الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فمثل دعاة الضلال الذين زجوا بالشباب في مستنقعات التكفير، وأوحال التفجير، ثم نكصوا على أعقابهم، وتبرئوا من الشباب الذين ألقوا بهم في نار الفتن، فمثلهم كمثل الشيطان إبليس لما تراءى الجمعان وكانت الدائرة على كفار قريش نكص ذاك الخيس على عقبه، وتبرء منهم ومن فعلهم.
قال الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَان أَعْمَالهمْ وَقَالَ لَا غَالِب لَكُمْ الْيَوْم مِنْ النَّاس وَإِنِّي جَار لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيء مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَاف الله وَالله شَدِيد الْعِقَاب}.
قال العلامة محمد بن عبد الوهاب العقيل حفظه الله في ((الفتنة وموقف المسلم منها)) (ص 325-326): ((فإن هؤلاء المفتونين إذا جمعوا الناس، وهيجوهم، وصوروا لهم هذا التجمع بصورة الجهاد وأنهم هم المجاهدون، وأن من يخالفهم من العام والخاص حلال الدم والمال والعرض. فإن هذا التجمع لن ينتهي – ولا شك – بسلام بل لن ينتهي إلا بعد أن تراق الدماء، وتنتهك الأعراض وتخرب الأموال.
ثم قال:
فإن لم يكف هذا الفساد الواقع بعد هذه التجمعات في التخفيف من الحقد الموجود في قلوب هؤلاء المفتونين، بدءوا مرة أخرى بنقل هذا الحقد من قلوبهم إلى قلوب شباب صغار، لا حول له ولا قوة، حتى إذا ملؤوها بهذا الحقد، صوروا لهم واقعهم بصورة تبعث على اليأس من الإصلاح بالطريقة الشرعية، ثم وسوسوا لهم أن الإصلاح لا يكون إلا بالقوة والعنف، فخططوا لهم تخطيط إبليس لكفار مكة حتى إذا نفذ هؤلاء المساكين ما خطط لهم، فإما قتلوا في الفور، وإما قبض عليهم بعد وأودعوا السجون، وعذبوا، أو قتلوا مع من قُتل، نكص هؤلاء على أعقابهم كما نكص إبليس، وتبرؤوا منهم، وتظاهروا بأنهم لا يؤيدون التعبير بالقوة والعنف، وما أفسد الشباب - والله الذي لا إله إلا هو – إلا هم، فإن استخفوا عن الناس فلن يستخوا عن الله)) اهـ.
ومن أمثلة هؤلاء الناكصين محمد حسان كان يثنى على الموجودين في ميدان رابعة ويقول أنا معهم قلبا وقالبا، ويخرج من أهله من يشارك مع هؤلاء الهمج.
ثم بعد ذلك خرج يقول: إن الإخوان هم من ركبوا رؤوسهم، وأن الجيش أراد الصلح لكنهم رفضوا، فنكص على عقيه.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 20 بيع الآخر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 7 يناير سنة 2018 م
أما بعدُ:
فمثل دعاة الضلال الذين زجوا بالشباب في مستنقعات التكفير، وأوحال التفجير، ثم نكصوا على أعقابهم، وتبرئوا من الشباب الذين ألقوا بهم في نار الفتن، فمثلهم كمثل الشيطان إبليس لما تراءى الجمعان وكانت الدائرة على كفار قريش نكص ذاك الخيس على عقبه، وتبرء منهم ومن فعلهم.
قال الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَان أَعْمَالهمْ وَقَالَ لَا غَالِب لَكُمْ الْيَوْم مِنْ النَّاس وَإِنِّي جَار لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيء مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَاف الله وَالله شَدِيد الْعِقَاب}.
قال العلامة محمد بن عبد الوهاب العقيل حفظه الله في ((الفتنة وموقف المسلم منها)) (ص 325-326): ((فإن هؤلاء المفتونين إذا جمعوا الناس، وهيجوهم، وصوروا لهم هذا التجمع بصورة الجهاد وأنهم هم المجاهدون، وأن من يخالفهم من العام والخاص حلال الدم والمال والعرض. فإن هذا التجمع لن ينتهي – ولا شك – بسلام بل لن ينتهي إلا بعد أن تراق الدماء، وتنتهك الأعراض وتخرب الأموال.
ثم قال:
فإن لم يكف هذا الفساد الواقع بعد هذه التجمعات في التخفيف من الحقد الموجود في قلوب هؤلاء المفتونين، بدءوا مرة أخرى بنقل هذا الحقد من قلوبهم إلى قلوب شباب صغار، لا حول له ولا قوة، حتى إذا ملؤوها بهذا الحقد، صوروا لهم واقعهم بصورة تبعث على اليأس من الإصلاح بالطريقة الشرعية، ثم وسوسوا لهم أن الإصلاح لا يكون إلا بالقوة والعنف، فخططوا لهم تخطيط إبليس لكفار مكة حتى إذا نفذ هؤلاء المساكين ما خطط لهم، فإما قتلوا في الفور، وإما قبض عليهم بعد وأودعوا السجون، وعذبوا، أو قتلوا مع من قُتل، نكص هؤلاء على أعقابهم كما نكص إبليس، وتبرؤوا منهم، وتظاهروا بأنهم لا يؤيدون التعبير بالقوة والعنف، وما أفسد الشباب - والله الذي لا إله إلا هو – إلا هم، فإن استخفوا عن الناس فلن يستخوا عن الله)) اهـ.
ومن أمثلة هؤلاء الناكصين محمد حسان كان يثنى على الموجودين في ميدان رابعة ويقول أنا معهم قلبا وقالبا، ويخرج من أهله من يشارك مع هؤلاء الهمج.
ثم بعد ذلك خرج يقول: إن الإخوان هم من ركبوا رؤوسهم، وأن الجيش أراد الصلح لكنهم رفضوا، فنكص على عقيه.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 20 بيع الآخر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 7 يناير سنة 2018 م