الضرة ما سُمِّيت ضرَّة إلاَّ لإلحَاقِها الضَّرَرْ بِضَرَّتِها؛ لكنْ هذهِ مَفْسَدَة مَغْمُورة في جانب المَصَالح الكبيرة الكثيرة من مشرُوعيَّة التعدد تعدُّد الزَّوجات، مصالح لو يُدْرِكها النَّاس ما تأخَّر أحد لا من نساء ولا من رِجال؛ لكنْ كُل إنسان تَهُمُّهُ مصلحتُهُ الخاصَّة؛ وإلاَّ فالأرقام مُخِيفة التِّي تَدُلُّ على كثرة العوانس في البُيُوت بهذا السَّبب، الحرب الشَّعواء على التَّعدد وتشويه صُورة المُعدِّدين جَعَلت النَّاس لا تقبل، يعني لُقِّنُوا من وسائل الإعلام عُقُود أنَّ التَّعدُّد وَحْشِيَّة، ورُمِيَ بِسَبَبِهِ الدِّين وأهل الدِّينْ وعلى مَرْأَى ومَسْمَع من الجميع والإنْكار ضعيف، وأَثَّر أَثَرُهُ البالغ في نُفُوس النَّاس، ولا نُنْكِرْ أنَّ هُناك نماذج أساءتْ إلى هذا الحُكْم العظيم، أساءت تطبيقهُ، نماذج قد تكُون في بُيُوت بعض من يَنْتَسِب إلى الخير والدِّينْ، هُناك نماذج؛ لكنْ يَبْقَى أنَّ الحُكم الشَّرْعِي باقي، لا يَطْرَأ عليهِ تغيير بسبب تَصَرُّفات فرديَّة، الحُكم العام باقي؛ لكنْ هذا الشَّخص عُرِفْ مِنْ حالِهِ أنَّهُ يظلم وإلا يَحْرُم عليهِ أنْ يُقْدِمْ، ويَبْقَى أنَّ الحُكم العام مشرُوعيَّة التَّعدد وهو الأصل؛ لأنَّ الله قَدَّمَهُ على الواحِدَة وهو اسْتِجابة للنبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- في كثرة النِّساء وكثرة الأولاد هذا مَطْلَبْ شرعيّ، ولا يقُول قائل والله يا أخي أنا لا أستطيع أنْ أُرَبِّي والآن الظُّرُوف صَعْبَة والمُستقبل مُخيف فنكتفي بعدد قليل من الأولاد ونشُوف الآباء في الجُملة ليس لهُم سيطرة على أولادِهِم، ومع ذلك أنت مُطالب بالتَّكَاثُر، وعليكَ أنْ تبذُل وتستجيب لما طُلِبَ منك، وتَبْذُل السَّبب في إصلاح الأولاد، تَبْذُل السَّبب في إصلاحِهِم، ولا عليكَ إلاَّ بَذْلِ السَّبب أما النَّتائج بيد الله -جلَّ وعلا-، لو كانت النَّتائج بيد البَشَر ما صَار ابن نُوح كافر، ولا صارت امرأة فرعون مُؤمنة، ولا صارت امرأة نُوح وامرأة لُوط أَمْثِلة عَمَلِيَّة للكُفَّار في بُيُوت خير الخلق، أنت ما عليك إلا أنْ تَبْذل السَّبب لا تُقصِّر وتُفَرِّط أو تكُون سبباً في ضَيَاعِهِم – لا -، مثل بعض الآباء يكون سبباً في ضياع أولاده، كثيرٌ من الآباء يَتَمَنَّى أنْ يكُون ابنُهُ صالح؛ لكنْ ما يَبْذُل سبب؛ بل قد يَبْذُل ما يُعينُهُ على الفساد، ويُيَسِّر لَهُ أسباب الفساد، وبعض النَّاس يَتَمَنَّى أنْ يكُون وَلَدُهُ من المُسابِقِينْ إلى الخيرات، وأوَّل من يدخُل إلى المسجد؛ لكنْ أنت اخْتَبِرْ نَفْسِك في بَذْلِكَ للسَّبب، هل بَذَلْتْ من السَّبب في إيقَاظِهِ لِصلاة الصُّبح مثل ما بَذلْت لإيقاظِهِ للمدرسَة؟! أو تَبْحَثْ عن العِلل والأعذار إنْ كان في الشِّتاء والله الجو بارد مسكين ما يتحمَّل! المدرسة إذا طلعت الشَّمس يَدْفُون النَّاس؛ لكن صلاة الفجر برد، وفي