ثقافة الخروج على الأئمة
قدم علي بن الجهم "الشاعر العراقي"- و كان بدويًّا جافياً - على المتوكل فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظك للود ....... و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً ....... من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل شاعريته، وتأثره في خشونة لفظه بالمحل الذي كان فيه. فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستة أشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد، فقال :
عـيون الـمها بين الرصافة و الجسر .....جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
في قصيدة طويلة.
ولا يهم ثبوت القصة أو عدم ثبوتها، إنما المهم العبرة التي نأخذها منها،
وهي أن البيئة المحيطة بالإنسان لها أثر عليه.
والإنسان اجتماعي.
وابن بيئته.
فهو يتفاعل ويتأثر مع ما حوله.
هذه البيئة المحيطة بنا هي ثقافتنا، ومنها نستمد مفرداتنا، وتصوراتنا، بل حتى ردود أفعالنا تتأثر بما حولنا إلى حد كبير!
وإذا نظرنا إلى ما نشاهد عليه شبابنا اليوم من ميول إلى مظاهر الخروج، نجد ذلك نتيجة طبيعية لما ينشأ عليه الشاب من المؤثرات التي تجعله يسلك سلوكاً لا نرضاه؛ ثم نستعجب ونتساءل من أين جاء هذا السلوك؟!
لما يسمع أطفالنا الأناشيد التي ترسم له الخطة للتعبير عن عدم الرضا بالخروج على الواقع.
لمّا تصور له الدنيا على أنها غابة وأن الحكام هم ذئاب وثعالب.
لمّا يُعلم شبابنا في كتب الثقافة الإسلامية الإنكار على ولاة الأمر بالسيف.
لمّا يُتكلم على ولاة الأمر في الملأ بسوء، تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لمّا تملأ القلوب بالحقد والكره والنظرة الدونية لمن ينيبهم ولاة الأمر.
لمّا يترك المجال لأولئك النفر الذين ينشرون هذه الأمور، فيملئون الفضاء بكلامهم .
لمّا ينازع الأمر أهله.
لمّا يجعل الصبر رذيلة وضعف وخوار.
لمّا يكون حمل السلاح بين المسلمين والاحتكام إليه رجولة وشجاعة.
لمّا يصور اصحاب الفكر التكفيري على أنهم رجال إصلاح بذلوا أراواحهم في سبيل الدعوة.
لمّا تذكر كتب أقنوم التكفير والخروج وتمجد!
لما يتسلم الكراسي العلمية أناس ولاؤهم لهذا الفكر وأصحابه
لمّا يكون ذلك ، فهذه ثقافة الخروج على ولاة الأمور!
قدم علي بن الجهم "الشاعر العراقي"- و كان بدويًّا جافياً - على المتوكل فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظك للود ....... و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً ....... من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل شاعريته، وتأثره في خشونة لفظه بالمحل الذي كان فيه. فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستة أشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد، فقال :
عـيون الـمها بين الرصافة و الجسر .....جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
في قصيدة طويلة.
ولا يهم ثبوت القصة أو عدم ثبوتها، إنما المهم العبرة التي نأخذها منها،
وهي أن البيئة المحيطة بالإنسان لها أثر عليه.
والإنسان اجتماعي.
وابن بيئته.
فهو يتفاعل ويتأثر مع ما حوله.
هذه البيئة المحيطة بنا هي ثقافتنا، ومنها نستمد مفرداتنا، وتصوراتنا، بل حتى ردود أفعالنا تتأثر بما حولنا إلى حد كبير!
وإذا نظرنا إلى ما نشاهد عليه شبابنا اليوم من ميول إلى مظاهر الخروج، نجد ذلك نتيجة طبيعية لما ينشأ عليه الشاب من المؤثرات التي تجعله يسلك سلوكاً لا نرضاه؛ ثم نستعجب ونتساءل من أين جاء هذا السلوك؟!
لما يسمع أطفالنا الأناشيد التي ترسم له الخطة للتعبير عن عدم الرضا بالخروج على الواقع.
لمّا تصور له الدنيا على أنها غابة وأن الحكام هم ذئاب وثعالب.
لمّا يُعلم شبابنا في كتب الثقافة الإسلامية الإنكار على ولاة الأمر بالسيف.
لمّا يُتكلم على ولاة الأمر في الملأ بسوء، تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لمّا تملأ القلوب بالحقد والكره والنظرة الدونية لمن ينيبهم ولاة الأمر.
لمّا يترك المجال لأولئك النفر الذين ينشرون هذه الأمور، فيملئون الفضاء بكلامهم .
لمّا ينازع الأمر أهله.
لمّا يجعل الصبر رذيلة وضعف وخوار.
لمّا يكون حمل السلاح بين المسلمين والاحتكام إليه رجولة وشجاعة.
لمّا يصور اصحاب الفكر التكفيري على أنهم رجال إصلاح بذلوا أراواحهم في سبيل الدعوة.
لمّا تذكر كتب أقنوم التكفير والخروج وتمجد!
لما يتسلم الكراسي العلمية أناس ولاؤهم لهذا الفكر وأصحابه
لمّا يكون ذلك ، فهذه ثقافة الخروج على ولاة الأمور!