إعـــــــلان

تقليص
1 من 4 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 4 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 4 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
4 من 4 < >

تم مراقبة منبر المسائل المنهجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

تعلم إدارة شبكة الإمام الآجري جميع الأعضاء الكرام أنه قد تمت مراقبة منبر المسائل المنهجية - أي أن المواضيع الخاصة بهذا المنبر لن تظهر إلا بعد موافقة الإدارة عليها - بخلاف بقية المنابر ، وهذا حتى إشعار آخر .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

عن إدارة شبكة الإمام الآجري
15 رمضان 1432 هـ
شاهد أكثر
شاهد أقل

"الرؤية في معتقدي الرؤيا" لفضيلة الشيخ: محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الرؤية في معتقدي الرؤيا" لفضيلة الشيخ: محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى


    بسم الله الرحمن الرحيم
    { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً.... عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا.... رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ ِ.... وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
    سورة "الأعراف" الآية (89)
    ....
    ((( المقدمة : وفيها الباعث على الطرح )))
    ....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
    ....
    ...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" سورة"آل عمران"الآية(102)

    ....
    ...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة "النسـاء" الآية (1)
    ....
    ...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
    ....
    أما بعد
    الرؤية لغة : قال ابن سيده : الرؤية : النظر بالعين والقلب ( لسان العرب : 14/291 ).
    ....وحقيقة الرؤية إذا أضيفت إلى الأعيان كانت بالبصر، كقوله عليه الصلاة والسلام : "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " وقد يراد بها العلم مجازا . وتراءى القوم : رأى بعضهم بعضا .
    والغالب في استعمال الفقهاء له هو المعنى الأول، وذلك كما في رؤية الهلال، ورؤية المبيع، ورؤية الشاهد للشيء المشهود به، وهكذا ...
    ....
    ....شرعاً : قال القاضي أبو بكر بن العربي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا إدراكات علقها الله تعالى في قلب العبد على يد ملك أو شيطان إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما تخليط، ونظيرها في اليقظة الخواطر فإنها قد تأتى على نسق في قصة وقد تأتى مسترسلة غير محصلة، هذا حاصل قول الأستاذ أبى إسحاق" "فتح الباري"( 12/ 369 ) .
    ....
    الألفاظ ذات الصلة :
    ....أ - الإدراك : والإدراك : هو المعرفة في أوسع معانيها، ويشمل الإدراك الحسي والمعنوي .
    وهو في الاصطلاح : انطباع صورة الشيء في الذهن .
    ....
    ....وبذلك يكون الإدراك أعم من الرؤية، لأنه قد يكون بالبصر وبغيره من الحواس، ولذلك يقول ابن قدامة : مدرك العلم الذي تقع به الشهادة : الرؤية والسماع والشم والذوق واللمس .
    ....
    ....ب – النظر : والنظر : طلب ظهور الشيء بحاسة البصر أو غيرها من الحواس . والنظر بالقلب من جهة التفكر
    والفرق بين النظر والرؤية : أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته، والرؤية هي إدراك المرئي .
    ....
    ....الحكم التكليفي :
    يختلف الحكم التكليفي لطلب الرؤية باختلاف ما تستعمل فيه الرؤية :
    ....فقد تكون الرؤية واجبة على الكفاية كرؤية هلال رمضان كما يقول الحنفية .
    ....
    ....وقد تكون الرؤية مستحبة كرؤية المخطوبة .
    ....وقد تكون حرما كرؤية عورة الأجنبي .
    ....
    ....وقد تكون مباحة كرؤية الأشياء العادية " "الموسوعة الفقهية الكويتية"
    ....

