السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
حيَّاكمْ اللهُ جميعًا
مقطع للشيخ : محمد سعيد رسلان - حفظه الله -
حيَّاكمْ اللهُ جميعًا
مقطع للشيخ : محمد سعيد رسلان - حفظه الله -
بعنوان : من ألفاظ الجرح الشديدة التى استعملها الأئمة النقاد
مـدته:09:16
تفريغ : نقل الذهبي في الميزان عن الحافظ مُعَمّر بن عبد الواحد في تجريح إبراهيم بن الفضل الأصبهاني الحافظ أنه قال: (رأيته في السوق وقد روى مناكيرَ بأسانيد الصحاح؛ فكنتُ أتأمله تأملاً مُفرطًا، أظن أن الشيطان تبدَّى على صورته!!). لا الحمار، ولا شك أن الشيطان أسوأ، أظن أن الشيطان تبدى على صورته تمامًا كما تنظر في صفحة وجه (أبي الفتن) كأن الشيطان تبدى على صورته!!مـدته:09:16
وروى العُقيلي في الضعفاء، والمزِّي في تهذيب الكمال عن أبي أحمد الزبيري أنه قال: (كان عِمران بن مسلم رافضيًا كأنه جرو كلب!!).
وروى ابن حبان في الثقات، والحافظ في تهذيب التهذيب عن جرير بن يزيد بن هارون في تجريح جعفر بن سليمان الضُّبَعِيّ قال: (رافضيٌّ مثلُ الحمار!!).
وروى الجُوزجاني في أحوال الرجال في تجريح عبد السلام بن صالح الهَرَوِيّ: (كان زائغًا عن الحق، مائلاً عن القَصْد، سمعتُ مَن حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذبُ من رَوْثِ حمار الدجال!! وكان قديمًا مُتَلَوِّثًا في الأقذار!!).
وقد ذكر (أبو الفتن) في كلامه ثَور بن يزيد الحِمصي، وكان ثورٌ يرى القدر؛ فذكر (أبو الفتن) أن سفيان الثوري قال: (خُذوا عن ثورٍ، واتقوا قَرْنَيْهِ!!).
أنطقه اللهُ بهذا! قلتُ: وهذا في التهذيب، وفيه قال أبو عاصم: قال لنا ابن أبي رَوَّاد: (اتقوا لا ينطحنكم بقرنيه!!).
بل ذكر (أبو الفتن) في كتابٍ له جمع فيه بعض ألفاظ الجرح والتعديل شَطْر بيتٍ من أبياتٍ قِيلت في ثور بن يزيد، وهو: (وثورٌ كاسمه، إنْ شئتَ فاقلبِ).
و(انته) إنْ قلبتَ ثورًا صار رَوْثًا!! -نقله بيده!-.
وقد روى الخطيب بسنده إلى مجاهد بن موسى: إنه سُئل عن إبراهيم بن هُدْبَة؛ فقال: قال علي بن ثابت: (هو أكذب من حماري هذا!!).
وقال الذهبي في الميزان في تجريح موسى بن عبد الله الطويل: (انظر إلى هذا الحيوان المتهم!!).
وقال الذهبي في الميزان في تجريح ضِرار بن سهل الضِراري: (ولا يُدرى مَن ذا الحيوان؟!!).
وقال الذهبي في المُغني في تجريح القاسم بن داود البغدادي : (مِن حيوانات البَر!!).
وقد استعمل بعضُ النقاد هذه الألفاظ: "لا يُدرى مَن ذا الحيوان" ، "حيوانٌ مُتهم" ، "مِن حيوانات البَر" ، "هو أكذب من حماري هذا" ، "هو أكذب من روث حمار الدجال" ، "رافضي مثل الحمار" ، "رافضي كأنه جرو كلب" ، " خذوا عن ثور واتقوا قرنيه" ، " اتقوا لا ينطحنكم بقرنيه" ، "ثورٌ كاسمه إنْ شئتَ فاقلبِ أي رَوْثًا".
