طهارة الدعوة السلفية من دنس الحزبية
رمتني بدائها وانسلَت !!
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم النّبيين وبعد:
في كلّ يوم يخرج علينا داعية جديد من دعاة الإخوان المفلسين وفي كلّ مرّة يوّجه هذا الداعية سهامه إلى جماعة هي أخطر الجماعات الإسلامية وأكثرها ضررا على الإسلام والمُسلمين !!
هي جماعة أخطر من الروافض عبدة علي وفاطمة والحسن والحسين !!
هي جماعة أخطر من الصوفية عبدة الأوثان وقبور الصالحين والفاسقين !!
هي جماعة أخطر من الخوارج التكفيريين !!
هي جماعة أخطر من المُرجئة المُميّعين !!
هي جماعة أخطر من النّصارى المُلحدين واليهود الكفرة المُعتدين!!
أتدرون من هذه الجماعة التي فاقت كلّ هذه الملل والنّحل ضلالاً وخطرا على الإسلام والمُسلمين ؟!
إنّهم السلفيون !!!
قد يقول قائل: هذا تهويل وقلب للحقائق وتضخيم للأمور. فإنّ جماعة الإخوان لم يصرّحوا بما تقول ولم يدّعوا ولو عشر ما تزعم !
أقول لهذا القائل: فإن كان كلامي كذبا وبهتانا فلماذا لم يهتم الإخوان بالردود على مخالفيهم ممن ذكرتُ لك آنفا إلا على السلفيين !!
فهم –ما شاء الله- في كلّ مرّة يطعنون فيهم وفي نياتهم وفي منهجهم وعلمائهم وعقيدتهم وبالمُقابل لم نسمع لهم ركزا في الردّ على من ذكرتُ لك من الملل والنّحل !!
ألم يقل الإخوان: ((الحرب بيننا وبين اليهود ليست من أجل العقيدة))
ألم يقل الإخوان عن النّصارى الأقباط ((إخواننا)) ؟! ألم يترحّم عالمهم الكبير القرضاوي على البابا مباشرة على قناة الجزيرة ؟!
ألم يدعوا زعماء الإخوان إلى التقارب والتعاون بيننا وبين الشيعة الروافض ؟!
ألم يكن حسن البنّا صوفيا وكذا سعيد حوى ومصطفى السباعي ؟!
أليس البوطي والسويدان صوفيان ؟!
أليس سيّد قطب مجاهد شهيد وأخوه محمد يطبع كُتُبهُ ويُعيد ؟!
هذه حقائق لا يمكن ردّها بحال ولا يقدر أحد على تغييرها ونفيها ونحن نمتلك الأدلّة والوثائق على ما نقول.
وفي هذه الأيّام خرج علينا داعية إلكتروني أستاذ مادة الفيزياء بمدينة ميلة يكتُبُ في المنتديات وينشر أفكاره الهدّامة ويردُّ على السلفيين –زعم- ويتّهمهم بالحزبية وغيرها من التّهم.
ويا ليت هذا الأستاذ (عبد الحميد) جلس في متقنته وفرّغ وقته وكرّس جهده لأداء وضيفته وترك ما لا يعنيه فإنّ هذا من حسن إسلام المرء كما صحّ الحديث.
ولكن وللأسف لم يعمل هذا الأستاذ بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبى إلا أن يحمل لقب الرُويبضة الذي أطلقهُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم على كلّ تافه سفيه يتكلّمُ في أمر العامّة.
وممّا نطق به هذا الرُويبضة المسكين فيما يظنّه ردّا على السلفيين اتّهامهم بالتعصّب والحزبية !!
ولأنّ هذا الأستاذ ينتمي إلى جماعة الإخوان المفلسين كما صرّح هو بذلك أحببتُ أن أنقل له من كُُتُب جماعته معنى التعصّب والحزْبِيّة حتى يكون على بيّنة من أمره ويحسب -في المستقبل- ألف حساب قبل أن يكتُب كلمة في قدح من قال فيهم: ((تعصّب لا يتأتى إلى من جاهل)).
