براءة السلفين من تهمة الإرجاء المشين
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ، و على آله وصحبه أجمين ، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .
أما بعد : إخوتي القراء ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لقد سمعت بعض الناس يرمي السلفيين و ينعتهم بالمرجئة ، فما هو الإرجاء ؟
الإرجاء : لغة من أرجأ الأمر : أخره ، و منه قول الله تعالى << و ءاخرون مرجؤون لأمر الله >> مؤخرون حتى ينزل الله فيهم ما يريد و منه سميت المرجئة ( القاموس المحيط " ص 40 " ) ط دار الفكر – ت 1424 - 2003
و أما معناه اصطلاحا : فهو تأخير العمل عن الإيمان ، و كل من لم يدخل العمل فيه فهو مرجئ .
و المرجئة فرقة خرجت عن قول السلف في الإيمان ، فالسلف يقولون : الإيمان اعتقاد بالجنان ( القلب ) و قول با لسان ، و عمل بالأركان ( الجوارح ) .
أما المرجئة فهم كما يقول ءشيخ الإسلام – ثلاثة أصناف :
1 _ أولهم من سقول إن الإيمان مجرد ما في القلب
2 – ثانيهم من يقول : هو مجرد قول اللسان ، و هذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية .
3 – ثالثهم من يقول : إنه تصديق القلب و قول اللسان ، و هذا المشهور بإرجاء الفقهاء
كتاب الإيمان لابن تيمية ( ص 184 )
و المرجئة لما كانوا لا يدخلون العمل في الإيمان اعتبرو الطاعات و القربات ، و المعاصي و السيئات غير مؤثرة في زيادة الإيمان و نقصانه ، فالزاني و القاتل عندهم مؤمنان ، بل إيمانهما كإيمان الأنبياء ، نعوذ بالله من الضلال .
و على هذا فالسلفيون برءآء من الإرجاء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
في الحقيقة أن الذين رمو السلفيين بالإرجاء هم المتحزبون الذين لا يرون الطاعة للحاكم المسلم الذي عنده معاصي ، فتجدهم يقولون : السلفيون مرجئة لكنهم لا يقصدون الإرجاء الذي بينا آنفا ، بل مرادهم من ذالك أن السلفيين أرجأوا بمعنى أخروا الكلام عن الحكام فلم يتكلموا في ولاة الأمور .
الجواب : إن الذي يمنع السلفيين من الكلام في الحكام إنما هو حديث صحيح رواه أحمد و ابن أبي عاصم في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
<< إذا أراد أحدكم النصح لذي سلطان فلا يبده علانية و لكن يأخذه بيده و يخلو به فإن قبل منه فذاك و إلا كان أدى الذي عليه >> صححه العلامة الألباني – (1)
فهذ الحديث أخي الكريم يدل بمنطوقه صراحة أن النصيحة للحكام تكون سرا و في الخلوة ، فإن قبلوها فالحمد لله و إلا فقد أدى الناصح ما عليه و إن قتل انطبق عليه الحديث < أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر > رواه أصحاب السنن سوى النسائي عن أبي سعيد الخذري و أحمد و الطبراني في الكبير و البيهقي في الشعب و حسنه الألباني .
فتأمل كلمة عند سلطان جائر – أي في الخلوة عنده ، لا كما فهمه الحزبيون .
إذن فالسلفيون لم يرجئوا و لم يأخروا الكلام على الحكام بل خصصوه بالسر إذا كان من باب النصح ، أما إن كان الكلام في الحكام سب و شتم فهم بعيدون عنه كل البعد لأنه في هذه ال=حالة يتنافى مع الخلق الإسلامي الرفيع ، فعن أنس لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فحاشا و لا لعانا و لا سبابا ...........> رواه البخاري .
و الحمد لله آولا و آخرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
( 1) ضلال الجنة ( 2 / 421 – 422
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ، و على آله وصحبه أجمين ، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .
أما بعد : إخوتي القراء ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لقد سمعت بعض الناس يرمي السلفيين و ينعتهم بالمرجئة ، فما هو الإرجاء ؟
الإرجاء : لغة من أرجأ الأمر : أخره ، و منه قول الله تعالى << و ءاخرون مرجؤون لأمر الله >> مؤخرون حتى ينزل الله فيهم ما يريد و منه سميت المرجئة ( القاموس المحيط " ص 40 " ) ط دار الفكر – ت 1424 - 2003
و أما معناه اصطلاحا : فهو تأخير العمل عن الإيمان ، و كل من لم يدخل العمل فيه فهو مرجئ .
و المرجئة فرقة خرجت عن قول السلف في الإيمان ، فالسلف يقولون : الإيمان اعتقاد بالجنان ( القلب ) و قول با لسان ، و عمل بالأركان ( الجوارح ) .
أما المرجئة فهم كما يقول ءشيخ الإسلام – ثلاثة أصناف :
1 _ أولهم من سقول إن الإيمان مجرد ما في القلب
2 – ثانيهم من يقول : هو مجرد قول اللسان ، و هذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية .
3 – ثالثهم من يقول : إنه تصديق القلب و قول اللسان ، و هذا المشهور بإرجاء الفقهاء
كتاب الإيمان لابن تيمية ( ص 184 )
و المرجئة لما كانوا لا يدخلون العمل في الإيمان اعتبرو الطاعات و القربات ، و المعاصي و السيئات غير مؤثرة في زيادة الإيمان و نقصانه ، فالزاني و القاتل عندهم مؤمنان ، بل إيمانهما كإيمان الأنبياء ، نعوذ بالله من الضلال .
و على هذا فالسلفيون برءآء من الإرجاء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
في الحقيقة أن الذين رمو السلفيين بالإرجاء هم المتحزبون الذين لا يرون الطاعة للحاكم المسلم الذي عنده معاصي ، فتجدهم يقولون : السلفيون مرجئة لكنهم لا يقصدون الإرجاء الذي بينا آنفا ، بل مرادهم من ذالك أن السلفيين أرجأوا بمعنى أخروا الكلام عن الحكام فلم يتكلموا في ولاة الأمور .
الجواب : إن الذي يمنع السلفيين من الكلام في الحكام إنما هو حديث صحيح رواه أحمد و ابن أبي عاصم في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
<< إذا أراد أحدكم النصح لذي سلطان فلا يبده علانية و لكن يأخذه بيده و يخلو به فإن قبل منه فذاك و إلا كان أدى الذي عليه >> صححه العلامة الألباني – (1)
فهذ الحديث أخي الكريم يدل بمنطوقه صراحة أن النصيحة للحكام تكون سرا و في الخلوة ، فإن قبلوها فالحمد لله و إلا فقد أدى الناصح ما عليه و إن قتل انطبق عليه الحديث < أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر > رواه أصحاب السنن سوى النسائي عن أبي سعيد الخذري و أحمد و الطبراني في الكبير و البيهقي في الشعب و حسنه الألباني .
فتأمل كلمة عند سلطان جائر – أي في الخلوة عنده ، لا كما فهمه الحزبيون .
إذن فالسلفيون لم يرجئوا و لم يأخروا الكلام على الحكام بل خصصوه بالسر إذا كان من باب النصح ، أما إن كان الكلام في الحكام سب و شتم فهم بعيدون عنه كل البعد لأنه في هذه ال=حالة يتنافى مع الخلق الإسلامي الرفيع ، فعن أنس لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فحاشا و لا لعانا و لا سبابا ...........> رواه البخاري .
و الحمد لله آولا و آخرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
( 1) ضلال الجنة ( 2 / 421 – 422
تعليق