بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
لقد أرسل لي أحد إخواننا السلفيين رسالة يذكر فيها أنه بدأ ينتشر قِبَلهم الطعن في العلامة الفاضل الشيخ محمد علي فركوس – حفظه الله – يشككون في أهليته وفتاويه مما جعل كثيرا من الشباب يضطربون ويحتارون ، وقد طلب مني أن أدافع عن الشيخ وأبين لهم مكانته وأهليته العلمية عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : << من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة >> وأن ذلك الدفاع يعتبر دفاع عن السنة كما قال .
فأقول : وبالله تعالى التوفيق .
أولا : إن الشيخ العلامة الأصولي محمد علي فركوس - حفظه الله - زكاه من هو أفضل مني علما وورعا ، وليس مثل الشيخ من يحتاج إلى الدفاع عنه ، وبيان مكانته العلمية ، من مثلي بعد تزكية أهل العلم الكبار من أهل الحديث أهل الاختصاص في الجرح والتعديل العارفين بأسبابه المتكلمين بالعلم والعدل والورع ، فلا عبرة لمن يقع فيه وهو دون ذلك بمفاوز ، بل ربما لم يجلس يوما إلى عالم من العلماء ولم يذق طعم ذل العلم ساعة ، أو لم يعرف حقيقة الشيخ من قريب أو ربما دلس عليه بعض الحاقدين الحاسدين - هداهم الله - أو أنه لا يقرأ للشيخ ولا يقرأ ما ينشر عن الشيخ من ثناء العلماء الذي نشر في كثير من المواقع والمنتديات السلفية . وسأنقل بعضا منها في آخر هذا المقال .
ثانيا : لقد سبق وأن دافعت عن الشيخ الفاضل وأثنيت عليه في عدة مواقف ، وجلسات ، فإذا كان الشيخ -حفظه الله - ليس أهلا لأن يؤخذ منه العلم ، ولا يصلح للفتوى فمن هذا الذي يفتي ولا يستفتى غيره وهو في المدينة ، أنا بدوري كلما استفسرت في مسائل أحلت عليه ..وأرشدت السائل إليه لعملي بمكانته وفضله .
ثالثا : فالشيخ معروف لدى العلماء السلفيين وطلبة العلم بسلفيته وصحة معتقده وسلامة منهجه ، ومعروف بنشره للسنة ودفاعه عن منهج السلف ، ورجوعه للحق وقبوله ممن جاء به بالتي هي أحسن للتي هي أقوم ، متواضعا تواضعا جما يعرف ذلك من زاره فضلا عمن جالسه ، وقد أوقف حياته على هذه الدعوة المباركة صابرا محتسبا في ذلك رغم ما يلاقيه من ضغوط ومضايقات - نسأل الله لنا وله الثبات - وهذا لا يعني أن الشيخ معصوم ، لا والله بل هو كغيره من العلماء يخطئ ويصيب ، وهو مأجور على اجتهاده فيما أخطأ، وهو رجّاع للحق متى ما ظهر له ذلك كما قلت آنفا ، وقد لمست منه ذلك ورأيته ووقفت عليه غير مرة من خلال ما قرأت له أو سمعته منه ، والأمثلة على ذلك موجودة لمن أرادها وليس هذا موطن بسطها..
وإلى أولئك الطاعنين عليه وعلى غيره من المشايخ والعلماء وطلبة العلم السلفيين في الجزائر وغيرها ... أسوق هذا التذكير ، والذكرى نافعة لأهل الخير ، والله أسأل التيسير ، والنفع لنا ولهم إنه على كل شيء قدير .
قال الله تعالى : {{ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}} النساء (112).
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري( 59/179)يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يعمل خطيئة، وهي الذنب="أو إثمًا"، وهو ما لا يحلّ من المعصية.
وإنما فرق بين { الخطيئة } و{ الإثم } ، لأن { الخطيئة }، قد تكون من قبل العَمْد وغير العمد، و{ الإثم } لا يكون إلا من العَمْد، ففصل جل ثناؤه لذلك بينهما فقال: ومن يأت{{خطيئة}} على غير عمد منه لها ، أو{ إثمًا } على عمد منه.
{{ ثم يرم به بريئًا}}، يعني: ثم يُضيف ما له من خطئه أو إثمه الذي تعمده {{ بريئًا}} مما أضافه إليه ونحله إياه{{ فقد احتمل بُهتانًا وإثمًا مبينًا}}، يقول: فقد تحمّل بفعله ذلك فريَة وكذبًا وإثمًا عظيمًا. يعني، وجُرْمًا عظيمًا، على علم منه وعمدٍ لما أتى من معصيته وذنبه.