1)قال حسن البنا مؤسس الفرقة: (... وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا، فما وافقها فمرحبا به، وما خالفها فنحن براء منه...)!!مجموعة رسائل حسن البنا ص19.المؤسسة الإسلامية للطباعة والصحافة والنشر بيروتط3
2) قال عمر التلمساني المرشد العام الثالث للجماعة((ذكريات لا مذكرات ص 165)): (...قدّم الإخوان منهجا اصلاحيا جليلا، يقوم على أصول الكتاب والسنة، يدعوا الىوحدة الأمة الإسلامية، تحت راية الخلافة العتيدة، فكل من ينكر أو يرضى بتغيير هذا الاسم (يقصد الإخوان المسلمون) فهو غير راض عن المنهج نفسه، فكيف نستمع له؟
أو نرضى عنه؟
وكيف نجرؤ نحن على هذه الفعلة الخسيسة؟...)) اهـ
3) وقال سعيد حوى في آفاق التعاليم ص 12:((...اننا لا نرضى لأنفسناأن ننطلق بعيدا عن سير الأستاذ البنا، لأن التفريط في ذلك تفريط في السير الصحيح لنصرة الإسلام في هذا العصر)).
4) وقال أيضا في آفاق التعاليم ص16 ((...ممّا نر ندرك أن السير مع الإخوان شيء لابد منه للمسلم المعاصر))!!
5) وقال أيضا في آفاق التعاليم ص 17:...وبهذا لا يسع مسلما أن يتأخر عن هذه الدعوة!! (أي دعوة الإخوان)
6) وقال مازن فروخ: ((ثوابت العمل الإسلامي عند الإمام البنا ص 120)): ((ترىالجماعة (أي الإخوان) أن المسلمين على اختلاف فرقهم وطوائفهم أمة واحدة، وهي تسعى لتوحيدهم حول فهمها للإسلام كما ورد في الأصول العشرين!!!
7) وقال جاسم المهلهل الياسين((للدعاة فقط ص 122)) : ((...بلدعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ولو كان أروع الدعاةفهما للإسلام وعقيدته وأنظمته وأكثرهم قراءةللكتب ومن أشد المسلمين حماسةو أخشعهم في الصلاة، الا أن يتقيدوا بخطط الجماعة والسعي لإقامة أهدافها وهي دولة الإسلام )) !!!
( نقلت هذه الفضائح من سلسلة الدين النصيحة رقم ( 5 ) اعداد القسم العلمي بدار الإمام المجدد )
وبالمقابل قال الإماممحمد ناصر الدين الألبانيرحمه الله:
(نحن صراحة نحارب الحزبيات، لأن التحزبات هذه ينطبق عليها قوله تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون)، ولا حزبية في الإسلام، هناك حزب واحد بنص القرآن: (ألا ان حزب الله هم المفلحون)، وحزب الله هم جماعة رسول الله، وليكون المرء على منهج الصحابة، فهذا يتطلب العلم بالكتاب والسنة).
(المنهج السلفي عند الشيخ الألباني لعمرو سليم ص 229 مكتبة الضياء ).
وقال أيضاً سلسلة الهدى والنور(353/1): ..((نحن ننكر تحزّب المسلمين في دائرة الإسلام؛ فأن يكون حزب إسلامي يسمَّى كذا، وحزب إسلامي يسمَّى كذا، هذا التحزّب ـ مع أنهم جميعاً يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام واللهُ أعلم بما في نفوسهم ـ مع ذلك فنحن لانرى أنه يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتّل وهذا التحزّب، ولو في دائرة الإسلام؛ لأن هذا ليس من صنيع المسلمين، بل هو من عادة الكافرين، ولذلك قال ربُّ العالمين((وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) ".
