الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية لم تكن معهودة عند السلف الصالح من أهل القرون المفضلة ولا من جاء بعدهم ممن تبعهم بإحسان من الأئمة الأربعة ومن سلك مسلكهم إلى عصرنا الحاضر من مشايخنا وعلمائنا ، وهي أن بعض إخواننا -بل حتى بعض الأخوات- يقرنون مع أسمائهم في مقالاتهم وكتبهم كلمة "سلفي" أو "أثري "ونحو ذلك .
فهذا ليس من منهج السلف في شيء خاصة إذا اقترن ذلك بالتفاخر على الناس والأقران ، وحب الشهرة والظهور -الذي يقصم الظهور- ،وإن زاد على ذلك بأن خالف انتسابه في مقاله فِعالَه في مسلكه ومنهجه وطريقته فمصيبة أكبر من أختها ،والنهي والتحذير يشتدّ حينئذ ويَعظُم كصنيع الحلبي المميّع المضيّع وفوزي البحريني الحداديّ الهالك وذلك بأنهما يسميان أنفسهما بالأثري كذبا وزورا وهما من أبعد الناس عن المنهج السلفي ، فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات.
ومما ينبه عليه أن هناك فرق بين أن تصف نفسك أو غيرك بالسلفية أو أن تكتبها وتقرنها مع اسمك في المقالات أو المصنفات أو نحو ذلك.
فالانتساب والوصف وفي ترجمة الأعلام وبيان المعتقد والمنهج بالسلفية لا حرج في ذلك وهي شرف وفخر واعتزاز وكراهية الانتساب والتسمي بها من علامة أهل البدع والضلال ، بل يجب التسمي بها عند الحاجة خاصة حالة التميّز1 بين أهل السنة والائتلاف وبين أهل الفرقة والاختلاف ، وأما الثاني فهو الذي نحن في صدد ذكره وبيانه والتحذير منه .
سئل العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله مانصه :
إطلاق كلمة سلفي ، شخص يكتب في كتابه : فلان بن فلان أبو فلان السلفي ، وآخر فلان بن فلان أبو فلان الأثري ؟
فأجاب بقوله :
لا داعي لهذا الكلام لماذا ؟؟ هذا عبارة عن حب الشهرة وفيه نوع من الرياء ، وما كان سلفنا يستعملون هذا بإمكاني أن أقول مثلا عندما أتحدث عن بعض مشايخنا كالشيخ عبد العزيز بن باز العالم السلفي فهذا معقول تعريف وذكر واقعة ، لكن أكتب في كتابي أقول فلان بن فلانا بو فلان السلفي لماذا ؟ ؟؟ ماذا تريد من هذا ؟؟ لا ينبغي لطلابنا أو شبابنا أن يستعملوا هذا الأسلوب ، (أسلوب رخيص ) وغير معروف عند السلف ولا ينبغي أن تقفوا موقف من يحب الشهرة والظهور ، احمد ربك الذي وفقك لهذا المنهج وتواضع لله ولا تحب أن تشهر بين الناس سلفي مش سلفي .. لا بل أنت سلفي لكن بلاش من هذه الألقاب ، ما فيش داعي لماذا ؟؟
أنصح شبابنا عدم استعمال هذا الأسلوب لأنه :
أولا : غير معهود عند مشايخكم وعند سلفكم .
ثانيا : يدل على معنى غير سليم
ولكن السلفية منهج والسلفية ليست كالألقاب الحديثة التي تجددت الآن الإخوان المسلمين السروريين والتحريري والتبليغي .. لا فهذه أساليب حديثة رخيصة جاءت ووفدت على هذه المنطقة ، محدثة ولكن السلفية منهج ، فهي منهج قديم لذلك كونك سلفي واجب لأن السلفية هى المفهوم الصحيح للإسلام ، السلفية خذوها هكذا صريحة المفهوم الصحيح للإسلام عقيدة وشريعة فهذه السلفية لأن معنى ذلك نسبة إلى السلف ، السلف الذين مدحهم الله ، الله في كتابه مدح السلف ، افهم لأن السالف والسابق بمعنى واحد في قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} [التوبة: 100] ،هم السلف وأنت إن اتبعتهم لك ما لهم وإن خالفتهم فأنت خلفي خلفي افهم هذا ولكن ، ولكن التلقيب تلقب نفسك في كل مناسبة لا ليس ذلك من سمات السلف . إ هــ
و سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله في "شرحه لكتاب العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفي" ، ما نصه :
بعض الناس يختم اسمه بـ " السلفي " أو " الأثري " فهل هذا من تزكية النفس أو هو موافق للشرع ؟
الجــــواب :
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق ، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به ، أما أنه يتسمى بأنه " سلفي " أو " أثرى " أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ، الله يعلم سبحانه وتعالى : {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الحجرات: 16] ، فالله يعلم ما في السماوات والأرض والله بكل شيء عليم
فالتسمي " سلفي ، أثرى " أو ما شابه ذلك ، هذا لا أصل له ، نحن ننظر إلى الحقيـقة ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ، قد يقول : إنه سلفي وما هو بسلفي ، أو أثرى وما هو بأثري ، وقد يكون سلفياً أو أثرياً وهو ما قال : إنه أثرى أو سلفي .
