ذكر أهل العلم أنّ الواجب على كلّ مسلم نحو ما أمر الله –عزّ وجلّ- به سبعة أمور عظيمة فاعقلوها وعوها، أمور سبعة تجب علينا نحن عند كلّ أمر من أوامر الله –سبحانه وتعالى- من توحيد وصلاة وصبام وحجّ وصدقة وبرّ وغير ذلك من الطّاعات والأوامر والنّواهي الواردة في كتاب الله أو في سنّة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-،
أمّا الواجب الأوّل:
أمّا الواجب الأوّل:
فهو تعلّم المأمور والعلم به ومعرفته ولهذا جاءت الدّلائل الكثيرة في الكتاب والسّنّة حثّا على التّعلّم وترغيبا فيه وبيانًا لفضله وعظيم عوائده وآثاره، فهذا الحديث عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أنّه يقول : من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنّة.
والثّاني عباد الله، أن نحبّ ما أمرنا الله –عزّ وجلّ – به، أن نعمر قلوبنا بمحبّة ما أمرنا الله –عزّ وجلّ – به لأنّه –عزّ وجلّ- لا يأمرنا إلّا بما فيه الخير والفلاح ولا ينهانا إلّأ عمّا فيه الشّر والبلاء، فنحبّ المأمور ونعمر قلوبنا بمحبّته، وفي الدّعاء المأثور عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يقول( اللّهم إنّي أسألك حبّك وحبّ من يُحبّك وحبّ العمل الذّي يقرّبني إلى حبّك). وليحذر المؤمن أن يكون في قلبه شيء من الكراهية والبغض لأوامر الله أو أوامر الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- ، يقول –عزّ وجلّ- {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:9].
الأمر الثّالث عباد الله، أن نعزم عزمًا أكيدًا على فعل ما أمرنا الله –تبارك وتعالى- به. والعزيمة عباد الله حركة في القلب وتوجّه إلى الخير ورغبة وحرص على فعله. وفي الدّعاء المأثور ( اللّهم إنّي أسألك العزيمة على الرّشد) فإذا علمت أمرًا رُشدًا ، أمرًا خيرًا، أمرًا فيه صلاحك في دينك ودنياك فاعزم على فعله وحرّك قلبك على القيام به.
والأمر الرّابع عباد الله، أن نفعل ما أمرنا الله –عزّ وجلّ- به وأن نقوم به راغبين طائعين ممتثلين لله –سبحانه وتعالى- منقادين لأمره، فنحن عبيده وواجب العبد الطّاعة لسيّده وموالاه، وفي الدّعاء المأثور عن نبيّنا –صلّى الله عليه وسلّم- بل كان يدعو به كلّ يوم بعد صلاة الصّبح ( اللّهم إنّي علمًا نافعًا ورزقًا طيّبًا وعملًا متقبّلًا).
والأمر الخامس عباد الله، أن يقع العمل على الإخلاص والصّواب، أن يقع العمل خالصا لله، صوابا على السّنّة، سنّة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-، فالله –جلّ وعلا – لا يقبل العمل إلّا إذا كانت هذه صفته، قال الفضيل بن عياض –رحمه الله تعالى – [{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك:2] قال: أخلصه وأصوبه، قيل: يا أبا عليّ ما أخلصه وأصوبه. قال : إنّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتّى يكون خالصًا صوابًا. والخالص ما كان لله والصّواب ما كان على سنّة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-.
والسّادس عباد الله، أن نحذر من مبطلات الأعمال ومفسداتها ومحبطاتها وهي كثيرة جاء بيانها في كتاب الله –سبحانه وتعالى- كالكفر والرّياء والنّفاق وإرادة الدّنيا بالعمل والسّمعة ونحو ذلك من مبطلات الأعمال ومحبطاتها، فهذا واجب على كلّ مسلم نحو كلّ أمر أمرنا الله –عزّ وجلّ- به، إذا علمه وأحبّه وعمل به ووقع منه خالصا صوابا أن يحذر من كلّ عمل يحبطه ويبطله.
والأمر السّابع والأخير عباد الله، الثّبات الثّبات أن يحرص المؤمن على الثّبات على الأمر، أن يثبت على ذلك ويجاهد نفسه على الثّبات ويسأل الله –جلّ وعلا- أن يثبّته على دينه {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري من تفريغ خطبة جمعة ألقاها 9 محرم عام 1437هـ في مسجد السعيدي بالجهراء، ونقلت مباشراً على إذاعة موقع ميراث الأنبياء
تعليق