كلام عظيم لابن قيم الجوزية يريح الشباب من الحزبية الخفية
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
يا أبناءنا الذين لم يرتووا جيدا من أصول أهل الحديث في باب معرفة الاختلاف تأملوا في كلام ابن قيم الجوزية تستحرون من عبء النميمة بين الدعاة، وترتاحون من الحزبية الخفية التي خيمت على عقول كثير من أبنائنا ذكورا وإناثا دون أن يشعروا، وهو بلسم كذلك لبعض الدعاة الذين يريدون أن يكون أخونهم من الدعاة النجباء مقلدة لهم، وتبعا لهم في العير والقطمير، لا يخرجون عن رأيهم قيد أنملة.
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة [(2/519) ط: دار العاصمة بالرياض]: (وَوُقُوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه، لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقِوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف، فإنّه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية [ولكن إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة] لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافاً لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة، فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله، والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة، وتقديمها على كل [قول ورأي وقياس وذوق وسياسة])اهـ
وكتبه أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري