قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والنفاق كالكفر نفاق دون نفاق ولهذا كثيرا ما يقال : كفر ينقل عن الملة وكفر لا ينقل ونفاق أكبر ونفاق أصغر كما يقال : الشرك شركان أصغر وأكبر". المصدر: مجموع الفتاوى، الجزء 7، صفحة:351.
وتقسيم الكفر إلى قسمين مبنيا على أصلين:
الأصل الأول: أن الكفر ليس على مستوى واحد من حيث قبوله للزيادة والنقصان والتفاوت كالإيمان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الكفر والنفاق يتبعض والكفر يتبعض ويزيد وينقص كما أن الإيمان يتبعض ويزيد وينقص قال الله تعالى: {إنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} وَقَالَ : {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} وَقَالَ : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلَّا خَسَارًا} وَقَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} وَقَالَ: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} وَقَالَ: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} . المصدر: مجموع الفتاوى، الجزء 19، صفحة:188.
قال ابن القيم رحمه الله: "فأما الكفر فنوعان : كفر أكبر ، وكفر أصغر. فالكفر الأكبر هو الموجب للخلود في النار والأصغر موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود". المصدر: مدارج السالكين، الجزء 1، صفحة:344.
ومن أشهر تصريح للسلف بهذه القسمة ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، حيث استدل بها من ظن أن فيها تكفيرا مخرجا من الملة للحاكم الجائر فقال رضي الله عنه: "كفر دون كفر". رواه الطبري في تفسيره، الجزء 6، صفحة:256؛ والحاكم في المستدرك ، الجزء 2، صفحة:342، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ ورواه محمد المروزي في تعظيم قدر الصلاة، الجزء 2، صفحة:522، والبيهقي في سننه ، الجزء 8، صفحة:21 و الجزء 10، صفحة:207؛ وقال الألباني في تعليقه على الإيمان لابن تيمية، صفحة:255: إسناده صحيح
والحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل: قال العلامة ابن عثيمن رحمه الله:"
الوجه الأول: من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أو احتقاراً له، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
الوجه الثاني: من لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم عليه، أو انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
الوجه الثالث: من لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر، وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم". المصدر: شرح ثلاثة الأصول، صفحة:185
ومعلوم أن أحكام الدنيا تجري على الظاهر من حال الإنسان، ونكل سرائرهم إلى الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم". متفق عليه؛ بمعنى أن الأصل أننا نأخذ الناس بظواهرهم، ونكل سرائرهم إلى الله.
ومسألة تكفير المعين من المسائل التي لا يحكم فيها على شخص إلا أهل العلم؛ مثال ذلك تكفير الشيخ ربيع المدخلي لصدام حسين (صدام حسين كان يقول: لا إله إلا الله والأذان يرفع في بلد العراق) إلا أن الشيخ ربيع حفظه الله كفره لأقواله البعثية يقول الشيخ ربيع حفظه الله: "انظر إلى هذا الطاغية (يعنى صدام) كيف يخنع أمام أستاذه الملحد ويسبح بحمده" ؛ وللمزيد: انظر كتاب صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين، عقيدة حزب البعث وأعماله، من الصفحة 5 إلى الصفحة 16.
والأصل الثاني: أن الكبائر كلها من شعب الكفر فمنها الكفر المخرج من الملة الإسلامية ومنها ماهو دون ذلك
قال ابن القيم رحمه الله:"..وكذلك الكفر ذو أصل وشُعَب، فكما أن شُعَب الإيمان إيمان، فشُعَب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان، وقلة الحياء شُعبة من شُعَب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شُعبة من شُعَب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتَرْكها من شُعَب الكفر، والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم بغير ما أنزل الله من شُعَب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلَّها من شعب الإيمان". المصدر: الضوء المنير على التفسير، الجزء 2، صفحة:402
وتبيان ذلك يكون من خلال دلالة النصوص التى أطلقت اسم الكفر على بعض الذنوب الكبيرة التى لا يكفر صاحبها الكفر المخرج من الملة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كقوله سِباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"؛ هذا كفر أصغر؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ"؛ هذا كفر أصغر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت"؛ قال صلى الله عليه وسلم:" ليس من رجل ادعى لغير أبيه - وهو يعلمه - إلا كفر"؛ قال صلى الله عليه وسلم:" أيما عبد أبق من مواليه , فقد كفر , حتى يرجع إليهم"؛ هذا كفر أصغر.