    ....
    الرؤى في شريعتنا الغراء ([1]) .
    ....إن مسألة الرؤى والمنامات مما لها حظُ في شريعتنا فقد ذكرها الله عز وجل في غير ما موضعٍ من كتابه العزيز قال تعالى : } فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ {سورة "الصافات" الآية(102) وقال تعالى : } إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباًوَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {سورة"يوسف" الآية(4) وقال تعالى : } لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ {سورة "الفتح" الآية(27) .
    ....
    ....وكذلك ذكرها النبي r أيضاً في غير ما موضع، فقد أخرج الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه من حديث سمُرةَ بن جنْدب t قال : " كان رسول الله r يعنى مما يُكثُر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحدٌ منكم من رُؤيا؟ " "الفتح" (12/457 )
    ....
    هذا ..
    ....وقد حفلت دواوين السنة الصحيحة بذا الموضوع، وأفردَ لها علماء الأمة وسلفها الصالح مؤلفات تعد عقداً فريداً تسر الناظرين وتشرح صدور قوم مؤمنين .
    ....
    p علاقة المنامات بالتوحيد : الموت وتوابعه : عذاب القبر ، وأحوال الآخرة ـ علم الغيب i
    أولاً : العلاقة بين النوم والموت: -
    ....إن فى كليهما ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة أخرى يفقد فيها يقظته وإرادته وحركته، ولكن هذه التغيرات تكون مؤقتة فى حالة النوم، ودائمة فى حالة الموت .
    ....والنفس يتوفاها الله تعالى حال النوم،ولكنها تعود للبدن إذا كان فى عمر الإنسان بقية قال تعالى : } اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَاوَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَوَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{سورة "الزمر" الآية(42) .
    ....
    ثانياً : المنامات وعلاقتها بعلم الغيب :-
    ....إن المنامات دليل واضح وبيّن على ما بعد الموت من عذاب القبر واليوم الأخر فإن العبد ينام فيرى فى منامه أموراً لا يصدقها عقل : من طيران فى الهواء، ومشى على الماء، وقتالٍ بلا موت، وتكلم مع الحيوان، ومعارك دامية حتى أنه بعد استيقاظه قد يشعر بآلامٍ في جسده، فسبحان الله العظيم الذي بهرة قدرته العقول، كل ذلك وهناك من ينكر عذاب القبر واليوم الأخر!! فالمنامات لها تعلق واضح بعلم الغيب، وعلم الغيب من التوحيد .
    ....
    إن مما أجمع عليه أهل العلم قديماً وحديثاً -إستقراءا- تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
    ....الأول : توحيد ربوبية .
    ....الثاني : توحيد ألوهية .
    ....الثالث: توحيد أسماء وصفات .
    ....
    ....وموضوعنا كما له تعلق بتوحيد الربوبية من جهة الإيجاد والإمداد وتعلق بتوحيد الإلهية من جهة إتباع الهدي والتصديق بالرؤى كذلك له تعلق بالنوع الأخير أيضاً وهو توحيد الأسماء والصفات من جهة أن الرب جل وعلا لا ينام، وما ينبغي له أن ينام .
    ....
    ....قال تعالى : } اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلاَنَوْمٌ {سورة "البقرة" الآية(255) ولقوله r : ( إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" "صحيح الجامع..." برقم(1860 ) .
    ....
    ولو أننا تدبرنا أدعية النوم نجدها تدور كلها حول المعانى الأتية :
    ....الأول : إخلاص التوحيد لله .
    ....الثاني : تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه .
    ....الثالث : الإحتماء به من شر كل قوى الكون من إنس وجن .
    ....الرابع : الإلتجاء إليه لأنه سبحانه مصدر الأمن والطمأنينة .
    ....الخامس : التصالح مع الله تعالى ومع عباده .
    ....السادس : قطع العلائق الدنيوية وتذكر الآخرة وأثر ذلك في الترقي في مراقي العبودية .
    ....السابع : توجيه النفس إلى التوبة حتى تكون في مأمن عند خروجها أثنا ء نومها .
    ....
    ثالثاً : المنامات جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوةِ :-
    ....أ ) الرؤيا الصالحة من صالح :
    لقوله r : " إذا إقتربَ الزمانُ لم ْتَكَدْ رُؤيا المؤمن تكذبُ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوةِ " متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t
    ....
    ....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : " معنى قوله r : ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) أن رؤيا المؤمن تقع صادقة؛ لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها، وإن كانت تختلف عنها، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة
    ....وتخصيص الجزء بستة وأربعين جزءاً من الأمور التوقيفية التي لا تعلم حكمتها كأعداد الركعات والصلوات" "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133) .
    ....
    ....ب ) علاقة الرؤيا الصالحة بالصدق :
    إن للرؤى تعلق وثيق بصدق رائيها لقوله r : ( أصْدَقُكُمْ رُؤيا : أصْدَقُكُمْ حديثاً ) متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t .
    ....
    ....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : ( وأما الذي تصدق رؤياه فهو الرجل المؤمن الصدوق إذا كانت رؤياه صالحة، فإذا كان الإنسان صدوق الحديث في يقظته وعنده إيمان وتقوى فإن الغالب أن الرؤيا تكون صادقة، ولهذا جاء هذا الحديث مقيداً في بعض الروايات بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى(1/133) .
    ....
    ....جـ ) الرؤيا الصالحة من المبشرات :
    لقوله r : " لَم يبقَ منَ النُّبُوَّةِ إلا المبُشَّراتُ " قالوا : وما المبشراتُ ؟ قال : ( الرؤيا الصالحةُ ) " أخرجه الإمام البخاري (6990) من حديث أبى هريرة t .
    ....
    ....هـ) الرؤيا الصالحة تسر ولا تضر :
    لقوله r : " إذا رأى أحدُكُمْ رُؤيا يُحبُّهَا فإنما هي من اللِه تعالى، فليحمدِ الله عليها وليُحدِّثْ بها " وفى رواية ( فلا يُحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكْرها لأحد؛ فإنها لا تضره ) أخرجه الإمام البخاري(6985) من حديث أبى سعيد t والإمام مسلم (419 .
    ....
    لذا ..
    ....يتضح من إستقراء النصوص السابقة أن الرؤيا التي هي جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة هي : " رؤيا صادقة، مبشرة للمؤمن الصادق، تسرّه، ولا تغره فتضره " .
    ....
    p أنواع المنامات وآداب الرائي مع الرؤيا والمعبر i
    ....في بيان أنواع المنامات وذكر طرف منها :
    ....
    ....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى- ولكن ليعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام :
    ....
    القسم الأول : رؤيا حق صالحة :
    ....وهي التي أخبر عنها النبي r أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وغالباً ما تقع .
    ....
    .... صفتها : ولكن أحياناً يكون وقوعها على صفة ما رآه الإنسان في منامه تماماً، وأحياناً يكون وقوعها على صفة ضرب الأمثال في المنام، يضرب له المثل ثم يكون الواقع على نحو هذا المثل وليس مطابقاً له تماماً، مثل ما رأى النبي r قبيل غزوة أحد أن في سيفه ثلمة، ورأى بقراً تنحر، فكان الثلمة التي في سيفه استشهاد عمه حمزة t لأن قبيلة الإنسان بمنزلة سيفه في دفاعهم عنه ومعاضدته ومناصرته، والبقر التي تنحر كان استشهاد من استشهد من الصحابة y لأن في البقر خيراً كثيراً، وكذلك الصحابة y كانوا أهل علم ونفع للخلق وأعمال صالحة.
    ....
    القسم الثاني : الحلم :
    ....وهو ما يراه الإنسان في منامه مما يقع له في مجريات حياته، فإن كثيراً من الناس يرى في المنام ما تحدثه نفسه في اليقظة وما جرى عليه في اليقظة وهذا لا حكم له.
    ....
    القسم الثالث : إفزاع من الشيطان .
    ....فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى : } لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواوَلَيْسَ بِضَارِّهُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِوَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ{سورة "المجادلة" الآية(10)
    ....
    ....فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه فإن الشيطان حريص عليه سواء ذلك في اليقظة أو في المنام، لأن الشيطان عدو كما قال الله تعالى : } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {سورة "فاطر" الآية(6) "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133).
    ....
    الآداب التي حض عليها النبي r مع رؤيا التحزين : -
    ....وهذا النوع الأخير أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التحرز منه فأمر من رأى في منامه ما يكره أن يستعيذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن ينقلب على جنبه الآخر، وأن لا يحدث أحداً بما رأى فإذا فعل هذه الأمور فإن ما رآه مما يكره في منامه لا يضره شيئا ً.
    ....
    ....وهذا ما بينه النبي r كما في حديث جابر t عند الإمام مسلم – رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
    ....
    ....وكما في حديث أبي سعيد الخدري t عند الإمام البخاري– رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" أخرجه الإمام البخاري ( 6985 )
    ....
    ....وكما في حديث أبي قتادة t عند الإمام مسلم– رحمه الله تعالى- قال : " كنت أرى الرؤيا فتمرضنيحتىسمعت رسول الله r يقول : الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره " .
    ....
    ....وفي حديث أبي هريرة t أن النبي r قال : " فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس " .
    أخرجه الإمام مسلم ( 4200 ) .
    ....
    فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى ما يكره بأمور :
    ....أ ) أن يبصق عن يساره ثلاثا ً.
    ....ب) أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاثا ً.
    ....ج) أن يستعيذ بالله من شر ما رأى .
    ....د ) أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر .
    ....هـ) أن لا يحدث بها أحدا ً.
    ....و ) أن يقوم فيصلي .
    ....
    ورتب على ما تقدم عدم الإضرار ، فسلِم من كيد الغرورِ الأبرارِ ، فالحمد لله العزيز الغفار .
    ....
    ومن آداب الرائي مع الرؤيا والمعبر : -
    ....إن من جملة ما يعتقده المسلم عموماً والرآي خصوصاً أن : ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وان ما أصابه لم يكن ليخطأه، وأن ما أخطأه، لم يكن ليصيبه، وأن الأمور تجرى بمقادير، فيولّد ذلك في نفسه سكوناً، وفى قلبه ركوناً، وفى صدره حبوراً وسرواً .
    ....
    لذا فعلى الرآي أن يتحلى بجملة من الآداب :-
    ....أ ) الصدق .
    ....ب) الأمانة والضبط في سرد الرؤيا .
    ....ج) أن يخبر المعبر عن حاله .
    ....د ) أن يكون صبوراً على تفسير رؤياه .
    ....هـ) أن لا يعتقد إعتقاداً جازماً بمصداقية قول المعبر، وصدق التعبير، فقد يصيب وقد يخطئ لأنه أمراً إجتهادياً .
    وفى قصة الصديق t مع الصادق الأمين r خير شاهد؛ لحديث ابن عباس t المتفق عليه في قصة الرجل الذي ذكر للنبي r رؤيا، ثم طلب أبو بكر t من النبي r أن يعبرها، فذكر أبو بكر تعبيره، ثم سـأل النبي r : هل أصبت أم أخطأت؟ فقال r : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) أخرجه الإمام البخاري ( 6524 ) والإمام مسلم ( 4214 ) .
    ....
    ....إلا إن صدر التعبير عن نبي أو رسول لأنهم يوحى إليهم خلافاً لمن دونهم، ومؤيدون من الله سبحانه وتعالى فها هو يوسف الصديق u يقول : " قضى الأمر الذي فيه تستفتيان " أي هكذا سيقع والله أعلم .
    ....و ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من حسود .
    ....ز ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من عدو .
    ....ح ) أن لا يطلب تعبير رؤياه ممن لا يستطيع كتمان السر .
    ....ط ) ومما ينبغي أن يعلم أنه :-
    قد تتحقق الرؤيا بعد زمن قصير وقد تتحقق بعد عمر طويل : " كرؤيا يوسف u وكرؤيا الملك فرؤيا يوسف u على أرجح الأقوال تحققت بعد أربعين سنة ورؤيا الملك تحققت بعد خمسة عشر عاماً " "فوائد مستنبطة من قصة يوسف u" للعلامة السعدي – رحمه الله تعالى ص(9) .
    ....
    p أقسام الناس في الرؤيا i
    الناس في الرؤيا ثلاث :-
    ....الأول : الأنبيـاء : ورؤياهم كلها حقٌ وصدق : ( لأنها وحي، والوحي الصدق ) .
    ....الثاني : الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق .
    ....الثالث : من عداهم : ويقع فى رؤياهم الصدق والأضغاث
    ....
    p صور من الرؤى في الكتاب والسنة i
    أولاً : في القرآن الكريم :
    ....الموضع الأول : ـ
    } فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَاوَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {سورة "الصافات" الآيات(102-107) .
    ....
    ....فلما بلغ معه السعي": شب وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل" قال يابني إني أرى في المنام"
    ....
    ....قال ابن عباس t قال رسول r : " رؤيا الأنبياء في المنام وحي" وإنما أعلم إبراهيم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله وطاعة أبيه " قال يا أبت افعل ما تؤمر" أي : امض لما أمرك الله من ذبحي "ستجدني إن شاء الله من الصابرين" أي : سأصبر واحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق u فيما وعد" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى (4/15) ط . دار التراث .
    ....
    ....الموضع الثاني : ـ
    } إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباًوَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {سورة "يوسف"الآية(4)
    قال ابن عباس t : "رؤيا الأنبياء وحي .. وقد ذكر المفسرون في تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكبا عبارة عن إخوته وكانوا أحد عشر رجلا سواه والشمس والقمر عبارة عن أمه وأبيه.. وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد أربعين سنة حين رفع أبويه على العرش وهو سريره وأخوته بين يديه" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى"(2/46
    ....
    ....الموضع الثالث : ـ
    } قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ { سورة "يوسف"الآية(5).
    يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً بحيث يخرون له ساجدين إجلالا وإكراما واحتراماً فخشي يعقوب عليه السلام أن يحدث بذلك أحداً من إخوته فيحسدونه على ذلك ويبغون له الغوائل حسدا منهم له ولهذا قال له :" لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا"
    ....
    ....ولهذا ثبت في السنة : "إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لا تضره" " تفسير الحافظ ابن كثير(2/469) .
    ....
    ....الموضع الرابع : ـ
    } وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراًوَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ {سورة "يوسف"الآية(36) .
    ....
    ....قال قتادة – رحمه الله تعالى : كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه .
    ....
    ....قال السدي – رحمه الله تعالى : كان سبب حبس الملك إياهما أنهما تمالئا على سمه في طعامه وشرابه" "تفسير الحافظ ابن كثير"( 2/477) .
    ....
    ....وقال العلامة السعدي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا الأولى جاءت على وجه الحقيقة ، والرؤيا الثانية جاءت على وجه المثال" "فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام" ص(9) .
    ....
    ....الموضع الخامس : ـ
    } وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌوَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍوَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {سورة "يوسف" الآية(43) .
    ....
    ....هذه الرؤيا من ملك مصر قدر الله أن تكون سبباً لخروج يوسف u من السجن معززا مكرما ذلك أنه حينما رأى هذه الرؤيا جمع الكهنة والقادة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها فلم يعرفوا ذلك واعتذروا إليه بأنها (أضغاث أحلام) أي أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها، فعند ذلك تذكر الذي نجا من ذينك الفتيين الذين كانا في السجن مع يوسف، فقال لهم أي للملك والذين جمعهم لذلك (أنا أنبئكم بتأويله ) أي بتأويل هذا المنام (فأرسلون) أي فابعثون إلى يوسف الصديق ومعنى الكلام فبعثوه فجاء فقال :"يوسف أيها الصديق أفتنا"وذكر المنام الذي رآه الملك عند ذلك ذكر له يوسف u تعبيرها" "تفسير الإمام ابن كثير"(2/480) .
    ....
    ....الموضع السادس : ـ
    } لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْوَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً {سورة "الفتح" الآية(27) .
    ....
    ....كان رسول الله r رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شئ حتى سأل عمر بن الخطاب t عنه فقال له فيما قال : أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ قال : لا . قال : فإنك آتيه ومطوف به، ولهذا قال تعالى "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله"هذا لتحقيق الخبر وتوكيده" "تفسير الإمام ابن كثير"( 4/201) .
    ....
    ثانياً : فى السنة المطهرة : -
    ....الموضع الأول : رؤياالنبي المتعلقة بالهجرة
    أخرج البخاري عن أبي موسى t عن النبي r : " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل فذهب وهلي ( ظني ) إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب" أخرجه الإمام البخاري برقم(7041) والإمام مسلم برقم(6072) .
    ....
    ....الموضع الثاني : رؤياالنبي r أنه سيتزوج أم المؤمنين الطاهرة المطهرة، المبراءة من فوق سبع سموات، الصديقة بنت الصديق عائشة – رضى الله تعالى عنها :
    ....عنهاشم بن عروة عن أبيه عن عائشةرضي الله تعالى عنها – قالت : قال لي رسول الله r : " رأيتك فيالمنام مرتين أرى رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنتفأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه" أخرجه الإمام البخاري برقم(507 والإمام مسلم برقم(6436) .
    ....
    ....ومن ذلك : حرص النبي r على معرفة رؤى أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – ومن ثمَّ تعبيرها ، وكذلك حرص أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – على ذلك .
    ....
    p ضوابط ومحاذير في المنامات i
    ....
    ....أولاً : تحذير الشارع من الكذب فيما يرى النائم في نومه :-
    لقوله r : " من تحلَّمْ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أن يَعقد بين شعيرتين، ولن يفعل " وفى رواية " من أََفرى الفرى أن يرُي عَيْنَهُ ما لم تَرَ" أخرجه الإمام البخاري(7042-7043 ) .
    ....
    ....أما الكذب في المنام فقال الإمام الطبري – رحمه الله تعالى : " إنما إشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد، أو أخذ مال، لأن الكذب في المنام كذب على الله تعالى أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى : } وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {سورة "هود" الآية(1 وإنما كان الكذب في المنام كذباً على الله لحديث "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى" "فتح الباري"(12/447 ]
    ....
    ....ثانياً : الرؤيا يعبرها من يحسنها :-
    الرؤيا معلقة على تأويلها فمتى أوِّلت على وجهها وقعت لقوله r : " الرؤيا على رجلي طائر، فمتى عُبِّرت وقعت" صححه العلامة الألباني – رحمه الله تعالى– الصحيحة (1/239 ) .
    ....
    ....ومعنى الحديث كما قال ابن بطال – رحمه الله تعالى–في شرح البخاري(9/ 560 ) : " قال أبو عبيد وغيره من العلماء إذا أصاب الأول وجه العبارة، وإلا فهي لمن أصابها بعده، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم؛ ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام " .
    ....
    ....وقال بعضهم : قال أهل التحقيق : " إن حكم الرؤيا لا يتغير بتعبير جاهل عبرها كما أن مسألة في الفقه إذا أجاب بها الجاهل لا يكون لذلك الجواب حكم، فكذلك مسألة الرؤيا .
    ....
    ....وقال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى : " الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على ما تُعبر .... ولكن مما لاريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ، ولو على وجهٍ ، وليس خطأً محضاً وإلا فلا تأثير لها حينئذ والله أعلم " "سلسلة الأحاديث صحيحة" (1/239) .
    ....
    ....لذا ينبغي للمعبر أن يكون صاحب علم وديانة وحلم وصيانة وكتمان على الناس عوراتهم، ويسمع السؤال بأجمعه من السائل، ويميز بين أحوالهم، ويتمهل لأن رؤيا الملوك ليست كرؤيا الرعية، فلا تقص رؤيا حتى تعلم لمن هي، وتفرق بين كل جنس من الناس وما يليق به" "المعلم على حروف المعجم في تعبير الأحلام" للعلامة أبي طاهر إبراهيم بن يحيى بن غنام المقدسي الحنبلي ص(70ـ71) .
    ....
    p بيان حال فئام من الناس ضلوا فى باب المنامات اتخذوها أصلا فى باب التلقي والاستدلال i
    ....من الأمور المتقررة لدى العلماء أن الأحكام والأوامر والنواهي لا تؤخذ عن طريق الرؤى والمنامات، وأن من رأى النبي r في منامه يأمره بفعل أو ينهاه عن أمرٍ فعليه أن يعرض ذلك على شريعته فما وافقها فهو حق، وما خالفها يردّ والخلل من الرائي .
    ....
    ....قال الإمام القرافي – رحمه الله تعالى : "إخباره r في اليقظة مقدم على الخبر في النوم لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط .... فلو قال له عن حلال : إنه حرام، أو عن حرام : إنه حلال، أو عن حكم من أحكام الشريعة، قدمنا ما ثبت في اليقظة على ما رأى في النوم" ينظر "الفروق" (4/245- 246)....
    ....وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى : " قال أبو زكريا النووي – رحمه الله تعالى : نُقل الاتفاق على أنه لا يُغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع … ولا يجوز إثبات حكم شرعي به ..." "الآداب الشرعية" (3/447 )....
    ....وقال العلّامة المُعلِّمي اليماني - رحمه الله تعالى : "اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة" "التنكيل" (2/242)
    ....
    ....وبهذا يتبين ضلال أهل البدع، الصوفية الذين يزعمون أنهم رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم- وأنه أمرهم ونهاهم بأمور تخالف الشريعة أو لم تثبت في الشريعة، لأن الرؤى لا يُعول عليها في إثبات الأحكام الشرعية" "أخذ الحكم الشرعي من المنامات" د. محمد بن عبد الله القناص-عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم" .
    ....
    ....
    _______ ([ الحاشية ]) _______
    ....
    ([1]) هذه الترجمة هي نفسها عنوان بحث للأخ الشيخ أبي مريم أيمن بن دياب العابديني – زاده الله تعالى توفيقا- مع تصرف .