و قوله:{{ فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا}}، فإن معناه: فقد تحّمل - هذا الذي رمَى بما أتى من المعصية وركب من الإثم الخطيئة، مَنْ هو بريء مما رماه به.
من ذلك{{ بهتانًا}} ، وهو الفرية والكذب ، {{وإثمًا مبينًا}}، يعني وِزْرًامبينًا، يعني: أنه يبين عن أمر متحمِّله وجراءته على ربه، وتقدّمه على خلافه فيما نهاه عنه لمن يعرف أمرَه.
قال الشيخ السعدي – رحمه الله - وقوله: { وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً } أي: ذنبا كبيرا { أَوْ إِثْمًا } ما دون ذلك. { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } أي: يتهم بذنبه { بَرِيئًا } من ذلك الذنب، وإن كان مذنبا. { فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } أي: فقد حمل فوق ظهره بهتا للبريء وإثمًا ظاهرًا بينًا، وهذا يدل على أن ذلك من كبائر الذنوب وموبقاتها، فإنه قد جمع عدة مفاسد: كسب الخطيئة والإثم، ثم رَمْي مَن لم يفعلها بفعلها، ثم الكذب الشنيع بتبرئة نفسه واتهام البريء، ثم ما يترتب على ذلك من العقوبة الدنيوية، تندفع عمن وجبت عليه، وتقام على من لا يستحقها.
ثم ما يترتب على ذلك أيضا من كلام الناس في البريء إلى غير ذلك من المفاسد التي نسأل الله العافية منها ومن كل شر.
وقال صلى الله عليه وسلم : << وَمَنْ خَاصَمَ فِى بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِى سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ >>رواه أبو داود (3/305) [ح3598]واللفظ له إلا أنه قال :<< ومن قال في مؤمن >> وأحمد (2/70 ) والطبراني بإسناد جيد نحوه ، وزاد في آخره :<< وليس بخارج >> ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال في كل منها : صحيح الإسناد ، وقال الشيخ الألباني : صحيح ، الصحيحة ( 438 ).
سبحان الله الكثير منا يقرأ هذه الآية وهذا الحديث أو يسمعهما مع ما فيهما من زجر ووعيد فتمر عليه وكأن شيئا لم يمر عليه ولم يقرع سمعه ، فإذا كانت الكلمة يهوي بها العبد سبعين خريفا في النار كما ثبت ذلك عن المعصوم عليه الصلاة والسلام فكيف بمن يفري ويفتري في أعراض إخوانه بالباطل ، فكيف بمن يقع في خيار الأمة وعلمائها فلا شك أن هذا أشد وأخزى ..
وليعلم هذا الطاعن في العلماء بالباطل أن لحومهم مسمومة ، وإنما يتجرع السم الذي لا يخرجه من ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج ..
وليعلم أن النيل من العلماء السلفيين سم قاتل يصيب مقاتل الواقع فيهم ويعود عليه بمجرد أن يحوم حولهم ويغمزهم قال الإمام أحمد فقال : لحوم العلماء مسمومة ، من شمها مرض ، ومن أكلها مات . من كتاب المعيد في أدب المفيد والمستفيد (ص 71) .
وقال الحسن بن ذكوان : وقد ذكر عنده رجل أحد العلماء بشيء . فقال لمن ذكر ذلك العالم ؛ مه لا تذكر العلماء بشيء فيميت الله قلبك ، ثم أنشأ يقول :
لحوم أهل العلم مسمومة - - - ومن يعاديهم يوما سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عونا وإن - - - عاديتهـم يوما فخـذ ما أتاك . نفس المصدر السابق .
وليعلم أن الاستخفاف بالعلماء وعدم تقديرهم واحترامهم خطير العاقبة في الدنيا والآخرة ، قال ابن المبارك : من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته ـ سير أعلام النبلاء [ ج8/408] .
وليعلم أن الجناية على العلماء الربانيين أتباع السلف الصالح - وخاصة الذين أفضوا إلى ربهم - تعتبر خرقة في الدين ، وضلال مبين ، فمن ثم قال الإمام الطحاوي - رحمه الله – في عقيدته : وعلماء السلف من السابقين ، ومن بعدهم من التابعين وأتباعهم من أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر ـ لا يذكرون إلا بالخير ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ـ شرح الطحاوية بتحقيق الأرناؤوط [ ج2/140] .