فإن هذه النصوص تدل على أن الكفر مراتب وإن هذه الخصال إنما هي من الكفر الأصغر فهي كفر إلا أنه كفر أصغر .
وتقسيم الكفر إلى قسمين مبنيا على أصلين:
الأصل الأول: أن الكفر ليس على مستوى واحد من حيث قبوله للزيادة والنقصان والتفاوت كالإيمان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الكفر والنفاق يتبعض والكفر يتبعض ويزيد وينقص كما أن الإيمان يتبعض ويزيد وينقص قال الله تعالى: {إنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} وَقَالَ : {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} وَقَالَ : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلَّا خَسَارًا} وَقَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} وَقَالَ: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} وَقَالَ: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} . المصدر: مجموع الفتاوى، الجزء 19، صفحة:188.
قال ابن القيم رحمه الله: "فأما الكفر فنوعان : كفر أكبر ، وكفر أصغر. فالكفر الأكبر هو الموجب للخلود في النار والأصغر موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود". المصدر: مدارج السالكين، الجزء 1، صفحة:344.
ومن أشهر تصريح للسلف بهذه القسمة ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، حيث استدل بها من ظن أن فيها تكفيرا مخرجا من الملة للحاكم الجائر فقال رضي الله عنه: "كفر دون كفر". رواه الطبري في تفسيره، الجزء 6، صفحة:256؛ والحاكم في المستدرك ، الجزء 2، صفحة:342، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ ورواه محمد المروزي في تعظيم قدر الصلاة، الجزء 2، صفحة:522، والبيهقي في سننه ، الجزء 8، صفحة:21 و الجزء 10، صفحة:207؛ وقال الألباني في تعليقه على الإيمان لابن تيمية، صفحة:255: إسناده صحيح
والحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل: قال العلامة ابن عثيمن رحمه الله:"
الوجه الأول: من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أو احتقاراً له، أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
الوجه الثاني: من لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به، ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره تسلطاً على المحكوم عليه، أو انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
الوجه الثالث: من لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم الله، ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح، وأنفع للخلق، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر، وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم". المصدر: شرح ثلاثة الأصول، صفحة:185
ومعلوم أن أحكام الدنيا تجري على الظاهر من حال الإنسان، ونكل سرائرهم إلى الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم". متفق عليه؛ بمعنى أن الأصل أننا نأخذ الناس بظواهرهم، ونكل سرائرهم إلى الله.
ومسألة تكفير المعين من المسائل التي لا يحكم فيها على شخص إلا أهل العلم؛ مثال ذلك تكفير الشيخ ربيع المدخلي لصدام حسين (صدام حسين كان يقول: لا إله إلا الله والأذان يرفع في بلد العراق) إلا أن الشيخ ربيع حفظه الله كفره لأقواله البعثية يقول الشيخ ربيع حفظه الله: "انظر إلى هذا الطاغية (يعنى صدام) كيف يخنع أمام أستاذه الملحد ويسبح بحمده" ؛ وللمزيد: انظر كتاب صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين، عقيدة حزب البعث وأعماله، من الصفحة 5 إلى الصفحة 16.
والأصل الثاني: أن الكبائر كلها من شعب الكفر فمنها الكفر المخرج من الملة الإسلامية ومنها ماهو دون ذلك
قال ابن القيم رحمه الله:"..وكذلك الكفر ذو أصل وشُعَب، فكما أن شُعَب الإيمان إيمان، فشُعَب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان، وقلة الحياء شُعبة من شُعَب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شُعبة من شُعَب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتَرْكها من شُعَب الكفر، والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم بغير ما أنزل الله من شُعَب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلَّها من شعب الإيمان". المصدر: الضوء المنير على التفسير، الجزء 2، صفحة:402
وتبيان ذلك يكون من خلال دلالة النصوص التى أطلقت اسم الكفر على بعض الذنوب الكبيرة التى لا يكفر صاحبها الكفر المخرج من الملة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كقوله سِباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"؛ هذا كفر أصغر؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ"؛ هذا كفر أصغر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت"؛ قال صلى الله عليه وسلم:" ليس من رجل ادعى لغير أبيه - وهو يعلمه - إلا كفر"؛ قال صلى الله عليه وسلم:" أيما عبد أبق من مواليه , فقد كفر , حتى يرجع إليهم"؛ هذا كفر أصغر.
فإن هذه النصوص تدل على أن الكفر مراتب وإن هذه الخصال إنما هي من الكفر الأصغر فهي كفر إلا أنه كفر أصغر .
تعليق