بسم الله الرحمن الرحيم
التكفير وبيان خطره وأدلة ذلك
حقيقة التكفير هي الحكم على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ويصلي ، ويزكي ، ويصوم ، ويقرُّ بسائر أركان الإسلام الحكم عليه بأنَّه كافرٌ ؛ حلال الدم والمال ، وهذا لايحصل إلاَّ عند انحراف الفكر ، وتحول العقيدة ، فلا يحصل ذلك من مسلمٍ سليم العقيدة ؛ صحيح الفكر ؛ ذلك لأنَّ الأدلة الإسلامية كلها منصبَّة على أنَّ من شهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ، واعتقد فرضية الصلوات الخمس ، وفرضية الزكاة في أنصبتها المحددة ، وفرضية صيام رمضان ، وحج البيت ، واعتقد حرمة دم المسلم ، وماله ، وعرضه ؛ فهو المسلم الذي يجب اعتقاد أخوته للمسلمين ، وتعاونه معهم في أداء الواجبات بقطع النظر عن جنسيته ، ولونه ، وبعده في النسب وقربه ، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى أو تحصر ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ) وما أمروا إلاَّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( ويقول : ) إنَّما المؤمنون إخوة ( والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لايحل دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله إلاَّ بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ويقول : (( المسلم أخو المسلم لايظلمه ، ولايسلمه ، ولايخذله )) فمن كفَّر أخاه المسلم بدون ما يوجب الكفر شرعاً من شركٍ أكبر ، وكفر صريح لايحتمل التأويل ؛ من جحود فرضٍ مجمعٍ عليه أو استحلال محرَّمٍ مجمعٍ على تحريمه أو تحريم حلال مجمعٍ على حله أو إنكار ركنٍ من أركان الإيمان الستة ؛ أقول من كفَّر مسلماً بدون تعاطيه لواحدٍ من هذه المكفرات ؛ فهو تكفيري خارجي إرهابي ، ومعلومٌ لدى الجميع أنَّه لايحصل ذلك إلاَّ ممن ابتلي بمن حوَّل عقيدته وفكره من المضللين الخوارج ، وهذا مجرَّبٌ ، ومعروف .
المبحث الثاني : نشأة التكفير في عهد السلف الصالح : -
أمَّا نشأة التكفير في عهد السلف الصالح فأول نشأته هو ما ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (( بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعـة نفر : الأقرع بن حابس الحنظلي ، وعيينة بن بدر الفزاري ، وعلقمة بن علاثة العامري ، ثم أحد بنى كـلاب وزيد الخير الطائي ، ثم أحد بنى نبهان ؛ قال فغضبت قريش فقالوا : أتعطي صناديد نجد وتدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم ، فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين ؛ غائر العينين ؛ ناتىء الجبين ؛ محلـوق الرأس ، فقـال : اتق الله يا محمد ؛ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ؛ قال : ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من ضئضئ هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميـة لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )) رواه البخاري ومسلم من طريق أبي سعيد رضي الله عنه وروى البخاري برقم 1614 من طريق أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسـلم قال : (( يخرج أناسٌ من قبل المشرق يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، ثمَّ لايعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوَقِه )) فهذه القصة بهذا الحديث هي أول ما ورد من أخبارهم .
وقد تحقق ذلك في زمن عثمان رضي الله عنه حيث اجتمع عليه جماعة من الخوارج ، فحصروه في بيته ، ثم قتلوه وفي عهد علي رضي الله عنه حين كان القتال بينه وبين معاوية رضي الله عنه فرفع أصحاب معاوية المصاحف وقالوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فأمر عليٌّ أصحابه بالاستمرار في القتال ، فأبوا ولمَّا توقف القتال سعى قومٌ بين علي ومعاوية في الصلح ، واتفقوا على أن يحكِّموا حكمـين فقـالت الخوارج الذين كانوا في أصحاب علي لعلي : كفَرْتَ لأنَّك حكَّمت الرجال ، والله يقول : ) إن الحكم إلاَّ لله ( فلمَّا رجعوا إلى العراق أعلنوا كفر علي رضي الله عنه فقاتلهم علي بعد أن أرسل إليهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، فناظرهم ، فرجع منهم جماعة ، وقتل منهم عددٌ كبير في موقعة النهروان .
