الموقف الحق من المخالف
لفضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
لفضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
بَادِئَ ذِي بَدْء لَعَلِّي كَالَّذِي يَجْلِبُ التَّمْرَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَر هَذَا مَثَلٌ عِنْدَنَا قَديمٌ ، فَخَيْبَر هِيَ كَانَتْ مَصْدَر التَّمْرِ فِي الحِجَازِ ، الآن رَاحَت ؛ لِهَذَا يَقُولُونَ هَذَا فُلاَن يَجْلِبٌ التَّمْرَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَر بِحُكْمِ يَعْنِي : مُعَايَشَتَنا للأشْيَاءِ الَّتِي لَيْسَت بِخَافِيةٍ عَلَيْكُم –بَارَك اللهُ فِيكُم – وَبِحُكْمِ تَجْرِبَتِنَا ظَهَرَتْ لِي أُمُورٌ ، لَكِنْ قَبْلَهَا أَسْتَسْمِحُكُمْ جَمِيعاً فِي بِدَايَة مِنَ النُّصوصِ حَضَّنَا فِيهَا الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَعَلَى الإِئْتِلاَفِ وَاجْتِمَاعِ الكَلِمَة عَلَى مَا يُحِبُّه اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى وَيَرضَاهُ فَمِنْ تِلْكُمُ النُّصُوص وَأَنَا أعْنِي الأَحَادِيث وَأَخْتَصِرُ الآيَاتِ لأَنَّ الأَحَادِيث إِشَارَةٌ إِلَى آيَةِ تَنْزِيلِ الكَرِيم .
مَا سَأَذْكُرُهُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مِنهَا قَوْلُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- : «المُؤْمِنُ للمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضا» ، وَهَذَا حَضٌ عَلَى أَنْ يَتآلَفَ أَهْلُ الإِيمَانِ وَأًَن يَجْتَمِعُوا عَلَى مَا يَتضَمَّنُهُ هَذَا الإِيمَان الَّذِي هَدَاهُمُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى إِلَيْهِ وَوَفقَهُمْ لِلعَمَلِ فِي جَانِبِ العِبَادَةِ وَالمُعَامَلَةِ فِي ضَوءِ هَذَا الإِيمَانِ .
وَالمُؤْمِنُ يُطْلَقُ تَارَةً وَيُرَادُ بِهِ الكَامِلُ فِي الإِيمَانِ وَتَارَةً يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ ذَوِي الإِيمَانِ العَامِيّ ؛ لَكِنْ مِنْ حَيْثُ الأَوْلَوِيَّةُ وَالسَّبْقُ إِلَى كُلِّ خَيْر فَإِنَّ أَهْلَ الإِيمَانِ أَوْلى لأَنَّهُمْ بِمَا مَنَّ اللهُ بِهِ عَلَيْهِم مِنَ الإِيمَانِ وَالتَّقْوَى هُمْ مُحْسِنُونَ إِلَى أْنفُسِهِم بِفِعْلِ مَا يَأْمُرُ اللهُ بِهِ وَاجْتِنَابِ مَا ينَهَى اللهُ عَنْه ، وَهُمْ مُحْسِنُونَ علَى عِبَادِ اللهِ بِدَعْوَتِهِمْ إٍِلَى مَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم مِنْ هَذَا الإِيمَان المُتَضَمِّن سَعَادَة الدُّنِيَا وَالآخِرَة ؛ بَلْ هُمْ مُحْسِنُونَ إِلَى المَمَالِيكِ أَوْ إِلَى مَا يَمْلِكُونَ سَوَاءً كَانَ هَذَا المَمْلُوكُ إِنْسَانً أَو حَيَواناً ؛ لأَنَّ الإِيمَانَ أَوْ نُصُوصَ الإِيمَانِ تَتضَمَّنُ هَذَا فَأْهل المُعْتَقَدِ الصَّحِيح وَالمَنْهَجِ المُسْتَقِيم هُمْ أَسْبَقُ النَّاسِ إِلَى فِعْلِ المَأْمُورَاتِ وَاجْتِنَابِ المَنْهِيَّاتِ وَلِهَذَا فَإِنَّهُ مِنْ دَعْوَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ تَقْرِيبِ القُلُوبِ السَّعْي إِلَى تَقْرِيبِ القُلُوب وَجَمْع الكَلِمَة ؛ مُقَيَّدًا لاَ مُطْلَقًا ،جَمْعُ الكَلِمَة عَلَى مَايُحِبُّهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهَذَا طَرِيقُهُ لَيْسَ الاجْتِهَاد وَإِنَّمَا طَرِيقُهُ الكِتَابُ وَالسُّنَّة وَفَهْمُ السَّلَفِ الصَّالِحِِ لِهَذَيْنِ الوَحْيَيْنِ .