فالنظر إلى الحقـائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى ، وعلى المسلم أن يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى ، لما قالت الأعراب " آمنا " أنكر الله عليهم " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " ولكن قولوا أسلمنا ، الله أنكر عليهم أن يسموا ويصفوا أنفسهم بالإيمان وهم ما بعد وصلوا لهذه المرتبة ، أعراب جاءوا من البادية ويدّعون أنهم صاروا مؤمنين على طول ، لا. أسلموا دخلوا في الإسلام ، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئا " ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " وكلمة " لمّا " للشيء الذى يُتوقع ، يعنى سيدخل الإيمان ، لكن إنك تدّعيه من أول مرة هذه تزكية للنفس .
فلا حاجة إلى أن تقول : " أنا سلفي ، أنا أثرى " ، أنا كذا أنا كذا عليك أن تطلب الحق وتعمل به وتصلح النية والله سبحانه هو الذى يعلم الحقائق . اهـ
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
1 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبد السلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وكثيراً ما يذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ هذه النسبة عند ترجمة العلماء ، فمن ذلك أنه لما ترجم لأبي طاهر السِّلفي كما في السير {21/6} قال : فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " .
ولما ترجم لابن لصلاح ـ رحمه الله ـ في التذكرة {4/1431} قال : ـ أي الذهبي ـ وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمناً بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق . . . ".
وقال في السير {13/380} عند كلامه على ما يحتاج إليه الحافظ : “الأمانة جزء من الدين ، والضبط داخل في الحذق ، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً . . .، زكياً حيياً ، سلفياً " .
وقال في السير أيضاً {16/457} -عند ترجمة الدارقطني- : وصح عن الدارقطني أنه قال : ما شيء أبغض إلي من علم الكلام . سمع هذا القول منه أبو عبدالرحمن السلمي . قال الذهبي : لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال ، ولا خاض في ذلك ، بل كان سلفياً " .
وقال في معجم الشيوخ عند ترجمة محمد بن محمد بن المفضل البهراني ترجمة رقم {843}: . . . وكان ديناً خيراً سلفياً مهيباً تام الشكل.
وقال في معجم الشيوخ أيضاً عند ترجمة يحيى بن إسحاق بن خليل الشيباني رقم {957}: “وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام ".
وقال في السير {13/183} في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي رقم {106} : . . . وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً ".
وكذلك استعملها الأئمة في بيان المعتقد الصحيح ، قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله: " فنحن والحمد لله متبعون غير مبتدعين ، مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة على مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو أمر الله ورسوله ". عقيدة الشيخ محمد عبدالوهاب السلفية للشيخ صالح العبود ص 220]
وقال رحمه الله : مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة ، وطريقتنا طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم بل والأعلم والأحكم خلافاً لمن قال : طريق الخلف أعلم." [الدرر السنية 1/126]
وقال ابناه الشيخ حسين والشيخ عبدالله لما سئلا عن عقيدته : عقيدة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الذي يدين الله بها هي عقيدتنا وديننا الذي ندين الله به وهو عقيدة سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ". [الدرر السنية 1/122ـ123]
وأما استعمالها في الذود عن المنهج السلفي والتسمية والانتساب لها فكثير جدا منها ماقاله العلامة الألباني رحمه الله : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف .... وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي ) وكأنه يقول : (لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك).
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح.اهـ
وماقاله العلامة ربيع المدخلي حفظه الله :كثير من الناس يسمون أنفسهم سلفيين وليسوا بسلفيين ، بل هم خصوم السلفية ، فالعبرة ليست في الألفاظ ، العبرة بالحقائق والمعاني .