  • #2
    يتبع إن شاء الله تعالى

    تعليق


    • #3
      .. الموضوع ..
      تمهيد :
      ...." إن من أعظم طرق الشيطان في إغواء عامة الصوفية : أنه أوقعهم في المحدثات والبدع المهلكات بطرق شتى منها : نصب الرؤى أصلا من أصولهم في الاستدلال على ضلالهم وعظيم انحرافهم بل خبلهم .
      ....
      ....فكم شرعت لهم عبادات محدثة برؤى منامية خادعة يخدعهم .
      ....
      ....والمنامات عند أهل السنة لا يبنى عليها دليل بإجماع أهل العلم؛ لأنها ليست كتاباً و سنة .
      ....
      ....ويؤكد ذلك : أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - أخبرنا أن الرؤى ليست صادقة كلها .
      ....
      ....كما أخرج الشيخان عن أبي قتادة أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- قال : " الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان" فما كان كذلك فلا يعول عليه؛ لأنه محتمل للحق والباطل .
      ....
      ....ثم أن الصادق منها ([1]) جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة، كما أخرج الشيخان عن أبي هريرة وأنس وعبادة بن الصامت - رضي الله تعالى عنهم - وهذا الجزء لا يعدو أن يكون من المبشرات، لا أنه يأتي بحكم شرعي،
      ....
      ....كما أخرج البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا : وما المبشرات يا رسول الله؟ قال : الرؤيا الصالحة" "أهـ "المقدمات العشر في نقض صوفية العصر" للريس ص(30) ط. دار الإمام أحمد.
      ....
      ....قلت : ثم إن مما استقر في نفوس صبياننا واتفقت عليه كلمة شيابنا وتعرفه عجائزنا أن ديننا الإسلامي العظيم قد تم وكمل وارتضى، ببلاغ نبينا البلاغ التام الأمين، ونصحه لنا نصحاً فوف نصح المتقين، وحرصه على الهداية حرصاً حتى كاد ينقطع منه الوتين "فلعلك باخع نفسك..."الآية .
      ....
      ....فاتخاذ المتصوفة الشرع الحنيف وراءهم ظهرياً أدى وأودى بهم إلى الهويّ في ذا الدرك السحيق، والله ربنا العاصم، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل .
      ....
      ....
      مصادر التلقي في الملة الصوفية :
      ....ابتدع التصوف المارق أصولا لتلقي خرافاته وتسيير ترهاته، مردية، زادات من انحرافه عن السنة والحق، وانجرافه في الباطل والابتداع، ولو استمسك بالأصول الشرعية في باب التلقي لسلِمَ وسُلم منه .
      ....
      من ذلك :
      ....-1 الكشف : يعتمد التصوف الكشف مصدراً رئيساً لمعارفه، وأفرز هذا الفاسد جملة من الآفات الفواقر البواقر منها وهو الثاني :
      ....
      ....2- الكذب على الله تعالى : يعتقدون أن الصوفي يتلقي العلم مباشرة بلا واسطة عن الله تعالى، ومن ثم فدونه مقام الرسول المتلقي عن الواسطة . ويعبرون عنه بـ "الإلهام([2])"
      ....
      ....3- الكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم : فيزعمون أنهم يتلقون عن النبي – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يقظةً أو مناما ً .وهو المعروف عندهم بـ "الكشف الحديثي ([3]) "
      ....
      ....ومن ذلك أيضاً : إدعاء حياة نبي الله الخضر- عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء الصلاة السلام : وادعاء حضوره، ودعوى الأخذ عنهأحكاماً شرعية وأذكارا بدعية . وما كان، وحاشاه .
      ....
      ....4- التحنث بشرائع منسوخة أو ممسوخة : كالأخذ عن النصرانية واليهودية والبوذية والمجوسية وكل ديانة سماوية أو شيطانية؛ إذ الكل عندهم سواء، وجعلوا لهذه السباطة اسم مستعذب "الذوق" .
      ....
      ....5- تعاطيهم السحر وتلبسهم الكهانة : كان وراء تعاطيهم السحرة، ومعاقرتهم في أوكارهم المكر، وإدمانهم الكذب، واحترافهم الخداع، إنتشار دعوى معرفتهم الغيب، وكشفهم ما في الصدور، والتحنث بالأباطيل([4]) .
      ....
      ....6- صحبة الشياطين : وهو متعلق بما قبله : فما تلاعبت الأبالسة بشيء تلاعبهم بجهلة التصوف، من سماع خطاب يظنه لخطله وحي، أو أنه قد رفع حجاب([5]) أو أنه قد وصل إلى باب ... إلخ .
      ....
      ....نذكر ذلك ونذكر معه قول الله تعالى : " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ" سورة "الأعراف" الآية( 146) وعنهم وعن شياطينهم قال تعالى : "وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ" سورة "الأعراف" الآية(202)
      ....
      ....6- نسج الأساطير : يفترون أنهم لهم تصرف في الأكوان، وسرعة في الإسراء، ورقي في المعارج، ويطلعون على الجنان والنيران بل والكرسي والعرش كذا اللوح وفيه يعبثون، ويرجعون بعلوم وأسرار، دون خجل من الله تعالى أو حياء من الأبرار الأطهار لكونهم أغمار فجار .
      ....
      ....7- إعتماد -وأحيانا إختلاق- رؤى ومنامات : وتعتبر من أكثر هاتيك المصادراستعمالا واعتمادا، يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى أو عن النبي صلى اللهعليه وسلم أو عن أحد شياطينهم – شيوخهم- لمعرفة الأحكام الصوفية
      ....
      ....والأخير هو بغيتنا هنا : وقد تقدم أنه من المصادر المتصدرة التي صدر عنها التصوف، وبنى عليها الصوفية كثيرا من الكذب، وكان وراء ترهل ترهاتهم، وخبث مخالفاتهم :
      ....
      ....برهان ذلك : قال الغزالي في «المنقذ من الضلال» : «... حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة أرواح الانبياء ويسمعون منهم اصواتا، ويقتبسون منهم فوائد» !!
      ....
      ....
      طرق الشيطان الرجيم في إضلال التصوف الأفين :
      ....لما كان من العمد التي قام عليها التصوف : الكذب والمكر والغرور والحمق .
      ....قام قائم غرورهم متأبطاً شر حمقهم : فادعوا اختصاصاً عن الخلق كاذبا، وبنوا – أو بني لهم من همجهم- مملكة من الخرافة - لا أقول عالية بل- غاوية، ونصبوا أنفسهم آلهة مع الله! فكلما ركبهم هواهم أو غلبتهم شهوتهم أو نزا على حماقة عقولهم رأي فاجر، تلقفوه وقفوه ولقنوه عبيدهم، يقظة كان أو مناما ([6]) !!
      ....
      ....وأما عن دعامة المكر التي ارتكز عليها المنهج الصوفي في بناء باطله، فكانت خطواته :
      ....
      ....زعم "حقيقة محمدية" ونادى باختلاف في الخلقة "النور المحمدية"
      ....
      ....ورتب عليه جملة من أكاذيب بدعوى الاختصاص .
      ....
      ....ثم سحب ذلك على سلالته "آل بيته ومن بعدهم". وكما هو معهود من مكر القوم التابع لكذبهم، أنهم يتدرجون في إثبات الخرافة بعزوها – كذبا وزورا- إلى معصوم أو متبوع، ثم بعد ذلك يسحبونها على كهنتهم، وينسجون الأساطير حولها، إيقاعا- للهمج- وإحكاما – لصيدهم لحاجة الخدمة .
      ....
      ....ثم اختلق نسبا مصنوعا متصلا بكاهن كل طريقة .
      ....
      ....ومن ثم سحبت تلك الخصائص بعقد "إرث الولاية" وسريان النور في العروق!!
      ....
      ....وعليه : عكفوا عند ديار الأموات "القبور" وخاطبوهم وسألوهم ... إلخ .
      ....
      ....وهكذا تتلاعب بهم الأهواء، فيركبون الهوى، ويتوارثوه ويورّثوه .
      ....
      ....
      أسباب دعوى اتخاذ دجاجلة التصوف الرؤى أصلاً في الاستدلال :
      ....أولاً : كفرهم بالعلم، ومن ثم الشريعة؛ وما ذا إلا لكونها فاضحة لأصولهم، كاشفة لفجورهم، شاهدة على انحرافهم، مع قدسيتها في قلوب العامة قبل الخاصة، وفيها أن الرؤى جزء من النبوة، وهو الثاني وبيانه كالتالي .
      ....
      ....ثانياً : أن الصوفية لا يجدون دليلاً مستقيماً يبرر لهم الاستغاثة بغير الله إلا المنامات، وليس طريقاً سوياً ولا منهجاً مرضياً، إذ أنه من المعلوم أن الأحلام والمنامات إذا صادمة الشرع، يضرب بها عرض الحائط، وذلك لما قد يدخلها من تلابيس النفس، ووساوس الشياطين، وتلاعب الأبالسة، وليس عند هؤلاء الصوفية ما ينسخ ذلك اللبس، حتى يؤخذ قولهم ويصير حجة على غيرهم .
      ....
      ....وهذا بخلاف رؤيا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فهي وحي من الله تعالى؛ لأن الله تعالى تعهد بحفظها من أماني الشياطين .
      ....
      ....قال العلامة شمس الدين ابن القيم– رحمه الله تعالى : "ورؤيا الأنبياء وحي، فإنها معصومة من الشياطين، وهذا باتفاق الأمة، ولذا أقدم الخليل على ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام برؤيا .
      ....
      ....وأما رؤيا غيرهم فتعرض على الوحي الصريح، فإن وافقته وإلا لم يعلم بها .
      ....
      ....فإن قيل : فما تقولون إن كانت رؤيا صادقة أو تواطأت ؟
      ....
      ....قلنا : متى كانت ذلك استحالت مخالفتها للوحي، بل لا تكون إلا مطابقة له، منبهة عليه، أو منبهين على أندراج قضية خاصة في حكم لم يعرف الرائي اندراجها فيه، فينتبه بالرؤيا على ذلك" انتهى "مدارج السالكين"(1/51) و"موازين الصوفية"ص(264)
      ....
      ....ثالثاً : توطيد وترسيخ لعرشهم واستدامة لخدمة المغرر بهم من أتباعهم، واستحلابا لجيوب مريدهم، في سيادة تامة، غير أنها خزي وندامة على أربابها – تابعاً كان أو متبوعا .
      ....
      هذا ..
      ....وفي تدني آخر هو الأدنى، وأعني بهاعتقادهم المورّثه جهد جهلهم أن أولياءهم أحياء تبعاً لنبيهم، فجهدوا لإثبات الثاني ليقرورا الأول، أي : جعلوا الثاني مقدمة لإثبات الأول .
      ....
      ....ومن هنا تراكمت بدعهم، وفحشت سباطة معتقدتهم؛ لتزكم أنوف، وتضيق من نتنها صدور، ويتجنبها كل طاهر وطهور، وترشد إلى عدم طرق طرائقها وطرقها بدور، في سعي مشكور مبرور .
      ....
      ....وهو مبحثنا التالي :
      ....
      ....
      ((( بيان سبيل الضالين لتضليل أتباعهم الغافلين )))
      ....
      وكان سبيلهم لاعتماد هذا الباطل يختلف باختلاف المخاطب، تابعاً كان أو راغبا :
      ....
      ....أما بالنسبة لأتباعهم : فلا حاجة عندهم إلى دليل ولا مدلول، فالشرع قول الكاهن الصوفي، والحكم حكم شيطانه وما على الخدم إلى مصّ نخامته حيا، ولحس أعتاب قاصديه ميتا .
      ....
      ....وأما بالنسبة لعوام المسلمين : فاعتماد الأثار الموضوعة، وإذاعة الأحاديث المصنوعة، وإشاعة الأساطير المنحولة، تضليلا :
      ....
      ....فبيان الأول : أوضح من أن يوضح، وقد وضّح ([7]) ولا نعيد هنا لما تقرر أن توضيح الواضح فاضح .
      ....
      ....وأما الثاني : فهو مهدوم بأصل التصوف في الكفر بالعلم والتواري من أهله، وقد سبق بيان زهد الصوفية في العلم وأهله عموماً، وفي علم الحديث والاستناد على الإسناد خصوصاً، وهدموه واستغنوا عن رواة السنن والأثار النبوية - ونفرو الناس منهم، وهم ( أي : الإسناد وأهله) الذين أقام الله بهم الدين، ونصر بهم الملة، الذين لولاهم ( بعد حفظ الله ) ما عرف هؤلاء عن الإسلام ولا عن نبي الإسلام شيئاً، وعاشوا عيشة البهائم وماتوا موتتهم .
      ....
      وعليه ..
      ....يمكننا القول أن : المتصوفة عبدوا الله تعالى بلا ضوابط سنية شرعية، ولا أصول علمية مرعية .
      وإنما ذابوا في مستنقعات المعتقدات رشفا؛ طلبا للأذواق . وانكبوا في ظلمات الكهوف والقبور والقفار كلفة بلا هداية ولا كفاية بحثا عن مكاشفات! وما هو إلا الوهم، الذي أفرزه خبال خيال خطلهم .
      ....
      وفي بابنا : قاموا بتوطيد باطلهم في نفوس أتباعهم على ثلاث مراحل :
      ....
      ....المرحلة الأولى : الزعم بأنهم يرون النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- مناما، ويتلقون عنه .
      ....
      ....المرحلة الثانية : الزعم الكاذب بأنهم يرونه– صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- يقظة، ويتلقون عنه .
      ....
      ....المرحلة الثالثة : سحب هذا الدجل على كهنتهم .
      ....
      وهنا : طفح كل قيح الشرك في المنهج الصوفي ليهلك أتباعه ويؤذى المعافي .
      ....
      ((( النقول الدالة على ما نقول )))
      ....نقل :
      يقول كاهنهم الأكبر ابن عربي – أخمد الله تعالى ذكره :
      لست ممن يقول قال ابن حزم *** ولا أحمد ولا النعمان
      ....
      ....وقال : لقد عرضت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم جميعها عليه فكان يقول عن أحاديث صحت من جهة الصناعة ما قلتها وعن أحاديث ضعفت من جهتها قلتها " أنظر "الشذرات"(5/200)
      ....
      ....نقل :
      وقال ذاك الهالك - أخمد الله تعالى ذكره- مبيناً مصدر التلقي عند التصوف؛ بكونه كبريتهم الأحمر وشيخهم الأكبر!! : " جميع علومنا من علوم الذوق، لا من علم بلا ذوق، فإن علوم الذوق لا تكون إلا عن تجلي إلهي، والعلم قد يحصل لنا بنقل المخبر الصادق وبالنظر الصحيح" "اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر" للشعراني(2/84)
      ....
      ....أقول : يتبجحون بأن الذوق هو طريق هدايتهم!! والسؤال : ذوق من؟ وكيف يدلنا الذوق على محاب الله ومساخطه تفصيلاً، بل وحتى إجمالاً ؟ وما مدى مصداقية بخره ؟ وكيف يرشدنا إلى مآلاتنا ؟
      ....
      ....يقدمون ما لا يذكر، ويؤخرون الذكر المذكور الميمون- أعني الكتاب والسنة .
      ....
      ....لا بل من خسرانهم وشقائهم كفروا بالشريعة وقالوا بوجوبه، ألم يقل شيطان من شياطينهم :" كفرت بدين الله والكفر واجب"
      ...." فهذه من أصول الضلالات والأوهام ولو كان عند أحدهم علم بمصطلح الحديث لردها في وجوه أصحابها ولخيبهم خيبة الكسعى ولكن هيهات هيهات فقد هجروا هذا العلم وسفهوه اعتمادا على الأوهام والمنامت والأذواق وقد علموا أنه مفخرة الأمة الإسلامية على سائر الأمم
      ....
      ....وفي الحقيقة لقد تبين من استقراء أحوال الذين قالوا : "إن علمهم هذا مقيد بالكتاب والسنة أنهم ثلاث أقسام إما مغلوبون، وإما جهلة، وإما أصحاب سياسة ودهاء .
      ....
      ........ومنهم ابن عربي - شيخهم الأكبر-كما ذكر الإمام برهان الدين البقاع: " أنه كان أصنع الناس في التلبيس فإنه يذكر أحاديثا صحاحاً ويحرفها على أوجه غريبة ومناح عجيبة فإذا تدرج معه من أراد الله - والعياذ بالله - ضلال، وصل ولا بد إلى مراده من الإنحلال عن كل شريعة والمباعدة لكل ملة" انتهى من كتاب "تنبيه الغبي" ص(20) وانظر "موازين الصوفية في ضوء الكتاب والسنة" ص(53)
      ....
      ....يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله تعالى : " يدين الصوفية ببهتان آخر، يدمغها بالمروق عن الإسلام، ذلك هو اعتقادها أن الذوق الفردي، لا الشرع ولا العقل هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها...
      ....
      ....فلا جرم أن تدين الصوفية بعدد من أرباب وآلهة([8]) ولا عجب أن ترى النحلة منها تعبد وثناً بغير ما تعبده الأخرى، أو تخضع لصنم يكفر به سواها من النحل الصوفية
      ....
      ....لا عجب من ذلك كله ما دامت تجعل الذوق الفردي حاكماً وقيماً على المسميات وأسمائها؛ فيضع للشيء معناه مرة ثم ينسخه بنقيضه مرة أخرى، هذه الحدة في توتر التناقض صبغت الصوفية دائماً في منطقها المخبول، ولقد ضربت الصوفيين أهواء أحبارهم بالحيرة والفرقة، فحالوا طرائق قددا، تؤله كل طريقة منها ما ارتضاه كاهنها صنماً له، وتعبده بما يفتريه هواه من خرافات" "هذه هي الصوفية"ص(20)
      ....
      ....إذا علمت هذا فتعال معي لننظر إلى ما آل إليه ذوقهم، وكيف ساقهم إلى بوارهم، نذكر هذا حامدين الله تعالى شاكرين؛ على السلامة والصيانة، فالحمد كل الحمد للحميد – عزّ وجلّ .
      ....
      ....نقل :
      ونقل الغزالي في "الإحياء" عن بعضهم نقلاً عن المرسي – أخمد الله تعالى ذكره- أنَّ مَن واظب على الصلاة، وهي : "اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّدٍ عبدك ونبيك ورسولك النَّبيِّ الأمِّيِّ وعلى آله وصحبه وسلم" في اليوم والليلة خمسمائة مرة لا يموت حتى يجتمع بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقظة !!.
      ....
      ....نقل :
      ونقل عن اليافعي في كتابه "بستان الفقراء" أنه ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن صلَّى عليَّ يوم الجمعة ألف مرة بهذه الصلاة، وهي : "اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمِّيِّ" فإنَّه يرى ربَّه في ليلته، أو نبيَّه، أو منزلتَه في الجنَّة، فإن لم يرَ فليفعل ذلك في جمعتين، أو ثلاثٍ، أو خمسٍ، وفي رواية : زيادة : "وعلى آله وصحبه وسلِّم" .
      ....
      ....نقل :
      في كتاب "الغنية" للجيلاني عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يصلِّي ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة، وخمسة عشر مرة { قل هو الله أحد } ويقول في آخر صلاته ألف مرة : "اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمِّيِّ فإنَّه يراني في المنام ولا تتم له الجمعة الأخرى إلا وقد رآني، فمن رآني فله الجنة! وغفر له ما تقدم مِن ذنبه، وما تأخر" .
      ....
      ....نقل :
      وذكر محمد علوي مالكي في "الذخائر" معنونا ( صلوات مأثورة لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم )
      ....ونحن نسأله، ونسأل أتباعه : هل أنتم تشتاقون لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
      ....هم يقولون : إنَّهم أشد الناس حبّاً له، وتعظيماً له، وشوقاً له .
      ....أيضاً نسألهم سؤالاً آخر : هل أنتم ممن يعمل بما يعلم ؟
      ....فيقولون : نعم، نحن كل شيءٍ نراه مِن السنَّة، ومن العلم نعمل به .
      ....فنقول : لا بد أنَّكم عملتم بهذا الكلام، أنتم مشتاقون إلى الرسول بزعمكم، وتعملون بما تعلمون، وتكتبون فلا بد أنكم عملتم بهذا" "الرد على الخراي محمد علوي المالكي" بتصرف .
      ....
      ....نقل :
      زعم التيجاني رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم : رأيته مرة صلى الله عليه وسلم وسألته عن الحديث الوارد في سيدنا عيسى عليه السلام قلت له : ورد عنك روايتان صحيحتان واحدة قلت فيها يمكث بعد نزوله أربعين وقلت
      في الآخرى سبعاً ! ما الصحيح منها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : رواية السبع" أنظر "جواهر المعاني"(1/50).
      ....
      ....نقل :
      يقولالدجالالهالكأحمدالتيجاني:"سألتالنبيصلىاللهعليهوسلمعنفضلصلاةالفاتحلماأغلقفأخبرنيأولاًبأنالمرةالواحدةم نهاتعدلمنالقرآنستمرات،ثمأخبرنيثانياًأنالمرةالواحدةمنهاتعدلمنكلتسبيحوقعفي الكونومنكلذكرومنكلدعاءكبيرأوصغيرومنالقرآنستةآلافمر ةلأنهمنالأذكار"كمافيكتابجواهرالمعانيلعلىبراده"(1/114)
      ثمقالالتجاني(1/116):"فلماتأملتهذهالصلاةوجدتهالاتزنهاعبادةجميعالجنوالإ نسوالملائكة"
      ....

