إقامة الدليل
على فقه
الخوارج العليل
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ففي الأيام الآخيرة اتضحت فيها مذاهب الناس ،
وهكذا الفتن إذ فيها يتضح الصورة الحقيقة للرجل ،
يقول رب العزة :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الحج 11)
وهذه الفتن بالنسبة لأهل السنة ليست بجديدة ،
فإن أهل السنة السلفيين منذ أيام الصحابة الكرام
وهم سائرون يحاربون كل فتنة خرجت وكل شرٍ أراد بالمسلمين البطش ،
ولا يخافون في الله لومة لائم ،
ولكنهم في الوقت ذاته هم أهل الحكمة وهم أهل العدة وهم أهل القدرة ...
وذلك من أجل ما قد وصلنا من النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفتن والأحداث
منذ أيام الدعوة الأولى
و مما ثبتا لديهم عن النبي صلى الله عليه وسلم :
- حديث الذي رواه البخاري رحمه الله : (حُذَيْفَة بن اليَمَانِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- عَنِ الخَيْرِ
وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذا الخَََيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ{نَعَمْ}، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِك الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟قَالَ: {نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ}، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُه؟ قَال:{قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَديِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ}، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْد ذَلِكَ الخَيْرِ مَنْ شَرٍّ؟ قَالَ: {نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْها قَذَفُوهُ فِيهَا} قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: {هُمْ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِألْسِنَتِنَا} قُلْتُ: فَمَا تأْمُرُنِي إِن أَدْرَكَنِي ذلك؟ قَالَ: { تَلْزَمْ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإِمَامَهُمْ} قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَام؟
قَالَ: {فَاعْتَزِلْ تِلْكِ الفِرَقَ كُلَّهَا،
وَلَوْ أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَ المَوتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ}".)
- وكذلك الحديث الذي رواه ابن ماجه رحمه الله : (أبا عبد ربه يقول سمعت معاوية يقول
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة" ) صححه الألباني
لأن أهل السنة السلفيين أمورهم واقفة على النصوص الشرعية ، المهم ندخل إلى قضية المقال ألا وهي القدرة والعدة ومن أول من تركوها في التطبيقات الشرعية
فلا يتصور لإنسان عاقل أن يهجم على أعداء الله دون العدة السليمة ، حيث لو تركها العبد لحمل وزر الذين قتلوا بسببه ، حيث لم يعد العدة الشرعية للحرب ،
وكذلك القدرة ....
وانظر بارك الله فيكم أين وصلنا لما تركنا الشباب تسمع لهؤلاء الخوارج
أين الأقصى أين بلاد العراق و و و و و و؟؟؟
وليس ذلك فقط بل
أين التوحيد ؟؟ وأين السنة ؟؟
العلم العلم يا شباب الأمة
انظر كيف الخوارج لم يحققوا سنة من سنن هذا الدين ،
بل قد خالفوا أحد القواعد الأساسية في الجهاد المذكورة في هذه الآية :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال 65-66)
وذكر الإمام المحدث الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية :
" عن اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : كُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ ثُمَّ خَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ فَقَالَ " الْآن خَفَّفَ اللَّه عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا "
فَلَا يَنْبَغِي لِمِائَةٍ أَنْ يَفِرُّوا مِنْ مِائَتَيْنِ وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه عَنْ سُفْيَان بِهِ نَحْوه وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة ثَقُلَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَعْظَمُوا أَنْ يُقَاتِل عِشْرُونَ مِائَتَيْنِ وَمِائَةٌ أَلْفًا فَخَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ فَنَسَخَهَا بِالْآيَةِ الْأُخْرَى فَقَالَ: " الْآن خَفَّفَ اللَّه عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا " الْآيَة . "
سؤال هنا لأصحاب العقول :
هل يجوز ما تفعله الخوارج بالأمة ؟
وكما تعلمون الخوارج تضرب الكفرة ضربة واحدة فتأتيهم في المقابل العشرات المتتالية من الكفرة ...
إذاً القدرة والعدة أمر أساسي شرعًا وعقلًا بل هو ركنًا وشرط وجوب في كل الأوامر ولكن الخوارج قوم لا يفقهون حديثا ،
وأتعجب من بعض المنسبين لهذا الدين ينعقون كما تنعق البعير ويقولون الجهاد الجهاد ..!!
هل توقف الخوارج في الضربات
(التي لاتنكي العدو ولكنها تفقأ العين وتكسر السن) ؟
لأنهم خلف مصالح حزبية وأهداف خبيثة
والله سبحانه يقول : {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
ووالله الخوارج لا يحاربون من أجل نصرة الله بل يحاربون في نصرة أنفسهم وشهواتهم
بل دخلت الجيوش الكافرة إلى الأراضي المسلمة
لا حول ولا قوة إلا بالله
وهم أول من يفرون وهذه من صفات الشياطين والمنافقين و الخوارج القعدة
الدليل أنه من صفات الشياطين :
{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}(الحشر 6)
ويعلق الإمام المحدث العلامة ابن كثير في تفسير هذه الآية :
" يَعْنِي مِثْل هَؤُلَاءِ الْيَهُود فِي اِغْتِرَارهمْ بِاَلَّذِينَ وَعَدُوهُمْ النَّصْر مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَقَوْل الْمُنَافِقِينَ لَهُمْ لَئِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ثُمَّ لَمَّا حَقَّتْ الْحَقَائِق وَجَدّ بِهِمْ الْحِصَار وَالْقِتَال تَخَلَّوْا عَنْهُمْ وَأَسْلَمُوهُمْ لِلْهَلَكَةِ مِثَالهمْ فِي هَذَا كَمَثَلِ الشَّيْطَان إِذْ سَوَّلَ لِلْإِنْسَانِ - وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ - الْكُفْر فَإِذَا دَخَلَ فِيمَا سَوَّلَهُ لَهُ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَتَنَصَّلَ وَقَالَ " إِنِّي أَخَاف اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ " ".
الله أكبر .. الله أكبر
وهذه هي صفة المنافقين ينادون ويهربون
وأما الخوارج القعدة : فهم الجناح الفكري والدعوي للجناح العسكري للخوارج .
هم دعاة على أبواب جهنم
قال الزَّبَيْديُّ رحمه الله في تارج العروس ( ج5ص195):
( القََعَدَةُ قَوْم من الخوارج قَعَدُوا عَنْ نُصْرةِ عليَّ بْنِ أِبي طَالبٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ وَعن مُقَاتَلَتِهِ،
وَمَنْ يَرَى رَأيَهُمْ أي الخوارج قَعَديٌّ مُحَرّكَةً، وهُمْ يَرَوْنَ التَّحكيَم حَقّاً،
غَيْرَ أنّهُمْ قَعَدُوا عَنْ الخُرُوج عَلَى النَّاس ...