وَاَذْكُرُ كَلِمَةً لِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّة يَقُولُ : أَهْلُ السُّنَّةِ هُمْ أَعْرَفُ النَّاسِ بَالحَقِّ وَهُم أَرْحُمُ النَّاسِ بِالخَلْقِ .
أَقولُ وِلَهَذَا فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الدُّعَاةَ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ يَنْظُرُونَ إِلَى المُخَالِفِ نَظْرَتَيْنِ :
نَظْرَةٌ قَدَرِيَّة هَذِهِ نَظْرَةُ الإشْفَاق فَيَوَدُّون أَنَّ المُخَالِف لَمْ يَقَع فِيمَا خَالَفَ فِيهِ بَلْ يُحِبُّ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّ جَمِيعَ الخَلْقِ مُسْلِمُونَ وَعَلَى السُّنَّةِ أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ يُحبُّونَ هَذَا .
نَظْرَةٌ قَدَرِيَّة هَذِهِ نَظْرَةُ الإشْفَاق فَيَوَدُّون أَنَّ المُخَالِف لَمْ يَقَع فِيمَا خَالَفَ فِيهِ بَلْ يُحِبُّ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّ جَمِيعَ الخَلْقِ مُسْلِمُونَ وَعَلَى السُّنَّةِ أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ يُحبُّونَ هَذَا .
وَالنَّظْرَةُ الثَّانِيَةُ : نَظْرَةٌ شَرْعِيَّةٌ ، وَهِيَ نَظْرَةُ عِقَاب فَيُعَاقِبُونَ المُخَالِف بِمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ بِما يَقْتَضِي حَالُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَيْهِ وَالتَّشْنِيعِ عَلَيْهِ وَالبُغْضِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ بَلْ يُعَاقَبُ المُخَالِفُ أَحْيَانًا بِالقَتْلِ وَإِزْهَاقِ رُوحِه وَهَذَا أَمْرٌ مَبْسُوطٌ فِي دَوَاوِينِ الإِسلاَمِ وَ الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَقُولُهُ وَاَكْتَفِي بِهَذَا الحَدِيث ظَهَرَت لِي أُمُورٌ هِيَ فِي الحَقِيقَةِ خَطِيرَةٌ عَلَى الدَّعْوَةِ خَطِيرَةٌ جدّا وَ الَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ مَنْشأََهَا يَعُودُ إِلَى أَمْرَيْن أَو شَيْئَيْن : أَحَدِهَمَا أُصُولُ الفَهْم . وَالثَّانِي : إِنْخِرضاطُ نَاس يُظْهِرُونَ خِلاَف مَا يُبْطِنُون فَيُظْهِرُونَ السُّنَّةَ وَهُمْ لَيْسوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّة فيَندَسُّونَ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَيَجْرَعُونَ بَيْنَهُمْ مَا يَجْرَعُون حَتَّى يَكُونُ الخِلاَفُ وَالشِّقَاق بَيْنَ بَنِي المَنْهَجِ الوَاحِد ، مِنْ هَذِهِ الأُمُور إعْتِقَادُ أَنَّ السَّلَفِيَّ لاَ يَجُوزُ أَنْ يُخْطئَ فَإِذَا أَخْطَأَ فَالوَيْلُ لَه مَشْطُوبٌ مِنَ القَائِمَة وَلَمْ يُنْظَر فِي حَالِ هَذَا المُخْطإ مِنَ السَّلَفِيِّين ، هَلْ هُوَ كَانَ مُجْتَهِدًا طَالِبَ الحَقِّ أَخَطَأَهُ التَّوْفِيق ؟ أَو هُوَ ذَاهِلٌ أَو قَالَ كَلِمَةً أَو كَلاَمًا فِي حَالٍ لَو نَظَرْتَ إلَيْهِ لَظَهَرَ لَكَ أَنَّهُ مُصِيب ؟ المُهِمُّ أَنَّهُ أَخْطَأَ فَالوَيْلُ لَه ! فَنَحنُ إِذَا نَظَرْنَا فِي الأَئِمَّةِ فَضْلاً عَنِ الأَصْحَابِ وَتَلاَمِيذِ الأَصْحَاب .