      ....نقل :
      فض النزاعات وإقامة الحقوق بالرؤى في الملة الصوفية الكاذبة، مدين الأشموني، جاءته امرأةٌ فقالت : هذه ثلاثون ديناراً وتضمَن لي على الله الجنَّة!
      ....فقال الشيخ رضي الله عنه مباسطاً لها : ما يكفي - ثلاثون ديناراً قليلة ! .
      ....فقالت : لا أملك غيرَها، فضمِن لها على الله الجنَّة !!
      ....فماتت، فبلغ ورثتَها ذلك، فجاؤوا يطلبون الثلاثين ديناراً مِن الشيخ، وقالوا : هذا الضمان لا يصح
      ....فجاءتْهم في المنام، وقالت لهم : اشكروا لي فضل الشيخ فإنِّي دخلتُ الجنة !! فرجعو عن الشيخ" "طبقات الشعراني"(2/93) "جامع كرامات الأولياء"(2/249) بتصرف من"الرفاعية"(22-24)
      ....
      ....نقل :
      وهذا الشاذلي يحكي عنه الشعراني أنه كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم!! ومن ذلك قوله : "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال : يا ولدي الغيبة حرام، ألم تسمع قول الله تعالى : " وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً " سورة "الحجرات" الآية(12) وكان قد جلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس ..." "طبقات الشعراني" (2/65) .
      ....
      ....بل ويزيدون فيكذبونويزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كذا الأنبياء عليهموعلى نبينا الصلاةوالسلام والصحابة رضوان الله عليهم والأحياء والأموات يحضرون ملهى مولد البدوي .
      ....
      ....نقل :
      قال الشعراني- أخمد الله تعالى ذكره : " قال أبو المواهب الشاذلي : رأيت رسول الله r فقال لي عن نفسه : لست بميت، وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله، فها أناأراه ويراني .
      ....وكان كثير الرؤيا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في المنام، حتى كأنَّه لا يفارقه .
      ....وكان يقول : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ النَّاس يكذبوني في صحة رؤيتي لك، فقال : وعزة الله، وعظمته مَن لم يؤمن بها أو كذَّبك فيها لا يموت إلا يهوديّاً أو نصرانيّاً أو مجوسيّاً !!" "الطبقات الكبرى" (2/67) "خصائص المصطفى r بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتابوالسنة" الصادق بن محمد بن إبراهيم ص(207-21 والنقل عن "الفوائد الملتقطة في الردعلىمنزعمرؤيةالنبيr يقظة!"
      ....
      ....نقل :
      " وأن الشاذلي استأذن في الدخول على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة يقول له : "يا علي ادخل" "أبو الحسن الشاذلي" لعبد الحليم محمود ص(79)
      ....
      ....نقل :
      " وزعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رؤي في الرؤيا أنه شد الرحال إلى قرية الرفاعي، والكعبة تسير معه، و(جعل) ينادي أهل القرى في طريقه أن يزوروا معه الشيخ أحمد الرفاعي" "روضة الناظرين"ص(59) و"الرفاعية" ص(43)
      ....
      ....نقل :
      المدعو محمَّد بن أبي جمرة، يقول : إنَّه كان كبير الشأن معظماً للشرع لكن أنكرو عليه دعواه رؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم يقظةً، وعقدوا له مجلساً، فأقام في بيته لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ومات المنكِرون عليه على أسوأ حال وعرفوا بركته ..." "الرد على الخرافي محمد علوي المالكي"
      ....
      ....
      ....
      _______ ([ الحاشية ]) _______
      ....
      ([1]) تنبيه : في كلام بعض أهل العلم ما يشعر أن الرؤى إذا تواطأت صحّ الاعتماد عليها؛ لما أخرج الشيخان عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- قال : " أرى رؤياكم تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" وفي هذا الاستدلال نظر؛ فإن هذه الرؤى المتواطئة لم تكن حجة إلا لما أقرها رسول الله- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ... لا سيما وقد تقرر أن من الرؤى ما يكون من الشيطان وقد يكثرون منها على طائفة من الناس لإضلالهم، وما خبر جهيمان ومهديهم عنا ببعيد" "المقدمات العشر في نقض صوفية العصر" للريس ص(3 ط. دار الإمام أحمد.
      ....
      ([2]) قال كاهنهم الدجال ابن عربي- أخمد الله تعالى ذكره- وقد سئل عن الإلهام، هل هو خبر إلهي؟
      ....فزعم : " نعم، إنه خبر إلهي؛ إذ هو إخبار من الله تعالى للعبد على يد ملك مغيب عن الملهم..."
      ....ثم قال الهالك الشعراني : " فإن قلت : فهل يكون الإلهام بلا واسطة ؟
      ....فالجواب: نعم قد يلهم العبد من الوجه الخاص الذي بين كل إنسان وبين ربه-عزّ وجلّ- فلا يعلم به ملك الإلهام ..." "اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر" للشعراني(2/84)
      ....
      ....وتأويلا لم تقدم : قال الدجال ابن عربي في"الفصوص" "فص حكمة علوية في كلمة موسوية" : "وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري ..." انظر"مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية ..."(2/55
      ....
      ....قال العلامة الشنقيطي-رحمه الله تعالى" من المقرر في الأصول أن الإلهام من الأولياء لا يجوز الاستدلال به على شيء؛ لعدم العصمة وعدم الدليل على الاستدلال به؛ ولوجود الدليل على عدم الاستدلال به.
      ....
      ....وما يزعمه بعض المتصوفة من جواز العمل بالإلهام في حق الملهم دون غيره، وما يزعمه بعض الجبرية أيضاً من الاحتجاج بالإلهام في حق الملهم وغيره، كالوحي المسموع، مستدلين بظاهر قوله تعالى :"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام"سورة الأنبياء"الآية(45) أو"الأنعام"الآية(125) وبخبر"اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" كله باطل لا يعول عليه؛ لعدم اعتضاده بدليل، وغير المعصوم لا ثقة بخواطره؛ لأنه لا يأمن دسيسة الشيطان، وقد ضمنت الهداية في اتباع الشرع،ولم تضمن في اتباع الخواطر والإلهامات.
      ....
      ....والإلهام في الاصطلاح : إيقاع شيء في القلب يثلج له الصدر من غير استدلال بوحي و ننظر في حجة عقلية،يختص الله به من يشاء من خلقه، أما ما يلهمه الأنبياء مما يلقيه الله في قلوبهم، فليس كإلهام غيرهم؛ لأنهم معصومون بخلاف غيرهم.
      ....
      ....وبالجملة: فلا يخفى على من له إلمام بمعرفة دين الإسلام أنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه، وما يتقرب إليه به منفعل وترك إلا عن طريق الوحي، فمن ادعى أنه غني عنه في الوصول إلى ما يرضي ربه عن الرسل وما جاءوا به، ولو في مسألة واحدة فلا شك في زندقته ""أضواء البيان..."للعلامة الشنقيطي(4/173-174)
      ....
      ([3]) وإلى جانب زعم التلقي عن الله تعالى ادعى المتصوفة أيضاً بأن الأولياء يلتقون الرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- باستمرار ويتلقون توجيهات ويصححون عنده الأحاديث وإليك نماذج من أقوال المتصوفة الدالة على ذلك.
      ....
      ....فقد قال الشعراني وهو يتحدث عن الأولياء ومنها شدة قربهم من رسول- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- كل وقت فلا يحجب عنه في ليل أو نهار وحتى أن بعضهم قال : "وقد أدركت جماعة ممن لهم هذا المقام منهم سيدي على الخواص وسيدي على".
      ....
      ....وقال محمد الصبان وهو يقرر التقاء الأولياء بالرسول -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وأخذ الأحكام منه وتصحيح الأحاديث عليه : "وحرم بعض المحققين القياس على جميع أهل الله تعالى لكون رسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- مشهوداً لهم فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا إليه في ذلك فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأمة غير رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم" "هامش مشارق الأنوار" لمحمد الصبان ص(137)
      ....
      ....وكما هو واضح أمامنا فقد زعم الشعراني والصبان بأن الأولياء يلتقون بالرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- باستمرار ويتلقون منه علوماً ويصححون عليه أحاديث وهو مجرد ادعاء فقط لا أساس له من الصحة
      ....
      ....وهذه القاعدة وضعها المتصوفة لهدم الشريعة الإسلامية حيث إن دعوى التلقي عن الرسول- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وتصحيح الأحاديث عليه قاعدة خطيرة جداً لو سلم بها لكفت لتدمير الأمة الإسلامية في العقيدة والعبادة والسلوك
      ....
      ....وذلك لأنه من السهل جداً أن يأتي أي صوفي بحديث من عند نفسه ويدعي أنه صححه على الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم

