مرجئة معاصرون يدعون للانفلات من العقيدة ويدعون لمحاربة الاستقامة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد،
انقلبت الموازين، وصار الصالح فاسداً في نظر المنحلّين من الدين، وصار الفساد موقّراً محترماً، ومن ينتقد الفساد يرمى بأبشع التهم من التشدد والتخلف، ويُحارب ويُضيق عليه، وذلك لكي تخلو الساحة لأهل الإرجاء والزندقة والانحلال من الدين، فيصبحوا قادرين على نشر الضلال والشر في أرض الله لا سيما في بلاد الحرمين الشريفين.
صار الأحمق الجاهل عندما ينكر عليه أحد حملة العلم الشرعي بدلاً من أن يجازيه بالدعاء فإنه يحقد عليه ويحمل في قلبه الغلّ والكراهية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل هذا بسبب الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها وسائل الإفساد -الإعلام- على الصلاح والاستقامة باسم محاربة التشدد.
وصارت الفاجرة الساقطة ذات شرف وصلاح، وإن رأت رجلاً ملتحياً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر سخرت واستهزأت وتطاولت وحقدت عليه وعلى ما يحمل من الدين، ولا تدري المسكينة أن كره حرفاً واحداً من الدين يكون سبباً في خلودها في نار جهنم، فكيف وقد امتلأ قلبها غيظاً وبغضاً لتعاليم الشريعة الإسلامية؟!
يصرّح الكثير من الناس بأنهم يكرهون الدين، -هكذا-، يعلنون الردّة في بلاد الإسلام وقد طغى الضلال على قلوبهم. صدق الله فيما قال عنهم: {نسوا الله فنسيهم}.
فليعلم كل مسلم سني موحد في أنحاء المعمورة أن الهدف الأول للمنحلين هو محاربة نهج الاستقامة على شرع الله، لأن المرجئ المنحل يعلم يقيناً بأنه طالما بقي في المعمورة علماء وطلبة علم وعوام على المنهج المعتدل، فسيكون كيان وشوكة الإرجاء والانحلال ضعيفة -بإذن الله-.
الآن يدعون للتقارب بين الأديان، يدعون في مؤتمراتهم الإرجائية بما يسمى التسامح بين الأديان والتقارب بين الأديان وإزالة الكراهية بين الأديان، وأن الكراهية يجب أن تزال بين الأديان فلا يبقى بين المسلم وأهل الكتاب سوى المحبة بل ولا بينه وبين عباد الأصنام سوى المحبة! هكذا يقولون في مؤتمراتهم -قاتلهم الله-.
وصارت فكرة التقارب والتسامح بين الأديان شائعة عند الكثير من المرجئة من الصحفيين والإعلاميين الذين انسلخوا من عقيدتهم انسلاخاً وباعوا أصول دينهم من أجل الحفاظ على الأفكار الكفرية للمجتمع الدولي والتي لا تمت لدين الإسلام بصلة.
استغلوا ثغرة محاربة الخوارج، فقاموا بمحاربة الصلاح كله عن بكرة أبيه مع محاربة الخوارج، حيث وجدوها فرصة لكي يحاربوا كل من له لحية ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فوسوس لهم الشيطان أن قد التبس الأمر على العوام والأمر في صالحكم أن تحاربوا الصالحين الأبرياء من فكر الخوارج بزعم أنهم كلهم متشددون.
فمنظور المنحلين والمرجئة هو: افعل ما شئت فإن انتقدك أحد ارمه بالتشدد. أو: افعل قليل خير وافعل الشر فإن انتقدك أحد فارمه بالتشدد. فاتلهم الله ما أفجرهم وما أضلهم.
سمعت الشيخ صالح الفوزان في إحدى مجالسه يقول حفظه الله كلاماً مفاده: ألّا تستغربوا من وجود الإرجاء في مجتمعات المسلمين. وقد صدق الفقيه الشيخ صالح حفظه الله فيما قال، فلقد أسهم الإعلاميون الفجرة في تضليل الكثير من العوام والجهال عبر وسائل الفساد المسماة بوسائل التقنية في العصر الحديث، وصار لكع ابن لكع له حساب في تويتر ويعبر عن رأيه وكأنه فقيه فقهاء زمانه.
إن الكثير من الإعلاميين الذين لا يعرفون الله فضلاً عن أن يخافوه نشروا الفساد عبر وسائلهم الخبيثة بشكل كبير، وإن هؤلاء الفجار عليهم وزر على كلمة خبيثة هم سبب فيها، ووزر كل رجل ضل بسببهم، ووزر كل ذنب أحدثوه من فكر ضال أو شهوة محرمة.
ولو أردت الاسترسال في الكلام لما انتهيت، فلقد عمّت البلوى بوسائل الفساد -التقنية-.
نسأل الله تعالى أن يقصم ظهر الفجار وكل من يريدها عوجاً.
قال الرب المعظم عز وجل: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
أبشروا أيها الإعلاميون والصحفيون والأشرار المفسدون بعذاب أليم من الله عز وجل توعدكم فيه بكتابه الكريم. فإن أنكرتم كلام الله كفرتم، وإن سلمتم له وبقيتم على ما أنتم عليه أصابكم العذاب بمجرد محبة نشر الفساد. فليس لكم طريق إلا التوبة النصوح.
كتبه/ محمد بن صالح الدهيمان
بلاد الحرمين الشريفين
تعليق