السيف تابع للكتاب لا العكس ... شيخنا الدكتور حمد العثمان حفظه الله
--------------------------------------------------------------------------------
الطبيب البشري الأستاذ أيمن الظواهري ليس من علماء المسلمين فضلا عن أن يكون من خاصتهم، ومعلوم أن مسائل الجهاد يفتي فيها خواص العلماء لما يترتب على الجهاد من إراقة الدماء، وإزهاق الأنفس، وتخريب الديار، وتعطيل التنمية، وربما تمكين العدو من ديار المسلمين كما حصل في جناية ابن لادن والظواهري على أفغانستان.
جناية الظواهري وابن لادن على العالم الإسلامي عموما وأفغانستان خصوصا سببها الرئيسي تعالم هذين المقاتلين، وتنكبهم عن طريقة المسلمين في تاريخهم كله وما أمرت به شريعتنا، فهم يريدون حمل الأمة وعلمائها على أن يكونوا تبعا لهم، يسيرون من ورائهم يختارون لهم متى يقاتلون، ومن يقاتلون، ومن هو أولى بالقتال.
ومعلوم ومقرر في شريعتنا أن السيف تابع للكتاب، وليس العكس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«ودين الإسلام أن يكون السيف تابعا للكتاب، فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة، وكان السيف تابعا لذلك كان أمر الإسلام قائما»، مجموع الفتاوى«20/393».
فأفغانستان كانت في عافية، وتحررت من الاحتلال الروسي بعد أكثر من عقدين من الزمن لم يمهلها ابن لادن والظواهري أن تتنفس الصعداء، وأن تداوي جراحات حرب طويلة جدا، وأن تقوم بنشر العلم والعقيدة الصحيحة، وأن تسارع إلى إقامة البنى التحتية، وأن تحفظ الوفاء والجميل لمن ناصرهم في سنوات جهادهم ضد الروس خصوصا الشقيقة السعودية فآووا الخوارج والتكفيريين وغرسوا في نفوس الناشئة تكفير المملكة السعودية، وبادروها بالتفجيرات كما حصل في حادث العليا سنة 1996، وأخذوا يفاخرون بحروريتهم ويمجدون منفذي حادث العليا، ثم سارعوا إلى استدعاء احتلال جديد لأفغانستان بعدوانهم على أميركا، من خلال سبتمبر 2001، على المدنيين والنساء والأطفال، وفيهم المسلمون.
والغريب أن ابن لادن أولا أنكر الاعتداءات بأيمان مغلظة ثم أخذ يفاخر بعد ذلك بالاعتداءات، فأي جهاد بهذه المصداقية.
حال المسلمين من الضعف معلوم وجراحاتهم عميقة وكبيرة في أنحاء المعمورة فعوضا عن أن تتكاتف الجهود لمداواة جراحات المسلمين في فلسطين وغيرها ضاعف ابن لادن والظواهري من جراحات المسلمين، بل وجعلا ديار المسلمين حمى مستباحا، زاحم شرره ما يجري لإخواننا في فلسطين، بل كان سببا في مضاعفة جراحات إخواننا في فلسطين.
قال العلامة محمد جمال الدين القاسمي رحمه الله:«فقد تكون الأمة مرتاحة البال هادئة الخواطر، حتى تقوم جماعة من رؤسائها بعمل غدر يظنون من ورائه النجاح، فيجلب عليهم الشرور، ويشتتهم من ديارهم»، محاسن التأويل«13/4846».
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله ووفقه:«كم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار – وهم أقوى منه – فانقضوا على المسلمين تقتيلا وتشريدا وخرابا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويسمون هذه المغامرة بالجهاد، وهذا ليس هو الجهاد لأنه لم تتوفر شروطه، ولم تتحقق أركانه، فهو ليس جهاداً وإنما عدوان لا يأمر الله عز وجل به»، الجهاد أنواعه وأحكامه ص92.
لذلك نستغرب هذا التعالم الخطير الذي يمارسه الظواهري، حيث يخرج علينا من حين لآخر مخاطبا أهل الخليج وجزيرة العرب وكأنه من علماء المسلمين، فأربع على نفسك فما بلغت مد علمائنا ولا نصيفهم، والناس عندنا لا يعدلون بابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وخلفائهما كالمفتي عبدالعزيز آل الشيخ والفوزان والغديان والعباد حفظهم الله أحد إلا من اجتالته الشياطين وأصابته غشاوة فأصبح المتعالم قائده، ورضي الله عن ابن مسعود رضي الله عنه إذ قال:«لا يزال الناس بخير ما كان العلم في أكابرهم فإذا صار العلم في أصاغرهم فذلك حين هلكوا».
ولن ننسى عدوان ابن لادن على شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله لما خرج في إحدى الفضائيات بعد أحداث سبتمبر وحاول النيل منه بعد وفاته. ونقول للظواهري إن من تريد أن تطلب العلم عنده أيها الظواهري من أهل بلدنا فنفيدك بأنه قد أثنى على مراجعات د. فضل، والظواهري يعلم حقيقة ما في هذه المراجعات لو أنصف.
والحمد لله رب العالمين.