      ....
      ....والخلاصة التي نخرج بها من هذا المطلب تتخلص في الأمور التالية:
      ........الأمر الأول: زعم المتصوفة أنهم يتلقون العلوم عن الله سبحانه وتعالى وادعوا بأن الكتب التي ألفوها إنما هي من الإلقاء الرباني عليهم وليست تأليفاً من عند أنفسهم.
      ....
      ........الأمر الثاني: زعم المتصوفة أنه لا فرق بين وحي الأنبياء ووحي الأولياء في طريقة الإلقاء فكم أن الملك ينزل بالوحي إلى الأنبياء فكذلك ينزل على الأولياء بنفس الطريقة وزعموا أيضاً استمرارية النبوة وعدم انقطاعها.
      ....
      ........الأمر الثالث: لقد على بعض المتصوفة غلواً شديداً في الأولياء فأدى بهم ذلك إلى تفضيل الولاية على النبوة وزعموا أن الأولياء يتلقون الوحي مباشرة عن الله تعالى بدون واسطة ملك الوحي بل قال بعضهم أن الأنبياء يأخذون من خاتم الأولياء وكذلك بأنهم يلتقون بالرسول-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- ويصححون عليه الأحاديث وهذه كلها عقائد فاسدة كما نرى كل منها كافية لهدم الإسلام لو آمن بها المسلمون
      ....
      ....ولكن والحمد لله تعالى لم يعتنق هذه العقائد الباطلة إلا من انخرط تحت لواء الطرق الصوفية الضالة" انظر مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية ..."(2/591-592)
      ........
      ....قلت : ومما تجدر الإشارة إليه – لا سيما لأبناء مصرنا، تربية الأزهر-قول شيخ مشايخ الصوفية والأشاعرة : البيجوري "صاحب الحاشية على جوهرة التوحيد" إذ يقول – ويا سوءة ما قال: " ولعل هذا الحديث "حديث إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ثم موتهما" صحّ عند أهل الحقيقة بطريق الكشف" " الجوهرة" ص(30)....
      ....علّق صاحب كتاب "ملاحظات على البيجوري" : "يا لضيعة جهود علماء الحديث وتعبهم في البحث عن الأسانيد وتجميعها .
      ....
      ....ويا لضيعة جهودهم في تحقيق هذه الأسانيد. لماذا أضاعوا أعمارهم؟ ولماذا شقوا على أنفسهم إذا كانت هذه العلوم والضوابط لا معنى لها عند البيجوري؟
      ....
      ....يجلس الصوفي في خلوة له مستغرقاً في وحدة الوجود، وبالكشف يخبرنا صحيح الحديث وضعيفه {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا }
      ....
      ....أهذا هو العلم، أهكذا هو الإسلام الذي فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
      ....
      ....أهذا هو إسلام التابعين وأئمة المسلمين.
      ....
      ....أهذه هي عقائد المسلمين التي يعلمهما البيجوري في شرحه للجوهرة؟
      ....
      ....والذي يجب علي أن لا أكتمه عن حقيقة الكشف بعد ذلك، وأنه ضلال في ضلال؛ بل هو الجنون بعينه" "أبو عمر "المنهج".
      ....
      ([4]) قال العلامة أبو أمامة محمد بن علي ابن النقاش المصري الشافعي -ولد سنة 660هـ وتوفي سنة 763هـ في تفسيره-"سماه"السابق والاحق"والتزم أن لا ينقل فيه حرفاً من تفسير أحد ممن تقدموه- وأجاد جداً في تقرير مذهبهم، وبيان عوارهم،
      فقال : "وقد ظهرت أمة ضعيفة العقل، نزرة العلم، اشتغلوا بهذه الحروف، وجعلوا لها دلالات، واشتقوا منها ألفاظاً، واستدلوا منها على مدد وسموا أنفسهم بعلماء الحروف .
      ....
      ....ثم .. جاءهم شيخ وقح من جهلة العالم، يقال له: البوني، ألف فيها مؤلفات، وأتى فيها بطامات، ومن الحروف دخلوا للباطن، وأن للقرآن باطناً غير ظاهر، بل وللشرائع باطناً غير ظاهرها .
      ....
      ....ومن ذلك .. تدرجوا إلى وحدة الوجود، وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض ممن يجعل الوجود الخالق هو الوجود المخلوق وأنقص المراتب عند هؤلاء مرتبة أهل الشريعة"
      ....
      ....ثم قال : "وهم متأهلون للخيال، معظمون له، ولا سيما ابن عربي منهم، ويسميه: أرض الحقيقة، ولهذا يقولون بجواز الجمع بين النقيضين، وهو من الخيال الباطل .
      ....
      ....وقد علم المعتنون بحالهم من علماء الإسلام : كالعز بن عبد السلام، وابن الحاجب وغيرهما : أن الجن والشياطين تمثلت لهم، وألقت كلاماً يسمعونه، وأنواراً يرونها فيظنون ذلك كرامات .
      ....
      ....وإنما هي ..أحوال شيطانية لا رحمانية، وهي من جنس السحر""مصرع التصوف" للعلامة برهان الدين البقاعي ص(161-163)
      ....
      ([5]) من ذلك ما قاله العلامة ابن الجوزي – رحمه الله تعالى : " قال ابن عقيل : وكان ابن الشباس وأبوه قبله لهم طيور سوابق وأصدقاء في جميع البلاد فينزل بهم قوم فيرفع طائرا في الحال إلى قريتهم يخبر بخبر من له هناك بنزولهم ويستعمله من أحوالهم وما تجدد هناك بعدهم قبل أن يجتمع عليهم
      ....
      ....ويستعلم حالهم، فيكتب ذلك إليه الجواب، ثم يجتمع بهم فيخبرهم بتلك الحوادث ويحدثهم بأحوالهم حديث من هو معهم ومعاشرهم في بلادهم ثم يحدثهم بما تجدد بعدهم وفي يومه ذلك فيقول الساعة تجدد كذا وكذا فيدهشون ويرجعون إلى رستاقهم فيجدون الأمر على ما قال
      ....
      ....ويتكرر هذا منه فيصير عندهم كالقطعي على أنه يعلم الغيب
      ....
      ....قال : وما كان يفعله أنه يأخذ طير عصفور ويشد في رجله تلفكا ويجعل في التلفك بطاقة صغيرة ويشد في رجل حمامة تلفكا ويشد في طرف التلفك كتابا أكبر من ذلك ويجعله بين يديه ويجعل العصفور بيد ويأخذ غلاما له في السطح والحمامة بيد آخر فيه ما في تلك البطاقة الصغيرة ويطلق الطائر العصفور فينظر الناس الكتاب وهو طائر في الهواء فيروح الحمام إلى تلك القرية فيأخذه صديقه الذي هناك ثم يخبره بجميع أمور القرية وأصحابها فلما يتكامل مجلسه بالناس يشير وينادي يا بارش كأنه يخاطب شيطانا اسمه بارش ويقول خذ هذا الكتاب إلى قرية فلان فقد جرت بينهم خصومة فاجتهد في إصلاح ذات بينهم ويرفع صوته بذلك فيسرح غلامه المترصد العصفور الذي في يده فيرفع الكتاب نحو السماء بحضرة الجماعة يرونه عيانا من غير أن يرون التلفك فاذا أرتفع الكتاب جذبه الغلام المقيد بالعصفور وقطع التلفك حتى لا يرى ويرسل العصفور إلى تلك القرية ليصلح الأمر وكذلك يفعل بالحمامة ثم يقول لغلامه هات الكتاب فيلقيه الغلام الذي في السطح الذي قد جاءه خبر ما في القرية التي هؤلاء منها ثم يكتب كتابا إلى دهقان تلك القرية فيشد به بلفكا ويجعله في رجل عصفور كما قدمنا ويطلقه حتى يعلوا سطح المكان فيأخذه ذلك الغلام فيشدة في رجل طير حمام فيروح إلى تلك القرية بذلك الكتاب فيصلح بين الناس الذين قد أتاه خبرهم بالمشاجرة فتخرج الجماعة الذين من تلك القرية فيجدون كتاب الشيخ قد وصل لهم وقد أجتمع دهاقين القرية وأصلحوا بينهم فيجيء ذلك فيخبرهم فلا يشكون في ذلك أنه يعلم الغيب ويتحقق هذا في قلوب العوام .
      ....
      ....قال ابن عقيل : وإنما أوردت مثل هذا ليعلم أنه قد ارتفع القوم إلى التلاعب بالدين فأي بقاء للشريعة مع هذا الحال" "تلبيس إبليس"
      ....
      ([6]) وتهييجا منهم لهمجهم النهمة على النُهبة، كتطبيق عملي شاهد لعاليه، قضية تعبد التصول اللقيط بالتسول وسؤال الناس أموالهم بغير حق!!! :

