بَعضُ النَّاسِ جَعَلُوا خلافَاتِهم الشَّخصيةِ مع أُناسٍ آخَرِين مَجَالاً لعَقْدِ الولاءِ البَراءِ فِي هَذَا الْعَالَم الإِفْتِراضِي [أي الفيس بوك]* والصَّحِيح أَنَّ الولاء والبراء لا يَكُون إِلاَّ مِنْ أَجلِ أُصُولِ الدِّينِ وشَريعةِ ربِّ العَالَمِين وما سِوى ذلك فَهُوَ تعصبٌ مذمومٌ لاَ عِبرةَ لَهُ وَقَد يَرمِي بِصَاحِبِهِ إِلَى دركَاتِ التَّحزُّبِ والعصبِيةِ المَمْقُوتةِ وكِلاَهُمَا مُنكَرٌ معلومٌ وطِيشٌ مَأْثُوم .
وَالَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ أنَّ الرَّجُلَ الحَاذِق الَّذِي تَرَبَّى فِي مَجَالسِ أَهْلِ العلمِ والفَضلِ لاَ يَنتَصِرُ لِنَفْسِهِ وَ لاَ يُحَاوِل أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ غَيرِهِ ، وَقَدْ يَزِيدُ فِي إِثْمِهِ إِذَا دَلَّسَ عَلَى النَّاسِ وَ أَوهَمَهُم أَنَّ خِلاَفَهُ مَعَ بَعْضِهِم إِنَّما هُوَ خِلافٌ فِي الحَقِّ !! والصَّواب أَنَّهُ خِِلاَفٌ شَخْصِيٌّ كَانَ اللاَزِمُ عَلَيْهِ أَنْ يُبْقِيهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَلاَ يُظهِرُهُ بِلِبَاسِ الحَقِّ .
وَحِينَما يَغِيبُ الإِنصَاف تَكْثُر الخُصوماتُ والخلافاتُ وبِوُجودِ العدلِ ينْتَهِي كُلُّ ذَلِكَ .
روى الخطيبُ في (( تاريخ بغداد )) ( ٩/ ٢.٦ ) بسندهِ عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : رأيت سلمان بن ربيعة جالساً على قضائها ، واستقضاهُ عمر بن الخطاب أربعين يوماً ، فما رأيتُ بين يديهِ رجلينِ يختصمانِ لا بالقليل ، ولا بالكثيرِ ، فقلنا لأبي وائل : فمِم ذاك ؟ قال : من انتصاف الناس فيما بينهم .
وفيه أيضاً ( ١٠ / ٣٤٨ ) عن الحسين بن زيد قال : سب رجل عبد الله بن حسن بن حسن فأعرض عنه عبيد الله ، فقيل له : لم لا تُجِبهُ ، قال : لم أعرف مساويهِ ، وكرهتُ بهته بما ليس فيه .
والله سبحانه وتعالى يقول : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }} . ( المائدة الآية ٠٨ ) .
كتبه: الأخ الفقير إلى عفو ربه -أبو جواد غاليب آل عبد اللطيف-
وَالَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ أنَّ الرَّجُلَ الحَاذِق الَّذِي تَرَبَّى فِي مَجَالسِ أَهْلِ العلمِ والفَضلِ لاَ يَنتَصِرُ لِنَفْسِهِ وَ لاَ يُحَاوِل أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ غَيرِهِ ، وَقَدْ يَزِيدُ فِي إِثْمِهِ إِذَا دَلَّسَ عَلَى النَّاسِ وَ أَوهَمَهُم أَنَّ خِلاَفَهُ مَعَ بَعْضِهِم إِنَّما هُوَ خِلافٌ فِي الحَقِّ !! والصَّواب أَنَّهُ خِِلاَفٌ شَخْصِيٌّ كَانَ اللاَزِمُ عَلَيْهِ أَنْ يُبْقِيهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَلاَ يُظهِرُهُ بِلِبَاسِ الحَقِّ .
وَحِينَما يَغِيبُ الإِنصَاف تَكْثُر الخُصوماتُ والخلافاتُ وبِوُجودِ العدلِ ينْتَهِي كُلُّ ذَلِكَ .
روى الخطيبُ في (( تاريخ بغداد )) ( ٩/ ٢.٦ ) بسندهِ عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : رأيت سلمان بن ربيعة جالساً على قضائها ، واستقضاهُ عمر بن الخطاب أربعين يوماً ، فما رأيتُ بين يديهِ رجلينِ يختصمانِ لا بالقليل ، ولا بالكثيرِ ، فقلنا لأبي وائل : فمِم ذاك ؟ قال : من انتصاف الناس فيما بينهم .
وفيه أيضاً ( ١٠ / ٣٤٨ ) عن الحسين بن زيد قال : سب رجل عبد الله بن حسن بن حسن فأعرض عنه عبيد الله ، فقيل له : لم لا تُجِبهُ ، قال : لم أعرف مساويهِ ، وكرهتُ بهته بما ليس فيه .
والله سبحانه وتعالى يقول : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }} . ( المائدة الآية ٠٨ ) .
كتبه: الأخ الفقير إلى عفو ربه -أبو جواد غاليب آل عبد اللطيف-