الصِّيف مسكين سهران كل اللِّيل والجو! ونُريد صلاح الأبناء ونحن نحرص على أُمُور دُنياهم ونُهمل أُمُور دِينهُم! أنت إذا ما حَرِصْت على أمر الدِّين ما أُعِنْتْ ولا حتَّى على أَمْر الدُّنْيَا! فَعَلى الآباء أنْ يَنْتَبِهُوا لهذا! يَأْتَمِر بأوامِر الشَّرع في التَّكاثُر سواءً كان في الزَّوجات وفي الأولاد ويبذُل الأسباب ويحرِصوا ويتحرَّوا امتِثال جميع ما أُمِرُوا بِهِ، والانتهاء عن جميع ما نُهُوا عنهُ؛ وليَكُن حِرْصُهُم على دَرْءْ المَفَاسِد أعْظَم من حِرْصِهِم على جَلْب المَصَالح كما هي القاعِدَة المُقَرَّرة، يقول: أنا أُحْضِر لهم أشرطة، وأُحْضِر لهُم وسائل تُعِينُهُم على صَلاحِهم، ومع ذلك إذا حَصَّنَّاهُم نترُكُهُم، هات لهم من الوسائل التِّي تُفْسِدُهُم، يعني بعد أنْ يَتَحَصَّن، كيف يَتَحَصَّنْ؟ وش معنى يَتَحَصَّنْ؟ هو أرْضٌ قابلة من أنْ وُضِع قدمهُ على الأرض إلى أنْ يَمُوتْ وهو تحتها، يعني تتقَاذَفُهُ الأمواج، يقول: أنت حَصْنُهُ بس بالدِّينْ ورَبُّهْ على هذا ثُمَّ احضُر لهُ كُلْ ما يُريد! بيترُكها ديانةً! ما هو بصحيح! ولذلك بيُوت المُسلمين التِّي ابْتُلِيَت بالوسائل المُفْسِدَة كالقَنَوات والدُّشُوش والمشاكل هذهِ، يقول: أبداً عيالنا مُتديِّنين ويعرِفُون اللي ينفعهم ويضرهم، ما هو بصحيح أبداً! أنت ما تَعْرِفْ، يا الإخوان: إذا تَصَوَّرْنا أنَّ شِيَّاب كِبار سَبْعِينْ ثَمَانِينْ سَنَة كانُوا عُمَّار مَسَاجِدْ عَنْ يَمِينْ المُؤَذِّنْ وعن شِمَالِهِ دُهُور الآن ما يُصلُّون مع الجماعة! كيف نَأْمَنْ على شَّباب هالغَرَائِزْ ونَزَوات ... كيف نَْمَنْ عليهم؟ ويقول حَصَّنَّاهُم الآنْ ما شاء الله بِيئة مُحَافِظَة، يعني الذِّي لهُ أَدْنَى صِلَة بالقُضَاة أو بِرِجال الحِسْبَة يَشِيبْ رَأْسُهُ من قَضَايا تَحْصُل في بُيُوت بعض الأخْيَار فضلاً عن الأشْرَار، فما يُقال مثل هذا تَحَصْنُهُ بس وارْمُهُ، عَلْمُهُ السِّباحة وخَلُّهُ يتعلَّم وارْمُهُ بالبَحَر! هذا غير هذا، هذا يختلف عن هذا؛ لأنَّ الحَيّ لا تُؤْمَنْ عليهِ الفِتْنَة، والحَيّ في هذهِ الظُّرُوف التِّي نَعِيشُها مِثْل الغَرِيقْ، اللهُمَّ سَلِّم سَلِّمْ، أُمْنِيَة الإنْسَانْ الوَحِيدَة أنْ تفيض هذهِ الرُّوحْ تَخْرُج هذهِ الرُّوح بِسَلام، غير مُغيِّر ولا مُبَدِّلْ، أنْتُم الآنْ عندكم نَمَاذج حتَّى من بعض من يَنْتَسِبْ إلى طَلَب العلم والدَّعْوَة أحياناً تَجِدْهُ أوَّل الأمر في أقْصَى اليمين والآن صَار في أقْصَى الشِّمال! يا أخي أليْسَ هذا مِثالٍ حيٍّ للتَّغيير؟! كونُهُ تغيَّر إلى الأفْضَل أو إلى الأسْوَء أو كذا موجُود يعني، فالحَيّ لا تُؤْمَنْ عليهِ الفِتْنَة؛ فَلْيَكُنْ اللِّسانْ دائِمَ التَّضرُّعْ والتَّذَلُّل لله -جلَّ وعلا- في أنْ يَحْفَظُهُ من مُضِلَّات الفِتَنْ يَنْبَغِي أنْ يَكُون دَيْدَنْ المُسْلِم، قَبْل خَمْسِينْ سَنة – لا - يمكن قبل أَرْبِعين أكثر البُلْدَان ما دَخَلْها الكَهْرَب إلاَّ من ثلاثين وجاي، قبل وُجُود الكهرباء مثلاً التَّربية لَيْسَتْ صَعْبَة، قد يقول قائل: وش ذنب الكهرباء؟! النَّاس يُؤْطَرُونْ على الحق؛ لكنْ الابن الصَّغير ذا أبو عشر، خمسة عشر سنة أو قُل عشرين سنة، إذا غَابت الشَّمْس وين يبي يُرُوح؟! قال أنا .........