الفوائد المستخرجة من مجلس (التوحيدُ أساسُ النجاةِ)
الحمد لله، رزقني الله -تبارك وتعالى- حضور مجلس «التوحيدُ أساسُ النجاةِ»، الذي عُقِدَ أمس الخميس (10 ربيع الأول 1436هـ)، بمسجد الرحمن بالمنشِيَّة، لجمعٍ من مشايخ السنة الفضلاء، وهم:
1- شيخنا العلامة -الجدُّ سنًّا بالنسبة لي- حسن بن عبد الوهاب بن مرزوق البنا - ختم الله له بخاتمة السعادة ووفقَّه لنيل رضاه-.
2-وفضيلة شيخنا الجليل عادل بن السيد -جزاه الله خيرًا-.
3- وشيخنا الحبيب أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله وبارك في علمه-.
4- وشيخنا الكريم هاني بن بريك العدني اليمني الذي شرَّفني الله -جلَّ وعزَّ- برؤياه والاستفادة منه -نفع الله به-. وقد دوَّنتُ جملاً نافعةً في هذا المجلس المبارك، فاحببتُ نشرها؛ بغيةَ الانتفاع بها، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
بدايةً: قدَّم الأخ الفاضل الشيخ وليد بغدادي -سدد الله خطاه- لهذا المجلس على أنه من باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر.
[1] كلمة الشيخ حسن بن عبدالوهاب:
1- دَنْدَنَ كعادتِه -أثابه الله- على بعض الآيات المبيِّنة مكانة التوحيد، ومنها: قولُه -سبحانه وتعالى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾، وقولُه -جلَّ وعلا-: ﴿مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾.
2- ثم أتْبَعَها بكلماتٍ منها: أرسل الله الرسل لعبادة الله .. خُلِقْنَا من أجل التوحيد .. النبيُّ صلى الله عليه وسلم أول ما دعا الناس إلى التوحيد .. إذا أردتَ أن تدعو الناس إلى الله؛ فابدأ بالتوحيد. انتهى
[2] كلمة الشيخ هاني بن بريك:
1- حذَّر -حفظه الله- من فتنة الغلاة .. وفتنة المميعة .. وبيَّن أن أهل السنة وسط بين الإفراط والتفريط. 2- قال: الشِّدَّة المقرونة بالحكمة -في المكان المناسب-؛ هذه رحمة.
3- لا إله إلا الله نفيٌ وإثباتٌ، تقريرٌ للحقِّ ودفعٌ للباطلِ .. مجرَّد قول لا إله إلا الله محمد رسول الله دون العمل بمقتضاها ولا الانقياد لها؛ فإنها لا تنفع.
4- الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك. فائدة: أفاد الشيخ وليد بغدادي على قوله -تبارك وتعالى-: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾، فقال: ولم يقل عجيب .. الانتقال من صيغة إلى صيغة للتدليل على هذه المسألة .. وأن هذا الأمر إلى منتهاه.
[3] كلمة الشيخ عادل بن السيد:
1- ابتدأ -حفظه الله- كلمتَه بالثناء على شيخه الوالد حسن بن عبدالوهاب، وأنه أوتي بلاغةً عجيبةً وإيجاز في الكلام لمن يفهم .
2- أعظمُ حديثٍ يتحدَّثُ فيه الإنسان هو التوحيد .. من يقلِّل من شأن التوحيد؛ فهو على أقل الأحوال جاهل. 3- القرآن الكريم كلُّه عن التوحيد .. القرآن: إما أخبار أو أوامر .. الشريعة من مكمِّلات التوحيد .. كلمة التوحيد:العروة الوثقى.
4- يقال: المصريون القدماء أول من اكتشفوا التوحيد.
5- آدم خلقه الله بيديه، لم يخلقه من نطفةٍ كما خُلِقْنَا، لم يكن يقبل التطور كما يدَّعِي من يدَّعِي. 6- عمرو بن لُحِيٍّ أول من بدَّل ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
7- ما هو الشرك (الحقيقي) الذي كان عليه العرب؟؛ هو شرك العبادة لا شرك القصور. 8- التسويق للباطل.
9- تطرَّق الشيخ إلى أن الأصل التوحيد والشرك طارئ، وأبطل بكلام غايةً في الإتقان نظرية البنوَّة التي تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وكل ذلك من كتاب الله.
10- ختم الشيخ بوصية وهي: كونوا متمسّكين بغرز علمائكم ومن استمسك بغرزهم نجا ومن ترك غرزهم غوى .
[4] كلمة الشيخ خالد بن عثمان:
1- أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك.
2- أساسُ التمكين: تجريدُ التوحيد.
3- قال الشيخ ربيع: إن الشيخ حسن بن عبدالوهاب منذ ستين سنة وهو يدعو إلى التوحيد. 4- الشيخ حسن الآن 91 سنة بالهجري، و87 سنة بالميلادي، لو لم تكن له منقبة إلا الثبات على دعوة التوحيد؛ لكفى بها منقبة.
5- التكرار في ذكر العلم النافع حلو.
6- التوحيد أساس ثبات القلب والأليف تأليف القلوب المتناحرة.
7- أصل ضلال الخوارج (كحسان والحويني) هو تحريف كلمة التوحيد.
