( دليــــــل عـقـلـي علـى إثبات الصــفـات.. )
قال تقي الدين الهلالي رحمه الله ـ [ في الباب الثاني من المجلد الثالث الجزء الخامس ـ ........بعد ذكر آيات و تفسير ابن كثير ـ رحمه الله ـ لها ................. .
قال ـ رحمه الله ـ [ الآية الثانية :
يقول تعالى : هل ينظر الذين استمروا في ظلمهم و عنادهم إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ، و عند ذلك لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [الأنعام:158]. ، و يأتي ربك لفصل القضاء بين العباد لمجازات المحسنين و المسيئين .
و هذه الآية و ما أشبهها دليل لمذهب السلف أهل السنة و الجماعة ، المثبتين للصفات و الأفعال الاختيارية ، كالاستواء و النزول و المجيء ، و نحو ذلك من الصفات التي أخبر تعالى بها عن نفسه أو أخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه و سلم ، فيثبتونها على الوجه اللائق بجلاله و عظمته من غير تشبيه و لا تحريف و لا تمثيل و لا تعطيل ، خلافا للمعطلة من الجهمية أو معتزلة أو أشاعرة و نحوهم من نفاة الصفات، أو يتناول لأجلها الآيات بتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان (1) ، و الزعم بأن كلامهم هو الذي تحصل بها لهداية في هذا الباب ، فهؤلاء ليس معهم دليل نقلي و لا عقلي .
أما النقلي؛ فقد اعترفوا أن النصوص الواردة في الكتاب و السنة ظاهرها بل صريحها دال على مذهب أهل السنة و الجماعة ، و أنها لا تحتاج لدلالتها على مذهب المبتدعة الباطل أن تخرج عن ظاهرها و زاد فيها و ينقص ، و هذا لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .
و أما العقلي ؛ فليس في العقل ما يدل على نفي الصفات ، بل دل العقل على أن الفاعل أكمل من الذي لا يقدر على الفعل ، و أن فعله تعالى المتعلق بنفسه و المتعلق بخلقه و هو الكمال ؛ فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه / .
قيل لهم : الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات م فكما أن الله ذاتـاً لا تشبهها الذوات ، فله الصفات لا تشبهها الصفات ، فصفاته تبع لذاته ، و صفات خلقه تبع لذواتهم ، فليس في إثباتها ما يقتضي التشبيه ن و يقال أيضا لمن اثبت بعض الصفات و نفى بعضها ، أو اثبت الأسماء دون الصفات : إما أن تثبت الجميع كما أثبته الله لنفسه و أثبته له رسوله صلة الله عليه و سلم ، و إما أن تنفي الجميع و تكون منكراً لرب العالمين ، و أما إثباتك بعض ذلك و نفيك لبعضه فهذا تناقض، ففـرِّق بين ما أثبته و ما نفيته ، و لن تجد إلى الفرق سبيلا.
فإن قلت : ما أثبـتـَّه لا يقتضي تشبيها ، قال لك أهل السنة و الإثبات لما نفيته : لا يقتضي تشبيهاً.
فإن قلت : لا أعقل من الذي نفيته إلا التشبيه ، قال لك النفاة : و نحن لا نعقل من الذي أثبته إلا التشبيه ، فما أجبت به النفاة أجابك به أهل السنة .
و الحاصل : أن من نفى شيئا و أثبت شيئا مما دل الكتاب و السنة على إثباته فهو متناقض ، و لا يثبت له دليل شرعي و لا عقلي ، بل قد خالف المعقول و المنقول.
تم بحمد الله [ كتاب سبيل الرشاد في هدي خير العباد ـ لشيخ محمد تقي الدين الهلالي الحسني المغربي ـ رحمه الله ـ الملجد الثالث ـ جـ 5 /15-16-17]
قال تقي الدين الهلالي رحمه الله ـ [ في الباب الثاني من المجلد الثالث الجزء الخامس ـ ........بعد ذكر آيات و تفسير ابن كثير ـ رحمه الله ـ لها ................. .
قال ـ رحمه الله ـ [ الآية الثانية :
يقول تعالى : هل ينظر الذين استمروا في ظلمهم و عنادهم إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ، و عند ذلك لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً [الأنعام:158]. ، و يأتي ربك لفصل القضاء بين العباد لمجازات المحسنين و المسيئين .
و هذه الآية و ما أشبهها دليل لمذهب السلف أهل السنة و الجماعة ، المثبتين للصفات و الأفعال الاختيارية ، كالاستواء و النزول و المجيء ، و نحو ذلك من الصفات التي أخبر تعالى بها عن نفسه أو أخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه و سلم ، فيثبتونها على الوجه اللائق بجلاله و عظمته من غير تشبيه و لا تحريف و لا تمثيل و لا تعطيل ، خلافا للمعطلة من الجهمية أو معتزلة أو أشاعرة و نحوهم من نفاة الصفات، أو يتناول لأجلها الآيات بتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان (1) ، و الزعم بأن كلامهم هو الذي تحصل بها لهداية في هذا الباب ، فهؤلاء ليس معهم دليل نقلي و لا عقلي .
أما النقلي؛ فقد اعترفوا أن النصوص الواردة في الكتاب و السنة ظاهرها بل صريحها دال على مذهب أهل السنة و الجماعة ، و أنها لا تحتاج لدلالتها على مذهب المبتدعة الباطل أن تخرج عن ظاهرها و زاد فيها و ينقص ، و هذا لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .
و أما العقلي ؛ فليس في العقل ما يدل على نفي الصفات ، بل دل العقل على أن الفاعل أكمل من الذي لا يقدر على الفعل ، و أن فعله تعالى المتعلق بنفسه و المتعلق بخلقه و هو الكمال ؛ فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه / .
قيل لهم : الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات م فكما أن الله ذاتـاً لا تشبهها الذوات ، فله الصفات لا تشبهها الصفات ، فصفاته تبع لذاته ، و صفات خلقه تبع لذواتهم ، فليس في إثباتها ما يقتضي التشبيه ن و يقال أيضا لمن اثبت بعض الصفات و نفى بعضها ، أو اثبت الأسماء دون الصفات : إما أن تثبت الجميع كما أثبته الله لنفسه و أثبته له رسوله صلة الله عليه و سلم ، و إما أن تنفي الجميع و تكون منكراً لرب العالمين ، و أما إثباتك بعض ذلك و نفيك لبعضه فهذا تناقض، ففـرِّق بين ما أثبته و ما نفيته ، و لن تجد إلى الفرق سبيلا.
فإن قلت : ما أثبـتـَّه لا يقتضي تشبيها ، قال لك أهل السنة و الإثبات لما نفيته : لا يقتضي تشبيهاً.
فإن قلت : لا أعقل من الذي نفيته إلا التشبيه ، قال لك النفاة : و نحن لا نعقل من الذي أثبته إلا التشبيه ، فما أجبت به النفاة أجابك به أهل السنة .
و الحاصل : أن من نفى شيئا و أثبت شيئا مما دل الكتاب و السنة على إثباته فهو متناقض ، و لا يثبت له دليل شرعي و لا عقلي ، بل قد خالف المعقول و المنقول.
تم بحمد الله [ كتاب سبيل الرشاد في هدي خير العباد ـ لشيخ محمد تقي الدين الهلالي الحسني المغربي ـ رحمه الله ـ الملجد الثالث ـ جـ 5 /15-16-17]