بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً.... عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا.... رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ ِ.... وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
سورة "الأعراف" الآية (89)
((( المقدمة : وفيها الباعث على الطرح )))
....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" سورة"آل عمران"الآية(102)
....
...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة "النسـاء" الآية (1)
....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
....
أما بعد
الرؤية لغة : قال ابن سيده : الرؤية : النظر بالعين والقلب ( لسان العرب : 14/291 ).أما بعد
....وحقيقة الرؤية إذا أضيفت إلى الأعيان كانت بالبصر، كقوله عليه الصلاة والسلام : "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " وقد يراد بها العلم مجازا . وتراءى القوم : رأى بعضهم بعضا .
والغالب في استعمال الفقهاء له هو المعنى الأول، وذلك كما في رؤية الهلال، ورؤية المبيع، ورؤية الشاهد للشيء المشهود به، وهكذا ...
....
....شرعاً : قال القاضي أبو بكر بن العربي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا إدراكات علقها الله تعالى في قلب العبد على يد ملك أو شيطان إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما تخليط، ونظيرها في اليقظة الخواطر فإنها قد تأتى على نسق في قصة وقد تأتى مسترسلة غير محصلة، هذا حاصل قول الأستاذ أبى إسحاق" "فتح الباري"( 12/ 369 ) .
....
الألفاظ ذات الصلة :
....أ - الإدراك : والإدراك : هو المعرفة في أوسع معانيها، ويشمل الإدراك الحسي والمعنوي .
وهو في الاصطلاح : انطباع صورة الشيء في الذهن .
....
....وبذلك يكون الإدراك أعم من الرؤية، لأنه قد يكون بالبصر وبغيره من الحواس، ولذلك يقول ابن قدامة : مدرك العلم الذي تقع به الشهادة : الرؤية والسماع والشم والذوق واللمس .
....
....ب – النظر : والنظر : طلب ظهور الشيء بحاسة البصر أو غيرها من الحواس . والنظر بالقلب من جهة التفكر
والفرق بين النظر والرؤية : أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته، والرؤية هي إدراك المرئي .
....
....الحكم التكليفي :
يختلف الحكم التكليفي لطلب الرؤية باختلاف ما تستعمل فيه الرؤية :
....فقد تكون الرؤية واجبة على الكفاية كرؤية هلال رمضان كما يقول الحنفية .
....
....وقد تكون الرؤية مستحبة كرؤية المخطوبة .
....وقد تكون حرما كرؤية عورة الأجنبي .
....
....وقد تكون مباحة كرؤية الأشياء العادية " "الموسوعة الفقهية الكويتية"
....
....شرعاً : قال القاضي أبو بكر بن العربي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا إدراكات علقها الله تعالى في قلب العبد على يد ملك أو شيطان إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما تخليط، ونظيرها في اليقظة الخواطر فإنها قد تأتى على نسق في قصة وقد تأتى مسترسلة غير محصلة، هذا حاصل قول الأستاذ أبى إسحاق" "فتح الباري"( 12/ 369 ) .
....
الألفاظ ذات الصلة :
....أ - الإدراك : والإدراك : هو المعرفة في أوسع معانيها، ويشمل الإدراك الحسي والمعنوي .
وهو في الاصطلاح : انطباع صورة الشيء في الذهن .
....
....وبذلك يكون الإدراك أعم من الرؤية، لأنه قد يكون بالبصر وبغيره من الحواس، ولذلك يقول ابن قدامة : مدرك العلم الذي تقع به الشهادة : الرؤية والسماع والشم والذوق واللمس .
....
....ب – النظر : والنظر : طلب ظهور الشيء بحاسة البصر أو غيرها من الحواس . والنظر بالقلب من جهة التفكر
والفرق بين النظر والرؤية : أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته، والرؤية هي إدراك المرئي .
....
....الحكم التكليفي :
يختلف الحكم التكليفي لطلب الرؤية باختلاف ما تستعمل فيه الرؤية :
....فقد تكون الرؤية واجبة على الكفاية كرؤية هلال رمضان كما يقول الحنفية .
....
....وقد تكون الرؤية مستحبة كرؤية المخطوبة .
....وقد تكون حرما كرؤية عورة الأجنبي .
....
....وقد تكون مباحة كرؤية الأشياء العادية " "الموسوعة الفقهية الكويتية"
....
....إن مسألة الرؤى والمنامات مما لها حظُ في شريعتنا فقد ذكرها الله عز وجل في غير ما موضعٍ من كتابه العزيز قال تعالى : } فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ {سورة "الصافات" الآية(102) وقال تعالى : } إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباًوَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {سورة"يوسف" الآية(4) وقال تعالى : } لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ {سورة "الفتح" الآية(27) .
....
....وكذلك ذكرها النبي r أيضاً في غير ما موضع، فقد أخرج الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه من حديث سمُرةَ بن جنْدب t قال : " كان رسول الله r يعنى مما يُكثُر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحدٌ منكم من رُؤيا؟ " "الفتح" (12/457 )
....
هذا ..
....وقد حفلت دواوين السنة الصحيحة بذا الموضوع، وأفردَ لها علماء الأمة وسلفها الصالح مؤلفات تعد عقداً فريداً تسر الناظرين وتشرح صدور قوم مؤمنين .
....
....وكذلك ذكرها النبي r أيضاً في غير ما موضع، فقد أخرج الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه من حديث سمُرةَ بن جنْدب t قال : " كان رسول الله r يعنى مما يُكثُر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحدٌ منكم من رُؤيا؟ " "الفتح" (12/457 )
....
هذا ..
....وقد حفلت دواوين السنة الصحيحة بذا الموضوع، وأفردَ لها علماء الأمة وسلفها الصالح مؤلفات تعد عقداً فريداً تسر الناظرين وتشرح صدور قوم مؤمنين .