وقال علامة اليمن الشيخ مقبل ابن هادي الوادعي رحمه الله في رسالته (مقتل جميل الرحمن الأفغاني)
((... والشباب المسلم محتاجون إلى رعاية أنصحهم جميعًا -ليست النصيحة للأخوة الأفغانيين ولكن لجميع الشباب المسلم-: بالابتعاد عن الحزبية فإن الحزبية تعتبر جاهلية حديثة النبي صلى الله عليه وسلّم كما في "الصحيحين" من حديث جابر عند أن تخاصم أنصاري ومهاجري فقال الأنصاري: ياللأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: (أبدعوى الجاهليّة وأنا بين أظهركم؟! دعوها فإنّها منتنة).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (من قتل تحت راية عمّيّة يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمّتي)
فالتعصب الحزبي يعتبر دسيسة ويغذّى من قبل أعداء الإسلام، نحن مسلمون سمّانا الله مسلمين ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ((إنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون))، ويقول: ((وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون))، فسبيل الله واحد وكتاب الله واحد، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّمواحدة.
وأما قول القائل: ((نتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)) فلا، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ((وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله))،
ويقول: ((فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر)).
لايقول حزب من الأحزاب: أنت تنازل أيها الحزب عن جميع أفكارك واتبعنا. لا، معناه أن لا تدعوه إلى تقليدك، قل له نحن وأنت نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلّمقل له: ((تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)) أن لا نحكّم إلا كتاب الله ولا نحكّم إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الاختلاف هلكة.
روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: ((ذروني ما تركتكم فإنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم))
وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ((لتسوّنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم))
وروى أبوداود في "سننه" من حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: ((افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفرّقت النّصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقةً)).
فالفرقة تعتبر عذابًا وأما حديث: (اختلاف أمّتي رحمة)(1) فحديث لا سند له، أعني أنه حديث باطل، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ((ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم))، مفهوم الآية الكريمة أن الذين يختلفون لم يرحمهم الله عز وجل.
والنبي صلى الله عليه وسلّميقول كما في "صحيح البخاري" من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سمعت رجلاً قرأ آيةً وسمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلّميقرأ خلافها، فجئت به النّبيّ صلى الله عليه وسلّمفأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية وقال: (كلاكما محسن، ولا تختلفوا فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
فالاختلاف هلكة ويغذيه أعداء الإسلام، وتغذية المخابرات الخبيثة، ويجب على طلبة العلم أن يتبرءوا إلى الله من الحزبية، نقول هذا حتى بحت أصواتنا مشفقين على طلبة العلم أن تضيع أعمارهم في الحزبية، وأن تضيع أعمارهم في (قال فلان، قال فلان) نحن نريد (قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم).
ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ((إنّما المؤمنون إخوة))،
ويقول: ((واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا))،
ويقول: ((إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى الله)).
فالأمر خطير؛ الحزبية فرقت المسلمين، فرب شخص يكون حافظًا للقرآن مبرزًا في السنة، وبعد أن تتدنس فكرته بحزبية فإذا هو قد أصبح من جملة العامة، ربما يحلق لحيته ويلبس البنطلون ويكون مخزّن فحذار حذار من الحزبية يجب علينا أن نبتعد عنها وأن نحذّر جميع المسلمين ...اهـ
وقال العلامة السلفي محمد البشير الإبراهيمي رحمه اللهنقلا عن المدارك للشيخ عبد المالك رمضاني ص6 :
((أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزابكالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع! )).اهـ
فيا أيها القارئ الكريم! بربك!
من هم الحزبيون؟ الإخوان أم السلفيون؟؟
ومن ينطبق عليه قول الشاعر:
و كلٌ يدّعي وصلا بليلى****و ليلى لا تقر لهم بذاك
إذااشتبكت دموعٌ في خدود **** تبين من بكى ممّن تباكى ؟؟!!
أخوكم: أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني.
*******
(1) قال الالباني في السلسلة الضعيقة حديث رقم 57: ((اختلاف أمّتي رحمة)) لا أصل له. ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على إسنلد فلم يوفقوا.
58: ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)) موضوع.59: ((مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحدكم في تركه فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية فإن لم يكن سنة مني ماضية فما قال أصحابي إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيها أخذتم به اهتديتم وإختلاف أصحابي لكم رحمة )). موضوع.60: ((سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من إختلافهم فهو عندي على هدى)) موضوع.
61: ((إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم)) موضوع. 62: (( أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)) موضوع.
تعليق