والقَعَدُ:الذين لا يَمْضُونَ إلى القِتَالِ، وهو اسمٌ للجَمعِ، وبه سُمّيَ قَعَدُ الحَرُورية ـ فرقة من فرق الخوارج ـ
والقَعَدُ: الشُّراةُ ـ أيضاً فرقة من فرق الخوارج ـ الذين يُحكَّمُونَ ولا يُحَارِبونَ، وهوجمعُ قاعدٍ).اهـ
وقال الأَزْهَرِي رحمه الله في معجم تهذيب اللغة (ج3ص3006):
( القَعَدُ: جمع قَاعدٍ، والقَعَديّ من الخوارج الذي يرى رأي القَعَدة الذين يَرَوْنَ التحكيم حقّاً، غير أنهم قعدوا عن الخروج على الناس).اهـ
وقال ابنُ الأَعْرابي رحمه الله: ( القَعَدُ: الشُّرَاة ـ فرقة من فرق الخوارج ـ الذين يحكّمون لا ويُحاربون ). ([9]) اهـ
تعريف إصطلاحي لهم : فهم الذين يحرضون ويهيِّجون الناس على الخروج على حكامهم، وآثروا القعود وانصرفوا عن قتال الحكام،
وحمل السلاح لكنهم يعتبرون حركة من الحركات الخوارج الثورية. (التعريف منقول من احدى المواقع)
قال ابن حجر رحمه الله في التهذيب (ج8ص114):
( القعد الخوارج، كانوا لا يُرون بالحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة، ويدعون إلى رأيهم، ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه ).اهـ
وقال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ـ معلقاً على حديث: ذي الخويصرة من خوارج القعدة، ومبيناً خطر الخوارج القعدة ـ :
( بل العجب أنه ـ يعني ذي الخويصرة ـ وجَّه الطعن إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم، وقيل له: اعدل، وقال له : ـ يعني ذي الخويصرة ـ هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.
وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالقول والكلام،
يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أنكر عليه.
ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول.
الناس لايمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لابد أن يكون هناك شيء يثيرهم وهو الكلام.
فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقة، ودلت عليه السنة ودل عليه الواقع ). اهـ(انظر فتاوى العلماء الأكابر (ص96))ـ
وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7ص217): ( والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ).اهـ
هؤلاء كما رأيتم ينادون للجهاد المزيف والحرب والخروج وهم جالسون قاعدون لا يخرجون .
أتسأل لعلكم تحملون الجواب :
أين الذين ينادون بالجهاد أين عدتهم المعنوية والمادية ؟؟؟
احتل الكفار افغانستان ونعقت الخوارج ولم يفعلوا شيء
احتل الكفار العراق ونعقت الخوارج ولم يفعلوا شيء
واحتل اليهود قديمًا فلسطين ونعقوا ومازالوا ولم يفعلوا شيء
لا يوجد عدة لا إيمانية ولا نفسية ولا حربية ولا عددية
وأقول لكم الحق ....
وإن وجدت لن يخرجون معكم
لأنهم يريدون مصالحهم الشخصية
وخططهم الحزبية الماسونية
اللهم احفظ هذه الأمة من السفهاء والجهال والبهائم
وكما كانوا في الماضي هم في الحاضر الشباب المتحمس الجاهل يطلق لسانه في العلماء والأكابر
ظنًاواعتقادا أنه يدافع عن الشريعة و عن إخوانه في الأراضي المحتلة ، وكان الأولى له ولغيره دعوة المسلمين بالكف عن ضرب الكفار لعدم القدرة و لأن النتائج والعواقب شديدة على المسلمين ودعوة المسلمين للإخلاص في الدعاء وبيان أهمية الدعاء لله تبارك وتعالى ، وقبل أن نشرع في مطابقة هؤلاء لأوصاف الخوارج حذو القذة بالقذة نراجع الأدلة الشرعية على القُدرة والعُدة وبيان أن بدونهما يسقط الأمر:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا
وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة 286)
يقول الإمام المحدث ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
" وَقَوْله " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " أَيْ لَا يُكَلَّف أَحَد فَوْق طَاقَته وَهَذَا مِنْ لُطْفه تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَرَأْفَته بِهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ "
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}(الطلاق 7)
قال الإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله :
" وإذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين، أو طائفة منهم لبعد دارهم، أو كثرة عددهم أو خَلَّة بالمسلمين،
أو بمن يليهم منهم جاز لهم الكف عنهم ومهادنتهم على غير شيء يأخذونه من المشركين،
وإن أعطاهم المشركون شيئاً قل أو كثر كان لهم أخذه ".(الأم للإمام الشافعي رحمه الله 4/199)
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله :
" أقل ما يفعل [أي الجهاد] مرة في كل عام ... إلا من عذر، مثل أن يكون بالمسلمين ضعف في عدد أو عدة،
أو يكون ينتظر المدد يستعين به،
أو يكون الطريق إليهم فيها مانع أو ليس فيها علف أو ماء،
أو يعلم من عدوه حسن الرأي في الإسلام فيطمع في إسلامهم إن أخر قتالهم،
ونحو ذلك مما يرى المصلحة معه في ترك القتال".(المغني 9/164)
ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى :
" وكما أن أمره ونهيه منوط بالقدرة فلا واجب مع عجز ولا حرام مع ضرورة فكذلك الحض والمنع في اليمين إنما هو مقيد بالقدرة " (إعلام الموقعين الجزء الرابع صـ 94)
من أصول الفقه على منهج أهل الحديث لزكريا بن غلام قادر الباكستاني :
" ما يتعلق بالعباد من قواعد القاعدة الأولى: التكليف مشروط بالعلم والقدرة معا
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {لايُكَلِّفُ الله نَفْسًا إلا وُسْعهَا} (البقرة 286)
وقال أيضا: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء 15)
فهاتان الآيتان تدلان على أن حصول التكليف يكون بالقدرة والعلم معاً،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى "21/634":
" فمن استقرأ ما جاء به الكتاب والسنة تبين له أن التكليف مشروط بالقدرة على العلم والعمل،
فمن كان عاجزاً عن أحدهما سقط عنه ما يعجزه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ".