      ....
      ....يقول أحد مرتزقتهم المدعو الطوسي – أخمد الله تعالى ذكره : "الأكل بالسؤال أجمل من الأكل بالتقوى" اللمع للطوسي ص(255) نقلاً عن " التصَوّفِ المنشأ والمصادر" للشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى ص(113)
      ....
      وتدليلا لاحترافهم ذل المسألة وامتهانهم لها دون حياء أو خجل :
      ....قال الطوسي : " كان بعض الصوفية ببغداد لا يكاد يأكل شيئا إلا بِذُلّ السؤال" أيضا ص(253) نقلاً عن "التصَوّفِ المنشأ والمصادر" ص(114)..
      ....
      واستدل أولهم لذي النقيصة بالمنامات :
      ....يروي الهجويري عن ذي النون المصري أنه قال : "كان لي رفيق موافق دعاه عز وجل إليه، وأنتقل من محنة الدنيا إلى نعمة العقبى، ورأيته في النوم فقلت له : ما فعل الله بك ؟.
      ....قال : غفر لي .
      ....قلت : بأي خصلة ؟.
      ....قال : أوقفني وقال : يا عبدي، لقد تحملت كثيرا من الذّل والمشقة من السفلة والبخلاء ومددت إليهم يدك، وصبرت في ذلك، وقد غفرت لك بذلك" "كشف المحجوب" للهجويري ص(605) نقلاً عن "التصَوّفِ المنشأ والمصادر"(114)
      ....
      ([7]) نعم .. وضّح مفردا ومنثورا، فمن قبيل الأول : بحث "تتويج الوشائج الإيمانية بمعرفة صلة التصوف بالأخوة الإسلامية" .
      ....
      ([8]) قلت : بل تدين التصوف بان كل شيء إله، كما قرر ذلك الشيخ الوكيل نفسه غير مرة وغيره، مما انتفض تحذيراً من الخرافة وأهلها، ومنذراً الانخداع فضلاً عن سلوك سبيل هذه الطائفة النارية الهالكة .

      تعليق


      • #4
        يتبع إن شاء الله تعالى

        تعليق


        • #5
          ثم قام هؤلاء الدجاجلة فافتروا أن الرؤيا يقظة كما كانت مناما
          في انحطاط إلى الكذب وانكباب على المكر الذي عرفوا بهما :