لفظ السلفية لفظ شريف ولفظ نظيف ، وإذا صدق المسلم في الانتماء إليه قلبا وقالبا ، باطنا وظاهرا ، واعتقد ما كان عليه السلف من عقائد ، وسار في طريقهم في عبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم ودعوتهم ، فنعم اللقب ونعم الوصف ... ". [الشريط بعنوان : وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة]
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية لم تكن معهودة عند السلف الصالح من أهل القرون المفضلة ولا من جاء بعدهم ممن تبعهم بإحسان من الأئمة الأربعة ومن سلك مسلكهم إلى عصرنا الحاضر من مشايخنا وعلمائنا ، وهي أن بعض إخواننا -بل حتى بعض الأخوات- يقرنون مع أسمائهم في مقالاتهم وكتبهم كلمة "سلفي" أو "أثري "ونحو ذلك .
فهذا ليس من منهج السلف في شيء خاصة إذا اقترن ذلك بالتفاخر على الناس والأقران ، وحب الشهرة والظهور -الذي يقصم الظهور- ،وإن زاد على ذلك بأن خالف انتسابه في مقاله فِعالَه في مسلكه ومنهجه وطريقته فمصيبة أكبر من أختها ،والنهي والتحذير يشتدّ حينئذ ويَعظُم كصنيع الحلبي المميّع المضيّع وفوزي البحريني الحداديّ الهالك وذلك بأنهما يسميان أنفسهما بالأثري كذبا وزورا وهما من أبعد الناس عن المنهج السلفي ، فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات.
ومما ينبه عليه أن هناك فرق بين أن تصف نفسك أو غيرك بالسلفية أو أن تكتبها وتقرنها مع اسمك في المقالات أو المصنفات أو نحو ذلك.
فالانتساب والوصف وفي ترجمة الأعلام وبيان المعتقد والمنهج بالسلفية لا حرج في ذلك وهي شرف وفخر واعتزاز وكراهية الانتساب والتسمي بها من علامة أهل البدع والضلال ، بل يجب التسمي بها عند الحاجة خاصة حالة التميّز1 بين أهل السنة والائتلاف وبين أهل الفرقة والاختلاف ، وأما الثاني فهو الذي نحن في صدد ذكره وبيانه والتحذير منه .
سئل العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله مانصه :
إطلاق كلمة سلفي ، شخص يكتب في كتابه : فلان بن فلان أبو فلان السلفي ، وآخر فلان بن فلان أبو فلان الأثري ؟
فأجاب بقوله :
لا داعي لهذا الكلام لماذا ؟؟ هذا عبارة عن حب الشهرة وفيه نوع من الرياء ، وما كان سلفنا يستعملون هذا بإمكاني أن أقول مثلا عندما أتحدث عن بعض مشايخنا كالشيخ عبد العزيز بن باز العالم السلفي فهذا معقول تعريف وذكر واقعة ، لكن أكتب في كتابي أقول فلان بن فلانا بو فلان السلفي لماذا ؟ ؟؟ ماذا تريد من هذا ؟؟ لا ينبغي لطلابنا أو شبابنا أن يستعملوا هذا الأسلوب ، (أسلوب رخيص ) وغير معروف عند السلف ولا ينبغي أن تقفوا موقف من يحب الشهرة والظهور ، احمد ربك الذي وفقك لهذا المنهج وتواضع لله ولا تحب أن تشهر بين الناس سلفي مش سلفي .. لا بل أنت سلفي لكن بلاش من هذه الألقاب ، ما فيش داعي لماذا ؟؟
أنصح شبابنا عدم استعمال هذا الأسلوب لأنه :
أولا : غير معهود عند مشايخكم وعند سلفكم .
ثانيا : يدل على معنى غير سليم
ولكن السلفية منهج والسلفية ليست كالألقاب الحديثة التي تجددت الآن الإخوان المسلمين السروريين والتحريري والتبليغي .. لا فهذه أساليب حديثة رخيصة جاءت ووفدت على هذه المنطقة ، محدثة ولكن السلفية منهج ، فهي منهج قديم لذلك كونك سلفي واجب لأن السلفية هى المفهوم الصحيح للإسلام ، السلفية خذوها هكذا صريحة المفهوم الصحيح للإسلام عقيدة وشريعة فهذه السلفية لأن معنى ذلك نسبة إلى السلف ، السلف الذين مدحهم الله ، الله في كتابه مدح السلف ، افهم لأن السالف والسابق بمعنى واحد في قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} [التوبة: 100] ،هم السلف وأنت إن اتبعتهم لك ما لهم وإن خالفتهم فأنت خلفي خلفي افهم هذا ولكن ، ولكن التلقيب تلقب نفسك في كل مناسبة لا ليس ذلك من سمات السلف . إ هــ
و سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله في "شرحه لكتاب العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفي" ، ما نصه :
بعض الناس يختم اسمه بـ " السلفي " أو " الأثري " فهل هذا من تزكية النفس أو هو موافق للشرع ؟
الجــــواب :
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق ، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به ، أما أنه يتسمى بأنه " سلفي " أو " أثرى " أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ، الله يعلم سبحانه وتعالى : {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الحجرات: 16] ، فالله يعلم ما في السماوات والأرض والله بكل شيء عليم
فالتسمي " سلفي ، أثرى " أو ما شابه ذلك ، هذا لا أصل له ، نحن ننظر إلى الحقيـقة ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ، قد يقول : إنه سلفي وما هو بسلفي ، أو أثرى وما هو بأثري ، وقد يكون سلفياً أو أثرياً وهو ما قال : إنه أثرى أو سلفي .