وقال أيضا في مجموع الفتاوى "8/438":
" والشريعة طافحة بأن الأفعال المأمور بها مشروطة بالاستطاعة والقدرة،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين: "صَل قائما، فإن لم تستطيع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" وقد اتفق المسلمون على أن المصلي إذا عجز عن بعض واجباتها كالقيام أو القراءة أو الركوع أو السجود أو ستر العورة أو استقبال القبلة أو غير ذلك سقط عنه ما عجز عنه، وكذلك الصيام اتفقوا على أنه يسقط بالعجز مثل الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، الذين يعجزون عن أداء وقضاء، وكذلك الحج فإنهم أجمعوا على أنه لا يجب على العاجز عنه،
وقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97]. انتهى "
(من أصول الفقه على منهج أهل الحديث صــ 169 )
من مقالات مفتي الأمة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى :
"وقد كان الجهاد في الإسلام على أطوار ثلاثة :
الطور الأول : الإذن للمسلمين في ذلك من غير إلزام لهم ، كما في قوله سبحانه :
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
الطور الثاني : الأمر بقتال من قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم ،
وفي هذا النوع نزل قوله تعالى :{ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} الآية
، وقوله تعالى : {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
وقوله تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
في قول جماعة من أهل العلم
وقوله تعالى في سورة النساء :{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} والآية بعدها
الطور الثالث : جهاد المشركين مطلقا وغزوهم في بلادهم حتى لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله ليعم الخير أهل الأرض وتتسع رقعة الإسلام ويزول من طريق الدعوة دعاة الكفر والإلحاد ، وينعم العباد بحكم الشريعة العادل ، وتعاليمها السمحة ، وليخرجوا بهذا الدين القويم من ضيق الدنيا إلى سعة الإسلام ، ومن عبادة الخلق إلى عبادة الخالق سبحانه ، ومن ظلم الجبابرة إلى عدل الشريعة وأحكامها الرشيدة ، وهذا هو الذي استقر عليه أمر الإسلام وتوفي عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه قوله عز وجل في سورة براءة وهي من آخر ما نزل :{ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} الآية ،
وقوله سبحانه في سورة الأنفال :{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} والأحاديث السابقة كلها تدل على هذا القول وتشهد له بالصحة ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الطور الثاني وهو القتال لمن قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم قد نسخ؛ لأنه كان في حال ضعف المسلمين فلما قواهم الله وكثر عددهم وعدتهم أمروا بقتال من قاتلهم ومن لم يقاتلهم ، حتى يكون الدين كله لله وحده أو يؤدوا الجزية إن كانوا من أهلها ، وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن الطور الثاني لم ينسخ بل هو باق يعمل به عند الحاجة إليه ، فإذا قوى المسلمون واستطاعوا بدء عدوهم بالقتال وجهاده في سبيل الله فعلوا ذلك عملا بآية التوبة وما جاء في معناها ، أما إذا لم يستطيعوا ذلك فإنهم يقاتلون من قاتلهم واعتدى عليهم ، ويكفون عمن كف عنهم عملا بآية النساء وما ورد في معناها ، وهذا القول أصح وأولى من القول بالنسخ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبهذا يعلم كل من له أدنى بصيرة أن قول من قال من كتاب العصر وغيرهم : أن الجهاد شرع للدفاع فقط قول غير صحيح والأدلة التي ذكرنا وغيرها تخالفه ، وإنما الصواب هو ما ذكرنا من التفصيل كما قرر ذلك أهل العلم والتحقيق ، ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم في جهاد المشركين اتضح له ما ذكرنا وعرف مطابقة ذلك لما أسلفنا من الآيات والأحاديث ، والله ولي التوفيق . "
(من مقالات الشيخ رحمه الله )
وكذلك من مقالات الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وإذا ضعف المسلمون ولم يقووا على قتال الجميع، فلا بأس أن يقاتلوا بحسب قدرتهم ويكفوا عمن كف عنهم إذا لم يستطيعوا ذلك، فيكون الأمر إلى ولي الأمر: إن شاء قاتل، وإن شاء كف، وإن شاء قاتل قوماً دون قوم، على حسب القوة والقدرة والمصلحة للمسلمين، لا على حسب هواه وشهوته ولكن ينظر للمسلمين وينظر لحالهم وقوتهم ، فإن ضعف المسلمون استعمل الآيات المكية؛ لما في الآيات المكية من الدعوة والبيان والإرشاد والكف عن القتال عند الضعف، وإذا قوي المسلمون قاتلوا حسب القدرة، فيقاتلون من بدأهم بالقتال وقصدهم في بلادهم، ويكفون عمن كف عنهم، فينظرون في المصلحة التي تقتضيها قواعد الإسلام وتقتضيها الرحمة للمسلمين والنظر في العواقب، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وفي المدينة أول ما هاجر "
من شرح الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" وقوله: «وهو فرض كفاية» . لا بد فيه من شرط، وهو أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة فإن إقحام أنفسهم في القتال إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ولهذا لم يوجب الله ـ سبحانه وتعالى ـ على المسلمين القتال وهم في مكة؛ لأنهم عاجزون ضعفاء، فلما هاجروا إلى المدينة وكوّنوا الدولة الإسلامية وصار لهم شوكة أُمروا بالقتال، وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات؛ لأن جميع الواجبات يشترط فيها القدرة، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] ، وقوله: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]
قوله: «ويجب إذا حضره» ، هذا هو الموضع الأول من المواضع التي يتعين فيها الجهاد. فيجب الجهاد ويكون فرض عين إذا حضر الإنسان القتال،
لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [الأنفال] ،
وقد أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم: أن التولي يوم الزحف من الموبقات حيث قال: «اجتنبوا السبع الموبقات ـ وذكر منها ـ التولي يوم الزحف» ،
إلا أن الله تعالى استثنى حالين:
الأولى: أن يكون متحرفاً لقتال بمعنى أن ينصرف؛ ليعمل من أجل القتال، كأن يستطرد لعدوه فإذا لحقه كرّ عليه فقتله.
الثانية: أن يكون منحازاً إلى فئة، بحيث يذكر له أن فئة من المسلمين من الجانب الآخر تكاد تنهزم، فيذهب من أجل أن يتحيز إليها تقوية لها، وهذه الحال يشترط فيها ألاَّ يَخَاف على الفئة التي هو فيها، فإن خاف على الفئة التي هو فيها فإنه لا يجوز أن يذهب إلى الفئة الأخرى، فيكون في هذه الحال فرض عين عليه لا يجوز له الانصراف عنه.
قوله: «أو حصر بلده عدو» ، هذا هو الموضع الثاني، إذا حصر بلدَه العدوُّ فيجب عليه القتال دفاعاً عن البلد، وهذا يشبه من حضر الصف في القتال؛ لأن العدو إذا حصر البلد فإنه سيمنع الخروج من هذا البلد، والدخول إليه، وما يأتي لهم من الأرزاق، وغير ذلك مما هو معروف، ففي هذه الحال يجب أن يقاتل أهل البلد دفاعاً عن بلدهم
قوله: «أو استنفره الإمام» هذا هو الموضع الثالث "
( الشرح الممتع على زاد المستقنع - المجلد الثامن كتاب الجهاد)
وقد علمنا من التاريخ الإسلامي أن أول من ترك القدرة والعدة وهم فرقة الخوارج
الآن ننظر من هم الخوارج وما صفاتهم كما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج :
{يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}رواه البخاري
{ عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ قَالَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ قَالَ فَضَرَبَ النَّبِيُّ لَهُمْ مَثَلًا أَوْ قَالَ قَوْلًا الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ أَوْ قَالَ الْغَرَضَ فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً }رواه مسلم
وأفضل من جمع في صفات الخوارج الكاتب أبو عبد الرحمن عادل الفريدان في كتابه الذي قرأه واطلع عليه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى :
الصفة الأولى: أنهم أحداث الأسنان.
الصفة الثانية : أنهم سفهاء الأحلام – أي العقول.
الصفة الثالثة : أنهم يقولون من خير قول البرية.
الصفة الرابعة: أنهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم.
الصفة الخامسة : أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه..
الصفة السادسة : أن فيهم ضعفا في فقه دين الله، ولذا جاء أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
الصفة السابعة : أنهم يجتهدون في العبادات.