، ليسَ لهُم مَفَر ولا مَحِيد منْ أنْ يَأْتِي إلى وَالِدَيْهِ، ويُرْضِيهِما بِشَتَّى الوَسَائِلْ؛ لكنْ الآنْ إذا غَابَتْ الشَّمْسْ، صَار اللَّيلْ أفْضَلْ من النَّهار عند النَّاس! طلعات واستراحات وروحات ولا تَنْتَشِر الشَّياطين إلاَّ إذا غَابت الشَّمس! ويَتَلَقَّفُهُ أَلْفْ شِيطان إذا غَضِبْ عليهِ أَبُوه!!! الآنْ أنت كَبرت، إلى متى وأنت بزر! أنت إلى متى وأنت طفل! تُتْوَجَّه، يعني شَيَاطِينْ الإنْسْ الآنْ أَثَرْهُم وَاضِحْ، ومع ذلك يقول: أبَداً أنتْ رَبُّه التَّربية السَّلِيمة والصَّحيحة وانتهى الإشْكَال! هذا فَسَاد في التَّصَوُّر! هو ما يَرَى في بيتِهِ في غَيْرِهِ في نَفْسِهِ ما يَرَى التَّغَيُّر؟! وكم مِنْ واحِد تَغَيَّرْ، وكَم مِنْ شَخْصٍ تَغَيَّر بعد اسْتِقَامَةٍ طويلة؟! إذا كان شَيَاطِينْ الإنْسْ لَهُم ضُغُوط، ولَهُم وَسَائل، وشَيَاطِينْ الجِنّ أيْضاً تَدْفَعْ من الدَّاخِلْ والإنْسَانْ ضَعِيف! لا يَسْتَطِيعْ أنْ يُقاوم، تتصَوَّرُونْ فَسَادْ الشَّباب والشَّابَّاتْ بسبب وسائل الاتِّصَال شيء ما يَخْطُر على البال! يَسَّر يسَّر الشَّر بشكْلٍ لا يُتَصَوَّرْ ولا يُتَوَقَّعْ، وبعضُهُم يقول: أبداً أنتْ صَاحِبْ مَنْ شِئْتْ وعَايِشْ منْ شِئْتْ وأنت ما دَام مُتحصِّنْ مُتَحَفِّظ ما عليك! أنا رأيْت مَنْظَر حَقِيقةً فِي غايَة السُّوء، يعني مُؤثِّر جدًّا، طالب عِلْم مُتَخَرِّج من كُلِّيَّة شَرْعِيَّة ومُتَمَيِّزْ، وشكلُهُ ما شاء الله تبارك الله اللِّحية إلى نِصْف الصَّدر، ومُلازِم للدُّرُوس مِنْ حَلْقَة إلى حَلْقَة عِنْدَ المشايخ هذا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي، فَجْأةً رَأَيْتُهُ حَلِيق!!! أمس جاي بالدَّرْس لحيتُهُ إلى نِصْف الصَّدر واليوم حَلِيق بالمُوسى!!! ما هو بالتَّدْرِيجْ مثل ما يسوون اليوم بالمقص!!! - لا -؛ لأنَّ يا الإخوان المقص إذا دخل خلاص قُل على اللحية السَّلام! والله يوم خطر زاد هذا ويوم نقص هذا وشوي شوي إلى أنْ تَنْتَهِي؛ لكنْ هذا بالمُوسَى مَرَّة واحِدَة !!! ويُسْأَلْ فإذا بِهِ قَدْ تَزَوَّجْ امْرَأَة وقالت لهُ أنا ولاَّ اللِّحية!!! ما لهُ استِثْنَاء ـ هذا تَرَبَّى في حَلْقَاتْ العلم!!! ونحنُ نقول أبَداً ربِّ الطِّفِل هذا وارْمُهُ بالبحر ما عليهِ إنْ شَاء الله! ما دَام هالنَّفَسْ هذا يَخْرُجْ ويَرْجِعْ، فالحَي لا تُؤْمَنْ عليهِ الفِتْنَة؛ فَلْنَنْتَبِهِ لهذا.
http://www.khudheir.com/ref/1184
http://www.khudheir.com/ref/1184