بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
هذا سُؤال مِن الأخ سعد باديما يقُول: هل أحكام الشَّيخ ربيع المدخليّ وغيره مِن مشايخ السُّنَّة -حفظهم اللهُ- في التَّبديع والتَّحذير اجتِهاديَّة أم قطعيَّة؟ والجوابُ: الأصلُ أنَّ أحكامَ العُلماء -رحمهم اللهُ- في الجرح والتَّعديل هي مِن باب الخبر؛ لأنَّ حقيقةَ الجرحِ وحقيقةَ التَّعديلِ أنَّ العالِمَ يُخبرك عن حال هذا الرَّاوي أو عن حال هذا الرَّجل بِمَا علمهُ، والخبر لا يفصلُهُ اجتِهادٌ؛ هو مُجرَّد خبر، وإنَّما يُقال هُنا الأصل أنَّ خبرَ الثِّقةِ أو خبرَ العالِمِ مقبولٌ.
نعم يدخُل الاجتِهاد في جهتيْن اثنتيْن:
ـ الجهة الأولى في تنزيل الرَّاوي المرتبة الملائمة له، يعني مثلاً: هذا الرَّاوي أفاد كلامُ العالم فيه أنَّه مجروحٌ، ومعنى أنَّه مجروحٌ: أنَّه ضعيفٌ، لكنَّه هو في أيِّ مرتبة مِن مراتب الضَّعف؟ هذه يدخُلها الاجتِهاد.
ـ القضيَّة الثَّانية الَّتي يدخُلها الاجتِهاد هي فهم المقصُود المُباشر مِن عبارته، يعني فهم مقصُود العالِم المباشر مِن عبارة الجرح والتَّعديل.
فهذه القضيَّة، وهذه القضيَّة يدخُلها الاجتِهاد، وماعدا ذلك فالأصل أنَّه خبرٌ لا يدخُله الاجتِهاد سواءً كانتْ أحكام الشَّيخ ربيع أو أحكام غيره مِن أهل العلم المُعاصِرين أو مِن أهل العلم السَّابِقِين، هي مِن باب الخبر.
حينما يقُول لك العالِم: فُلان ضعيف، يعني أنَّ هذا الرَّجل فيه خلَلٌ إمَّا في عدالته الدِّينيَّة أو في ضبطه، يعني أنَّ هذا الرَّجل لا يصلُح في قُبُول شيء عنه، ولا يُؤخذ عنه العلم.
هذا هو الأصل في معنى الكلام، وهو كما ترى خبر محض، والاجتِهاد يدخُله مِن الجِهتيْن اللَّتيْن ذكرتُهما، واللهُ أعلم.
المصدر: أحد أجوبة الشَّيخ محمَّد بازمول في المجلس الأول للإجابة على أسئلة الإخوة
(عبر صفحة الشيخ د. محمد بن عمر بازمول في الفيس بوك)
(عبر صفحة الشيخ د. محمد بن عمر بازمول في الفيس بوك)