الأَئِمَّة كَثِيرٌ مِنْهُم لا كُلُّهُم تَجِدْ أَنَّ عِنْدَهُمْ أَخْطَاء ؛ فمَنْ رَدَّهَا لَمْ يَحْمِل عَلَى هَذَا المُخْطِئ ، فَالرَّادُّ سَلَكَ مَسْلَكَيْنِ : المَسْلَك الأَوَّل رَدُّ هَذِهِ المُخَالَفَة لأَنَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا تَحْقِيقُهُ هُوَ تَصْفِيَةُ التَّدَيُّنِ وَإِخْلاَصِهِ للهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِكُلِّ شَيءٍ نَسْعَى إِلَى أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أَهْلَ صَفَاءٍ وَإِخْلاَصٍ فِي تَدَيُّنِهِم للهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَفِي تَعَامُلِهِم مَعَ الآخَرِينَ وَفْقَ الكِتَابِ وَالسُّنَّة . المسْلَكُ الثَّانِي :أَنَّ هَذَا الرَّادّ حَفِظَ مَكَانَةَ ذَلِكُم العَالِم [....] وَرَأَى فِيهِ سَابِقَتَهُ بِالفَضْلِ وصَانَ كَرَامَتَهُ وَاحْتَفَظَ بِهِ بِجَلالَةِ القَدْرِ وَلَكِنْ وَاقِع كَثِيرٍ منَ السَّلَفِيِّين لَيْس كَذَلِكَ لَمْ يُرَاعُوا هَذَا الجَانبِ وَمَا قَدَّمْتُهُ مِنْ رَدِّ المُخَالَفَة وَحِفْظَ كَرَامَةَ المُخَالِفِ السُّنِّي وَصِيَانَةِ عِرْضِهِ وَرِعَايَةِ مَا سَبَقَ مِنْ جَلاَلَةِ القَدْرِ وَالفضْلِ وَالإِسْهَامِ فِي السُّنَّةِ نَشْرًا وَنُصْرَةً وَدَعْوَةً هَذَا هُوَ مُنْتَهَى العَدْلُ وَهَذَا لا يَفْقَهُهُ إِلاَّ مَنْ كَانَ ذَا رُسُوخٍ فِي العِلْمِ ومَنْ كَانَ ذَا قَدَمَ صِدْقٍ فِي السُّنَّةِ وَعَارِفًا بِمَسْلَكِ النُّصْحِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ .
