عاجل -للدفاع عن المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-

[أبو أنس السلفي البليدي]

السلام عليكم
الرجاء ممن يستطيع أن ينظر في المرجع الذي ذكروه في هذه الفتوى-زعموا-

أحد الشيعة وضعها في أحد المنتديات وقذف السلفييين بأنهم مشركون ليتوسلوا بالصالحين

أقال محمد بن عبد الوهاب :
في مجموعة فتاويه ص 68، 69


(لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبى خاصة، )

عن كتاب الإخوان المسلمون

[أبو محمد فضل بن محمد]

هذا ما سمح به الوقت :

أولاً :

هذا ليس كلام الشيخ رحمه الله ، بل هو من نص السؤال الذي وجه له ، ضمن إحدى عشرة مسألة سئل عنها الشيخ فأجاب ، و النص هو : " العاشرة : قولهم في الاستسقاء : لا بأس بالتوسل بالشيوخ والعلماء المتقين ، وقولهم : يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح ، وقيل : يستحب ، قال أحمد : إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ، " أي يستشكل قولهم هذا مع قولهم " إنه لا يستغاث بمخلوق " كما قال الشيخ في الجواب ثم بين الفرق .
فهذا من التلبيس الذي يستحق صاحبه عليه التعزير ، ويستحق من يشيعه عالما عامدا ما ورد في مشيع الخبر الكاذب من الوعيد أن يشرشر من شدقه إلى قفاه و من شدقه إلى قفاه .

ثانــيًــا :

ليست هذه المسألة من الشرك في شيء ، لكن هؤلاء لجهلهم لا يفرقون بين الأمرين ، أو لسوء قصدهم يعرفون الفرق و يكذبون قصد التلبيس و التشغيب وقد صدق القائل فيهم : ( من البسيط ) :
إن الروافض قوم لا خلاق لهم ........ من أجهل الناس في علم و أكذبه
فهم قبحهم الله لا ينفكون عن إحدى هاتين السوأتين .
و لا أظن القرضاوي ـ مع فعله الأفاعيل ـ تخفى عليه هذه المسألة أو يجرؤ هذه الجرأة ، فربما كان يتكلم عن التوسل مجردًا و ينقل كلام شيخ الإسلام فيه وذكره للخلاف و تسويغه الاجتهاد في مثله و تركه الإنكار على المخالف فيه ، فجاء هؤلاء الأفاكون و اجتزءوا هذه العبارة ليخدعوا بها الأغرار الأغمار .
قال الشيخ محمد رحمه الله في الموضع المذكور : " فالفرق ظاهر جدًّا ، وليس الكلام مما نحن فيه ..... ولا إنكار في مسائل الاجتهاد ، لكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره ، يطلب فيه تفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، وإعطاء الرغبات . فأين هذا ممن يدعو الله مخلصًا له الدين لا يدعو مع الله أحدًا ، ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك ، أو بالمرسلين ، أو بعبادك الصالحين ، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده ، لكن لا يدعو إلّا الله مخلصًا له الدين ، فأين هذا مما نحن فيه ؟! " اهـ .
و قال الشيخ سليمان بن عبد الله ابن شيخ الإسلام رحمهم الله : " واعلم أن التوسّل بذات المخلوق أو بجاهه غير سؤاله ودعائه ، فالتوسُّل بذاته أو بجاهه أن يقول : اللهم اغفر لي وارحمني و أدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه و على آله وسلم ، أو بجاه نبيك محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم و نحو هذا ، فهذا بدعة ليس بشرك .
وسؤاله ودعاؤه هو أن يقول : يا رسول الله أسألك الشفاعة ، أو أنا في كرب شديد فرج عني ، أو استجرت بك من فلان فأجرني و نحو ذلك فهذا كفر وشرك أكبر ينقل صاحبه عن الملة ، لأنه صرف حق الله لغيره ، لأن الدعاء عبادة لا يصلح إلا لله ، فمن دعاه فقد عبده و من عبد غير الله فقد أشرك و الأدلة على هذا أكثر من أن تحصر .
و كثير من الناس لا يميز و لا يفرق بين التوسل بالمخلوق أو بجاهه وبين دعائه وسؤاله فافهم ذلك وفقنا الله و إياك لسلوك أحسن المسالك .
وبذلك يظهر جواب المسألة الثانية وهي : إذا وجد نحو ذلك في تصنيف بعض العلماء هل له محمل أم لا ؟ و الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم " اهـ . الدرر السنية (2/ 165, 166)

ثالــثًــا :