وما زالت الخوارج تخرج بين حينٍ وآخر ، فتقاتلهم الولاة وتقتلهم ، وتقوى شوكتهم أحياناً وتضعف أحياناً ؛ غير أنَّه لم تقم لهم دولة من زمن عثمان رضي الله عنه إلى الآن ، وتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ؛ كلما خرج قرن قطـع قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِراضهم الدجال )) رواه ابن ماجة ، وقد حسنه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2455 .
المبحث الثالث : نشأة التكفير في هذا الزمن : -
أمَّا نشأة التكفير في هذا الزمن ، فالذين أحيوا مذهب التكفير في هذا العصر هم جماعة الإخوان المسلمون ، وإليك ما يثبت ذلك ؛ لتكون من هذه الجماعة على حذر ، فهذا سيد قطب قد كفَّر أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كما في ج4 / 2122 من تفسيره في ظلال القرآن حيث يقول : " إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ، ولامجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي " وقال قريباً من ذلك في تفسير سورة يونس بل زعم فيها أنَّ مساجد المسلمين معابد وثنية ، وحرض على الانقلابات في تفسير سورة الأنفال وزعم أنَّ الإسلام يأمر بذلك ، وقال في تفسير سورة الأنعام في ج2 / 1057 : " ولقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلاَّ الله ؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلاَّ الله ، وإن ظـل فريقٌ منها يردد على المآذن : لا إله إلاَّ الله دون أن يدرك مدلولها " وفي ج3 / 1634 من تفسيره يقول : " إنَّ المسلمين الآن لايجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لايوجدون ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتـاج إلى علاج " قال الشيخ عبد الله بن محمد نجمي في رسالته منبع الإرهاب المعاصر " ولقد شهد على تكفير سيـد قطب للمجتمعات الإسلاميـة كبار الإخـوان المسلمون : فهـذا يوسف القرضاوي الإخواني يقول في كتابه أولويات الحركة الإسلامية ص110 : " في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب ؛ التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره الذي ينضح بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد على الناس كافة " وقال فريد عبد الخالق أحد قادة الإخوان المسلمين في ميزان الحق ص115 : " إنَّ نشأت فكرة التكفير بدأت من بعض شباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وبداية الستينات وأنَّهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته ، وأخذوا منها أنَّ المجتمع في جاهلية ، وأنَّه قد كفر حكَّامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك " اهـ قلت : وقد اعترف جماعةٌ من المفجرين الذين ظهروا على شاشة التلفاز السعودي بأنَّهم أخذوا فكرة التكفير من كتب سيد قطب ، وبالأخص كتاب في ظلال القرآن ، وهذا فيه ردٌّ على هؤلاء الذين يقولون أنَّ ما حملهم على ذلك إنَّما هو البطالة أو غير ذلك .
قلت : فهل بقي شكٌّ في أنَّ نشأت التكفير في هذا العصر كانت من عند الإخوان المسلمـون وإن أردت أيها القارئ أو السامع أن أزيدك تأكيداً أنَّ الإخوان المسلمون هم منبع الإرهاب في هذا العصر ، فاقرأ في الجزء الأول من كتاب قافلة الإخوان المسلمون لعباس السيسي وهو واحدٌ منهم اقرأ في ص258 مقتل القاضي أحمد بك الخازندار غيلة من قبل الإخوان المسلمـون وفي ص267 حادث نسف شركة إعلانات الشرقية ، وفي ص269 والصفحة بعدها حادث السيارة الجيب ، وفي ص271 محطة اللاسلكي حيث وجدت فيها ألغام زرعت من قبل أحد الإخوان المسلمين ، وفي ص272 – 273 ذكر الإخوان المتهمين في قضية سيارة الجيب ، والحكم عليهم وفي ص275 أمرٌ عسكري بحل جماعة الإخوان ، وفي ص281 قرار حل جماعة الإخوان ، ونصُّ بيان القرار في صفحة 281 و282 و283 وفي ص285 محاولة نسف محكمة الإستئناف ، وفي ص286 مقتل النقراشي في وزارته غيلة من أحد الإخوان المسلمين ؛ كل هذا موجودٌ في آخر الجزء الأول من قافلة الإخوان المسلمون لعباس السيسي ؛ وهو أحد معتنقي هذا المنهج ؛ وهو المسجل للوقائع ، والمعترف بها ، وكل هذا وغيره حصل في حياة حسن البنا في الأعـوام 1947 – 1948م أليس في هذا دليل واضح بأنَّ الإخوان المسلمين حزبٌ تكفيري يستعمل العنف ، والتفجير ؛ وهو الإرهاب الذي يعنيه العصر الحاضر .