الصفة الثامنة : أنهم شر الخلق و الخليقة.
الصفة التاسعة : أن سيماهم التحليق، و في رواية التسبيت، وهو استئصال الشعر القصير.
الصفة العاشرة : أنهم يقتلون أهل الإيمان و يدعون أهل الأوثان.
الصفة الحادية عشرة : أنهم يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه.
الصفة الثانية عشرة : أنهم يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلال.
كما فعل عبد الله ابن ذي الخويصرة مع النبي صلى الله عليه و سلم.
الصفة الثالثة عشرة : أنهم يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء.
الصفة الرابعة عشرة: أنهم لا يرون لأهل العلم والفضل مكانة، ولذا زعموا أنهم أعلم من علي بن أبي طالب و ابن عباس و سائر الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم.
الصفة الخامسة عشرة : أنهم يتشددون في العبادة ،فيتعبدون و يتدينون حتى يعجبون من رآهم و تعجبهم أنفسهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه ( ولم أر قوما أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن الإبل ، ووجوهم معلنة من آثار السجود).
الصفة السادسة عشرة : أن ابن عمر يراهم شر الخلق، وقال رضي الله عنه :انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين.
الصفة السابعة عشرة : أنهم يخرجون على خير فرقة من الناس ( خ 6933).
الصفة الثامنة عشرة : أن قول الله تعالى ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ...) الآية ( التوبة 5 .
نزلت في عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي مبدأ الخوارج ( خ 6933) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
الصفة التاسعة عشرة : أنهم لاتجاوز صلاتهم تراقيهم ( م 2467) من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.
الصفة العشرون : الأجر العظيم لمن قتلهم قال علي أبن ابي طالب رضي الله عنه :
(لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ماقضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا على العمل ) (د 476.
وكما نرى في صفاتهم أنهم شباب حماسيون ثوريون لا يفقهون كثير من ما يقولون فيصيبون الأمة بالعظائم ...
ولو تجردنا للحق لرأينا الكثير من هذه الصفات في خوارج اليوم
جماعات كانت مثل : الإخوان و مدرسة اسكندرية الحزبية و جمعية إحياء التراث ..إلخ .
أو أفراد أمثال : أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب و أحمد النقيب ..إلخ
هؤلاء من أهل مصر وسلمان العودة وسفر الحوالي من أهل المملكة ... إلخ
ولله الحمد لم يمر أحد من أهل البدع دون أن يضرب بسياط أهل الحديث الذي هو القرآن والسنة وفهم السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين
ولله الحمد السلفيون لا يأبون بهؤلاء البتة ولكن الأتباع الجهال الذي يجلسون أمامهم يظنون أنهم أعلم أهل الأرض ولكن من درس أقل شيء في العلم الشرعي علم بأن هؤلاء حمقى وجهال ورب العزة ...
أناشد المسلمين بأن يتعلموا العلم الشرعي ومتابعة أهل العلم السلفيين والإخلاص في القول والعمل وعدم الإلتفات إلى كل ناعق أحمق ...
فتاوى العلماء في النوازل العصرية
ولن أسرد لكم إلا فتوى واحدة لأنني أطالت عليكم وهي فتوى لمفتي المملكة أعزها الله بالطاعة :
الرياض- وكالة الأنباء السعودية
حذّر مفتي السعودية العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب السعودي "المتحمس لدينه" من التحول إلى " أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، مشيراً إلى أنه يتم استغلال هؤلاء الشبان لتنفيذ "أهداف مشينة" والقيام بـ"عمليات قذرة، هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل".
وأشار المفتي في كلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية الاثنين 1-10-2007، إلى أن الشبان السعوديون الذين يغادرون بلادهم " قاصدين الجهاد في سبيل الله (...) لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل".
وأضاف: " سبق أن حذرنا، وحذر غيرنا، من الذهاب للخارج بهذه الحجة، لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة.
وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة عصيان ولي أمرهم، والافتيات عليه، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني".
كما " وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة، بإجماع أهل الحل والعقد، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب. ما أدى إلى وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة".
كما تم " استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها. وهذا من أخطر الأمور، إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها ".
وزاد: " معلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها
والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر. بل إن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم، وأكدوا عليه في كلامهم (...) وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته. وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية ".
واعتبر المفتي أن من يستغل حماسة الشباب للجهاد " إما جاهل بحقيقة الحال؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده، وفي المسلمين، وفي هؤلاء الشباب، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا.
وإما رجل يعرف حقيقة الحال، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد، وهذا خطر عظيم ".
وأوصى الشيخ الشباب السعودي "بطاعة الله قبل كل شيء، ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم. هذا مقتضى الشريعة.
وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين.
كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس ، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع ".
وآخيرا نقول لإخواننا في فلسطين كما نقل بعض إخواننا الأحبة من صحيح الدعاء على الكفرة الفجار :
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
رَبّنا انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
رَبِّ نَجِّنَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
اللّهُـمَّ أَنْتَ عَضُـدُنا، وَأَنْتَ نَصـيرُنا، بِكَ نحـولُ وَبِكَ نصـولُ وَبِكَ نقـاتِل
ربا إنا مَغْلُوبون فَانْتَصِرْ
َلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
اللّهُـمَّ إِنّا نَجْـعَلُكَ في نُحـورِهِـم، وَنَعـوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهـمْ
اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ
اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم كُلّ مُمَزَّق
اللهم امَلأَ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً
اللَّهُمَّ عليك بالكافرين اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى الكافرين، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَاعليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ
رَبَّنَا أعنّا ولا تُعِنْ عَلَينا، وانصُرْنا ولا تَنْصُرْ عَلَينا، وامكُرْ لنا ولا تَمْكُرْ عَلَينا ، واهدنا ويَسِّر الهُدَى إلينا، وانصرنا على من بَغَى عَلَينا
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُجْرِىَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ،هَازِمَ الأَحْزَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ
اللّهُمّ انْصُرْنا عَلَى مَنْ يَظْلِمُنا، وخُذْ مِنْهُ بِثَأْرِنا
اللهم انصرنا على عدونا ، وأرنا فيه ثأرنا
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ،وَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، و لا يؤمنون بوَعْدِكَ ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتهم ، و أَلْقِ في قلوبِهِمُ الرعبَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء
اللَّهُمَّ آتنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الأمة لاَ تُعْبَدْ في الأَرْضِ
اللهم أنْجِ المُسلِمين،اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اللهم آمين
ونسأل الله تعالى أن يحفظ شعب فلسطين من الجمعيات الحزبية وأصحاب المصالح الشخصية والحزبية
اللهم آمين
كتبه
العبد الفقير
أَبُو مالِكٍ آدم يَحْيى الأمْرِيكِيِّ
الأحد 7 محرم 1430 هـ - الموافق 4 يناير 2009 م
على فقه
الخوارج العليل
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ففي الأيام الآخيرة اتضحت فيها مذاهب الناس ،
وهكذا الفتن إذ فيها يتضح الصورة الحقيقة للرجل ،
يقول رب العزة :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الحج 11)
وهذه الفتن بالنسبة لأهل السنة ليست بجديدة ،
فإن أهل السنة السلفيين منذ أيام الصحابة الكرام
وهم سائرون يحاربون كل فتنة خرجت وكل شرٍ أراد بالمسلمين البطش ،
ولا يخافون في الله لومة لائم ،
ولكنهم في الوقت ذاته هم أهل الحكمة وهم أهل العدة وهم أهل القدرة ...