....
p علاقة المنامات بالتوحيد : الموت وتوابعه : عذاب القبر ، وأحوال الآخرة ـ علم الغيب i
أولاً : العلاقة بين النوم والموت: -
....إن فى كليهما ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة أخرى يفقد فيها يقظته وإرادته وحركته، ولكن هذه التغيرات تكون مؤقتة فى حالة النوم، ودائمة فى حالة الموت .
....والنفس يتوفاها الله تعالى حال النوم،ولكنها تعود للبدن إذا كان فى عمر الإنسان بقية قال تعالى : } اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَاوَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَوَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{سورة "الزمر" الآية(42) .
....
ثانياً : المنامات وعلاقتها بعلم الغيب :-
....إن المنامات دليل واضح وبيّن على ما بعد الموت من عذاب القبر واليوم الأخر فإن العبد ينام فيرى فى منامه أموراً لا يصدقها عقل : من طيران فى الهواء، ومشى على الماء، وقتالٍ بلا موت، وتكلم مع الحيوان، ومعارك دامية حتى أنه بعد استيقاظه قد يشعر بآلامٍ في جسده، فسبحان الله العظيم الذي بهرة قدرته العقول، كل ذلك وهناك من ينكر عذاب القبر واليوم الأخر!! فالمنامات لها تعلق واضح بعلم الغيب، وعلم الغيب من التوحيد .
....
إن مما أجمع عليه أهل العلم قديماً وحديثاً -إستقراءا- تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
....الأول : توحيد ربوبية .
....الثاني : توحيد ألوهية .
....الثالث: توحيد أسماء وصفات .
....
....وموضوعنا كما له تعلق بتوحيد الربوبية من جهة الإيجاد والإمداد وتعلق بتوحيد الإلهية من جهة إتباع الهدي والتصديق بالرؤى كذلك له تعلق بالنوع الأخير أيضاً وهو توحيد الأسماء والصفات من جهة أن الرب جل وعلا لا ينام، وما ينبغي له أن ينام .
....
....قال تعالى : } اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلاَنَوْمٌ {سورة "البقرة" الآية(255) ولقوله r : ( إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" "صحيح الجامع..." برقم(1860 ) .
....
ولو أننا تدبرنا أدعية النوم نجدها تدور كلها حول المعانى الأتية :
....الأول : إخلاص التوحيد لله .
....الثاني : تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه .
....الثالث : الإحتماء به من شر كل قوى الكون من إنس وجن .
....الرابع : الإلتجاء إليه لأنه سبحانه مصدر الأمن والطمأنينة .
....الخامس : التصالح مع الله تعالى ومع عباده .
....السادس : قطع العلائق الدنيوية وتذكر الآخرة وأثر ذلك في الترقي في مراقي العبودية .
....السابع : توجيه النفس إلى التوبة حتى تكون في مأمن عند خروجها أثنا ء نومها .
....
ثالثاً : المنامات جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوةِ :-
....أ ) الرؤيا الصالحة من صالح :
لقوله r : " إذا إقتربَ الزمانُ لم ْتَكَدْ رُؤيا المؤمن تكذبُ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوةِ " متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : " معنى قوله r : ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) أن رؤيا المؤمن تقع صادقة؛ لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها، وإن كانت تختلف عنها، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة
....وتخصيص الجزء بستة وأربعين جزءاً من الأمور التوقيفية التي لا تعلم حكمتها كأعداد الركعات والصلوات" "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133) .
....
....ب ) علاقة الرؤيا الصالحة بالصدق :
إن للرؤى تعلق وثيق بصدق رائيها لقوله r : ( أصْدَقُكُمْ رُؤيا : أصْدَقُكُمْ حديثاً ) متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t .
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : ( وأما الذي تصدق رؤياه فهو الرجل المؤمن الصدوق إذا كانت رؤياه صالحة، فإذا كان الإنسان صدوق الحديث في يقظته وعنده إيمان وتقوى فإن الغالب أن الرؤيا تكون صادقة، ولهذا جاء هذا الحديث مقيداً في بعض الروايات بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى(1/133) .
....
....جـ ) الرؤيا الصالحة من المبشرات :
لقوله r : " لَم يبقَ منَ النُّبُوَّةِ إلا المبُشَّراتُ " قالوا : وما المبشراتُ ؟ قال : ( الرؤيا الصالحةُ ) " أخرجه الإمام البخاري (6990) من حديث أبى هريرة t .
....
....هـ) الرؤيا الصالحة تسر ولا تضر :
لقوله r : " إذا رأى أحدُكُمْ رُؤيا يُحبُّهَا فإنما هي من اللِه تعالى، فليحمدِ الله عليها وليُحدِّثْ بها " وفى رواية ( فلا يُحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكْرها لأحد؛ فإنها لا تضره ) أخرجه الإمام البخاري(6985) من حديث أبى سعيد t والإمام مسلم (419 .
....
لذا ..
....يتضح من إستقراء النصوص السابقة أن الرؤيا التي هي جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة هي : " رؤيا صادقة، مبشرة للمؤمن الصادق، تسرّه، ولا تغره فتضره " .
....
....إن فى كليهما ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة أخرى يفقد فيها يقظته وإرادته وحركته، ولكن هذه التغيرات تكون مؤقتة فى حالة النوم، ودائمة فى حالة الموت .
....والنفس يتوفاها الله تعالى حال النوم،ولكنها تعود للبدن إذا كان فى عمر الإنسان بقية قال تعالى : } اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَاوَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَوَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{سورة "الزمر" الآية(42) .
....
