السُّؤال الأوَّل: أحسن الله إليكم، كثُرت مؤخَّرًا دعاوى الاجتماع ورأب الصَّدع على حساب السُّكوت عن المخالفين وأصحاب التَّأصيلات الباطلة، واتِّهام مَن يُبيِّن الحقِّ ويُبيِّن بُطلان تأصيلاتهم بأنَّه داعي للفُرقة والاختلاف؛ فهل مِن توجيه ونصيحة في هذا الباب حفظكم الله؟
أمَّا أنْ يُدافَع عن مَن يُناصر أنصار جهم بن صفوان المُلحد الكافرُ، ويزُكَّى مَن يُدافِع عن جهم بن صفوان المُلحد الكافر، ويُدافَع عن مَن يُدافِع عن هؤلاء؛ هذه دعوة باطل وصاحبها مُبطلٌ كائنا مَن كان -ولو كان أكبر كبير-، فلا التقاء بيننا وبينه إلاَّ أنْ يتوب إلى الله تبارك وتعالى، فالجمعُ إنَّما يكون على الحقِّ والهدى، ورأب الصَّدع إنَّما يكون على الحقِّ والهدى، لا على مُناصرة المُبطلين، والطَّعن في السَّلفييِّن المُنتصرين لسُّنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمَّا السَّير في ركاب المُدافعين عن الجهميَّة والمُنتصرين للجهميَّة، والمُدافعين عن الإخوان المفلسين -خُوَّان المُسلمين-، والمُدافعين عن جماعة التَّبليغ، والمُدافعين عن طوائف مُتعدِّدة، والمدافعين عن المُخلِّطين؛ هذا ليس برأبٍ للصَّدع، إنَّما هذا دعوة إلى السُّكوت عن الباطل ودعوة إلى السُّكوت عن المُنكر، ودعوة إلى مُجاراة أهل المنكر، ودعوة إلى المُداهنة في دين الله تبارك وتعالى؛ وهذا ما لا يجوز، وههيات أنْ يصلوا إليه حتى نُفارق هذه الحياة الدُّنيا، نسأل اللهَ جلَّ وعلا الثَّبات قال جلَّ وعلا: (( قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ))[آل عمران:64]، فالدَّعوة إنَّما تكون إلى الكلمة السَّواء على دين الله تبارك وتعالى.
أمَّا مَن يُدافِع عن الجهم، وأمَّا مَن يُدافِع عن المعتزلة، وأمَّا مَن يُدافِع عن الاخوان المفلسين -خُوَّان المُسلمين- رأس الشَّرِّ في هذا الزَّمان، أمَّا مَن يُدافِع عن التَّبلغيِّين دُعاة الصُّوفيَّة في هذا الزَّمان وأمثالهم وأضرابهم، وتُريد أنْ نكون معهم؛ هذا هيهات! دونه خرط القتاد، فإنْ شئت أنْ نجتمع على الحقِّ حيَّاك الله، وإنْ شئت أنْ تُداهن الخلق فلا أهلاً ولا مرحباً بك ولا نعمى عين.
فرغه أبومارية عباس البسكري
-بسكرة- الجزائر
تعليق