وذلك من أجل ما قد وصلنا من النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفتن والأحداث
منذ أيام الدعوة الأولى
و مما ثبتا لديهم عن النبي صلى الله عليه وسلم :
- حديث الذي رواه البخاري رحمه الله : (حُذَيْفَة بن اليَمَانِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- عَنِ الخَيْرِ
وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذا الخَََيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ{نَعَمْ}، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِك الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟قَالَ: {نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ}، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُه؟ قَال:{قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَديِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ}، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْد ذَلِكَ الخَيْرِ مَنْ شَرٍّ؟ قَالَ: {نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْها قَذَفُوهُ فِيهَا} قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: {هُمْ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِألْسِنَتِنَا} قُلْتُ: فَمَا تأْمُرُنِي إِن أَدْرَكَنِي ذلك؟ قَالَ: { تَلْزَمْ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإِمَامَهُمْ} قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَام؟
قَالَ: {فَاعْتَزِلْ تِلْكِ الفِرَقَ كُلَّهَا،
وَلَوْ أنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَ المَوتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ}".)
- وكذلك الحديث الذي رواه ابن ماجه رحمه الله : (أبا عبد ربه يقول سمعت معاوية يقول
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة" ) صححه الألباني
لأن أهل السنة السلفيين أمورهم واقفة على النصوص الشرعية ، المهم ندخل إلى قضية المقال ألا وهي القدرة والعدة ومن أول من تركوها في التطبيقات الشرعية
فلا يتصور لإنسان عاقل أن يهجم على أعداء الله دون العدة السليمة ، حيث لو تركها العبد لحمل وزر الذين قتلوا بسببه ، حيث لم يعد العدة الشرعية للحرب ،
وكذلك القدرة ....
وانظر بارك الله فيكم أين وصلنا لما تركنا الشباب تسمع لهؤلاء الخوارج
أين الأقصى أين بلاد العراق و و و و و و؟؟؟
وليس ذلك فقط بل
أين التوحيد ؟؟ وأين السنة ؟؟
العلم العلم يا شباب الأمة
انظر كيف الخوارج لم يحققوا سنة من سنن هذا الدين ،
بل قد خالفوا أحد القواعد الأساسية في الجهاد المذكورة في هذه الآية :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال 65-66)
وذكر الإمام المحدث الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية :
" عن اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : كُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ ثُمَّ خَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ فَقَالَ " الْآن خَفَّفَ اللَّه عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا "
فَلَا يَنْبَغِي لِمِائَةٍ أَنْ يَفِرُّوا مِنْ مِائَتَيْنِ وَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه عَنْ سُفْيَان بِهِ نَحْوه وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة ثَقُلَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَعْظَمُوا أَنْ يُقَاتِل عِشْرُونَ مِائَتَيْنِ وَمِائَةٌ أَلْفًا فَخَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ فَنَسَخَهَا بِالْآيَةِ الْأُخْرَى فَقَالَ: " الْآن خَفَّفَ اللَّه عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا " الْآيَة . "
سؤال هنا لأصحاب العقول :
هل يجوز ما تفعله الخوارج بالأمة ؟
وكما تعلمون الخوارج تضرب الكفرة ضربة واحدة فتأتيهم في المقابل العشرات المتتالية من الكفرة ...
إذاً القدرة والعدة أمر أساسي شرعًا وعقلًا بل هو ركنًا وشرط وجوب في كل الأوامر ولكن الخوارج قوم لا يفقهون حديثا ،
وأتعجب من بعض المنسبين لهذا الدين ينعقون كما تنعق البعير ويقولون الجهاد الجهاد ..!!
هل توقف الخوارج في الضربات
(التي لاتنكي العدو ولكنها تفقأ العين وتكسر السن) ؟
لأنهم خلف مصالح حزبية وأهداف خبيثة
والله سبحانه يقول : {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
ووالله الخوارج لا يحاربون من أجل نصرة الله بل يحاربون في نصرة أنفسهم وشهواتهم
بل دخلت الجيوش الكافرة إلى الأراضي المسلمة
لا حول ولا قوة إلا بالله
وهم أول من يفرون وهذه من صفات الشياطين والمنافقين و الخوارج القعدة
الدليل أنه من صفات الشياطين :
{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}(الحشر 6)
ويعلق الإمام المحدث العلامة ابن كثير في تفسير هذه الآية :
" يَعْنِي مِثْل هَؤُلَاءِ الْيَهُود فِي اِغْتِرَارهمْ بِاَلَّذِينَ وَعَدُوهُمْ النَّصْر مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَقَوْل الْمُنَافِقِينَ لَهُمْ لَئِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ثُمَّ لَمَّا حَقَّتْ الْحَقَائِق وَجَدّ بِهِمْ الْحِصَار وَالْقِتَال تَخَلَّوْا عَنْهُمْ وَأَسْلَمُوهُمْ لِلْهَلَكَةِ مِثَالهمْ فِي هَذَا كَمَثَلِ الشَّيْطَان إِذْ سَوَّلَ لِلْإِنْسَانِ - وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ - الْكُفْر فَإِذَا دَخَلَ فِيمَا سَوَّلَهُ لَهُ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَتَنَصَّلَ وَقَالَ " إِنِّي أَخَاف اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ " ".
الله أكبر .. الله أكبر
وهذه هي صفة المنافقين ينادون ويهربون
وأما الخوارج القعدة : فهم الجناح الفكري والدعوي للجناح العسكري للخوارج .
هم دعاة على أبواب جهنم
قال الزَّبَيْديُّ رحمه الله في تارج العروس ( ج5ص195):
( القََعَدَةُ قَوْم من الخوارج قَعَدُوا عَنْ نُصْرةِ عليَّ بْنِ أِبي طَالبٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ وَعن مُقَاتَلَتِهِ،
وَمَنْ يَرَى رَأيَهُمْ أي الخوارج قَعَديٌّ مُحَرّكَةً، وهُمْ يَرَوْنَ التَّحكيَم حَقّاً،
غَيْرَ أنّهُمْ قَعَدُوا عَنْ الخُرُوج عَلَى النَّاس ...
