بسم الله الرحمن الرحيم
متابعةً للاعترافات المهمة التي أنشرها على هذا الرابط :http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
هذا اعتراف من باحث كتب عن ما يسميه " جهود الكوثري في الفكر الإسلامي " ، إلا أنه لإنصافه ، اعترف بتجاوزات الكوثري على الأئمة ، ومخالفته لهم في المعتقد والأسلوب الوضيع .
عنوان البحث :( الشيخ زاهد الكوثري وجهوده في مجال الفكر الإسلامي ) للدكتور محمد أحمد عبدالقادر ، منشور ضمن الكتاب التذكاري المهدى للدكتور محمد عبدالهادي أبوريدة ، 1993م . ( ص 299-325 ) .
- أنتقي منه مايلي :
- ( خصومته الفكرية لأهل السلف:
يتأكد الذي يطالع كتابات الشيخ زاهد الكوثري لأول وهلة أن بينه وبين السلفيين خصومة فكرية شديدة ، يفصح عنها في مواضع كثيرة ومتفرقة من مؤلفاته وشروحه وتعليقاته ، ولا ندري سبباً منطقياً يبرر تلك الخصومة الفكرية لأهل السلف ، إلى حد تصل معه إلى درجة العداوة! وليست هذه الخصومة الفكرية من جانب الكوثري فقط ، بل يبادله السلفيون تلك الخصومة ، وإن كانت هي من قبل الكوثري أشمل وأعنف ) .
- (كان هجومهم الأكبر ضد شخص أحد كبار الحنابلة في القرن الثامن الهجري ، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) ، فلقد كانت لابن تيمية فتاوى عدها الكوثري وأتباعه شططاً وبعداً عن جوهر الإسلام، كما اعتبروها تزيداً في الفتوى لم يقل به أحياناً الإمام أحمد بن حنبل نفسه ، والحقيقة أن موقف الكوثري وتلاميذه من ابن تيمية خصوصاً قد جاء حاداً وصارماً ، ومتضمناً الكثير من العبارات الخارجة ، التي لا يمكن أن تصدر عن مسلم ، فضلاً من كونها تصدر عن مفكر أو عالم ) .
- ( والمستعرض لكتابات الكوثري يلاحظ أن هناك تعريضاً ولمزاً بأهم أعلام الاتجاه السلفي ، واصفاً إياهم بالجهل تارة ، وبضيق الأفق تارة ثانية ، وبالطعن في دين بعضهم تارة ثالثة ، وهكذا ، ولعل ذلك هو الذي دفع بعض السلفيين المعاصرين لأن يتصدوا لهجوم الكوثري ، وهجوم تلاميذه ، على شخصيات سلفية جليلة ، ولها مكانتها ) .
- ( ويتأدى الكوثري من خلافه الفكري مع السلف بوصفهم بأقذع الأوصاف ،كما يصف كلامهم وآراءهم بالسخف والتخريف ، وأنه مما يضحك منه الأطفال وما إلى ذلك ، ولقد جاوز الكوثري الحق فيما ذهب إليه من وصف السلفيين بالتشبيه والتجسيم ، حيث إنهم ليسوا كذلك بحال من الأحوال ، والمسألة في تصوري هي محاولة رمي السلف بما ليس فيهم ، واتخاذ ذريعة من ذلك في التمادي في الخصومة، أو جعل هذه القاعدة المغلوطة مقدمة يتأدى منها الكوثري إلى مبرر يراه مقنعاً في تفسير الخلاف والخصومة الفكرية. فشتان ما بين موقف المشبهة والمجسمة ، وموقف السلف ، بصدد فهم صفات الله تعالى ، ولا يمكن أن يكون موقف هؤلاء كأولئك . إن موقف السلف منـزه إلى أبعد حدود التنـزيه ، في إطار مقولة التنـزيه عندهم ، وهي إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات ، دون تكييف ولا تمثيل. فكيف يكون موقف من التزم النهج الإسلامي التوحيدي الصحيح المتمثل في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف يكون هذا الموقف المنـزه حقيقة مجسماً أو مشبهاً ؟!! إن تأويل الصفات أو بعضها عند السلف يتساوى مع النفي التام لها، فكيف ننفي صفات جاء ذكرها في كتاب الله ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم ربه تعالى. إن مجاوزة الحق هنا في تصوري في موقف من ينفي أو يعطل أو يؤول ، وليس في موقف من يثبت الصفات على نحو تنـزيهي. يقول تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون " ) .
- ( يؤخذ على الكوثري في إطار حماسه الزائد : اندفاعه إلى تخطئة غيره ممن لا يتفق معه إلى حد رميه بالكفر، أو يصف خصمه بأوصاف لا يليق أن تصدر عن عالم أو مفكر مثله ، وهذه تمثل أبرز مثالب شخصية الكوثري ) . انتهى كلام الدكتور .