المبحث الرابع : حكم التكفير : -
أمَّا حكم التكفير للمسلم الذي لم يصنع ما يوجبه فهو حرامٌ تحريماً قطعياً ؛ للأدلة الدالة على ذلك ، فقد روى البخاري في كتاب الأدب من صحيحه الباب رقم ( 44 ) باب ما ينهى عن السباب واللعن حديث ثابت بن الضحاك - وكان من أصحاب الشجرة – حدثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال ، وليس على ابن آدم نذرٌ فيما لايملك ومن قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عذب به يوم القيامة ، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله )) ومن حديث عبد الله بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر أنَّ أبا الأسود الدِّيلي حدَّثه عن أبي ذر رضي الله عنه أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لايرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلاَّ ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك )) قال الحافظ ابن حجر : " وفي رواية للإسماعيلي : (( إلاَّ حار عليه )) وفي رواية أخرى : (( إلاَّ ارتدت عليه )) يعني رجعت عليه و (( حار )) بمهملتين ؛ أي رجع ، وهذا يقتضي أنَّ من قال لآخر أنت فاسقٌ أو قال له أنت كافرٌ ، فإنَّ كان ليس كما قال كان هو المستحق للوصف المذكور ..." إلى أن قال : " ووقع في رواية مسلم بلفظ : (( من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلاَّ حار عليه )) ذكره في أثناء حديث في ذم من ادعى إلى غير أبيه ... " إلى أن قال الحافظ رحمه الله : " قال النووي : اختلف في تأويل هذا الرجوع فقيل : رجع عليه الكفر إن كان مستحلاً ، وهذا بعيدٌ من سياق الخبر ، وقيل محمولٌ على الخوارج لأنَّهم يكفرون المؤمنين " اهـ .
قلت : وهذا أمرٌ مشاهدٌ في الخوارج ؛ ثابتٌ عنهم بالتواتر ؛ قديماً وحديثاً ، وإلاَّ فما الذي حملهم على قتل خيار المؤمنين ، فهم الذين قتلوا عثمان بن عفان ، وقتلوا علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين غِيلةً ، فهم لم يفعلوا ذلك إلاَّ بعد أن حكموا عليهم بالكفر ؛ إذ أنَّ من مبدأهم التكفير بالكبيرة .
