الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:-
هذه الخطبة ضمن سلسلة خُطب شيخنا الفاضل/
أحمد بن محمد العتيق حفظه الله تعالى
خطيب جامع برزان في حائل
وهي بعنوان:-
!! المحافظة على الضروريات الست من السياسة الداخلية في الإسلام !!
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛
من الله يهده فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى واعلموا أن دين الإسلام دين رحمة, في مقاصده العظيمة, وقواعده, وتشريعاته.
فهو رحمة في الحرب والسلم,, ورحمة في الشدة والرخاء،
ورحمة في الضيق والسعة, ورحمة في الإثابة والعقوبة,
ورحمة في الحكم والتنفيذ, ورحمة في كل الأحوال.
ولتحقيق هذه الرحمة جاء الإسلام بحفظ الضروريات الست التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا,
بحيث إذا فُقِدَت ضاعت مصالح العباد والبلاد, وفسدت أحوالهم.
وهذه الضروريات الست هي:
الدين والنفس والعقل والنسب والعرض والمال.
والمحافظة عليها هي السياسة الداخلية الحقيقية التي يجب أن تتولاها كل دولة إسلامية على وجه الأرض,
حيث بينت نصوص الكتاب والسنة بالاستقراء
أن السياسة الداخلية في الإسلام مدارها على ست جواهر:
الجوهرة الأولى:
الدين: جاء الإسلام بالمحافظة عليه
وذلك بما يلي:
1.نشر العقيدة السلفية الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,
وما كان علية الصحابة رضي الله عنهم في المسجد والمدرسة والجامعات .
2.حماية المجتمع المسلم من كل فكرٍ دخيل يضر بعقيدة المسلمين.
قتل من ارتدَّ عن الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ بدّل دينه فاقتلوه ).
فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام
وجب على ولي الأمر أن يستتيبه فإن تاب وإلا قُتل.
ويدخل في ذلك:
محاربة المشعوذين, والمشتغلين بالكهانة والسحر وادعاء معرفة المغيبات, وتطهير المجتمع منهم.
الجوهرة الثانية:
الأنفس: فقد جاء الإسلام بالمحافظة عليها,
فشرع الله القصاص زجراً لمن سولت له نفسه بالقتل, وحمايةً لدم المسلم. قال تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى )،
وقال عليه الصلاة والسلام: ( زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم ).
ونهى الشارع الحكيم عن قتل المسلم نفسه, أو فعل ما يؤدي إلى هلاكها.
ويدخل في ذلك:
حماية البلاد والمجتمع من كل ما يخل بأمنها وينشر الرعب والخوف في المجتمع, ويتسبب في ترويح الآمنين وسفك دمائهم.
الجوهرة الثالثة:
العقول: جاء الإسلام بالمحافظة عليها وذلك بتحريم جميع ما يضر عقل المسلم،
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما أسكر كثيرة فقليله حرام )،
وأمر الشارع بجلد شارب الخمر.
وأخطر من الخمور:
استعمال الحشيش والمخدرات.
الجوهرة الرابعة:
الأنساب: وللمحافظة عليها
حرم الشارع الحكيم الزنا،
وأمر بجلد الزاني البكر ورجم الزاني المحصن،
وسدَّ جميع الطرق الموصلة إلى الزنا،
وذلك أن الله تعالى:-
أمر بالحجاب ونهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية ولو كانت من الأقارب،
ونهى عن سفر المرأة بغير محرم،
وأمر النساء بالقرار في البيوت،
وأمر بغض البصر،
ونهى المرأة عن الخضوع بالقول، والتميع بالكلام، حتى لا يطمع مَنْ في قلبه مرض،
ويلزم من ذلك:
منع المرأة من الدخول في ميادين العمل ومجالات الحياة التي تُلْجِئها إلى الاختلاط بالرجال في أي تخصص كان,
سواء كان في التعليم, أو الطب أو الاقتصاد, أو الإعلام, أو غير ذلك.
وولي المرأة والدولة مسؤولان أمام الله في هذا الباب,
والتساهل في ذلك يعتبر من تضييع الأمانة وغش الرعية وعدم النصح لها,
وسبب لنشر الفواحش والفساد.
ومما يتعلق بحفظ الأنساب:
أمر الشباب بالزواج وبيّن أنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين, وأن يحفظ للأمة أمنها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفُوا أحد،
فاطر السماوات والأرض، جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةً مثنى وثلاث ورباع،
يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير،
ما يفتحِ الله للناس من رحمةٍ فلا مُمسكَ لها، وما يُمسك فلا مُرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
الجوهرة الخامسة:
الأعراض: ولأجل المحافظة عليها
نهى الشارع عن الغيبة والبهتان وإلقاء التهم جزافا,
ونهى عن تتبع العورات,
ونهى عن القذف,
وشرع الله جلد القاذف ثمانين جلدة إذا لم يأت بأربعة شهود.
الجوهرة السادسة:
الأموال: ولأجل المحافظة عليها
حرّم الله أخذ الرشوة,
ونهى عن المعاملات المبنية على الغرر والجهالة, أو الخداع والتغرير,
وحرَّم الله أكل الربا
وكذلك أمر بقطع يد السارق,
( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
فتبيّن من ذلك أنه:
من الواضح أن اتّباع الكتاب والسنة كفيلٌ للمجتمع بجميع مصالحه الداخلية والخارجية
( وَلَكِنِّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون ).
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين.