هذا ومن كانت عنده ملاحظات على الشيخ وعلى غير من أهل العلم وطلابه وانتقادات عليهم فليبينها بالعلم والحجة والبرهان مع الرفق في الرد والإحسان والأدب في القلم واللسان ، وأن يكون قصده النصح والإرشاد على سبيل أهل العلم والإيمان مظهرا تعاونه ، راجيا رجوعه متقيا عاقبته إن ظلمه عند ربه .
قال الشيخ الألباني –رحمه الله –في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/6) : وبهذه المناسبة أقول : إني أنصح كل من أراد أن يرد عليَّ- أو على غيري- ويبيًن لي ما يكون قد زلَّ بهِ قلمي، أو اشتط عن الصواب فكري، أن يكون رائده من الرد النصح والإِرشاد، والتواصي بالحق، وليس البغضاء والحسد، فإنها المستأصلة للدِّين. كما قال - صلى الله عليه وسلم - :<< دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين >>.
وسأنقل هنا بعض التزكيات من عالمين هما الشيخ ربيع والشيخ عبيد الجابري نقلتها من المنبر العام لمنتديات التصفية والتربية ، فمن أراد المزيد فعليه بمراجعة الموقع ...
قال العلامة الإمام و المحدث الهمام ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات ولله الحمد، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقاً، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني، وعلماء السنة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبّت على السنة من بقي منهم، وجنّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن} .
والله لو كان إلا هذا الثناء العطر من حامل لواء الجرح والتعديل لكان كافيا ليدل على أهلية الشيخ فركوس -حفظه الله - ومكانته العلمية عند السلفيين فكيف وقد جاءت أخواتها من العلماء ومنهم الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله - حيث قال : وثانياً: الشيخ محمد بن علي فركوس هو من إخواننا الفضلاء ودعاة الحق والبصيرة فيما ثبت لدينا عنه وعن إخوة آخرين سميتهم في لقاء غير هذا..
وأكتفي بهذا ومن أراد الزيادة فعليه بمنتديات التصفية والتربية فقد جمعت هناك فلتراجع ...
هذا والله أسأل أن يتقبله مني خالصا لوجهه الكريم ، فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وحسبي أني اجتهدت في إصابة الحق ، والدفاع عن المظلومين بالصدق ، وعند الله يلتقي الخلق ، ويقضي الله بينهم في كل ما عظم ودق .
وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه :
أبو بكر يوسف لعويسي
قال الأخ زهير التلماسني معلقا :
وأذكر أنا شيخنا أبا بكر يوسف لعويسي ومنذ ثلاثة سنوات بعث لي هذه الرسالة:
1-23-2009, 11:08 AM
أبو بكر يوسف لعويسي
عضو تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 58
رد: رأي الشيخ محمد علي فركوس في ( الوهابية )
بسم الله الرحمن الرحيم .
من أبي بكر يوسف لعويسي
إلى الأخ والإبن الفاضل زهير السلفي .
السلام عليكم ورحمة الله .
أما بعد : زادك الله خيرا على هذا النقل الموفق ،وبارك الله في الشيخ فركوس ونسأل الله أن يحفظه وأن ينفع به الأمة الإسلامية على العموم وأهل الجزائر على الخصوص .
تنبيه مهم :
قولك : الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
من علماء الأصول في الجزائر ..
فيه قصور ، فالشيخ- بارك الله -فيك من العلماء السلفيين في الجزائر ومن العلماء بالمفهوم الواسع ،وليس في الأصول فقط ، فلما تقرأ له ما يكتب في جميع ما يكتب ترى ذلك واضخا ففي الحديث ترى أثر أهل الحديث ، وفي التفسير كذلك ، وفي الفقه كذلك فلا ينبعي أن يقتصر في التعريف به أنه من علماء الأصول ، وهذا ما دفع بعض من قصر بهم العلم وضاق عطنهم - سامحهم الله - أن يطعنوا في الشيخ حفظه الله .فالرجاء حذف ذلك واستبدالها بأنه من العلماء السلفيين في الجزائر .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله .
وهذا يدل أن الشيخ لعويسي حفظه الله من زمان يدافع عن الحق وأهله
- قلت : جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل زهير ، وكم ندافع عن الحق لله تعالى وابتغاء مرضاته وندافع عن أعراض السلفيين علماء أفاضل ومشايخ أكارم وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ذلك وان يحشرنا مع العلماء الذين نحبهم وندافع عنهم ، ومنهم علامة الجزائر الشيخ فركوس حفظه الله ورعاه ونفع به .
تعليق