وفي زمننا هذا ما قتلوا من قتلوا من المسلمين والمستأمنين إلاَّ بعد أن استحلوا سفك دمائهم وإزهاق أرواحهم ، وإتلاف أموالهم ، واستحلوا إخافة المسلمين والمستأمنين ، وإشاعة الرعب بينهم ، وشوهوا صورة الإسلام أمام الأعداء ؛ أي أمام أعداء الإسلام والمسلمين ؛ لم يفعلوا هذا كله إلاَّ نتيجة لتكفيرهم للمسلمين جميعاً ولاةً ورعية ؛ علماء وأميين ؛ قادةً متبوعين وتابعين ؛ مع العلم أنَّ الخوارج في كل زمن يتبعون في تكفيرهم للمسلمين أموراً وهمية ، فهم يكفرون بالذنب وهم واقعون في نظيره ، وقد يكون الذنب الذي كفروا به غير موجود فيمن كفَّروه ؛ بل هو مختلقٌ فيه ، ومكذوبٌ عليه ، وقد يكون أنَّهم يزعمون ذنباً ما ليس بذنب ، ومكفراً ما ليس بمكفر يحملهم على ذلك الهوى ، ويسوقهم إليه الرغبة في التكفير بغير علم عندهم ولاتحقيق فلذلك أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهم شر الخلق والخليقة ، وأنَّهم كلاب النـار وأنَّهم شرُّ قتلى تحت أديم السماء ، فهل بعد هذه الأوصاف من مقال يكون أشدَّ ذماً من هذا الذم ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في ج28 / 512 – 518 : " وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحـاديث بقتـال الخـوارج ؛ وهي متواترة عند أهل العلم بالحديث ؛ قال الإمام أحمد رحمه الله : صحَّ الحـديث في الخوارج من عشرة أوجه ، وقد رواها مسلمٌ في صحيحه ، وروى البخاري منها ثلاثة أوجه : حديث علي ، وأبي سعيد الخدري وسهل بن حنيف ، وفي السنن ، والمسانيد طرق أخر متعددة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفتهم : (( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ؛ أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ؛ لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وهؤلاء قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمن معه من الصحابة ، واتفق على قتلهم سلف الأمة وأئمتها لم يتنازعوا في قتالهم كما تنازعوا في القتال يوم الجمل وصفين ؛ فإنَّ الصحابة كانوا في قتال الفتنة ثلاثة أصناف : قومٌ قاتلوا مع علي رضي الله عنه ، وقومٌ قاتلوا مع من قاتله ، وقومٌ قعدوا عن القتال لم يقاتلوا واحدةً من الطائفتين . وأمَّا الخوارج فلم يكن فيهم أحدٌ من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحدٌ من الصحابة .... " إلى أن قال : " فإنَّ الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم ، وإنَّما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين في مذهب مالكٍ ، وأحمد ، وفي مذهب الشافعي أيضاً نـزاع في كفرهـم " اهـ .
المبحث الخامس : مخاطر التكفير ، وعواقبه الوخيمة : -
من مخاطر التكفير وعواقبه الوخيمة ما يلي :
1- نقض العهود ؛ والتي أخذها الولاة على رعاياهم ، فإنَّ من كفَّر الوالي رأى أنَّه لايستحق الوفاء ، ونقض العهد من كبائر الذنوب قال تعالى : ) والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ( .
2- استباحة دم الوالي عند من كفَّره ، واستباحة دماء عمَّاله .
3- استباحة منازعته ، والخروج عليه .
4- استباحة دماء المسلمين عند من كفَّروهم ، واستباحة دماء المستأمنين من باب أولى .
5- استباحة قتلهم ، وقتالهم ؛ ناسين أو متناسين قول الله عز وجل : ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنَّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً ( .
6- ويترتب على ذلك استباحة أعراضهم ، فيكذبون فيهم ، ويفترون عليهم ، وينسبون إليهم ما ليس فيهم .
7- ويترتب على ذلك استباحة إتلاف أموالهم أو أخذها من هؤلاء المكفرين ؛ أي أنَّ المكفرين يأخذون أموال الذين كفروهم .
8- نشر الفوضى في المجتمعات الإسلامية ، وإذهاب الأمن ، والثقة بينهم .
9 – زرع اختلاف الكلمة ، وغرس بذور الفرقة .
10- امتداد أطماع الأعداء ؛ الذين هم أعداء الإسلام والمسلمين في الإستيلاء عليهـم واستغلال ثرواتهم ، ومواردهم .
11- ومتى استولى على المسلمين أعداؤهم أذاقوهم الهوان ، والنكال ، وحكموهم بقوانينهم الكفرية .
12- ومن هنا نعلم أنَّ الخوراج الإرهابيين أذاهم حاصلٌ على الأمة كلها القائد والمقـود والعامي والمثقف ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير، فلايبقى أحدٌ إلاَّ وسيصل إليه قسطه من الضرر .
أرجو أن يكون هذا البيان مقنعٌ لكل عاقلٍ بأنَّ الخوارج الإرهابيين قوم ضلال وسوء ، وحزب تخريب وإفساد ، ودعاة شر ؛ تترتب على أعمالهم التخريبية مفاسد لاتحصى ، وعواقب وخيمة لاتعد ، وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي
3 / 1 / 1426 هـ
المصدر: مكتبة الشيخ النجمى رحمه الله