ثانياً : المنامات وعلاقتها بعلم الغيب :-
....إن المنامات دليل واضح وبيّن على ما بعد الموت من عذاب القبر واليوم الأخر فإن العبد ينام فيرى فى منامه أموراً لا يصدقها عقل : من طيران فى الهواء، ومشى على الماء، وقتالٍ بلا موت، وتكلم مع الحيوان، ومعارك دامية حتى أنه بعد استيقاظه قد يشعر بآلامٍ في جسده، فسبحان الله العظيم الذي بهرة قدرته العقول، كل ذلك وهناك من ينكر عذاب القبر واليوم الأخر!! فالمنامات لها تعلق واضح بعلم الغيب، وعلم الغيب من التوحيد .
....
إن مما أجمع عليه أهل العلم قديماً وحديثاً -إستقراءا- تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
....الأول : توحيد ربوبية .
....الثاني : توحيد ألوهية .
....الثالث: توحيد أسماء وصفات .
....
....وموضوعنا كما له تعلق بتوحيد الربوبية من جهة الإيجاد والإمداد وتعلق بتوحيد الإلهية من جهة إتباع الهدي والتصديق بالرؤى كذلك له تعلق بالنوع الأخير أيضاً وهو توحيد الأسماء والصفات من جهة أن الرب جل وعلا لا ينام، وما ينبغي له أن ينام .
....
....قال تعالى : } اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلاَنَوْمٌ {سورة "البقرة" الآية(255) ولقوله r : ( إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" "صحيح الجامع..." برقم(1860 ) .
....
ولو أننا تدبرنا أدعية النوم نجدها تدور كلها حول المعانى الأتية :
....الأول : إخلاص التوحيد لله .
....الثاني : تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه .
....الثالث : الإحتماء به من شر كل قوى الكون من إنس وجن .
....الرابع : الإلتجاء إليه لأنه سبحانه مصدر الأمن والطمأنينة .
....الخامس : التصالح مع الله تعالى ومع عباده .
....السادس : قطع العلائق الدنيوية وتذكر الآخرة وأثر ذلك في الترقي في مراقي العبودية .
....السابع : توجيه النفس إلى التوبة حتى تكون في مأمن عند خروجها أثنا ء نومها .
....
ثالثاً : المنامات جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوةِ :-
....أ ) الرؤيا الصالحة من صالح :
لقوله r : " إذا إقتربَ الزمانُ لم ْتَكَدْ رُؤيا المؤمن تكذبُ، ورؤيا المؤمنِ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوةِ " متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : " معنى قوله r : ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) أن رؤيا المؤمن تقع صادقة؛ لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها، وإن كانت تختلف عنها، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة
....وتخصيص الجزء بستة وأربعين جزءاً من الأمور التوقيفية التي لا تعلم حكمتها كأعداد الركعات والصلوات" "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133) .
....
....ب ) علاقة الرؤيا الصالحة بالصدق :
إن للرؤى تعلق وثيق بصدق رائيها لقوله r : ( أصْدَقُكُمْ رُؤيا : أصْدَقُكُمْ حديثاً ) متفق عليه ( البخاري / 7017 – مسلم /2263 ) من حديث أبى هريرة t .
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى : ( وأما الذي تصدق رؤياه فهو الرجل المؤمن الصدوق إذا كانت رؤياه صالحة، فإذا كان الإنسان صدوق الحديث في يقظته وعنده إيمان وتقوى فإن الغالب أن الرؤيا تكون صادقة، ولهذا جاء هذا الحديث مقيداً في بعض الروايات بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى(1/133) .
....
....جـ ) الرؤيا الصالحة من المبشرات :
لقوله r : " لَم يبقَ منَ النُّبُوَّةِ إلا المبُشَّراتُ " قالوا : وما المبشراتُ ؟ قال : ( الرؤيا الصالحةُ ) " أخرجه الإمام البخاري (6990) من حديث أبى هريرة t .
....
....هـ) الرؤيا الصالحة تسر ولا تضر :
لقوله r : " إذا رأى أحدُكُمْ رُؤيا يُحبُّهَا فإنما هي من اللِه تعالى، فليحمدِ الله عليها وليُحدِّثْ بها " وفى رواية ( فلا يُحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكْرها لأحد؛ فإنها لا تضره ) أخرجه الإمام البخاري(6985) من حديث أبى سعيد t والإمام مسلم (419 .
....
لذا ..
....يتضح من إستقراء النصوص السابقة أن الرؤيا التي هي جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة هي : " رؤيا صادقة، مبشرة للمؤمن الصادق، تسرّه، ولا تغره فتضره " .
....
p أنواع المنامات وآداب الرائي مع الرؤيا والمعبر i
....في بيان أنواع المنامات وذكر طرف منها :
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى- ولكن ليعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام :
....
القسم الأول : رؤيا حق صالحة :
....وهي التي أخبر عنها النبي r أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وغالباً ما تقع .
....
.... صفتها : ولكن أحياناً يكون وقوعها على صفة ما رآه الإنسان في منامه تماماً، وأحياناً يكون وقوعها على صفة ضرب الأمثال في المنام، يضرب له المثل ثم يكون الواقع على نحو هذا المثل وليس مطابقاً له تماماً، مثل ما رأى النبي r قبيل غزوة أحد أن في سيفه ثلمة، ورأى بقراً تنحر، فكان الثلمة التي في سيفه استشهاد عمه حمزة t لأن قبيلة الإنسان بمنزلة سيفه في دفاعهم عنه ومعاضدته ومناصرته، والبقر التي تنحر كان استشهاد من استشهد من الصحابة y لأن في البقر خيراً كثيراً، وكذلك الصحابة y كانوا أهل علم ونفع للخلق وأعمال صالحة.
....