استعمل بعضُ النقاد هذه الألفاظ وغيرَها في تجريح طائفة من الرواة، وهي كنايةٌ عن شدة ضعفهم أو كذبهم.
ولعل بعض المتعجلين يظن أن أولئك النقاد تشددوا في تجريحهم، ولم يتورعوا في وصم هؤلاء الرواة بهذه الألفاظ.
والحق أن نقاد الحديث قد يلجأ بعضهم إلى استعمال هذه الأوصاف والألفاظ -وهي شديدة قاسية- غَيْرَةً منهم على الدين، وتحذيرًا من الكذب، وتنفيرًا من أهله.
وفي العلل ومعرفة الرجال عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان إذا ذُكر عنده الشَّاذَكُوني قال: (ذاكَ الخائبُ!!).
وفي تهذيب الكمال عن يحيى بن معين قال في سُوَيد بن عبد العزيز: (لا يجوزُ في الضحايا!!).
وفي الميزان نقل الذهبي عن محمد بن إسماعيل الترمذي في تجريح إبراهيم بن يحيى: (لم أرَ أعمى قلبا منه!!).
وروى العُقيلي في الضعفاء أن يحيى بن معين قال عن زكريا بن يحيى: (يستأهل أن يُحفر له بئرٌ فيلقى فيه!!).
وروى العقيلي في الضعفاء عن سفيان بن عيينة في تجريح مُعَلّى بن هلال: (ما أحوجه أن تُضرب عنقه!!).
وروى ابن أبي حاتم بسنده إلى النَّضْر بن شُمَيْلٍ أنه قال: (سمعتُ حماد بن زيد يقول: " ما كان ابن أيوب يَسْوَى طُلْيَةً أو طُلْيَتَيْن!!).
و(الطُّلْيَةُ): الخيطُ الذي يُشد في رجل الجَدْي ما دام صغيرًا.
وقيل (الطُلْيَةُ): الخِرْقَةُ للعَارِك أي هي خِرْقَةُ الحائض.
وقيل: الصُّوفَةُ أو الخِرْقَةُ التي يُهْنَأُ بها الجَرَب.
ونقل الذهبي في الميزان والسير جَرْحَ عثمان بن دِحْيَة مَطر بن طَهْمَان بقوله: (لا يساوي دَسْتَجَةَ بَقْلٍ!!). أي: حُزْمَةَ فِجْل!!
وروى مسلمٌ في مقدمة صحيحه بسنده إلى عبد الله بن المبارك أنه قال: (لو خُيرت بين أن أدخلَ الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن مُحَرَّرٍ، لاخترتُ أن ألقاه ثم أدخل الجنة؛ فلما رأيته كانت بَعْرَةٌ أحبَّ إلي منه!!).
وسأل ابن الجنيد -سألَ- يحيى بن معين عن عبد الحميد بن سليمان، فقال: (ذاكَ لا يحل لأحدٍ أن يروي عنه، كان لُعْنَة!!).
و(اللعْنَةُ): بالضم مَن يعلنه الناس لشره، أو هو الذي يستجلبُ اللعنَ لعشيرته وأهله.
كان لُعْنَة!! فهذه بعضُ ألفاظِ المتقدمين من علماء الجرح والتعديل.
وأما المعاصرون؛ فإنّ الشيخَ مُقْبِلاً -رحمه الله وعظّم أجره فيمن ينتمي إليه وهو له عدوٌ وعليه حَرْبٌ!!- فإنّ الشيخَ مُقْبِلاً لقَّبَ بعض المبتدعة بـ (الكلب العاوي!!)، وجعله عنوانًا لكتابه، ومَن تتبع كلام الشيخ عرف طريقته.
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تقديم رسالة: (براءةُ أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة) للشيخ بكر بن أبي زيد -رحمه الله-، قال الشيخُ ابن باز: (قد اطلعتُ على الرسالة التي كتبتم وفضحتم فيها (المجرمَ!!) (الآثمَ!!) محمد زاهد الكَوثري)، ثم قال: (إلى آخر ما فاه به ذلكَ (الآفاكُ!!) (الأثيم!!) عليه من الله ما يستحقه).