والقَعَدُ:الذين لا يَمْضُونَ إلى القِتَالِ، وهو اسمٌ للجَمعِ، وبه سُمّيَ قَعَدُ الحَرُورية ـ فرقة من فرق الخوارج ـ
والقَعَدُ: الشُّراةُ ـ أيضاً فرقة من فرق الخوارج ـ الذين يُحكَّمُونَ ولا يُحَارِبونَ، وهوجمعُ قاعدٍ).اهـ
وقال الأَزْهَرِي رحمه الله في معجم تهذيب اللغة (ج3ص3006):
( القَعَدُ: جمع قَاعدٍ، والقَعَديّ من الخوارج الذي يرى رأي القَعَدة الذين يَرَوْنَ التحكيم حقّاً، غير أنهم قعدوا عن الخروج على الناس).اهـ
وقال ابنُ الأَعْرابي رحمه الله: ( القَعَدُ: الشُّرَاة ـ فرقة من فرق الخوارج ـ الذين يحكّمون لا ويُحاربون ). ([9]) اهـ
تعريف إصطلاحي لهم : فهم الذين يحرضون ويهيِّجون الناس على الخروج على حكامهم، وآثروا القعود وانصرفوا عن قتال الحكام،
وحمل السلاح لكنهم يعتبرون حركة من الحركات الخوارج الثورية. (التعريف منقول من احدى المواقع)
قال ابن حجر رحمه الله في التهذيب (ج8ص114):
( القعد الخوارج، كانوا لا يُرون بالحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة، ويدعون إلى رأيهم، ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه ).اهـ
وقال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ـ معلقاً على حديث: ذي الخويصرة من خوارج القعدة، ومبيناً خطر الخوارج القعدة ـ :
( بل العجب أنه ـ يعني ذي الخويصرة ـ وجَّه الطعن إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم، وقيل له: اعدل، وقال له : ـ يعني ذي الخويصرة ـ هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.
وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالقول والكلام،
يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أنكر عليه.
ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول.
الناس لايمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لابد أن يكون هناك شيء يثيرهم وهو الكلام.
فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقة، ودلت عليه السنة ودل عليه الواقع ). اهـ(انظر فتاوى العلماء الأكابر (ص96))ـ
وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7ص217): ( والخوارج كانوا من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ).اهـ
هؤلاء كما رأيتم ينادون للجهاد المزيف والحرب والخروج وهم جالسون قاعدون لا يخرجون .
أتسأل لعلكم تحملون الجواب :
أين الذين ينادون بالجهاد أين عدتهم المعنوية والمادية ؟؟؟
احتل الكفار افغانستان ونعقت الخوارج ولم يفعلوا شيء
احتل الكفار العراق ونعقت الخوارج ولم يفعلوا شيء
واحتل اليهود قديمًا فلسطين ونعقوا ومازالوا ولم يفعلوا شيء
لا يوجد عدة لا إيمانية ولا نفسية ولا حربية ولا عددية
وأقول لكم الحق ....
وإن وجدت لن يخرجون معكم
لأنهم يريدون مصالحهم الشخصية
وخططهم الحزبية الماسونية
اللهم احفظ هذه الأمة من السفهاء والجهال والبهائم
وكما كانوا في الماضي هم في الحاضر الشباب المتحمس الجاهل يطلق لسانه في العلماء والأكابر
ظنًاواعتقادا أنه يدافع عن الشريعة و عن إخوانه في الأراضي المحتلة ، وكان الأولى له ولغيره دعوة المسلمين بالكف عن ضرب الكفار لعدم القدرة و لأن النتائج والعواقب شديدة على المسلمين ودعوة المسلمين للإخلاص في الدعاء وبيان أهمية الدعاء لله تبارك وتعالى ، وقبل أن نشرع في مطابقة هؤلاء لأوصاف الخوارج حذو القذة بالقذة نراجع الأدلة الشرعية على القُدرة والعُدة وبيان أن بدونهما يسقط الأمر:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا
وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة 286)
يقول الإمام المحدث ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
" وَقَوْله " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " أَيْ لَا يُكَلَّف أَحَد فَوْق طَاقَته وَهَذَا مِنْ لُطْفه تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَرَأْفَته بِهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ "
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}(الطلاق 7)
قال الإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله :
" وإذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين، أو طائفة منهم لبعد دارهم، أو كثرة عددهم أو خَلَّة بالمسلمين،
أو بمن يليهم منهم جاز لهم الكف عنهم ومهادنتهم على غير شيء يأخذونه من المشركين،
وإن أعطاهم المشركون شيئاً قل أو كثر كان لهم أخذه ".(الأم للإمام الشافعي رحمه الله 4/199)
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله :
" أقل ما يفعل [أي الجهاد] مرة في كل عام ... إلا من عذر، مثل أن يكون بالمسلمين ضعف في عدد أو عدة،
أو يكون ينتظر المدد يستعين به،
أو يكون الطريق إليهم فيها مانع أو ليس فيها علف أو ماء،
أو يعلم من عدوه حسن الرأي في الإسلام فيطمع في إسلامهم إن أخر قتالهم،
ونحو ذلك مما يرى المصلحة معه في ترك القتال".(المغني 9/164)
ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى :
" وكما أن أمره ونهيه منوط بالقدرة فلا واجب مع عجز ولا حرام مع ضرورة فكذلك الحض والمنع في اليمين إنما هو مقيد بالقدرة " (إعلام الموقعين الجزء الرابع صـ 94)
من أصول الفقه على منهج أهل الحديث لزكريا بن غلام قادر الباكستاني :
" ما يتعلق بالعباد من قواعد القاعدة الأولى: التكليف مشروط بالعلم والقدرة معا
قال الله تعالى في كتابه الكريم : {لايُكَلِّفُ الله نَفْسًا إلا وُسْعهَا} (البقرة 286)
وقال أيضا: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء 15)
فهاتان الآيتان تدلان على أن حصول التكليف يكون بالقدرة والعلم معاً،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى "21/634":
" فمن استقرأ ما جاء به الكتاب والسنة تبين له أن التكليف مشروط بالقدرة على العلم والعمل،
فمن كان عاجزاً عن أحدهما سقط عنه ما يعجزه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ".