القسم الثاني : الحلم :
....وهو ما يراه الإنسان في منامه مما يقع له في مجريات حياته، فإن كثيراً من الناس يرى في المنام ما تحدثه نفسه في اليقظة وما جرى عليه في اليقظة وهذا لا حكم له.
....
القسم الثالث : إفزاع من الشيطان .
....فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى : } لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواوَلَيْسَ بِضَارِّهُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِوَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ{سورة "المجادلة" الآية(10)
....
....فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه فإن الشيطان حريص عليه سواء ذلك في اليقظة أو في المنام، لأن الشيطان عدو كما قال الله تعالى : } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {سورة "فاطر" الآية(6) "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133).
....
الآداب التي حض عليها النبي r مع رؤيا التحزين : -
....وهذا النوع الأخير أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التحرز منه فأمر من رأى في منامه ما يكره أن يستعيذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن ينقلب على جنبه الآخر، وأن لا يحدث أحداً بما رأى فإذا فعل هذه الأمور فإن ما رآه مما يكره في منامه لا يضره شيئا ً.
....
....وهذا ما بينه النبي r كما في حديث جابر t عند الإمام مسلم – رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
....
....وكما في حديث أبي سعيد الخدري t عند الإمام البخاري– رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" أخرجه الإمام البخاري ( 6985 )
....
....وكما في حديث أبي قتادة t عند الإمام مسلم– رحمه الله تعالى- قال : " كنت أرى الرؤيا فتمرضنيحتىسمعت رسول الله r يقول : الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره " .
....
....وفي حديث أبي هريرة t أن النبي r قال : " فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس " .
أخرجه الإمام مسلم ( 4200 ) .
....
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى ما يكره بأمور :
....أ ) أن يبصق عن يساره ثلاثا ً.
....ب) أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاثا ً.
....ج) أن يستعيذ بالله من شر ما رأى .
....د ) أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر .
....هـ) أن لا يحدث بها أحدا ً.
....و ) أن يقوم فيصلي .
....
ورتب على ما تقدم عدم الإضرار ، فسلِم من كيد الغرورِ الأبرارِ ، فالحمد لله العزيز الغفار .
....
ومن آداب الرائي مع الرؤيا والمعبر : -
....إن من جملة ما يعتقده المسلم عموماً والرآي خصوصاً أن : ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وان ما أصابه لم يكن ليخطأه، وأن ما أخطأه، لم يكن ليصيبه، وأن الأمور تجرى بمقادير، فيولّد ذلك في نفسه سكوناً، وفى قلبه ركوناً، وفى صدره حبوراً وسرواً .
....
لذا فعلى الرآي أن يتحلى بجملة من الآداب :-
....أ ) الصدق .
....ب) الأمانة والضبط في سرد الرؤيا .
....ج) أن يخبر المعبر عن حاله .
....د ) أن يكون صبوراً على تفسير رؤياه .
....هـ) أن لا يعتقد إعتقاداً جازماً بمصداقية قول المعبر، وصدق التعبير، فقد يصيب وقد يخطئ لأنه أمراً إجتهادياً .
وفى قصة الصديق t مع الصادق الأمين r خير شاهد؛ لحديث ابن عباس t المتفق عليه في قصة الرجل الذي ذكر للنبي r رؤيا، ثم طلب أبو بكر t من النبي r أن يعبرها، فذكر أبو بكر تعبيره، ثم سـأل النبي r : هل أصبت أم أخطأت؟ فقال r : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) أخرجه الإمام البخاري ( 6524 ) والإمام مسلم ( 4214 ) .
....
....إلا إن صدر التعبير عن نبي أو رسول لأنهم يوحى إليهم خلافاً لمن دونهم، ومؤيدون من الله سبحانه وتعالى فها هو يوسف الصديق u يقول : " قضى الأمر الذي فيه تستفتيان " أي هكذا سيقع والله أعلم .
....و ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من حسود .
....ز ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من عدو .
....ح ) أن لا يطلب تعبير رؤياه ممن لا يستطيع كتمان السر .
....ط ) ومما ينبغي أن يعلم أنه :-
قد تتحقق الرؤيا بعد زمن قصير وقد تتحقق بعد عمر طويل : " كرؤيا يوسف u وكرؤيا الملك فرؤيا يوسف u على أرجح الأقوال تحققت بعد أربعين سنة ورؤيا الملك تحققت بعد خمسة عشر عاماً " "فوائد مستنبطة من قصة يوسف u" للعلامة السعدي – رحمه الله تعالى ص(9) .
....
....قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى- ولكن ليعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام :
....
القسم الأول : رؤيا حق صالحة :
....وهي التي أخبر عنها النبي r أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وغالباً ما تقع .
....
.... صفتها : ولكن أحياناً يكون وقوعها على صفة ما رآه الإنسان في منامه تماماً، وأحياناً يكون وقوعها على صفة ضرب الأمثال في المنام، يضرب له المثل ثم يكون الواقع على نحو هذا المثل وليس مطابقاً له تماماً، مثل ما رأى النبي r قبيل غزوة أحد أن في سيفه ثلمة، ورأى بقراً تنحر، فكان الثلمة التي في سيفه استشهاد عمه حمزة t لأن قبيلة الإنسان بمنزلة سيفه في دفاعهم عنه ومعاضدته ومناصرته، والبقر التي تنحر كان استشهاد من استشهد من الصحابة y لأن في البقر خيراً كثيراً، وكذلك الصحابة y كانوا أهل علم ونفع للخلق وأعمال صالحة.
....
القسم الثاني : الحلم :
....وهو ما يراه الإنسان في منامه مما يقع له في مجريات حياته، فإن كثيراً من الناس يرى في المنام ما تحدثه نفسه في اليقظة وما جرى عليه في اليقظة وهذا لا حكم له.
....
