هل يشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أخطأ في المنهج ونشر هذا الخطأ؟
للعلامة عبيد الجابري حفظه الله
السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الخامس يقول: هل يُشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أَخطأَ في المنهج ونَشَر هذا الخطأ، أَو لابد أَن يُنصَح هذا الرجل أَولا؟
الجواب:
حالتان: طالما كرّرناهما، ونعيدهُما الآن فتفطّنوا لها وأصغوا إِليهما جيّدًا وفرّقوا بينهما:
الحالُ الأُولى: أَن يكون الخطأ - في العقيدة، في المنهج، في أي شيء- لم ينتشر، في مجلس ضَيّق أَو أَخطأ فيما رأَيتهُ هو، فهذا يُنصح في حينِه ولا يُنشر، وشَواهد هذا كثيرة ومنها حديث المسيء صلاته، النَبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثلاث مرات، كلما ركع جاء فسلم على النَبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول لَهُ :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثُم عَلّمهُ أخيرًا لما ذكر الرجُل أَنهُ لا يُحسن غير هذا، وكذلِك قولُه لرجل آخر قال: (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ يا رسول الله) قال: (ويحك! أَجعلتني للهِ نِدًّا؟!) وإِنما روتهُ كُتب السُّنة للتعليم.
الحال الثانية: أَن ينتشر الخطأ ويذيع ويشيع ويتلقاه من يتلقاه على أَنهُ من دين الله، فهذا يجبُ أَن يُسلك نفس المَسار، لرد الخطأ، فمن عدالةِ أَهلِ السُّنة وحسن أَخلاقِهم وأمانتِهم، أَنهم يسلكُون مسلك الخطأ كما ذكرت في الحالين، شخص أَخطأ فيما بينك وبينه، أَو في مجلس يحويك وإِيّاه، فأَنت رُدّه؛ قل: هذا بِدعة، هذا خطأ، هذا فسق، هذا فجور، هذا شِركٌ بالله، وهكذا، ولا تنشر، أَما إِذا نشَر خطأَه فرُدَّ عليهِ بِمثلِه، وهذا هو مسلك السلف بدءً من الصَحابةِ إِلى اليوم، وأَذكر عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: (واللهِ ما أَظن أَن أَحدًا أَحبَّ إِلى الشيطان هلاكًا مني اليوم) قيل: وكيف؟! قال: ( تحدثُ البِدعةُ في المشرِق أَو المَغرب، فيحمِلُها الرَجُلُ إِليّ فإِذا انتهت إِليّ قمعتُها بالسُّنة، فتُردُّ عليه) وكان الأئمة، وأهل الصَلاح والتُّقى إِذا كانت الكِّفةُ الرَّاجِحةُ لهم، والشَوكَةُ القويةُ بأَيدِيهم فإِنهم يُحَذّرون من البِدع وأَهلِها تحذيرًا علنِيًا، ويصيحون بِهم مِن كُلِ حدبٍ وصوب، أَما إِذا كانت المسأَلةُ عكسية فهم ضُعفاء، الكِفةُ الراجِحة للمبتدعة، والصولة والجولةُ لهم، وقوةُ الشَوكةُ عندهم، فإِن أَهل السُّنة يكتفون بالتَحذير من البِدع، وتَعليم الناس السُّنة فقط، ولا يذكرون فلان ولا عِلان، هذا يُسمى جانب المُداراة، والله أَعلم.
رابط الصفحة والصوتية من هنا
http://ar.miraath.net/fatwah/11737
للعلامة عبيد الجابري حفظه الله
السؤال:
بارك الله فيكم شيخنا، السؤال الخامس يقول: هل يُشترط النصيحة في بيان خطأ الذي أَخطأَ في المنهج ونَشَر هذا الخطأ، أَو لابد أَن يُنصَح هذا الرجل أَولا؟
الجواب:
حالتان: طالما كرّرناهما، ونعيدهُما الآن فتفطّنوا لها وأصغوا إِليهما جيّدًا وفرّقوا بينهما:
الحالُ الأُولى: أَن يكون الخطأ - في العقيدة، في المنهج، في أي شيء- لم ينتشر، في مجلس ضَيّق أَو أَخطأ فيما رأَيتهُ هو، فهذا يُنصح في حينِه ولا يُنشر، وشَواهد هذا كثيرة ومنها حديث المسيء صلاته، النَبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثلاث مرات، كلما ركع جاء فسلم على النَبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يقول لَهُ :(ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ) ثُم عَلّمهُ أخيرًا لما ذكر الرجُل أَنهُ لا يُحسن غير هذا، وكذلِك قولُه لرجل آخر قال: (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ يا رسول الله) قال: (ويحك! أَجعلتني للهِ نِدًّا؟!) وإِنما روتهُ كُتب السُّنة للتعليم.
الحال الثانية: أَن ينتشر الخطأ ويذيع ويشيع ويتلقاه من يتلقاه على أَنهُ من دين الله، فهذا يجبُ أَن يُسلك نفس المَسار، لرد الخطأ، فمن عدالةِ أَهلِ السُّنة وحسن أَخلاقِهم وأمانتِهم، أَنهم يسلكُون مسلك الخطأ كما ذكرت في الحالين، شخص أَخطأ فيما بينك وبينه، أَو في مجلس يحويك وإِيّاه، فأَنت رُدّه؛ قل: هذا بِدعة، هذا خطأ، هذا فسق، هذا فجور، هذا شِركٌ بالله، وهكذا، ولا تنشر، أَما إِذا نشَر خطأَه فرُدَّ عليهِ بِمثلِه، وهذا هو مسلك السلف بدءً من الصَحابةِ إِلى اليوم، وأَذكر عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: (واللهِ ما أَظن أَن أَحدًا أَحبَّ إِلى الشيطان هلاكًا مني اليوم) قيل: وكيف؟! قال: ( تحدثُ البِدعةُ في المشرِق أَو المَغرب، فيحمِلُها الرَجُلُ إِليّ فإِذا انتهت إِليّ قمعتُها بالسُّنة، فتُردُّ عليه) وكان الأئمة، وأهل الصَلاح والتُّقى إِذا كانت الكِّفةُ الرَّاجِحةُ لهم، والشَوكَةُ القويةُ بأَيدِيهم فإِنهم يُحَذّرون من البِدع وأَهلِها تحذيرًا علنِيًا، ويصيحون بِهم مِن كُلِ حدبٍ وصوب، أَما إِذا كانت المسأَلةُ عكسية فهم ضُعفاء، الكِفةُ الراجِحة للمبتدعة، والصولة والجولةُ لهم، وقوةُ الشَوكةُ عندهم، فإِن أَهل السُّنة يكتفون بالتَحذير من البِدع، وتَعليم الناس السُّنة فقط، ولا يذكرون فلان ولا عِلان، هذا يُسمى جانب المُداراة، والله أَعلم.
رابط الصفحة والصوتية من هنا
http://ar.miraath.net/fatwah/11737
تعليق