وقال أيضا في مجموع الفتاوى "8/438":
" والشريعة طافحة بأن الأفعال المأمور بها مشروطة بالاستطاعة والقدرة،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين: "صَل قائما، فإن لم تستطيع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" وقد اتفق المسلمون على أن المصلي إذا عجز عن بعض واجباتها كالقيام أو القراءة أو الركوع أو السجود أو ستر العورة أو استقبال القبلة أو غير ذلك سقط عنه ما عجز عنه، وكذلك الصيام اتفقوا على أنه يسقط بالعجز مثل الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، الذين يعجزون عن أداء وقضاء، وكذلك الحج فإنهم أجمعوا على أنه لا يجب على العاجز عنه،
وقد قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97]. انتهى "
(من أصول الفقه على منهج أهل الحديث صــ 169 )
من مقالات مفتي الأمة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى :
"وقد كان الجهاد في الإسلام على أطوار ثلاثة :
الطور الأول : الإذن للمسلمين في ذلك من غير إلزام لهم ، كما في قوله سبحانه :
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
الطور الثاني : الأمر بقتال من قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم ،
وفي هذا النوع نزل قوله تعالى :{ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} الآية
، وقوله تعالى : {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
وقوله تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
في قول جماعة من أهل العلم
وقوله تعالى في سورة النساء :{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} والآية بعدها
الطور الثالث : جهاد المشركين مطلقا وغزوهم في بلادهم حتى لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله ليعم الخير أهل الأرض وتتسع رقعة الإسلام ويزول من طريق الدعوة دعاة الكفر والإلحاد ، وينعم العباد بحكم الشريعة العادل ، وتعاليمها السمحة ، وليخرجوا بهذا الدين القويم من ضيق الدنيا إلى سعة الإسلام ، ومن عبادة الخلق إلى عبادة الخالق سبحانه ، ومن ظلم الجبابرة إلى عدل الشريعة وأحكامها الرشيدة ، وهذا هو الذي استقر عليه أمر الإسلام وتوفي عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه قوله عز وجل في سورة براءة وهي من آخر ما نزل :{ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} الآية ،
وقوله سبحانه في سورة الأنفال :{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} والأحاديث السابقة كلها تدل على هذا القول وتشهد له بالصحة ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الطور الثاني وهو القتال لمن قاتل المسلمين والكف عمن كف عنهم قد نسخ؛ لأنه كان في حال ضعف المسلمين فلما قواهم الله وكثر عددهم وعدتهم أمروا بقتال من قاتلهم ومن لم يقاتلهم ، حتى يكون الدين كله لله وحده أو يؤدوا الجزية إن كانوا من أهلها ، وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن الطور الثاني لم ينسخ بل هو باق يعمل به عند الحاجة إليه ، فإذا قوى المسلمون واستطاعوا بدء عدوهم بالقتال وجهاده في سبيل الله فعلوا ذلك عملا بآية التوبة وما جاء في معناها ، أما إذا لم يستطيعوا ذلك فإنهم يقاتلون من قاتلهم واعتدى عليهم ، ويكفون عمن كف عنهم عملا بآية النساء وما ورد في معناها ، وهذا القول أصح وأولى من القول بالنسخ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبهذا يعلم كل من له أدنى بصيرة أن قول من قال من كتاب العصر وغيرهم : أن الجهاد شرع للدفاع فقط قول غير صحيح والأدلة التي ذكرنا وغيرها تخالفه ، وإنما الصواب هو ما ذكرنا من التفصيل كما قرر ذلك أهل العلم والتحقيق ، ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم في جهاد المشركين اتضح له ما ذكرنا وعرف مطابقة ذلك لما أسلفنا من الآيات والأحاديث ، والله ولي التوفيق . "
(من مقالات الشيخ رحمه الله )
وكذلك من مقالات الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وإذا ضعف المسلمون ولم يقووا على قتال الجميع، فلا بأس أن يقاتلوا بحسب قدرتهم ويكفوا عمن كف عنهم إذا لم يستطيعوا ذلك، فيكون الأمر إلى ولي الأمر: إن شاء قاتل، وإن شاء كف، وإن شاء قاتل قوماً دون قوم، على حسب القوة والقدرة والمصلحة للمسلمين، لا على حسب هواه وشهوته ولكن ينظر للمسلمين وينظر لحالهم وقوتهم ، فإن ضعف المسلمون استعمل الآيات المكية؛ لما في الآيات المكية من الدعوة والبيان والإرشاد والكف عن القتال عند الضعف، وإذا قوي المسلمون قاتلوا حسب القدرة، فيقاتلون من بدأهم بالقتال وقصدهم في بلادهم، ويكفون عمن كف عنهم، فينظرون في المصلحة التي تقتضيها قواعد الإسلام وتقتضيها الرحمة للمسلمين والنظر في العواقب، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وفي المدينة أول ما هاجر "
من شرح الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" وقوله: «وهو فرض كفاية» . لا بد فيه من شرط، وهو أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة فإن إقحام أنفسهم في القتال إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ولهذا لم يوجب الله ـ سبحانه وتعالى ـ على المسلمين القتال وهم في مكة؛ لأنهم عاجزون ضعفاء، فلما هاجروا إلى المدينة وكوّنوا الدولة الإسلامية وصار لهم شوكة أُمروا بالقتال، وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات؛ لأن جميع الواجبات يشترط فيها القدرة، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] ، وقوله: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]
قوله: «ويجب إذا حضره» ، هذا هو الموضع الأول من المواضع التي يتعين فيها الجهاد. فيجب الجهاد ويكون فرض عين إذا حضر الإنسان القتال،
لقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [الأنفال] ،
وقد أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم: أن التولي يوم الزحف من الموبقات حيث قال: «اجتنبوا السبع الموبقات ـ وذكر منها ـ التولي يوم الزحف» ،
إلا أن الله تعالى استثنى حالين:
الأولى: أن يكون متحرفاً لقتال بمعنى أن ينصرف؛ ليعمل من أجل القتال، كأن يستطرد لعدوه فإذا لحقه كرّ عليه فقتله.
الثانية: أن يكون منحازاً إلى فئة، بحيث يذكر له أن فئة من المسلمين من الجانب الآخر تكاد تنهزم، فيذهب من أجل أن يتحيز إليها تقوية لها، وهذه الحال يشترط فيها ألاَّ يَخَاف على الفئة التي هو فيها، فإن خاف على الفئة التي هو فيها فإنه لا يجوز أن يذهب إلى الفئة الأخرى، فيكون في هذه الحال فرض عين عليه لا يجوز له الانصراف عنه.
قوله: «أو حصر بلده عدو» ، هذا هو الموضع الثاني، إذا حصر بلدَه العدوُّ فيجب عليه القتال دفاعاً عن البلد، وهذا يشبه من حضر الصف في القتال؛ لأن العدو إذا حصر البلد فإنه سيمنع الخروج من هذا البلد، والدخول إليه، وما يأتي لهم من الأرزاق، وغير ذلك مما هو معروف، ففي هذه الحال يجب أن يقاتل أهل البلد دفاعاً عن بلدهم
قوله: «أو استنفره الإمام» هذا هو الموضع الثالث "
( الشرح الممتع على زاد المستقنع - المجلد الثامن كتاب الجهاد)
وقد علمنا من التاريخ الإسلامي أن أول من ترك القدرة والعدة وهم فرقة الخوارج
الآن ننظر من هم الخوارج وما صفاتهم كما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج :
{يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}رواه البخاري
{ عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ قَالَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ قَالَ فَضَرَبَ النَّبِيُّ لَهُمْ مَثَلًا أَوْ قَالَ قَوْلًا الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ أَوْ قَالَ الْغَرَضَ فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً }رواه مسلم
وأفضل من جمع في صفات الخوارج الكاتب أبو عبد الرحمن عادل الفريدان في كتابه الذي قرأه واطلع عليه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى :
الصفة الأولى: أنهم أحداث الأسنان.
الصفة الثانية : أنهم سفهاء الأحلام – أي العقول.
الصفة الثالثة : أنهم يقولون من خير قول البرية.
الصفة الرابعة: أنهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم.
الصفة الخامسة : أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه..
الصفة السادسة : أن فيهم ضعفا في فقه دين الله، ولذا جاء أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
الصفة السابعة : أنهم يجتهدون في العبادات.