القسم الثالث : إفزاع من الشيطان .
....فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى : } لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواوَلَيْسَ بِضَارِّهُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِوَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ{سورة "المجادلة" الآية(10)
....
....فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه فإن الشيطان حريص عليه سواء ذلك في اليقظة أو في المنام، لأن الشيطان عدو كما قال الله تعالى : } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {سورة "فاطر" الآية(6) "مجموع فتاوى العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"(1/133).
....
الآداب التي حض عليها النبي r مع رؤيا التحزين : -
....وهذا النوع الأخير أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التحرز منه فأمر من رأى في منامه ما يكره أن يستعيذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات، وأن ينقلب على جنبه الآخر، وأن لا يحدث أحداً بما رأى فإذا فعل هذه الأمور فإن ما رآه مما يكره في منامه لا يضره شيئا ً.
....
....وهذا ما بينه النبي r كما في حديث جابر t عند الإمام مسلم – رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" .
....
....وكما في حديث أبي سعيد الخدري t عند الإمام البخاري– رحمه الله تعالى : " إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" أخرجه الإمام البخاري ( 6985 )
....
....وكما في حديث أبي قتادة t عند الإمام مسلم– رحمه الله تعالى- قال : " كنت أرى الرؤيا فتمرضنيحتىسمعت رسول الله r يقول : الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره " .
....
....وفي حديث أبي هريرة t أن النبي r قال : " فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس " .
أخرجه الإمام مسلم ( 4200 ) .
....
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى ما يكره بأمور :
....أ ) أن يبصق عن يساره ثلاثا ً.
....ب) أن يستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاثا ً.
....ج) أن يستعيذ بالله من شر ما رأى .
....د ) أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر .
....هـ) أن لا يحدث بها أحدا ً.
....و ) أن يقوم فيصلي .
....
ورتب على ما تقدم عدم الإضرار ، فسلِم من كيد الغرورِ الأبرارِ ، فالحمد لله العزيز الغفار .
....
ومن آداب الرائي مع الرؤيا والمعبر : -
....إن من جملة ما يعتقده المسلم عموماً والرآي خصوصاً أن : ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وان ما أصابه لم يكن ليخطأه، وأن ما أخطأه، لم يكن ليصيبه، وأن الأمور تجرى بمقادير، فيولّد ذلك في نفسه سكوناً، وفى قلبه ركوناً، وفى صدره حبوراً وسرواً .
....
لذا فعلى الرآي أن يتحلى بجملة من الآداب :-
....أ ) الصدق .
....ب) الأمانة والضبط في سرد الرؤيا .
....ج) أن يخبر المعبر عن حاله .
....د ) أن يكون صبوراً على تفسير رؤياه .
....هـ) أن لا يعتقد إعتقاداً جازماً بمصداقية قول المعبر، وصدق التعبير، فقد يصيب وقد يخطئ لأنه أمراً إجتهادياً .
وفى قصة الصديق t مع الصادق الأمين r خير شاهد؛ لحديث ابن عباس t المتفق عليه في قصة الرجل الذي ذكر للنبي r رؤيا، ثم طلب أبو بكر t من النبي r أن يعبرها، فذكر أبو بكر تعبيره، ثم سـأل النبي r : هل أصبت أم أخطأت؟ فقال r : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) أخرجه الإمام البخاري ( 6524 ) والإمام مسلم ( 4214 ) .
....
....إلا إن صدر التعبير عن نبي أو رسول لأنهم يوحى إليهم خلافاً لمن دونهم، ومؤيدون من الله سبحانه وتعالى فها هو يوسف الصديق u يقول : " قضى الأمر الذي فيه تستفتيان " أي هكذا سيقع والله أعلم .
....و ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من حسود .
....ز ) أن لا يطلب تعبير رؤياه من عدو .
....ح ) أن لا يطلب تعبير رؤياه ممن لا يستطيع كتمان السر .
....ط ) ومما ينبغي أن يعلم أنه :-
قد تتحقق الرؤيا بعد زمن قصير وقد تتحقق بعد عمر طويل : " كرؤيا يوسف u وكرؤيا الملك فرؤيا يوسف u على أرجح الأقوال تحققت بعد أربعين سنة ورؤيا الملك تحققت بعد خمسة عشر عاماً " "فوائد مستنبطة من قصة يوسف u" للعلامة السعدي – رحمه الله تعالى ص(9) .
....
p أقسام الناس في الرؤيا i
الناس في الرؤيا ثلاث :-
....الأول : الأنبيـاء : ورؤياهم كلها حقٌ وصدق : ( لأنها وحي، والوحي الصدق ) .
....الثاني : الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق .
....الثالث : من عداهم : ويقع فى رؤياهم الصدق والأضغاث
....
....الأول : الأنبيـاء : ورؤياهم كلها حقٌ وصدق : ( لأنها وحي، والوحي الصدق ) .
....الثاني : الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق .
....الثالث : من عداهم : ويقع فى رؤياهم الصدق والأضغاث
....
p صور من الرؤى في الكتاب والسنة i
أولاً : في القرآن الكريم :
....الموضع الأول : ـ
} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَاوَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {سورة "الصافات" الآيات(102-107) .
....
....فلما بلغ معه السعي": شب وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل" قال يابني إني أرى في المنام"
....
....قال ابن عباس t قال رسول r : " رؤيا الأنبياء في المنام وحي" وإنما أعلم إبراهيم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله وطاعة أبيه " قال يا أبت افعل ما تؤمر" أي : امض لما أمرك الله من ذبحي "ستجدني إن شاء الله من الصابرين" أي : سأصبر واحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق u فيما وعد" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى (4/15) ط . دار التراث .
....