8- التبليغ والدعوة صوفية جبرية.
[5] الأسئلة:
وقد منَّ الله -بحوله وقوته- عليَّ بإجابة الأشياخ عن سؤالين من أسئلتي المهمة، ومنها:
(1) سدد الله خطاكم، نرجو من شيخنا العلامة حسن بن عبدالوهاب أن يلقي الضوء ولو بنبذة مختصرة عن سيرته العملية في الدعوة إلى التوحيد وما لَقِيَه من أحوال المدعوِّين على اختلافِهم؟ فكان من جملة جوابه: أنا طالب علم بسيط، لستُ علَّامة، هذه منزلة كبيرة، وليس تواضعًا ... أصول الفقه والتفسير نربطُه بالتوحيد على طريقة الرسول والصحابة ... الكلام في الجرح والتعديل ليس لكل أحد؛ هذه جرأة ... له ضوابط.
ثم علَّق الشيخ هاني على جواب الشيخ حسن بكلامٍ كان منه: خذوا من هدي العلماء ... الشيخ حسن كان عالما في حضرة العلماء والأئمة ... وأغيلم كان يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب داعية وليس بعالم .. قال الشيخ أحمد شاكر سنة 1957م في إهداء كتابه الباعث الحثيث على شرح اختصار علوم الحديث: إلى سماحة الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب البنا.
(2) أحسن الله إليكم شيخنا عادل، هل لا تزال جمعية أنصار السنة المحمدية على دعوة التوحيد أم اعتراها التغيير والتبديل في أصل هذه الدعوة؟
فأجاب الشيخ –أجزل الله له المثوبة- بكلامٍ انتظرتُه -علم الله- سنوات -ولله الحمد، فضل الله يؤتيه من يشاء- كان مما قال: أنا نشأتُ في جمعية أنصار السنة المحمدية في عهد كبارها .. الذي قدَّمني فبل 25 سنة للمنبر هو الشيخ حسن عبدالوهاب والشيخ أحمد فهمي .. لي خطبة ثابتة من 25 سنة بمسجد عابدين .. قبل أن يحدث الاختراق القطبي والسروري في الجمعية .. أُشِيرَ عليَّ أن أدخل مركز الإدارة ... فكتبتُ رسالةً عن حال الجمعية وأرسلتها للعلامة ربيع المدخلي مع الشيخ خالد عثمان، فقال الشيخ ربيع: ابقوا فيها؛ لأن مؤسسيها هم العلماء: الشيخ محمد حامد الفقي والشيخ عبدالرزاق عفيفي وعبدالظاهر أبو السمح .. خَشِينا على الجمعية أن تضيع؛ فاستنصحنا أهل العلم أن نترك الجمعية؛ فأشير علينا أن نَثْبُتْ أنا والشيخ علي الوصيفي .. قال الشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان: لو ترك فلان وفلان الجمعية؛ لأصبحت مكتبًا لإحياء التراث .. سيخرج قريبًا كتاب لي لعله بعنوان: (فتاوى مجلس شورى العلماء في ميزان الكتاب والسنة) عما أحدثه عبدالله شاكر وهذه المجموعة ... قرَّرتُ أن أترك الجمعية أخيرًا ولا أترك مسجد عابدين؛ لأن السلطان عليه للأوقاف وأصبحت الآن –بحمدالله- مسؤولًا عليه بإذن من الأوقاف .. أما فرع عابدين؛ فرئيسه الشيخ حسن، وكل من فيه سلفيون، ولا علاقة لنا بالمركز العام.
علَّق الشيخ هاني على كلام الشيخ عادل بكلام منه: كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا يزوره -وأنا إمام مسجده- رئيس الجمعية صفوت نور الدين وعدد من أعضاءها؛ فكان يناصحهم ... دعوة الإخوان ليست قائمة على تأسيس العلماء ... أما نصيحة الشيخ ربيع للشيخ عادل أن يبقى؛ فأنا شاهدٌ عليها ... فرقٌ بين الجمعية التي على الفكر الحزبي والجمعية التي على السنة.
وكذلك علَّق الشيخ خالد بكلامٍ منه بالمعنى: كانت نصيحة الشيخ ربيع بناءً على مصلحة راجحة ... وطارق العيسوي جاء للشيخ عادل لإغرائه بالمال ؛ فرفض الشيخ عادل ... ولما كتبتُ كتاب التفجيرات والأعمال الإرهابية من منهج الخوارج والبغاة قال جمال المركبي للشيخ حسن بأني أكفِّر إحياء التراث ... لأجل عبارة (صهيونية)، فحذفتها في الطبعة الثانية بناء على طلب الشيخ حسن ... وناصحتُ جمالا المركبي وبيَّنت له ما عند سيد قطب من التكفير، وكتبتُ له رسالة ... الإخوان أساتذة في الإعلام الزائف .. من مفاسد الجمعيات: تربية أبنائها على التحزب لها ، وعلى حب الزعامة وقد لمستُ ذلك لما أقيمت جمعية أهل الحديث والأثر .. انتهى
كتبه أبو همام أحمد بن إيهاب المصري
بعد صلاة الجمعة (11-3-1436هـ)
تعليق