فالنظر إلى الحقـائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى ، وعلى المسلم أن يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى ، لما قالت الأعراب " آمنا " أنكر الله عليهم " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " ولكن قولوا أسلمنا ، الله أنكر عليهم أن يسموا ويصفوا أنفسهم بالإيمان وهم ما بعد وصلوا لهذه المرتبة ، أعراب جاءوا من البادية ويدّعون أنهم صاروا مؤمنين على طول ، لا. أسلموا دخلوا في الإسلام ، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئا " ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " وكلمة " لمّا " للشيء الذى يُتوقع ، يعنى سيدخل الإيمان ، لكن إنك تدّعيه من أول مرة هذه تزكية للنفس .
فلا حاجة إلى أن تقول : " أنا سلفي ، أنا أثرى " ، أنا كذا أنا كذا عليك أن تطلب الحق وتعمل به وتصلح النية والله سبحانه هو الذى يعلم الحقائق . اهـ
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
1 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبد السلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
وكثيراً ما يذكر الذهبي ـ رحمه الله ـ هذه النسبة عند ترجمة العلماء ، فمن ذلك أنه لما ترجم لأبي طاهر السِّلفي كما في السير {21/6} قال : فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " .
ولما ترجم لابن لصلاح ـ رحمه الله ـ في التذكرة {4/1431} قال : ـ أي الذهبي ـ وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمناً بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق . . . ".
وقال في السير {13/380} عند كلامه على ما يحتاج إليه الحافظ : “الأمانة جزء من الدين ، والضبط داخل في الحذق ، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً . . .، زكياً حيياً ، سلفياً " .
وقال في السير أيضاً {16/457} -عند ترجمة الدارقطني- : وصح عن الدارقطني أنه قال : ما شيء أبغض إلي من علم الكلام . سمع هذا القول منه أبو عبدالرحمن السلمي . قال الذهبي : لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال ، ولا خاض في ذلك ، بل كان سلفياً " .
وقال في معجم الشيوخ عند ترجمة محمد بن محمد بن المفضل البهراني ترجمة رقم {843}: . . . وكان ديناً خيراً سلفياً مهيباً تام الشكل.
وقال في معجم الشيوخ أيضاً عند ترجمة يحيى بن إسحاق بن خليل الشيباني رقم {957}: “وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام ".
وقال في السير {13/183} في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي رقم {106} : . . . وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً ".
وكذلك استعملها الأئمة في بيان المعتقد الصحيح ، قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله: " فنحن والحمد لله متبعون غير مبتدعين ، مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة على مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو أمر الله ورسوله ". عقيدة الشيخ محمد عبدالوهاب السلفية للشيخ صالح العبود ص 220]
وقال رحمه الله : مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة ، وطريقتنا طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم بل والأعلم والأحكم خلافاً لمن قال : طريق الخلف أعلم." [الدرر السنية 1/126]
وقال ابناه الشيخ حسين والشيخ عبدالله لما سئلا عن عقيدته : عقيدة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الذي يدين الله بها هي عقيدتنا وديننا الذي ندين الله به وهو عقيدة سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهو اتباع ما دل عليه الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ". [الدرر السنية 1/122ـ123]
وأما استعمالها في الذود عن المنهج السلفي والتسمية والانتساب لها فكثير جدا منها ماقاله العلامة الألباني رحمه الله : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف .... وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي ) وكأنه يقول : (لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك).
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح.اهـ
وماقاله العلامة ربيع المدخلي حفظه الله :كثير من الناس يسمون أنفسهم سلفيين وليسوا بسلفيين ، بل هم خصوم السلفية ، فالعبرة ليست في الألفاظ ، العبرة بالحقائق والمعاني .
لفظ السلفية لفظ شريف ولفظ نظيف ، وإذا صدق المسلم في الانتماء إليه قلبا وقالبا ، باطنا وظاهرا ، واعتقد ما كان عليه السلف من عقائد ، وسار في طريقهم في عبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم ودعوتهم ، فنعم اللقب ونعم الوصف ... ". [الشريط بعنوان : وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة]
تعليق