....الموضع الثاني : ـ
} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباًوَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {سورة "يوسف"الآية(4)
قال ابن عباس t : "رؤيا الأنبياء وحي .. وقد ذكر المفسرون في تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكبا عبارة عن إخوته وكانوا أحد عشر رجلا سواه والشمس والقمر عبارة عن أمه وأبيه.. وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد أربعين سنة حين رفع أبويه على العرش وهو سريره وأخوته بين يديه" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى"(2/46
....
....الموضع الثالث : ـ
} قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ { سورة "يوسف"الآية(5).
يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً بحيث يخرون له ساجدين إجلالا وإكراما واحتراماً فخشي يعقوب عليه السلام أن يحدث بذلك أحداً من إخوته فيحسدونه على ذلك ويبغون له الغوائل حسدا منهم له ولهذا قال له :" لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا"
....
....ولهذا ثبت في السنة : "إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لا تضره" " تفسير الحافظ ابن كثير(2/469) .
....
....الموضع الرابع : ـ
} وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراًوَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ {سورة "يوسف"الآية(36) .
....
....قال قتادة – رحمه الله تعالى : كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه .
....
....قال السدي – رحمه الله تعالى : كان سبب حبس الملك إياهما أنهما تمالئا على سمه في طعامه وشرابه" "تفسير الحافظ ابن كثير"( 2/477) .
....
....وقال العلامة السعدي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا الأولى جاءت على وجه الحقيقة ، والرؤيا الثانية جاءت على وجه المثال" "فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام" ص(9) .
....
....الموضع الخامس : ـ
} وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌوَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍوَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {سورة "يوسف" الآية(43) .
....
....هذه الرؤيا من ملك مصر قدر الله أن تكون سبباً لخروج يوسف u من السجن معززا مكرما ذلك أنه حينما رأى هذه الرؤيا جمع الكهنة والقادة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها فلم يعرفوا ذلك واعتذروا إليه بأنها (أضغاث أحلام) أي أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها، فعند ذلك تذكر الذي نجا من ذينك الفتيين الذين كانا في السجن مع يوسف، فقال لهم أي للملك والذين جمعهم لذلك (أنا أنبئكم بتأويله ) أي بتأويل هذا المنام (فأرسلون) أي فابعثون إلى يوسف الصديق ومعنى الكلام فبعثوه فجاء فقال :"يوسف أيها الصديق أفتنا"وذكر المنام الذي رآه الملك عند ذلك ذكر له يوسف u تعبيرها" "تفسير الإمام ابن كثير"(2/480) .
....
....الموضع السادس : ـ
} لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْوَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً {سورة "الفتح" الآية(27) .
....
....كان رسول الله r رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شئ حتى سأل عمر بن الخطاب t عنه فقال له فيما قال : أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ قال : لا . قال : فإنك آتيه ومطوف به، ولهذا قال تعالى "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله"هذا لتحقيق الخبر وتوكيده" "تفسير الإمام ابن كثير"( 4/201) .
....
ثانياً : فى السنة المطهرة : -
....الموضع الأول : رؤياالنبي المتعلقة بالهجرة
أخرج البخاري عن أبي موسى t عن النبي r : " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل فذهب وهلي ( ظني ) إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب" أخرجه الإمام البخاري برقم(7041) والإمام مسلم برقم(6072) .
....
....الموضع الثاني : رؤياالنبي r أنه سيتزوج أم المؤمنين الطاهرة المطهرة، المبراءة من فوق سبع سموات، الصديقة بنت الصديق عائشة – رضى الله تعالى عنها :
....عنهاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة–رضي الله تعالى عنها – قالت : قال لي رسول الله r : " رأيتك فيالمنام مرتين أرى رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنتفأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه" أخرجه الإمام البخاري برقم(507 والإمام مسلم برقم(6436) .
....
....ومن ذلك : حرص النبي r على معرفة رؤى أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – ومن ثمَّ تعبيرها ، وكذلك حرص أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – على ذلك .
....
....الموضع الأول : ـ
} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَاوَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاءُ المُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {سورة "الصافات" الآيات(102-107) .
....
....فلما بلغ معه السعي": شب وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل" قال يابني إني أرى في المنام"
....
....قال ابن عباس t قال رسول r : " رؤيا الأنبياء في المنام وحي" وإنما أعلم إبراهيم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله وطاعة أبيه " قال يا أبت افعل ما تؤمر" أي : امض لما أمرك الله من ذبحي "ستجدني إن شاء الله من الصابرين" أي : سأصبر واحتسب ذلك عند الله عز وجل وصدق u فيما وعد" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى (4/15) ط . دار التراث .
....
....الموضع الثاني : ـ
} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباًوَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {سورة "يوسف"الآية(4)
قال ابن عباس t : "رؤيا الأنبياء وحي .. وقد ذكر المفسرون في تعبير هذا المنام أن الأحد عشر كوكبا عبارة عن إخوته وكانوا أحد عشر رجلا سواه والشمس والقمر عبارة عن أمه وأبيه.. وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد أربعين سنة حين رفع أبويه على العرش وهو سريره وأخوته بين يديه" "تفسير الإمام ابن كثير– رحمه الله تعالى"(2/46
....
....الموضع الثالث : ـ
} قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ { سورة "يوسف"الآية(5).
يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيماً زائداً بحيث يخرون له ساجدين إجلالا وإكراما واحتراماً فخشي يعقوب عليه السلام أن يحدث بذلك أحداً من إخوته فيحسدونه على ذلك ويبغون له الغوائل حسدا منهم له ولهذا قال له :" لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا"
....
....ولهذا ثبت في السنة : "إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لا تضره" " تفسير الحافظ ابن كثير(2/469) .
....
