بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسُولِ اللهِ محمَّدِ بْنِ عبدِ اللهِ ، وعلى آلِه وصَحْبِه ومَن والاهُ ، وبعدُ :
فهذا تنبِيهٌ إلى دقيقَةٍ في بابِ إصلاحِ النَّفْسِ وتصحيحِ القَصْدِ في الدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى على منهاجِ النُّـبُوَّةِ ، منْ عالمٍ ربَّانيٍّ جليلٍ ، وهو الشَّيخُ العلَّامةُ صالحٌ الفَوزانُ حفظهُ اللهُ تعالى ومتَّعَ بِه ، تستمعون إليه في المرفقات .
والَّذي أظنُّ ـ واللهُ أعلمُ ـ أنَّ هذه العبارةَ جاءتْ من جماعةِ التَّبليغِ ، فهمْ أكثرُ منْ سَمعتُهمْ يردِّدُونها ، بلْ لعلِّي أوَّل ما سَمعتُها منهمْ ، ( فُلان يحملُ همَّ الدَّعوةِ ) و :
( إنَّ نجاحنا وفلاحنا في اتِّباعِ أوامرِ الله تعالى ، واتِّباعِ سنَّةِ رسُولِه صَلَّى اللهُ علَيْه وعلى آلِه وسلَّمَ .
وهذا ـ يا أحباب ـ يحتاجُ منَّا إلى تفكيرٍ ، كيفَ يدخُلُ هذا الدِّين في قلوبنا ؟
يحتاجُ منَّا إلى اجْتِهادٍ ؛ حتَّى يدخُلَ في قُلُوبِنا اليـقِـينُ !
فيا أحباب !
هذا الدِّينُ لا يأتي والإنسانُ يَجلسُ في بيـتِه ، لا بُدَّ أن يحملَ عَفْشَه فوقَ رأسِه ويخرُجَ حافيًا مع جماعةِ الأقدامِ ، الَّتي كلُّها إقدامٌ !!
نجتهد على أنفسنا ، ونجتهد على غيرِنا ـ ولو كنَّا مِن أجهلِ مَن خلقَ اللهُ ! ـ .
نجتهد ونجتهد ، والعلمُ يأتينا فيوضاتٍ !!!
نجتهد على مَن في أقصى بلادِ المعمورةِ ، وأهلُنا وعيالنا وجيراننا من أبعدِ ما يكونونَ من الصَّلاحِ ، وأبناؤنا وبناتنا في ضياعٍ !!!!
فمن منكم مستعدٌّ يا أحباب ؟!
مَن يُسجِّلُ اسمَه ، للخروجِ في سبيلِ الله ؟!
ثلاثةَ أيَّام ..
( تْشِلَّهْ ) ، يعني : أربعينَ يَومًا ..
أنا أسجِّل ، العمر كلَّه !
اللهُ أكبر !
الله يبارك !
النِّـيَّة يا أحباب ، النِّـيَّـة ، والله ييسِّر ...
نحمل همَّ الدَّعوة ، نبكي على حالِ الأمَّة ... الأمَّة ... الأمَّة ... !! ) .
الأمَّة ؟!
ابكِ على نفسِكَ يا مسكينُ قبلَ أن تبكي على الأمَّة !
فعلًا ، تنبِيهٌ في غايةِ الأهمِّـيَّـةِ وغايةِ الدِّقَّةِ ، الدَّعوةُ ـ على علْمٍ ـ حياةٌ ، وليستْ همًّا وغمًّا وعبئًا ثقيلًا ، ولكنَّه الحرْصُ على الهدَى طلبًا وتبليغًا وبثًّا ، ودعوةٌ وإصلاحٌ .
وفَّقَ اللهُ جميعَ مشايِخِنا وإخوانِنا في أيِّ مكانٍ كانُوا ، وجعلَهم هُداةً مهدِيِّـينَ .
تعليق