
وقال ابن الجوزي رحمة الله عليه إما من عنده أو حكاية عن الشافعي [FONT=Arabic Transparent][ ص: 201 ] [B]لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر , وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية ; لأنه ليس من العلم .
....
وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف , وإن رفضك الناس , وإياك وآراء الرجال , وإن زخرفوا لك القول .
وقال رجل لأيوب السختياني أكلمك بكلمة , قال لا ولا بنصف كلمة .
وقال الأوزاعي إذا أراد الله عز وجل بقوم شرا فتح عليهم الجدال , ومنعهم العمل .
وقال مالك : ليس هذا الجدل من الدين بشيء .
وقال الترمذي سمعت أبا عبد الله يقول : من تعاطى الكلام لا يفلح , ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم .
وقال ابن شريح : قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح , يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام .
وقال الحسن بن علي البربهاري في كتابه شرح السنة : واعلم أنه ليس في السنة قياس , ولا تضرب لها الأمثال , ولا يتبع فيها الأهواء , وهو التصديق بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح , ولا يقال : لم وكيف ؟ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب , وإن أصاب صاحبه الحق والسنة والحق , إلى أن قال وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده , وإن جاءك يناظرك فاحذره , فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا , وهو يزيل عن الطريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم وقال البربهاري المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة , والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة . انتهى كلامه .)
الاداب الشرعية لابن مفلح عليه رحمة الله بتصرف قليل.
تعليق