السـؤال: أنا شابٌّ جزائريٌّ مستقيمٌ على أَمْرِ ديني -إن شاء الله تعالى- وأعيشُ في كَنَدَا مذ مُدَّة، وأحاولُ الخروجَ منها في أسرع وقتٍ، ولكن ليس لي سَكَنٌ لأستقرَّ في بلدي، والسكن في الجزائر غالٍ، وليس لي إمكانيات ولا أموالٌ حتى تمكنني من ذلك، إلاّ أن أعمل بالتجارة، والتجارة تتطلَّب أموالاً -والله المستعان- وأنا قد تجاوزت الثلاثين ولم أتزوّج بعد، المهمُّ أسألُ اللهَ التيسير. والمكوث في هذا البلد صعب من حيث الفتن الدنيوية، وأيضًا المكوثُ حتى جمع المال الكافي يستغرق وقتًا طويلاً وطويلاً جِدًّا، فالسؤال هو: هل يمكنني أخذ الجواز الكَنَدِي -بشروط أذكرها بعد قليل- إذ أنّه يعينني على الخروج من هذا البلد والدخول إلى دول الخليج ومحاولة الإقامة هناك؛ لأنّهم لا يشترطون التأشيرات لحامل هذا الجواز، وعلمًا أنه يفيدني في التجارة -أيضًا-، إذ أنّ التنقُّل به لا يحتاج إلى تأشيرات للدخول إلى الدول، وفيما يلي أذكر الشروط:
أولاً: إنّ أخذ الجواز الكندي لا يلغي جنسيتي الجزائرية بل تكون هي الأصلية وهذا مقرَّرٌ عندهم ومكتوب في الجواز الكندي نفسِه -لأنّ الدولة الكنديةَ تتدخّل وتحمي صاحب هذا الجواز ما عدا في بلده الأصلي فليس لها أيّ دخل-. فالمقصود أني أبقى جزائريًّا، واعلموا أنّ الدولة الجزائرية تقبل التعدّد.
ثانيًا: يمكنني التخلِّي عن هذا الجواز في أي وقت شِئْتُهُ بدون أي مشكلة، وهذا أيضًا مقرَّرٌ عندهم في قوانينهم.
ثالثًا: يمكنني تفادي القَسَم على احترام المَلِكَة وأبنائها ومَلِكِها بأن أجلس في آخر القاعة ولا أتلفَّظ بأي شيء. أفيدونا بارك الله فيكم
الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّه لا يجوز التجنُّس بالجِنسية الكُفرية ولو مع المحافظة على الجنسية الأصلية للآثار السلبية التي تعود على دينِ المسلم وعقيدته، ويكفي أن يُعْلَمَ تَرَتُّب الرضا الضِّمْنِي بتطبيق الأعراف والقوانين الكُفْرِية لذلك البلد، فضلاً عن التحاكم إليهم، والاعتزاز بكونه مواطنًا كَنَدِيًّا، وما يُفضي إليه من المودَّة والتشبُّه بأفعالهم وأقوالهم وهو ينافي الإيمان إمَّا في كماله أو في أصله بحَسَب الحال، قال تعالى: ﴿لاَ تَجُدُ قوْمًا يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُم أَوْ إخْوَانَهُم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ…﴾ [المجادلة: 22].
فالمسلمُ مطالبٌ بإكمال دينه وزيادة إيمانه بالدعوة إلى الله تعالى وإظهار الإسلام، إذ من شروط إباحة السفر إلى بلاد الكفر إظهارُ الدِّينِ، ويجهر بشعائره على سبيل الكمال بلا معارضة في شيء منها، مع الاستطاعة على الولاء والبراء، ومن لا يقدر على ذلك فالواجب عليه أن يعودمن حيث جاء ويجتهد في طلب العمل ويكتفي بالقليل، وليسألِ اللهَ التوفيقَ فهو خيرُ مُعِينٍ وأحسن كفيلٍ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
أولاً: إنّ أخذ الجواز الكندي لا يلغي جنسيتي الجزائرية بل تكون هي الأصلية وهذا مقرَّرٌ عندهم ومكتوب في الجواز الكندي نفسِه -لأنّ الدولة الكنديةَ تتدخّل وتحمي صاحب هذا الجواز ما عدا في بلده الأصلي فليس لها أيّ دخل-. فالمقصود أني أبقى جزائريًّا، واعلموا أنّ الدولة الجزائرية تقبل التعدّد.
ثانيًا: يمكنني التخلِّي عن هذا الجواز في أي وقت شِئْتُهُ بدون أي مشكلة، وهذا أيضًا مقرَّرٌ عندهم في قوانينهم.
ثالثًا: يمكنني تفادي القَسَم على احترام المَلِكَة وأبنائها ومَلِكِها بأن أجلس في آخر القاعة ولا أتلفَّظ بأي شيء. أفيدونا بارك الله فيكم
الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّه لا يجوز التجنُّس بالجِنسية الكُفرية ولو مع المحافظة على الجنسية الأصلية للآثار السلبية التي تعود على دينِ المسلم وعقيدته، ويكفي أن يُعْلَمَ تَرَتُّب الرضا الضِّمْنِي بتطبيق الأعراف والقوانين الكُفْرِية لذلك البلد، فضلاً عن التحاكم إليهم، والاعتزاز بكونه مواطنًا كَنَدِيًّا، وما يُفضي إليه من المودَّة والتشبُّه بأفعالهم وأقوالهم وهو ينافي الإيمان إمَّا في كماله أو في أصله بحَسَب الحال، قال تعالى: ﴿لاَ تَجُدُ قوْمًا يُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّوْنَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُم أَوْ إخْوَانَهُم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ…﴾ [المجادلة: 22].
فالمسلمُ مطالبٌ بإكمال دينه وزيادة إيمانه بالدعوة إلى الله تعالى وإظهار الإسلام، إذ من شروط إباحة السفر إلى بلاد الكفر إظهارُ الدِّينِ، ويجهر بشعائره على سبيل الكمال بلا معارضة في شيء منها، مع الاستطاعة على الولاء والبراء، ومن لا يقدر على ذلك فالواجب عليه أن يعودمن حيث جاء ويجتهد في طلب العمل ويكتفي بالقليل، وليسألِ اللهَ التوفيقَ فهو خيرُ مُعِينٍ وأحسن كفيلٍ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 24 محرم 1424ﻫ
الموافق ﻟ: 27 مارس 2003م
الموافق ﻟ: 27 مارس 2003م