مع كون المسألة كذلك فليس اختيار الشيخ ما افتروا عليه بل اختيار الشيخ في المسألة هو ما ذهب إليه جمهور العلماء رحمهم الله ، قال رحمه الله : " وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه ، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، ولو كان الصواب عندنا : قول الجمهور : إنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ؛ ولا إنكار في مسائل الاجتهاد " اهـ
و قال قبل هذا : " فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم " هذا يدل على توهينه لهذا القول .
و لعله يقصد بالكراهة ما كان يقصده السلف في إطلاقهم و هو التحريم و يشعر بذلك قوله : " أكثر العلماء ينهى عن ذلك .. " .
و قال الشيخ سليمان رحمه الله : " و أما التوسُّل بجاه المخلوقين ، كمن يقول : اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحو ذلك فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأكثر العلماء على النهي عنه ، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى أنه بدعة إجماعًا ، و لو كان الأنبياء و الصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم" اهـ . الدرر السنية (2/ 162) و قد ذكر الشيخ بعد هذا أدلة مجيزي التوسّل بالذات و الجاه و أجاب عنها .
و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله ( الدرر : 2/237) : " ... فهذا ليس في الشريعة ما يدل على جوازه ولو جاز لما ترك الصحابة السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم التوسُّل بالنبي صلى الله عليه و على آله وسلم بعد وفاته كما كانوا يتوسّلون بدعائه في حياته إذا قحطوا .. " اهـ .
فهم لا يرون جوازه لبدعيته و عدم الدليل عليه ، و ينهون عنه أيضًا لكونه وسيلة مفضية إلى الشرك ( انظر فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى 4/315) ، يدخل الداخل على فاعله من باب تعظيم الذوات ذوات الخلق و جاههم فوق ما ينبغي لهم ، والله أعلم .
و تتمة كلام شيخ الإسلام في الموضع المذكور نفسه لكنهم قوم بهت أخزاهم الله و قاتلهم أنى يؤفكون .

و رابـــعـًـا :

كما قال القائل : ( رمتني بدائها وانسلَّت ) ، يرمونَ أهل التوحيد وحملته ودعاته بالشرك متشبثين بالشبهات الواهيات وهم غارقون في الشرك الأكبر الصريح إلى رؤوسهم بل إلى ما فوق ذلك .
في بعض رواياتهم " أتسبّ عليا وهو الذي خلقك ؟ " كـفّ خرجت لمروان بن الحكم كتب عليها هذا .
و يقول قائلهم : ( من الهزج ) :
عـلي حُـــبُّـه جُــنّـــه ......... قسيم النار و الجَـنّــه
ولـذلك يلقنون صبيانهم ما يقولونه لعلي رضي الله عنه يوم القيامة و هو : ( قيام الخلق إليكم و حسابه عليكم و فصل الخطاب عندكم ) .
و ينسبون إفكا وزورًا إلى الحسين رضي الله عنه أنه قال : ( أنا أسماء الله الحسنى ، أنا الذي نجيت موسى في البحر ، أنا ..... ) إلى أن يقول عن آل البيت : ( ذرية الرسول الكريم وأبناء الرَّؤوف الرحيم ، ذريّة بعضها من بعض ، والله سميع عليم ) !! .
و يقول بعض معمميهم : ( لا يعلم ما في نفسك إلا ... ) إلا الله ؟ لا ، ( إلا إمام زمانك ) أولا ، ثم : ( والله وحده لا شريك له !! ) ( وحده لا شريك له ) وهو لم يجعل له شريكا وحسب ليكون مساويا بل جعله الغالب بتقديمه ، فما الذي بقي من التوحيد ؟!
يكتبون في سبلهم العامة : ( اشرب باسم الحسين ) !! و أما الاستغاثة بأبي الفضل فهذا جارٍ على لسان عامتهم كل ما ألمت بهم نازلة ، ولا تسأل عن إمعانهم في الشرك عند أضرحتهم و مقاماتهم سواء في النجف الأقـرف أو في قم ـ واقعد ـ المدنسة !!
ويقول قائلهم : ( من الرجز ) :
ناد عليًّـا مظهر العجائب ....... تجده عونا لك في النوائب
ويقول آخر : ( من مجزوء الرجز ) :
لي خمســـة أطفي بهــم ........ نار الوبــاء الــــحاطــمه
المصـطفى والمرتـضى......... وابـناهــما والفاطـــــمــه

فهذه بعض الأمور المشاهدة القريبة وإلا فهذا الباب عندهم واسع جدا و هو مقرر في أصولهم وفروعهم !!
يا أخي إذا كان يبرر سائر القبوريين شركهم بكون المعبودين من أولياء الله أصحاب الجاه عنده فهؤلاء يعبدون أبا لؤلؤة المجوسي الذي علم كفره بالتواتر !!
ماذا يريد العاقل بعد هذا ؟

ويشاركهم في بعض هذه البوائق إخوانهم الصوفية .
اللهم إنا برءاء منهم و من شركهم و ضلالهم .