الاَمْرُ الثَّانِي : أَنَّهُ تَحْدُثُ مَن بَعْضِ أَهْلِ السُّنَّةِ بَعْض السَّلَفِيِّين مُخَالَفَة للآخَرِين فَيَسْلُكُ مَسْلَكَ الدَّعْوَةِ مَسْلَكَ المُنَاصَحَة فِي قَوْمٍ يَرَاهُم الآخَرون مُبْتَدِعَة أَوْ ضُلاَّل وَهَذَا مِنْ حَيْثُ الأَوْلَوِيَّةِ أَنَا مَعَهُم فِيهِ يَعْنِي أَنَاس أََوْ مُؤَسَّسَات رَأسٌ فِي البِدَعِ وِالمُحْدَثَات فَإِنَّهُ ثَبَتَ لَدَيَّ مُسْتَفِيضًا إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَوَاتْرًا أَنَّ هَذِهِ المُؤَسَّساتِ تَسْتَثْمِر زُوَّارَهَا مِنْ كِبَارِ الدُّعَاةِ إِلَى السُّنَّةِ لِتَقْوِيَةِ عَزيمَتِهِم وَتَكْثِيرِ سَوَادِهِم بَلْ وَحَرْب أَهْل السُّنَّةِ بَاَقطَارِهِم ، وَمِن هُنَا فَإِنَّهُ مَنْ اسْتَنْصَحَنِي وَنَصَحَنِي أَقُولُ لاَ تَذْهَب إِلَى هُؤُلاَءِ لاَ تَذْهَب إِلَى هُؤُلاَءِ لَمَا أَسْلَفتُ فإِنْ كُنْتَ وَلاَ بُدَّ فَاعِلاً عَلَيْكَ بِالمَسَاجِدِ فإِنَّ المَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ وَلَيْست هِيَ مُلْكًا لأحَد وأُفَرِّقُ بَيْنَ المَسَاجِد لأَنَّهَا مَفْتُوحَةٌ لِعَوَامِّ المُسْلِمِينَ وَخَوَاصِّهِم وَكَونُ الدَّاعِي مُؤَسَّسةٌ مُنْحَرفَة كُلاً أَوْ غَالِبًا أَوْ فِيهَا لَوْثَةُ فَهَذَا لاَ يَضُرُّ وَإِنْ كَانَ عِنْدِي هُوالخِلاَفُ الأَوْلَى لَكِنْ أَنَا لاَ أُثرب عَلَى مَنْ ذَهَبَ لِهَذَا الغَرضِ أَتَعَلَّلُ لَهُ وَأَذُبُّ عَنْهُ مُسْتَنِدًا إِلَى قَوْلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّين بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ .
هَذِهِ مَسَاجِدُ المُسْلِمِين دَعَا أَخَانَا هَذَا إِنْسَانًا مُبْتَدِع هُوَ قَائِم عَلَى المَسْجِد لكِن لَيْسَ المَسْجِدُ مَعْقِلاً لَه خَاصَّة .
هَذِهِ مَسَاجِدُ المُسْلِمِين دَعَا أَخَانَا هَذَا إِنْسَانًا مُبْتَدِع هُوَ قَائِم عَلَى المَسْجِد لكِن لَيْسَ المَسْجِدُ مَعْقِلاً لَه خَاصَّة .
فَإِنِّي لاَ أَمْنَعُ مِنْ حُضُورِ مُحَاضَراتِهِ بَلْ كَانَتْ تَأْتِيني إِتِّصَالات منَ السُّعُودِيَّةِ وَغَيْرِهَا يَسْتشيرني أهْلُهَا فِي حُضُورِ مُحَاضَرَة فُلان وَعِلاَّن وَهُمْ عِنْدِي مِنْ إخْوَانِي وَبَعْضُهُمْ أَرَاهُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي هَل نَحْضُرْ مُحَاضَرَةُ الشِّيخ فُلان وَقَدْ دَعَتْهُ مُؤَسَّسَة كَذَا ؟ فَمَا الجَوَاب ؟ إِنْ كَانَتْ المُحَاضَرَةُ هَذِهِ فِي المَسَاجِد فَاحْضُرُوا لأَخِيكُم وَآنِسُوه وَشُدُّوا أَزْرَهُ وَسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَاشْكُرُوه وَاسْتَزيروه أَمَّا إِنْ كَانَتْ فِي مَعَاقِلِ القَوْمِ الخَاصَّةِ المُنْغَلِقَة إِلاَّ عَلَيْهِم أَو مَنْ يُرِيدُون فَلا تَحضروا لَهُ وَأَنَا وَاللهِ أَدِينُ اللهَ بِهَذَا ، هَذَا مَعَ أَنِّي إِذَا خَلَوْتُ بِأَخِي هَذَا قَدْ أَشُدُّ عَلَيهِ وَأُثَرِّبُ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُعَاتَبَةُ الأَخ لأخِيهِ لكن على الملأ فَأَلْفُ لاَ مش كده ؟ [...]