....الموضع الرابع : ـ
} وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراًوَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ {سورة "يوسف"الآية(36) .
....
....قال قتادة – رحمه الله تعالى : كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه .
....
....قال السدي – رحمه الله تعالى : كان سبب حبس الملك إياهما أنهما تمالئا على سمه في طعامه وشرابه" "تفسير الحافظ ابن كثير"( 2/477) .
....
....وقال العلامة السعدي – رحمه الله تعالى : " الرؤيا الأولى جاءت على وجه الحقيقة ، والرؤيا الثانية جاءت على وجه المثال" "فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام" ص(9) .
....
....الموضع الخامس : ـ
} وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌوَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍوَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {سورة "يوسف" الآية(43) .
....
....هذه الرؤيا من ملك مصر قدر الله أن تكون سبباً لخروج يوسف u من السجن معززا مكرما ذلك أنه حينما رأى هذه الرؤيا جمع الكهنة والقادة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها فلم يعرفوا ذلك واعتذروا إليه بأنها (أضغاث أحلام) أي أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها، فعند ذلك تذكر الذي نجا من ذينك الفتيين الذين كانا في السجن مع يوسف، فقال لهم أي للملك والذين جمعهم لذلك (أنا أنبئكم بتأويله ) أي بتأويل هذا المنام (فأرسلون) أي فابعثون إلى يوسف الصديق ومعنى الكلام فبعثوه فجاء فقال :"يوسف أيها الصديق أفتنا"وذكر المنام الذي رآه الملك عند ذلك ذكر له يوسف u تعبيرها" "تفسير الإمام ابن كثير"(2/480) .
....
....الموضع السادس : ـ
} لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْوَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً {سورة "الفتح" الآية(27) .
....
....كان رسول الله r رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شئ حتى سأل عمر بن الخطاب t عنه فقال له فيما قال : أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ قال : لا . قال : فإنك آتيه ومطوف به، ولهذا قال تعالى "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله"هذا لتحقيق الخبر وتوكيده" "تفسير الإمام ابن كثير"( 4/201) .
....
ثانياً : فى السنة المطهرة : -
....الموضع الأول : رؤياالنبي المتعلقة بالهجرة
أخرج البخاري عن أبي موسى t عن النبي r : " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل فذهب وهلي ( ظني ) إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب" أخرجه الإمام البخاري برقم(7041) والإمام مسلم برقم(6072) .
....
....الموضع الثاني : رؤياالنبي r أنه سيتزوج أم المؤمنين الطاهرة المطهرة، المبراءة من فوق سبع سموات، الصديقة بنت الصديق عائشة – رضى الله تعالى عنها :
....عنهاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة–رضي الله تعالى عنها – قالت : قال لي رسول الله r : " رأيتك فيالمنام مرتين أرى رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنتفأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه" أخرجه الإمام البخاري برقم(507 والإمام مسلم برقم(6436) .
....
....ومن ذلك : حرص النبي r على معرفة رؤى أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – ومن ثمَّ تعبيرها ، وكذلك حرص أصحابه – رضى الله عنهم أجمعين – على ذلك .
....
p ضوابط ومحاذير في المنامات i
....
....أولاً : تحذير الشارع من الكذب فيما يرى النائم في نومه :-
لقوله r : " من تحلَّمْ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أن يَعقد بين شعيرتين، ولن يفعل " وفى رواية " من أََفرى الفرى أن يرُي عَيْنَهُ ما لم تَرَ" أخرجه الإمام البخاري(7042-7043 ) .
....
....أما الكذب في المنام فقال الإمام الطبري – رحمه الله تعالى : " إنما إشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد، أو أخذ مال، لأن الكذب في المنام كذب على الله تعالى أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى : } وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {سورة "هود" الآية(1 وإنما كان الكذب في المنام كذباً على الله لحديث "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى" "فتح الباري"(12/447 ]
....
....ثانياً : الرؤيا يعبرها من يحسنها :-
الرؤيا معلقة على تأويلها فمتى أوِّلت على وجهها وقعت لقوله r : " الرؤيا على رجلي طائر، فمتى عُبِّرت وقعت" صححه العلامة الألباني – رحمه الله تعالى– الصحيحة (1/239 ) .
....
....ومعنى الحديث كما قال ابن بطال – رحمه الله تعالى–في شرح البخاري(9/ 560 ) : " قال أبو عبيد وغيره من العلماء إذا أصاب الأول وجه العبارة، وإلا فهي لمن أصابها بعده، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم؛ ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام " .
....
....وقال بعضهم : قال أهل التحقيق : " إن حكم الرؤيا لا يتغير بتعبير جاهل عبرها كما أن مسألة في الفقه إذا أجاب بها الجاهل لا يكون لذلك الجواب حكم، فكذلك مسألة الرؤيا .
....
....وقال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى : " الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على ما تُعبر .... ولكن مما لاريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ، ولو على وجهٍ ، وليس خطأً محضاً وإلا فلا تأثير لها حينئذ والله أعلم " "سلسلة الأحاديث صحيحة" (1/239) .
....
....لذا ينبغي للمعبر أن يكون صاحب علم وديانة وحلم وصيانة وكتمان على الناس عوراتهم، ويسمع السؤال بأجمعه من السائل، ويميز بين أحوالهم، ويتمهل لأن رؤيا الملوك ليست كرؤيا الرعية، فلا تقص رؤيا حتى تعلم لمن هي، وتفرق بين كل جنس من الناس وما يليق به" "المعلم على حروف المعجم في تعبير الأحلام" للعلامة أبي طاهر إبراهيم بن يحيى بن غنام المقدسي الحنبلي ص(70ـ71) .
....
