كلام مؤثر للشيخ محمد الفيفي حول واقعنا مع العلماء والقصاصين
قال الشيخ محمد الفيفي:
والمصيبة أنك تأتي بعض التسجيلات الاسلامية اليوم وتسأل عن أشرطة كبار العلماء، والله ثم والله أن بعضهم لا تكاد تجد (عنده) من هذه الأشرطة شيئًا ! وأقسم بالله ثلاثاً على هذا.
وقد جربت هذا بنفسي في بعض التسجيلات، وجئت - والله - سألت عن هيئة كبار العلماء؛ ما وجدت إلا شريطاً واحداً !
سبحان الله ! علماؤنا وفي عصرهم ومازال بعضهم أحياء، لا أجد أشرطتهم ! إذاً متى سأجدها؟!
وعندما سألته: أين هي؟ قال: ما عليها طلب !
سبحان الله ! إذاً الدعوة تجارة ! هذا إذا أحسنا الظن، وإلا ربما قد تكون هناك مقاصد خطيرة.
كيف علماؤنا ما عليهم طلب !
أنت تدعو إلى الله يا أخي.. أنت ما فتحت التسجيلات إلا لتدعو إلى الله - سبحانه وتعالى - وتعرف الأمة بعلمائها وتقرب الأمة إلى علمائها وتربط الأمة بعلمائها. فإذا كنت لا تربطهم بالعلماء، تربطهم بمن؟! بأهل الأناشيد؟! تربطهم بأهل النكت والفكاهات؟!
أشرطة الآن كلها نكت وفكاهات وضحك، وتقام في بيوت الله !
تمر بالمسجد تسمع الضحكات والقهقهات من خارج المسجد، لا تدري هل مررت بقاعة فيها مسرحية فكاهية أم محاضرة شرعية !
ثم يمدح المحاضرة ويقال: ما شاء الله صاحب دعابة ويعرف الدخول إلى قلوب الناس ! ما ألذه.. ما أظرفه !
سبحان الله.. الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما عرف الدخول إلى قلوب الناس حتى اكتشف هؤلاء الطريقة !
ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عند سورة الجاثية عند قوله تعالى: ((يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المُبْطِلُون))، قال: دخل سفيان الثوري المدينة يومًا ما فوجد رجلاً شيخًا اسمه المعافري يحدث الناس بما يضحكهم به، فقال له: "يا شيخ اتق الله.. ألا تعلم أن لله يومًا يخسر فيه المبطلون؟!" قال الراوي: فما زالت تعرف في وجه المعافري حتى لقي ربه.
اليوم نسمع ضحكات وقهقهات.. مُيِّعَتْ السنة، وهُمِّش التوحيد.. حتى الناس أقبلوا على هذا زُرافات ووُحدانًا، حتى ما يُعلن عن أولئك الفكاهيين والممثلين لمحاضرة من محاضراتهم - والله - لا تكاد تجد موطئا في المسجد لقدمك فضلا عن أن تجد موقفًا لسيارتك خارج المسجد !
ولو كان علمًا شرعيًا أو محاضرة فقهية أو درسًا عقديًا، والله ما حضر عِشْر من أعشار أولئك القوم !
الأمة تجهل في عقيدتها.. الأمة تجهل في كتاب الله وسنة نبيِّها.. بهؤلاء وأمثالهم والقصاصين أيضًا.
قصص وحكايات ! تملأ قلوب الأمة وعقولهم بالقصص والحكايات !
وسلفنا لهم مواقف مشرفة مع القصص والقصاصين، فليتنا نتبع آثارهم.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بني اسرائيل هلكوا لما قصوا)).
ويقول عبدالله بن عمر، كما في زوائد ابن حبان وصححه الألباني: لم تكن القصص على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، وإنما كانت القصص زمن الفتنة.
ويقول ابن سيرين: القصص أمر أحدثته الخوارج.
وكان ابن عمر يقول: ما يمنعني أن أجلس في مسجدكم إلا ذلك القاص.
وصدر بيان في بغداد وضواحيها - في القرن الرابع الهجري - أن لا يجلس في الشوارع ولا في المساجد قاص. ممنوع يجلس القصاص لا في المساجد ولا في الشوارع.
شيخ الإسلام ألف كتاب: ((أحاديث القصاص))، والسيوطي: ((تحذير الخواص من أكاذيب القصاص))، والعراقي وغيرهم. مواقفهم مشرفة.
اليوم نستقبلهم بالأحضان ! وتسمع لهم القلوب قبل الآذان !
اليوم أصبحت القصص سُلمًا للشهرة، وطريقًا للعالمية، وطريقة لتكثير الجماهير وتكثير السواد.
سبحان الله.. هل هذه بضاعتنا يا أمة محمد؟!
هل هذا هو الإرث الذي تركه لنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
يا بلاد الحرمين.. العالم ينتظر منكم التوحيد والكتاب والعقيدة والسنة.. ما ينتظر منكم قصص ولا حكايات ولا نكت ولا فكاهات ولا أناشيد ولا تمثيليات.
بلاد الحرمين يجب أن تُصدِّر للأمة التوحيد والعقيدة الصحيحة الصافية.
العالَم ينتظر منا ثم لا يجد إلا هذه الأمور ! نسأل الله العفو والعافية.
هل هذه الإرث الذي تركه محمد صلى الله عليه وسلم؟! لا والله.
ترك فينا - كما قال صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله، وسنتي)). هذه تركة محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا العلم الذي نتسابق عليه ونتعلمه ونصدره للأمة ونعلمه.