          ....نقل :
          أن الكبر الصوفي قام قائم غروره، واشتد حنق إحنه، فقام هالك ليزعم كذبه : أنه : " كان يجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم- يقظة لا في المنام .
          ....قيل له : كم مرة رأيته يقظة ؟
          ....قال : بضعاً وسبعين مرة . فأيهم أعظم من يستلم يد النبي - صلى الله عليه وسلم- مرة واحدة([1]) ؟ أم من يجلس بجانبه يقظة، ويحادثه أكثر من سبعين مرة!!" "قلادة الجواهر"ص (422-423) و"الرفاعية"ص(43)
          ....
          ....نقل :
          "يزعم طاغوت التيجانية الأول ما يأتي : " أخبرني سيد الوجود يقظة لا مناما ً: كل من أحسن إليك بخدمة، أو غيرها، وكل من أطعمك يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب.
          ....فسألته لكل من أحبني، ولكل من أحسن لي بشيء من مثقال ذرة، ومن أطعمني طعامه..." "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(19
          ....
          ....نقل :
          ويقول الشعراني عن محمد معصوم أحد أئمة الطريقة النقشبندية أنه يقول عن نفسه : غلب عليَّ وقت الوداع والسفر من المدينة المنورة الحزنُ والبكاءُ، فرأيت سيد المرسلين، قد خرج من حجرته المطهرة وخلع عليَّ خلعة فاخرة وتاجًا مثل تاج الملوك مكلّلا بأحسن الجواهر وظهر لي أن هذه خلعه خاصة من خلع ذاته.
          ....
          ....نقل :
          قالالشعراني : إن سيده محمد السرورى رضي الله عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور ( أي : حضور مولد البدوي ) فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه و قال موضع يحضر فيه رسول اللهصلىالله عليه و سلم و الأنبياء عليهم الصلاة و السلام معه و أصحابهم و الأولياءرضيالله عنهم ما تحضره" (1/186)
          ....
          ....نقل :
          وهذا الشعراني – بريد الكفر – ينقل عنه الفوتي قوله : " فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكثر منها، ويتطهر من كل الذنوب حتى يجتمع به يقظة في أي وقتٍ شاء، ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب ...
          ....
          ....ويقول : " لا يكمل الرجل عندنا مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة .
          ....
          ....وقال : " وممن رآه يقظة من السلف([2])!!! : الشيخ أبو مدين المغربي، والشيخ عبدالرحيم القناوي، والشيخ موسى الزواوي، والشيخ أبو الحسن الشاذلي، والشيخ أبو العباس المرسي، والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر، و سيدي إبراهيم المتبولي، والشيخ جلال الدين السيوطي : وكان يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به يقظة نيفاً وسبعين مرة !!! وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به ..." "رماح حزب الرحيم" عمر بن سعيد الفوتي (1/199) .
          ....
          ....والمقصود : أنهم جهلة ضعاف العقول مبتدعة، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
          ....
          إذا علمت هذا :
          ....فاعلم أنهم بعدما زعموا أن الرؤية بالبصر لا مناما - كما تقدم- تدنوا فسحبوا هذا الباطل لكهنتهم
          ....
          برهان ذلك :
          ....
          ....نقل :
          قال الطرائقي : "بل لا تعجب إذا قيل لك بأن الصوفية يعتقدون رؤية الأولياء بعد موتهم يقظة بأجسادهم وأرواحهم!! فقد ذكر الشعراني في ترجمة العياشي من ذلك شيئاً فقال : "وكانت الأولياء الأموات يزورونه كثيراً لا سيما الشافعي!!! رضي الله عنه، فكان يخبر أنه كان عنده يقظة لا نوماً، وكان من لا يعرف حاله يقول : هذا خراف" "طبقات الشعراني"(2/162) .
          ....
          ....نقل :
          وأن الشيخ بهاء الدين الرواس الرفاعي وقف عند أحد القبور، فخرج له إبراهيم-عليه السلام- من القبر وأعطاه ورقة مكتوب عليها، هكذا (محمد 1111) ويتضمن هذا الرمز مئات الأسرار من كتاب الجفر" "بوارق الحقائق"(177-179)"الرفاعية"(42)
          ....
          ....نقل :
          ويقول الشعراني عن الحريثي : " قصدته في حاجة وأنا فوق سطوح مدرسة أم خوند بمصر، فرأيته خرج من قبره يمشي من دمياط إلى أن صار بيني وبينه نحو خمسة أذرع، فقال : عليك بالصبر، ثم اختفى!" "الطبقات"(2/154)
          ....
          ....نقل :
          وفي بيان قوة تلك الرؤية : قالمؤرخهم الهالك الشعراني- أخمد الله تعالى ذكره : فاشتهى سيدي عبد المجيد رضي الله عنه يوما رؤية.وجه.سيدي أحمد رضي الله عنه فقال يا سيدي أريد أن أرى وجهك أعرفه ( قلت : و قد كانت.لثم.منذ زمن ؟!! ) فقال يا عبد المجيد كل نظرة برجل فقال يا سيدي أرني ولو مت، فكشف.له.اللثام الفوقاني، فصعق فمات في الحال" (1/ 184)
          ....
          ....وهذا الدجال الهالك البدوي– أخمد الله تعالى ذكره- يزعمون أنه أخرج يده من قبره.وكلّم الأحياء بعد موته!!!
          ....
          ....قال.الشعراني : فخرجت يده الشريفة ( أي : يدأحمدالبدوي من قبره ) من الضريح وقبضت على يدي، وقال سيدي ( أي : سيده محمد.الشناوى)يكون خاطرك عليه واجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر.يقول.نعم"(1/186) ....
          ....بل ويزعمون أنه يخرج من قبره و يحضر المناسبات و يكلم.الأحياء.و يقيم الولائم فيحضرها الأحياء والأموات مع بعضهم البعض !! (1/186)
          ....
          ....ولما كانت البدع إن لم تخمد من مهدها تتعاظم، تلاعبت البدع تبعا للأهواء بالمتصوفة فما أن ينتهوا من بدعة حتى ينكبوا على وجوههم بأهوائهم على أخرى، فلم يكتف التصوف الجنوح بهذه الدعوى ذات الفضوح، حتى فحشوا فافتروا أن الأموت لا يطلعون فحسب بل ويتطلعون لما في الصدور، يثبتون ويمحون!! فيا ويلهم .. يا ويلهم .. يا ويلهم .
          ....
          ....الشاهد : يزعمون أن الفاجرأحمدالبدوييسلب الإيمان : قالالشعراني : أخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوى رضي الله عنه أنشخصاأنكر حضور مولده ( أي : حضور مولد البدوي ) فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحنإلىدين الإسلام فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه فقال بشرط أن لا تعود فقال نعمفردعليه ثوب إيمانه"(1 /187)
          ....
          ....وينقلون :
          عن هذا الدجال – وما أكذبه وأكذبهم- كذبه : " قال.الشعراني عنه أنه كان يقول : وإذاكنتأرعى الوحوش و السمك في البحار و أحميهم من بعضهم بعضا أفيعجزني الله عز وجل عنحمايةعن حماية من يحضر مولدي" (1/187) لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .
          ....
          ....نقل :
          افتروا : أن خرافياً آخر يتحدث - كذباً - عن نفسه، فيهذي : " منذ عامين وأنا أتلو سطور القربى، وأتقلب على بساط الصديقية الكاملة، وتحف حضرتي أقطاب الشرق والغرب، ويجيئني الخضر، وأرى النبي - صلى الله عليه وسلم- عياناً، وأتلقى عنه-عليه الصلاة والسلام-الأوامر الخاصة وتخدمني الهوام، وأفهم لغات الطيور والوحوش وأسمع تسبيح الجمادات وتمر بي حوادث الأكوان، ويرهب مكانتي الزمان …وتنكشف لي عوالم البراري والبحار" "تنوير الأبصار"ص(67)و"خزانة المداد"ص(97)و"روضة الناظرين"ص(109)والنقل عن"الرفاعية"ص(66) فانظر أيها الموحد إلى هذا الغلو الفاضح .
          ....
          ....فالحاصل : أن الصوفية اقتبسوا من الشيعة هذه الأفكار، وأخذوا منهم هذه العقائد الزائفة الزائغة الباطلة، وقالوا عن أوليائهم مثل ذلك، بل زادوا عليهم في غلوائهم وغيّهم وضلالهم، حيث قالوا نقلا عن إبراهيم الدسوقي أنه قال عن نفسه في أبياته :
          ....
          أنا ذلك القطب المبارك أمره * * * فإن مدار الكل من حول ذروتي
          أنا شمس إشراق العقول ولم أفل * * * ولا غبت إلا عن قلوب عمية
          يروني في المرآة وهي صدية * * * وليس يروني بالمرآة الصقيلة
          وبي قامت الأنباء في كل أمة * * * بمختلف الآراء والكل أمتي
          ولا جامع إلا ولي فيه منبر * * * وفي حضرة المختار فزت ببغيتي
          بذاتي تقوم الذات في كل ذروة * * * أجدد فيها حلة بعد حلة
          فليلى وهند والرباب وزينب * * * وعلوى وسلمى بعدها وبثينة
          عبارات أسماء بغير حقيقة * * * وما لوحوا بالقصد إلا لصورتي
          نعم نشأتي في الحب من قبل آدم * * * وسرى في الأكوان من قبل نشأتي
          أنا كنت في العلياء مع نور أحمد * * * على الدرة البيضاء في خلويتي
          أنا كنت في رؤيا الذبيح فداءه * * * بلطف عنايات وعين حقيقة
          أنا كنت مع إدريس لما أتى العلا * * * وأسكن الفردوس أنعم بقعة
          أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقا * * * وأعطيت داودا حلاوة نغمة
          أنا كنت مع نوح بما شهد الورى * * * بحارا وطوفانا على كف قدرة
          أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة * * * أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة"
          انظر "طبقات الشعراني" (1/180-181) نقلاً عن " التَّصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر " ص(249)
          ....
          ....وقال فتح الله بوراس :
          " أنا كل وَليّ في الأرض قد أوليته * * * أنا كل حكيم من أهل السماء قد علمته
          وأيوب من جميع الأمراض قد أشفيه * * * وبصر يعقوب أنا الذي قد رددته
          وابنه يوسف من الجبّ الغريق قد أظهرته * * * ويونس من بطن الحوت بالعراء قد نبذته
          ونوح من بحر الطوفان أنا الذي أنجيته * * * وفي السماء السابعة شاهدت ربيّ وكلّمته
          وبيدي باب الجنان قد فتحته ودخلته * * * وما فيه من الحور العين قد رأيته وحصيته
          ومن رآني ورأى من رآني وحضر مجلسي * * * في جنة عدن وبستانها قد أسكنته "
          "الوصية الكبرى" لعبد السلام الفيتوري ص(74-75) ط . طرابلس – ليبيا. عن "التَّصَوُّفُ المنْشَأ وَالمَصَادِر" ص(250) .
          ....
          ....نستغفر الله تعالى من هذا القول المقرف المقزز، والشرك الشر المهلك المردي، سبحان ربنا العظيم، سبحان ربنا الأعلى، نبرأ إليك اللهم من قائله ومعتقده .
          ....
          ....وعليه أقول :
          إن دعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم يُرى يقظة دعوى باطلة ليست صحيحة؛ لعدم قيام الدليل عليها .
          ....
          ....بل الدليل على غير ذلك، يقول تعالى : "إنك ميت وإنهم ميتون" سورة "الزمر" الآية(3)
          ....ويقول أيضًا : "ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" سورة "المؤمنون" الآيتان(15،16)
          ....
          ....فدلّ ذلك على أنه ليس هناك خروج من القبور قبل يوم القيامة "يوم يقوم الناس لرب العالمين" سورة "المطففين" الآية(6) ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم أولنا وأول الناس؛ لما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" كتاب الفضائل "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا سيد ولد آدم" عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مُشفع"
          ....
          ....
          ردود أهل العلم على التصوف في باب الرؤى
          ....قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي- رحمه الله تعالى : " وأضعف هؤلاء احتجاجاً : قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المنامات، وأقبلوا وأعرضوا بسببها، فيقولون : رأينا فلاناً الرجل الصالح، فقال : اتركوا كذا، واعملوا كذا، ويتفق مثل هذا كثيراً للمترسمين برسم التصوف .
          ....
          ....وربما قال بعضهم : رأيت النبي- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- في النوم، فقال لي كذا، وأمرني بكذا، فيعمل بها ويترك بها، معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة، وهو خطأ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال، إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها : البشارة والنذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام، فلا .
          ....
          ....ثم قال : فلو رأى في النوم قائلاً يقول : إن فلاناً سرق، فاقطعه . أو عالم، فاسأله . أو اعمل بما يقول لك، أو فلان زنى، فحده ... وما أشبه ذلك، لم يصح له العمل حتى يقوم له الشاهد في اليقظة، وإلا كان عاملاً بغير شريعة؛ إذ ليس بعد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – وحي ...
          ....
          ....ويلزم أيضاً على ذلك أن يكون تجديد وحي بحكم بعد النبي- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وهو منهي عنه بالإجماع .
          ....
          ....يحكى أن شريك بن عبد الله القاضي دخل يوماً على المهدي، فلما رآه، قال : علي بالسيف والنطع .
          ....قال : ولم يا أمير المؤمنين ؟
          ....قال : رأيت في منامي كأنك تطأ بساطي وأنت معرض عني، فقصصت رؤياي على من عبرها .
          ....فقال لي : يظهر لك طاعة، ويضمر معصية .
          ....فقال له شريك : والله ما رؤياك برؤيا إبراهيم الخليل- عليه السلام- ولا أن معبرك يوسف الصديق- عليه السلام - فبالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين ؟!
          ....فاستحيا المهدي ، وقال : اخرج عني، ثم صرفه وأبعده .
          ....
          ....ثم قال : وأما الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- الرائي بالحكم، فلا بد من النظر فيها أيضاً؛ لأنه-عليه السلام- لا ينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته؛ لأن الدين لا يتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية؛ لأن ذلك باطل بالإجماع، فمن رأى شيئاً من ذلك، فلا عمل عليه؛ وعند ذلك نقول : إن رؤياه غير صحيحة، إذ لو رآه حقاً، لم يخبره بما يخالف الشرع ...
          ....
          ....والثاني : يقوله علماء التعبير: إن الشيطان قد يأتي النائم في صورة ما، من معارف الرائي وغيرهم، فيشير له إلى رجل آخر : هذا فلان النبي، وهذا الملك الفلاني، أو من أشبه هؤلاء ممن لا يتمثل الشيطان به، فيوقع اللبس على الرائي بذلك، وله علامة عندهم .
          ....
          ....وإذا كان كذلك أمكن أن يكلمه ذلك المشار إليه بالأمر والنهي غير الموافقين للشرع، فيظن الرائي أنه من قبل النبي-عليه السلام- ولا يكون كذلك، فلا يوثق بما يقول له أو يأمر أو ينهى .
          ....
          ....وما أحرى هذا الضرب أن يكون الأمر أو النهي فيه مخالفاً لكمال الأول، وهو لو كان من عند النبي- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- حقيق بأن يكون فيه موافقاً، وعند ذلك لا يبقى في المسألة إشكال ...
          ....
          ....فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المُنَّة ([3])
          ....
          ....نعم، يأتي المرئي تأنيساً وبشارة ونذارة خاصة، بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكماً، ولا يبنون عليها أصلاً، وهو الاعتدال في أخذها، حسبما فهم من الشرع فيها، والله أعلم" أهـ "الاعتصام"ص(331-336) والنقل بواسطة "المقدمات العشر في نقض صوفية العصر""للشيخ عبد العزيز الريس ص(32-35)بتصرف.
          ....
          ....قال شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى : "الرؤيا قد تكون من الله تعالى فتكون حقاً، وقد تكون من الشيطان، كما ثبت تقسيمها إلى هذين في الأحاديث الصحيحة .
          ....
          .... والشيطان كما قد يتمثل في المنام بصورة شخص، فقد يتمثل أيضاً في اليقظة بصورة شخص يراه كثير من الناس، يضل بذلك من لم يكن من أهل العلم والإيمان، كما يجري لكثير من مشركي الهند وغيرهم، إذا مات ميتهم يرونه قد جاء بعد ذلك وقضى ديوناً ورد ودائع، وأخبرهم بأمور عن موتاهم، وإنما هو شيطان تصور في صورته
          ....
          ....وقد يأتيهم في صورة من يعظمونه من الصالحين، ويقول : أنا فلان، وإنما هو شيطان .
          ....
          ....وقد يقوم شيخ من الشيوخ ويخلف موضعه شخصاً في صورته يسمونه روحانية الشيخ ورفيقه، وهو جني تصور في صورته، وهذا يقع لكثير من الرهبان، وغير الرهبان من المنتسبين إلى الإسلام .
          ....
          ....وقد يرى أحدهم في اليقظة من يقول له : أنا الخليل أو أنا موسى أو أنا المسيح أو محمد أو أنا فلان -لبعض الصحابة- أو الحواريين، ويراه طائراً في الهواء .
          ....
          ....وإنما يكون ذلك من الشياطين ... فرؤيته- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- في المنام حق، وأما في اليقظة فلا يرى بالعين، هو ولا أحد من الموتى، مع أن كثيراً من الناس قد يرى في اليقظة من يظنه نبياً من الأنبياء، إما عند قبره، وإما عند غير قبره ..." "الجواب الصريح..."(3/347)
          ....
          ....وقال- رحمه الله تعالى : " وإني أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع، وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها .
          ....وأعرف من يخاطبهم الحجر والشجر، وتقول : هنيئاً لك يا ولي الله، فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك .
          ....وأعرف من يقصد صيد الطير، فتخاطبه العصافير وغيرها، وتقول : خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل في الإنس ويخاطبه[4]بذلك و..و.. وكله من مكر الشيطان، وهذا باب واسع، لو ذكرت ما أعرفه منه لاحتاج إلى مجلد كبير"أهـ "الفرقان"ص(18وانظر"المقدمات العشر في نقض صوفية العصر"ص(138-141)
          ....
          ....قال العلامة المعلمي اليمني- رحمه الله تعالى : " الشرع يقضي بأن الكشف ليس مما يصلح الاستناد إليه في الدين، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : " سمعت رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يقول : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال : الرؤيا الصالحة""صحيح الإمام البخاري مع الفتح"(12/375)
          ....
          ....وفيه حجة على أنه لم يبق مما يناسب الوحي إلا الرؤيا، اللهم إلا أن يكون بقي ما هو دون الرؤيا، فلم يعتدّ به، فدلّ ذلك أن التحديث والإلهام والفراسة والكهانة والكشف كلها دون الرؤيا...
          ....
          ....وقد اتفق أهل العلم على أن الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه وتصلح للاستناس بها إذا وافقت حجة شرعية صحيحة كماثبت عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما.
          ....
          ....ولا ريب أن من التمس الهدى من غير الصراط المستقيم مستحق أن يضله الله عزّ وجلّ ...
          ....
          ....فأما ما عرف عن المتصوفة من تحريف النصوص ربما أشنع وأفظع من تحريف الباطنية، فهذا لا يشهد لكشفهم، بل يشهد عليه أوضح شهادة بأنه من أبطل الباطل، وذلك لأمور :
          ....
          ....أولاً : لأن النصوص بدلالاتها المعروفةحجة، فإذا شهدت ببطلان قولهم علم أنه باطل .
          ....
          ....ثانياً : لأنهم يعترفون أن الكشف محتاج إلى شهادة الشرع، فإن قبلوا من الكشف تأويل الشرع فالكشف شهد لنفسه، فمن يشهد له على تأويله" " القائد إلى تصحيح العقائد"للمعلمي ط. المكتب الإسلامي 1402هـ والنقل بتصرف من "مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية..."(1/106-107)
          ....
          ....فتوى : لها تعلق بالباب، وهي ما أفتى به السيوطي- رحمه الله تعالى:
          ....مسألة :
          رجل حكم بحكم، فأنكره عليه قضاة بلده، فقال له سلطان البلد : ارجع عن هذا الحكم؛ فإنه لم يوافقك عليه أحد. فأبى، وحلف أنه لا يرجع لقول أحد، ولو قام الجناب العالي -عليه الصلاة والسلام- من قبره ما سمعت له، حتى يريني النص، فهل يكفر بهذا ...؟
          ....
          ....الجواب :
          أما قوله الأول، وهو قوله : " لا يرجع لحد، ولو قام - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- من قبره، ما سمع له حتى يريه النص " فهذا له ثلاثة أحوال :
          ....
          ....الحال الأول:أن يكون هذا صدر منه على وجه سبق اللسان، وعدم القصد، وهذا هو الظن بالمسلم واللائق بحاله. ولعله أراد مثلاً أن يقول : ولو قام مالك من قبره، فسبق لسانه إلى الجناب الرفيع؛ لحدة حصلت عنده.
          ....
          ....فهذا لا يكفر، ولا يعزر، إذا عرف بالخير قبل ذلك، ويقبل دعوى سبق اللسان، ولا يكتف منه في خاصة نفسه بذلك، بل عليه أن يظهر الندم على ذلك، وينادي على نفسه في الملأ بالخطأ، ويبالغ في التوبة والاستغفار، ويحثو التراب على رأسه ويكثر من الصدقة والعتق والتقرب إلى الله تعالى بوجوه البر والاستقالة من هذه العثرة
          ....
          ....الحال الثاني:أن لا يكون على وجه سبق اللسان، ولا على وجه الاعتقاد الذي يذكره المصمم، فيقول مثلاً : لو أمرني الإنس والجن بهذا ما سمعت لهم، ولو روجع في خاصة نفسه، لقال : ما أردت ظاهر العبارة، ولو قام النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- من قبره حقيقة وقال لي، لبادرت إلى امتثال قوله، وسمعت من غير تلعثم ولا توقف.
          ....
          ....ولكن هذه عبارة قلتها على وجه المبالغة؛ لعلمي بأن قيامه الآن([5]) من قبره وقوله لي، غير كائن، وهو محال عادة . فهذا لا يكفر، ولكنه أتى بعظيم من القول، فيعزل من الحكم بين المسلمين، ويعزر تعزيراً لآئقاً به، من غير أن ينتهي إلى حد القتل ..."
          ....
          ....الحال الثالث :أن يكون على وجه الاعتقاد، بحيث يعتقد في نفسه انه لو كان النبي - صلى الله تعالى عليه وآلهوسلم- حياً، وقال له "الحكم بخلاف ما حكمت" لم يسمع له، وهذا كفر، نعوذ بالله منه.
          ....
          ....قال الله تعالى : "قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" سورة"آل عمران"الآية(32)
          ....
          ....وقال تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" سورة"النساء"الآية(65)
          ....
          ....وقصة الذي حكم له النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- فلم يرض بحكمه، وجاء إلى عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه- ليحكم له، فقتله عمر بالسيف، مشهورة . وقد أهدر النبي- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- دمه .
          .... والعجب من قوله : "ما سمعت له حتى يريني النص" وقوله- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- نفسه هو النص..." "تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغنياء" للسيوطي ص(60-62)
          ....
          ....وعن لوازم تلك الرؤيا المزعومة : قال الإمام القرطبي- رحمه الله تعالى : " يلزم ... أن لا يراه رائيان في آن واحد ف مكانيين .
          ....
          ....وأن يحيا الآن ويخرج من بره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه .
          ....
          ....ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى في قبره منه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على الغائب...
          ....
          ....وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل" "الفتح"(12/401)
          ....
          ....وذكر العلامة الصنعاني- رحمه الله تعالى- بعض ترهات القوم فقال- رحمه الله تعالى : " فإن لم يكن هذا القول من أقوال أهل الجنون، وإلا فلا جنون في الأكوان، وأعجب من هذا قول السيوطي : " أن من كرامة الولي أن يرى النبي- صلى الله عليه وسلم- ويجتمع به في اليقظة، ويأخذ عنه ما قسم من مذاهب ومعارف" "الإنصاف"للصنعاني ص(106)
          ....
          ....وقال - رحمه الله تعالى : " ونهاه أن بقول لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله، وهؤلاء يقولون أمر الولي بين الكاف والنون، وهذا غلو كغلو النصارى في المسيح، أو نوع من الجنون
          ....
          ....وبالجملة : فرد هذا الهذيان لا يحتاج إلى دليل من سنة ولا قرآن، إنما يحتاج إلى عقل يفرق بين خالق الأكوان والإنسان" "الإنصاف"للأمير الصنعاني ص(89)
          ....
          نعم ..
          ....فإن "إيراد مثل هذه الحكايات على أنها كرامات هو استخفاف بالكرامة وهبوط بها إلى حد المهزلة، واستخفاف بعقول الناس، وتعريض لبعض الجهال منهم إلى فتنة إنكار الكرامة من أصلها؛ لما يراه من أنواع الترهات المسماه بالكرامات فيخرج بسببها عما اتفق عليه أهل السنة من ثبوت الكرامة .
          ....
          ....وبالمناسبة فإن استخدام لفظ "الترهات" في حق الصوفية، إنما هو صوفي المنشأ، وليس مني : فقد قيل للصوفي رويم : أوصني . فقال : … ولا تشتغل بترهات الصوفية" "روضة الناظرين"ص(13)و"الرفاعية"ص(75)
          ....
          ومما تقدم يتبين لكل ذي عينيين مبصرتين البون الشاسع والفرق الواسع بين الشرعة المحمدية والنحلة الصوفية .
          يقف على حجم الاختلاف بينهما وكميته، وأثر ذلك في التعامل بينهم، ومن ثم يقف على خطر التصوف على معتقداتنا وعبادتنا وأخلاقنا وسلوكنا .
          ....
          ....هذا إن غضضنا الطرف عن عقيدتهم في الحلول، ومعتقدمهم في الوحدة!! فكيف ؟!!!
          ....