** الى هنا وتنتهي خطبة شيخنا سلمه الله.
وجزاهـ الله عنّا وعن المسلمين خير الجزاء
وجعل الله الفردوس من الجنة له منزلاً ومستقراً
ونفع الله بها جميع المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذه الخطبة ضمن سلسلة خُطب شيخنا الفاضل/
أحمد بن محمد العتيق حفظه الله تعالى
خطيب جامع برزان في حائل
وهي بعنوان:-
!! المحافظة على الضروريات الست من السياسة الداخلية في الإسلام !!
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛
من الله يهده فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى واعلموا أن دين الإسلام دين رحمة, في مقاصده العظيمة, وقواعده, وتشريعاته.
فهو رحمة في الحرب والسلم,, ورحمة في الشدة والرخاء،
ورحمة في الضيق والسعة, ورحمة في الإثابة والعقوبة,
ورحمة في الحكم والتنفيذ, ورحمة في كل الأحوال.
ولتحقيق هذه الرحمة جاء الإسلام بحفظ الضروريات الست التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا,
بحيث إذا فُقِدَت ضاعت مصالح العباد والبلاد, وفسدت أحوالهم.
وهذه الضروريات الست هي:
الدين والنفس والعقل والنسب والعرض والمال.
والمحافظة عليها هي السياسة الداخلية الحقيقية التي يجب أن تتولاها كل دولة إسلامية على وجه الأرض,
حيث بينت نصوص الكتاب والسنة بالاستقراء
أن السياسة الداخلية في الإسلام مدارها على ست جواهر:
الجوهرة الأولى:
الدين: جاء الإسلام بالمحافظة عليه
وذلك بما يلي:
1.نشر العقيدة السلفية الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,
وما كان علية الصحابة رضي الله عنهم في المسجد والمدرسة والجامعات .
2.حماية المجتمع المسلم من كل فكرٍ دخيل يضر بعقيدة المسلمين.
قتل من ارتدَّ عن الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ بدّل دينه فاقتلوه ).
فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام
وجب على ولي الأمر أن يستتيبه فإن تاب وإلا قُتل.
ويدخل في ذلك:
محاربة المشعوذين, والمشتغلين بالكهانة والسحر وادعاء معرفة المغيبات, وتطهير المجتمع منهم.
الجوهرة الثانية:
الأنفس: فقد جاء الإسلام بالمحافظة عليها,
فشرع الله القصاص زجراً لمن سولت له نفسه بالقتل, وحمايةً لدم المسلم. قال تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى )،
وقال عليه الصلاة والسلام: ( زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم ).
ونهى الشارع الحكيم عن قتل المسلم نفسه, أو فعل ما يؤدي إلى هلاكها.
ويدخل في ذلك:
حماية البلاد والمجتمع من كل ما يخل بأمنها وينشر الرعب والخوف في المجتمع, ويتسبب في ترويح الآمنين وسفك دمائهم.
الجوهرة الثالثة:
العقول: جاء الإسلام بالمحافظة عليها وذلك بتحريم جميع ما يضر عقل المسلم،
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما أسكر كثيرة فقليله حرام )،
وأمر الشارع بجلد شارب الخمر.
وأخطر من الخمور:
استعمال الحشيش والمخدرات.
الجوهرة الرابعة:
الأنساب: وللمحافظة عليها
حرم الشارع الحكيم الزنا،
وأمر بجلد الزاني البكر ورجم الزاني المحصن،
وسدَّ جميع الطرق الموصلة إلى الزنا،
وذلك أن الله تعالى:-
أمر بالحجاب ونهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية ولو كانت من الأقارب،
ونهى عن سفر المرأة بغير محرم،
وأمر النساء بالقرار في البيوت،
وأمر بغض البصر،
ونهى المرأة عن الخضوع بالقول، والتميع بالكلام، حتى لا يطمع مَنْ في قلبه مرض،
ويلزم من ذلك:
منع المرأة من الدخول في ميادين العمل ومجالات الحياة التي تُلْجِئها إلى الاختلاط بالرجال في أي تخصص كان,
سواء كان في التعليم, أو الطب أو الاقتصاد, أو الإعلام, أو غير ذلك.
وولي المرأة والدولة مسؤولان أمام الله في هذا الباب,
والتساهل في ذلك يعتبر من تضييع الأمانة وغش الرعية وعدم النصح لها,
وسبب لنشر الفواحش والفساد.
ومما يتعلق بحفظ الأنساب:
أمر الشباب بالزواج وبيّن أنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين, وأن يحفظ للأمة أمنها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفُوا أحد،
فاطر السماوات والأرض، جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةً مثنى وثلاث ورباع،
يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير،
ما يفتحِ الله للناس من رحمةٍ فلا مُمسكَ لها، وما يُمسك فلا مُرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
الجوهرة الخامسة:
الأعراض: ولأجل المحافظة عليها
نهى الشارع عن الغيبة والبهتان وإلقاء التهم جزافا,
ونهى عن تتبع العورات,
ونهى عن القذف,
وشرع الله جلد القاذف ثمانين جلدة إذا لم يأت بأربعة شهود.
الجوهرة السادسة:
الأموال: ولأجل المحافظة عليها
حرّم الله أخذ الرشوة,
ونهى عن المعاملات المبنية على الغرر والجهالة, أو الخداع والتغرير,
وحرَّم الله أكل الربا
وكذلك أمر بقطع يد السارق,
( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
فتبيّن من ذلك أنه:
من الواضح أن اتّباع الكتاب والسنة كفيلٌ للمجتمع بجميع مصالحه الداخلية والخارجية
( وَلَكِنِّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون ).
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين.
** الى هنا وتنتهي خطبة شيخنا سلمه الله.
وجزاهـ الله عنّا وعن المسلمين خير الجزاء
وجعل الله الفردوس من الجنة له منزلاً ومستقراً
ونفع الله بها جميع المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.