(انتهى المقطع)
رابط المقطع الصوتي
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=54492&d=1488693449
قال الشيخ محمد الفيفي:
والمصيبة أنك تأتي بعض التسجيلات الاسلامية اليوم وتسأل عن أشرطة كبار العلماء، والله ثم والله أن بعضهم لا تكاد تجد (عنده) من هذه الأشرطة شيئًا ! وأقسم بالله ثلاثاً على هذا.
وقد جربت هذا بنفسي في بعض التسجيلات، وجئت - والله - سألت عن هيئة كبار العلماء؛ ما وجدت إلا شريطاً واحداً !
سبحان الله ! علماؤنا وفي عصرهم ومازال بعضهم أحياء، لا أجد أشرطتهم ! إذاً متى سأجدها؟!
وعندما سألته: أين هي؟ قال: ما عليها طلب !
سبحان الله ! إذاً الدعوة تجارة ! هذا إذا أحسنا الظن، وإلا ربما قد تكون هناك مقاصد خطيرة.
كيف علماؤنا ما عليهم طلب !
أنت تدعو إلى الله يا أخي.. أنت ما فتحت التسجيلات إلا لتدعو إلى الله - سبحانه وتعالى - وتعرف الأمة بعلمائها وتقرب الأمة إلى علمائها وتربط الأمة بعلمائها. فإذا كنت لا تربطهم بالعلماء، تربطهم بمن؟! بأهل الأناشيد؟! تربطهم بأهل النكت والفكاهات؟!
أشرطة الآن كلها نكت وفكاهات وضحك، وتقام في بيوت الله !
تمر بالمسجد تسمع الضحكات والقهقهات من خارج المسجد، لا تدري هل مررت بقاعة فيها مسرحية فكاهية أم محاضرة شرعية !
ثم يمدح المحاضرة ويقال: ما شاء الله صاحب دعابة ويعرف الدخول إلى قلوب الناس ! ما ألذه.. ما أظرفه !
سبحان الله.. الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما عرف الدخول إلى قلوب الناس حتى اكتشف هؤلاء الطريقة !
ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عند سورة الجاثية عند قوله تعالى: ((يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المُبْطِلُون))، قال: دخل سفيان الثوري المدينة يومًا ما فوجد رجلاً شيخًا اسمه المعافري يحدث الناس بما يضحكهم به، فقال له: "يا شيخ اتق الله.. ألا تعلم أن لله يومًا يخسر فيه المبطلون؟!" قال الراوي: فما زالت تعرف في وجه المعافري حتى لقي ربه.
اليوم نسمع ضحكات وقهقهات.. مُيِّعَتْ السنة، وهُمِّش التوحيد.. حتى الناس أقبلوا على هذا زُرافات ووُحدانًا، حتى ما يُعلن عن أولئك الفكاهيين والممثلين لمحاضرة من محاضراتهم - والله - لا تكاد تجد موطئا في المسجد لقدمك فضلا عن أن تجد موقفًا لسيارتك خارج المسجد !
ولو كان علمًا شرعيًا أو محاضرة فقهية أو درسًا عقديًا، والله ما حضر عِشْر من أعشار أولئك القوم !
الأمة تجهل في عقيدتها.. الأمة تجهل في كتاب الله وسنة نبيِّها.. بهؤلاء وأمثالهم والقصاصين أيضًا.
قصص وحكايات ! تملأ قلوب الأمة وعقولهم بالقصص والحكايات !
وسلفنا لهم مواقف مشرفة مع القصص والقصاصين، فليتنا نتبع آثارهم.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بني اسرائيل هلكوا لما قصوا)).
ويقول عبدالله بن عمر، كما في زوائد ابن حبان وصححه الألباني: لم تكن القصص على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، وإنما كانت القصص زمن الفتنة.
ويقول ابن سيرين: القصص أمر أحدثته الخوارج.
وكان ابن عمر يقول: ما يمنعني أن أجلس في مسجدكم إلا ذلك القاص.
وصدر بيان في بغداد وضواحيها - في القرن الرابع الهجري - أن لا يجلس في الشوارع ولا في المساجد قاص. ممنوع يجلس القصاص لا في المساجد ولا في الشوارع.
شيخ الإسلام ألف كتاب: ((أحاديث القصاص))، والسيوطي: ((تحذير الخواص من أكاذيب القصاص))، والعراقي وغيرهم. مواقفهم مشرفة.
اليوم نستقبلهم بالأحضان ! وتسمع لهم القلوب قبل الآذان !
اليوم أصبحت القصص سُلمًا للشهرة، وطريقًا للعالمية، وطريقة لتكثير الجماهير وتكثير السواد.
سبحان الله.. هل هذه بضاعتنا يا أمة محمد؟!
هل هذا هو الإرث الذي تركه لنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
يا بلاد الحرمين.. العالم ينتظر منكم التوحيد والكتاب والعقيدة والسنة.. ما ينتظر منكم قصص ولا حكايات ولا نكت ولا فكاهات ولا أناشيد ولا تمثيليات.
بلاد الحرمين يجب أن تُصدِّر للأمة التوحيد والعقيدة الصحيحة الصافية.
العالَم ينتظر منا ثم لا يجد إلا هذه الأمور ! نسأل الله العفو والعافية.
هل هذه الإرث الذي تركه محمد صلى الله عليه وسلم؟! لا والله.
ترك فينا - كما قال صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله، وسنتي)). هذه تركة محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا العلم الذي نتسابق عليه ونتعلمه ونصدره للأمة ونعلمه.
(انتهى المقطع)
رابط المقطع الصوتي
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=54492&d=1488693449