الصفة الثامنة : أنهم شر الخلق و الخليقة.
الصفة التاسعة : أن سيماهم التحليق، و في رواية التسبيت، وهو استئصال الشعر القصير.
الصفة العاشرة : أنهم يقتلون أهل الإيمان و يدعون أهل الأوثان.
الصفة الحادية عشرة : أنهم يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه.
الصفة الثانية عشرة : أنهم يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلال.
كما فعل عبد الله ابن ذي الخويصرة مع النبي صلى الله عليه و سلم.
الصفة الثالثة عشرة : أنهم يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء.
الصفة الرابعة عشرة: أنهم لا يرون لأهل العلم والفضل مكانة، ولذا زعموا أنهم أعلم من علي بن أبي طالب و ابن عباس و سائر الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم.
الصفة الخامسة عشرة : أنهم يتشددون في العبادة ،فيتعبدون و يتدينون حتى يعجبون من رآهم و تعجبهم أنفسهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه ( ولم أر قوما أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن الإبل ، ووجوهم معلنة من آثار السجود).
الصفة السادسة عشرة : أن ابن عمر يراهم شر الخلق، وقال رضي الله عنه :انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين.
الصفة السابعة عشرة : أنهم يخرجون على خير فرقة من الناس ( خ 6933).
الصفة الثامنة عشرة : أن قول الله تعالى ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ...) الآية ( التوبة 5 .
نزلت في عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي مبدأ الخوارج ( خ 6933) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
الصفة التاسعة عشرة : أنهم لاتجاوز صلاتهم تراقيهم ( م 2467) من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.
الصفة العشرون : الأجر العظيم لمن قتلهم قال علي أبن ابي طالب رضي الله عنه :
(لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ماقضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا على العمل ) (د 476.
وكما نرى في صفاتهم أنهم شباب حماسيون ثوريون لا يفقهون كثير من ما يقولون فيصيبون الأمة بالعظائم ...
ولو تجردنا للحق لرأينا الكثير من هذه الصفات في خوارج اليوم
جماعات كانت مثل : الإخوان و مدرسة اسكندرية الحزبية و جمعية إحياء التراث ..إلخ .
أو أفراد أمثال : أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب و أحمد النقيب ..إلخ
هؤلاء من أهل مصر وسلمان العودة وسفر الحوالي من أهل المملكة ... إلخ
ولله الحمد لم يمر أحد من أهل البدع دون أن يضرب بسياط أهل الحديث الذي هو القرآن والسنة وفهم السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين
ولله الحمد السلفيون لا يأبون بهؤلاء البتة ولكن الأتباع الجهال الذي يجلسون أمامهم يظنون أنهم أعلم أهل الأرض ولكن من درس أقل شيء في العلم الشرعي علم بأن هؤلاء حمقى وجهال ورب العزة ...
أناشد المسلمين بأن يتعلموا العلم الشرعي ومتابعة أهل العلم السلفيين والإخلاص في القول والعمل وعدم الإلتفات إلى كل ناعق أحمق ...
فتاوى العلماء في النوازل العصرية
ولن أسرد لكم إلا فتوى واحدة لأنني أطالت عليكم وهي فتوى لمفتي المملكة أعزها الله بالطاعة :
الرياض- وكالة الأنباء السعودية
حذّر مفتي السعودية العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب السعودي "المتحمس لدينه" من التحول إلى " أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، مشيراً إلى أنه يتم استغلال هؤلاء الشبان لتنفيذ "أهداف مشينة" والقيام بـ"عمليات قذرة، هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل".
وأشار المفتي في كلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية الاثنين 1-10-2007، إلى أن الشبان السعوديون الذين يغادرون بلادهم " قاصدين الجهاد في سبيل الله (...) لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل".
وأضاف: " سبق أن حذرنا، وحذر غيرنا، من الذهاب للخارج بهذه الحجة، لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة.
وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة عصيان ولي أمرهم، والافتيات عليه، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني".
كما " وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة، بإجماع أهل الحل والعقد، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب. ما أدى إلى وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة".
كما تم " استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها. وهذا من أخطر الأمور، إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها ".
وزاد: " معلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها
والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر. بل إن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم، وأكدوا عليه في كلامهم (...) وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته. وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية ".
واعتبر المفتي أن من يستغل حماسة الشباب للجهاد " إما جاهل بحقيقة الحال؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده، وفي المسلمين، وفي هؤلاء الشباب، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا.
وإما رجل يعرف حقيقة الحال، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد، وهذا خطر عظيم ".
وأوصى الشيخ الشباب السعودي "بطاعة الله قبل كل شيء، ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم. هذا مقتضى الشريعة.
وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين.
كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس ، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع ".
وآخيرا نقول لإخواننا في فلسطين كما نقل بعض إخواننا الأحبة من صحيح الدعاء على الكفرة الفجار :
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
رَبّنا انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
رَبِّ نَجِّنَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
اللّهُـمَّ أَنْتَ عَضُـدُنا، وَأَنْتَ نَصـيرُنا، بِكَ نحـولُ وَبِكَ نصـولُ وَبِكَ نقـاتِل
ربا إنا مَغْلُوبون فَانْتَصِرْ
َلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
اللّهُـمَّ إِنّا نَجْـعَلُكَ في نُحـورِهِـم، وَنَعـوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهـمْ
اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ
اللَّهُمَّ مَزِّقْهُم كُلّ مُمَزَّق
اللهم امَلأَ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً
اللَّهُمَّ عليك بالكافرين اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى الكافرين، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَاعليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ
رَبَّنَا أعنّا ولا تُعِنْ عَلَينا، وانصُرْنا ولا تَنْصُرْ عَلَينا، وامكُرْ لنا ولا تَمْكُرْ عَلَينا ، واهدنا ويَسِّر الهُدَى إلينا، وانصرنا على من بَغَى عَلَينا
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مُجْرِىَ السَّحَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ،هَازِمَ الأَحْزَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ
اللّهُمّ انْصُرْنا عَلَى مَنْ يَظْلِمُنا، وخُذْ مِنْهُ بِثَأْرِنا
اللهم انصرنا على عدونا ، وأرنا فيه ثأرنا
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ،وَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، و لا يؤمنون بوَعْدِكَ ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتهم ، و أَلْقِ في قلوبِهِمُ الرعبَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ الْحَقِّ ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء
اللَّهُمَّ آتنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لنا مَا وَعَدْتَنا، اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الأمة لاَ تُعْبَدْ في الأَرْضِ
اللهم أنْجِ المُسلِمين،اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اللهم آمين
ونسأل الله تعالى أن يحفظ شعب فلسطين من الجمعيات الحزبية وأصحاب المصالح الشخصية والحزبية
اللهم آمين
كتبه
العبد الفقير
أَبُو مالِكٍ آدم يَحْيى الأمْرِيكِيِّ
الأحد 7 محرم 1430 هـ - الموافق 4 يناير 2009 م