....أولاً : تحذير الشارع من الكذب فيما يرى النائم في نومه :-
لقوله r : " من تحلَّمْ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أن يَعقد بين شعيرتين، ولن يفعل " وفى رواية " من أََفرى الفرى أن يرُي عَيْنَهُ ما لم تَرَ" أخرجه الإمام البخاري(7042-7043 ) .
....
....أما الكذب في المنام فقال الإمام الطبري – رحمه الله تعالى : " إنما إشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد، أو أخذ مال، لأن الكذب في المنام كذب على الله تعالى أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى : } وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {سورة "هود" الآية(1 وإنما كان الكذب في المنام كذباً على الله لحديث "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى" "فتح الباري"(12/447 ]
....
....ثانياً : الرؤيا يعبرها من يحسنها :-
الرؤيا معلقة على تأويلها فمتى أوِّلت على وجهها وقعت لقوله r : " الرؤيا على رجلي طائر، فمتى عُبِّرت وقعت" صححه العلامة الألباني – رحمه الله تعالى– الصحيحة (1/239 ) .
....
....ومعنى الحديث كما قال ابن بطال – رحمه الله تعالى–في شرح البخاري(9/ 560 ) : " قال أبو عبيد وغيره من العلماء إذا أصاب الأول وجه العبارة، وإلا فهي لمن أصابها بعده، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم؛ ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام " .
....
....وقال بعضهم : قال أهل التحقيق : " إن حكم الرؤيا لا يتغير بتعبير جاهل عبرها كما أن مسألة في الفقه إذا أجاب بها الجاهل لا يكون لذلك الجواب حكم، فكذلك مسألة الرؤيا .
....
....وقال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى : " الحديث صريح بأن الرؤيا تقع على ما تُعبر .... ولكن مما لاريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ، ولو على وجهٍ ، وليس خطأً محضاً وإلا فلا تأثير لها حينئذ والله أعلم " "سلسلة الأحاديث صحيحة" (1/239) .
....
....لذا ينبغي للمعبر أن يكون صاحب علم وديانة وحلم وصيانة وكتمان على الناس عوراتهم، ويسمع السؤال بأجمعه من السائل، ويميز بين أحوالهم، ويتمهل لأن رؤيا الملوك ليست كرؤيا الرعية، فلا تقص رؤيا حتى تعلم لمن هي، وتفرق بين كل جنس من الناس وما يليق به" "المعلم على حروف المعجم في تعبير الأحلام" للعلامة أبي طاهر إبراهيم بن يحيى بن غنام المقدسي الحنبلي ص(70ـ71) .
....
p بيان حال فئام من الناس ضلوا فى باب المنامات اتخذوها أصلا فى باب التلقي والاستدلال i
....من الأمور المتقررة لدى العلماء أن الأحكام والأوامر والنواهي لا تؤخذ عن طريق الرؤى والمنامات، وأن من رأى النبي r في منامه يأمره بفعل أو ينهاه عن أمرٍ فعليه أن يعرض ذلك على شريعته فما وافقها فهو حق، وما خالفها يردّ والخلل من الرائي .
....
....قال الإمام القرافي – رحمه الله تعالى : "إخباره r في اليقظة مقدم على الخبر في النوم لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط .... فلو قال له عن حلال : إنه حرام، أو عن حرام : إنه حلال، أو عن حكم من أحكام الشريعة، قدمنا ما ثبت في اليقظة على ما رأى في النوم" ينظر "الفروق" (4/245- 246)....
....وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى : " قال أبو زكريا النووي – رحمه الله تعالى : نُقل الاتفاق على أنه لا يُغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع … ولا يجوز إثبات حكم شرعي به ..." "الآداب الشرعية" (3/447 )....
....وقال العلّامة المُعلِّمي اليماني - رحمه الله تعالى : "اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة" "التنكيل" (2/242)
....
....وبهذا يتبين ضلال أهل البدع، الصوفية الذين يزعمون أنهم رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم- وأنه أمرهم ونهاهم بأمور تخالف الشريعة أو لم تثبت في الشريعة، لأن الرؤى لا يُعول عليها في إثبات الأحكام الشرعية" "أخذ الحكم الشرعي من المنامات" د. محمد بن عبد الله القناص-عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم" .
....
....
....قال الإمام القرافي – رحمه الله تعالى : "إخباره r في اليقظة مقدم على الخبر في النوم لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط .... فلو قال له عن حلال : إنه حرام، أو عن حرام : إنه حلال، أو عن حكم من أحكام الشريعة، قدمنا ما ثبت في اليقظة على ما رأى في النوم" ينظر "الفروق" (4/245- 246)....
....وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى : " قال أبو زكريا النووي – رحمه الله تعالى : نُقل الاتفاق على أنه لا يُغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع … ولا يجوز إثبات حكم شرعي به ..." "الآداب الشرعية" (3/447 )....
....وقال العلّامة المُعلِّمي اليماني - رحمه الله تعالى : "اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة" "التنكيل" (2/242)
....
....وبهذا يتبين ضلال أهل البدع، الصوفية الذين يزعمون أنهم رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم- وأنه أمرهم ونهاهم بأمور تخالف الشريعة أو لم تثبت في الشريعة، لأن الرؤى لا يُعول عليها في إثبات الأحكام الشرعية" "أخذ الحكم الشرعي من المنامات" د. محمد بن عبد الله القناص-عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم" .
....
....
_______ ([ الحاشية ]) _______
....
([1]) هذه الترجمة هي نفسها عنوان بحث للأخ الشيخ أبي مريم أيمن بن دياب العابديني – زاده الله تعالى توفيقا- مع تصرف .
([1]) هذه الترجمة هي نفسها عنوان بحث للأخ الشيخ أبي مريم أيمن بن دياب العابديني – زاده الله تعالى توفيقا- مع تصرف .
تعليق