براءة من الكوثري
هذه البراءة نشرها الأستاذ حسام القدسي ، الذي تورط بنشر شيئ من كتب الكوثري وتعليقاته ، قبل أن يتبين له إسفافه مع السلف ، وتعصبه ، فلما تبين له ذلك أوقفه عند حده ، وكتب براءة منه ، نشرها في مقدمة طبعته لكتاب " الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء " للحافظ ابن عبدالبر – رحمه الله - ، ( ص 2-4 ) وهذا نصها :
( هذا وقد كان الشيخ محمد زاهد الكوثري يصحح الكتاب ويعلق عليه ، ثم أوقفت ذلك في الصفحة 88 ؛ لما اطلعتُ عليه من دَخلةٍ في علمه وعمله دفعتني إلى النظر في تعليقاته على النـزر من مطبوعاتي بغير العين التي كانت لا تأخذ منه إلا عالماً مخلصاً ، فرأيته في بعضها باحثاً بمادة واسعة وتوجيه لم يُسبق إليه ، وهو شطر السبب في إعجابي به بما تأتى إليه من عدم النفاذ إلى أغراضه ، وفي بعضها يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً ، والباقي تعليق ككل تعليق ، وكلام ككل كلام.
وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا أنا سكتُ عن جهله بعد علمه ؛ سقتُ هذه الكلمة الموجزة معلناً براءتي مما كان من هذا القبيل.
وأنا ضارب له مثلاً ليقاس عليه ؛ فإنه قال في "ذيول الطبقات ص 300" عن الكلوتاتي : "شهدوا له بأنه أكثر معاصريه سماعاً ، ملأ البلاد المصرية رواية" ، ويقول الأستاذ المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي "وهذه الشهادة إنما نقلت عن الأمير تغري برمش ، وفيها مجازفة ، فكم من كتاب وجزء ومعجم ومشيخة قرأه أو سمعه الحافظ ابن حجر لعل الكلوتاتي ما رآه".
وقال الكوثري - أيضاً - في الذيول ص 137 وهو يدافع عن مُغلطاي في أمور إن لم يكن ثابتاً أكثرها فبعضها لا تتماسك في دفعه حجة : "ولبس هذا الكلام مما يحط من مقدار من تكون إمامته وعلو شأنه كما أشرنا إليه ، كما لم يحط من مقدار ابن الجزري كلام من تكلم فيه" مع أنه قال في ترجمة ابن الجزري ص 377 : "لما طلب منه الأمير الكبير ايتمش رفع حساب أوقافه التي كان جعلها تحت نظره أيام قضائه بالشام هرب إلى الروم ، ولم يكن في قضائه محمود السيرة كما ذكره السخاوي وغيره" ، وسكت ! فلعله كان مبطلاً في النفاح عن مُغلطاي والوقيعة في الإمام ابن الجزري ؛ فتناقض.
وهو يشد من عصبيته في الأكثر لكل من يحسب أن يتصل بدم جركسي ، سواء أكان حنفياً أم غير حنفي ، فيخلق لهم من المحاسن والدفاع ما لا يكون على تصديقه التاريخ ، ويُعلن بمساوئ غيرهم ، ولو قيلت للنيل منهم والوقيعة فيهم.
ولو أن ابن تيمية أو السيوطي أو غيرهما كان في محل مُغلطاي فيما قيل عنه لاستجمع ضروب القول ليثبت انتقاصه ، ولو قالوا عن أحدهم ما قاله عن الكلوتاتي : "شهدوا له" ؛ لسعى لنقده !
ولابد لي هنا من التصريح بما هوله مما لم يُعز إليه في موطنه ، وإن كانت القرائن تنادي بأنه من قلمه ليس غير : مقدمة الاختلاف في اللفظ ، ومقدمة وتعليقات بيان زغل العلم ، وترجمة السبكي في الدرة المضيئة ، وما يؤخذ به الخطيب البغدادي في ترجمته من التطفيل ، ولا أعرض له الآن كما عرض لهم ، و " وإنما يتذكر أولو الألباب " ، وهو زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانبت بن قنصو الجركسي الكوثري ، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز ببلاد القوقاز ، المولود عام 1296 على ما يقول ) . انتهى كلام القدسي .
تنبيه :
حاول الأستاذ محمد الرشيد ( المعجب بالكوثري ) - هداه الله - في تعقبه على الأستاذ الفاضل أحمد العلاونة الذي ذكر البراءة في " ذيل الأعلام " للزركلي ( ص 65 ) : التشكيك في هذه البراءة السابقة ! مدعيًا أن القدسي تراجع عنها ، والدليل أن شيخه حدثه بهذا !!
تعليق