هَذَا وَمِن هُنَا فَإِنِّي أَقُولُ إِذَا كُنْتَ أَيُّهَا البَصِيرُ فِي الدَّعْوَةِ تَرَى مِنْ أَخِيك خَلاَف مَا تَرَاهُ هُوَ وَتَرَى أَنَّ لَكَ دِيَانَةً عَلَيْهِ فَانْصَحْهُ فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَبَيِّن لَهُ الآثَارَ السَّلبِيَّة الَّتِي تَحْدُثُ جَرَّاءَ زِيَارَتِهِ لهَذِهِ المُؤَسَّسَاتِ المُنْحَرِفَة فِي نَوَادِيهم وَفِي مَعَاقِلِهِم الخَاصَّة فَإِنَّهُ لاَ يُخَالِفُكَ . نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ مِنْهُ أَنَّهُ يُوالِي فِيهم وَيُعَادِي فِيهم فَهَذَا مِنْهُ ولاََ كَرَامَةَ عَلَيْهِ وَإِِنْ تَسَمَّى بَالسُّنَّةِ.
لَكِن كَوْنُهُ يُقُولُ هَذِهِ المُؤَسَّسَة أَنَا مَعَك أَنَّهَا عِنْدَهَا أَشْيَاء لَيْسَت عَلَى السُّنَّةِ لكن أَنَا أَذْهَبُ لِكَذَا وَكَذَا لِمُنَاصَحَتِهِم أَنَا أَقُول لاَ مَجَالَ للتَّثْرِيبِ هُنَا يَعْنِي عَلَى المَلأ وَأَنَا أَرَاهُ مَنْهَجًا خَاطِئًا وَهُوَ مَقْصُود بَالتَّفْريقِ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَشَقِّ عَصَاهُمْ وَنَشْرِ الفُرْقَةِ بَيْنَهُم ؛ ثَرِّب عَلَى أَخِيكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنِهُ وَنَاصِحْهُ أَمَّا عَلَى المَلأ فَلاَ لِمَا أَسْلَفْنَا فَإِنَّهُ يَسْتَثْمِرُهُ أَعْدَاءُ السُّنَّةِ هَذَا ، هَذَهِ أَهَمُّ الأُمُورِ الَّتِي ظَهَرَت لِي فِي السَّاحَةِ وَيَنْشَأُ عَنْ هَذَا الأَمْرُ الأَخِيرُ التَّبْدِيعُ وَالتَّضْلِيلُ مُجَازَفَةً مَا دَامَ هَذَا الأَخ يُوَالِي مَنْ يُوالِينِي فِي السُّنَّةِ وُيُعَادِي مَنْ يُعَادِينِي فِي السُّنَّةِ لَكِنَّهُ خَالَفَنِي فِيمَا هُوَ مَحَلُّ مَجَالٍ للاجْتِهَاد وَلَو فِيما يَرَاهُ هُوَ فَإِنَّهُ لاَ يُسَوِّغُ لِي أَنْ أَحْكُمَ عَلَيْهِ بَوَصْفٍ جَارِحٍ بَتَبْدِيعٍ أَوْ تَفْسِيقٍ أَوْ تَضليل هَذَا مَنْهَجٌ خَاطِئٌ هَذَا أَهَمُّ مَا عِنْدِي فِي هَذَا .
نَعَمْ هُنَاكَ أُمُورٌ تَذَكَّرْتُهَا الآن أَنَّ مَا بَيْنَ الدُّعَاةِ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَهْلِ المَنْهَجِ الوَاحِد أَهْلِ المَنْهَجِ الوَاحِد يَجِبُ أَنْ يَكُونَ سِرًّا فِيما بَيْنَهُم يَجِبُ أَنْ يَكُونَ سِرًّا فِيما بَيْنَهُم فَإِذَا خَالَفَكَ أَخُوكَ الَّذِي هُوَ عَلَى السُّنَّةِ وَلاَءً وَنُصْرَةً وَمَحَبَّةً وَبَرَاءً مِنَ المُخَالِفِين لَكِنَّهُ وَقَعَ فِي أَشْيَاء فَأَنْتَ إِذَا لَمْ تَتَمَكَّن مِنْ الجُلُوسِ مَعَهُ وَمُنَاصَحَتِهِ فَنَاصحْهُ سِرًّا بَالطَّرِيقِ الَّذِي يُبَيِّنُ لَهُ الأَمْرُ وَيُجَلِّيهِ وَيَسْتَشْعِرُ خِلاَلَهُ أَنَّكَ تُحِبُّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ مِنَ الاسْتِقَامَةِ عَلَى الحَقِّ .
يتبع إن شاء الله تعالى
تعليق