          ....
          وصفوة القول :
          ....وأمارؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فهو من أقوال المخرفين منالصوفية ،ولا أصل له في الشرع ولا في واقع الحال، ويكذبه مع ما تقدم شاهد الوجود .
          ....
          ....وبرهان ردّ ذلك الباطل وطرحه فصرعه : أن نقول لقد كابد الرعيل الأول وعانى الجيل الفريد المرضي عنهم معاناة تلو معاناة ومرت بهم الأزمات ونزلت بهم نوازل زلزلت منها الصدور قبل الدور، وجرت بدمائهم الزكية البحار، ومات من ريح أجسلدهم بعد صعود أرواحهم فئام، ورمي بيت الله تعالى الحرام بالمنجنيق، ودنس المسجد النبوي وعطلت فيه شعائر، فما كانت استغاثة إلا بالله تعالى العلام،ولم يفزعوا إلى منام، ولِمَلمْ يظهر لهم نبي ولا ولي ؟ بل لم يطمع فيهم شيطان ؟
          ....
          أجل ..
          ....لم ولن يظهر المبعوث رحمة للعالمين، الذي وصفه ربه أنه : " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" سورة "التوبة" الآية(12
          ....
          نعم ..
          ....لم يروه وهو أحب الناس إليهم، وهم أحب الناس إليه ؟!
          ....
          ....قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى : " وكان من أعظم ما أنعم الله تعالى به عليهم : اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- والتابعين لهم بإحسان :
          ....
          ....انه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات :
          ....
          ....أن الرسول- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- جاء بالهدى ودين الحق .
          ....
          ....وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم، فيه : نبأ من قبلهم، وخبر ما بعدهم، وحكم ما بينهم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبسه الألسن، فلا يستطيع أن يزيغه إلى هواه، ولا يحرف به لسانه، ولا يخلق عن كثرة الترداد...
          ....
          ....ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط : قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول : فيجب تقديم العقل والنقل، يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين، إما أن يفوض وإما أن يؤول .
          ....
          ....ولا فيهم من يقول: إن له ذوقاً أو وجداً أو مخاطبة أو مكاشفة تخالف القرآن والحديث، فضلاً عن أن يدعي أحدهم أنه يأخذ من حيث يأخذ الملك الذي يأتي الرسول- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وأنه يأخذ من ذلك المعدن علم التوحيد، والأنبياء كلهم يأخذون عن مشكاته، أو يقول : الولي أفضل من النبي، ونحو ذلك من مقالات أهل الإلحاد .
          ....
          ....فإن هذه الأقوال لم تكن حدثت بعد في المسلمين، وإنما يعرف مثل هذه إما عن ملاحدة اليهود والنصارى، فإن فيهم من يجوز أن غير النبي أفضل من النبي، كما قد يقوله في الحواريين، فإنهم عندهم رسل وهم يقولون : أفضل من داود وسليمان بل ومن إبراهيم وموسى وإن سموهم أنبياء، إلى أمثال هذه الأمور"أهـ "مجموع الفتاوى"(13/2
          ....
          " ولذا أقول إن سلوك هذا الطريق لا يمكن أن يكون مقرباً إلى الله عزَّ وجل وموصلاً إلى ولايته ومحبته .
          وإنما هو طريق مبعد عن الله تعالى ويدخل الإنسان الذي يسلكه في وساوس وأوهام شيطانية يتخيلها المسكين أنها فتوحات رحمانية فيظن أنه قد وصل إلى ولاية الله فيتيه في أودية الضلال المبين كما حصل لهؤلاء المتصوفة الذين سلكوا الطريق حيث أعرضوا عن الكتاب وسنة رسوله وصار دينهم الذي يدينون به المنامات والأحلام وقال فلان وقال خضر وكلها متاهات وخرافات إبليسية لا أساس لها من الصحة" نقلاً عن "مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية ..."(2/804).
          ....
          وبذا البيان يقف اللسان – بل اللسانان : الجارحة والقلم- أرجو الأجر من المنان، والصلاح للأنام
          ....
          وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وإخوانه وآله وصحبه أجمعين
          والحمد لله رب العالمين
          ....
          ....
          كتب
          الفقير إلى عفو مولاه
          أبو عبد الله
          محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
          في : 21/2/1429هـ - 28/2/2008م
          ....
          ....
          _______ ([ الحاشية ]) _______
          ....
          ([1]) أصل الخرافة : يقول الشعراني : "إن شيخي أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد البدوي وسلمني إليه، فخرجت يده الشريفة من القبر وقبضت على يدي… ولما دخلت بزوجتي- وهي بكر- مكثت خمسة أشهر لم أقرب منها، فجاء وأخذني–وهي معي-وفرش فرشاً فوق ركن قبته، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه، وقال أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة، وتخلفت عن حضوري للمولد -وكان هناك بعض الأولياء- فأخبرني أن سيدي أحمد البدوي كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح، ويقول: أبطأ عبد الوهاب، ما جاء" "الطبقات"(2/135)
          ...."البدوي يتكلم وهو ميت!! أيقول هذا مسلم!! أيقولها من به مسكة من عقل؟!""من ضلالات الصوفية"ص(62)
          ....
          ....ونقل الشيخ الوكيل-رحمه الله- عن الصاوي في حاشيته على شرح الخريدة للدردير، أن الرفاعي وقف تجاه قبر الرسول-صلى الله عليه وسلم- وناجاه ببيتين طالباً يده-الشريفة- لتقبيلها، فخرجت اليد من القبر" "هذه هي الصوفية"ص(107) حاشية بتصرف....
          ....
          ....والبيومي يزعم أنه دخل على السيد البدوي، ورأى النبي عنده، وأنه خشي أن يكون واهماً في رؤية النبي، فرأى الدمرداش عند ضريحه يقول له:مد يدك إلى النبي، فهو حاضر عندي"انظر "عجائب الآثار"للجبرتي (1/320)و"هذه هي الصوفية"ص (121)
          ....
          ....وقال : "ويروون أن رجلاً قصد إلى ضريح صوفي مشتكياً فمدّ له من القبر بعود من الريحان خطاباً مكتوب فيه بيت من الشعر لم يجف مداده" انظر"شرح الحكم"لابن عجيبة(2/31 والنقل عن"هذه هي الصوفية"ص(10 حاشية .
          ....
          ([2]) والمقصود : سلفه الطالح، الدجاجلة بيت الكذب .

          ....
          ([3]) قلت : المنة : القوة، والمعنى هنا : ضعيف القوة العلمية، والمقصود : تخطئة قوله .
          ....
          ([4]) وهذا قول من أقول، ونقل من نقول موافقة للنصوص في جواز دخول الجني جسد الإنسي .
          ....
          ([5]) أي : بعد موته، وفي هذا ردّ على فلول التصوف الشاردة إلى القول بقيامة– صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وذهابه وإيابه، ثم سحبوا هذا الباطل إلى شياطينهم .
          ....
          ....بقي القول بأن هذا الزعم مع كونه محال عادة، فهو كذلك الآن محال شرعا، هذا .. والله تعالى الهادي .

          تعليق


          • #6

            تعليق

            يعمل...
            X