بسم الله الرحمن الرحيم
منهج التبليغ
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد:
فهذاالمقال فيه بيان تفصيلي متكامل -إن شاء الله -عن عمل التبليغيين في دعوتهمالناس وتفصيل لمنهجهم أفدته من رسالة لمحمد يوسف الكاندهلوي الرجل الثانيفي تكوين تلك الفرقة المبتدعة وكما قيل من فمك ندينك وهي عبارة عن :
رسالة هامة وجهها إلى تلك الفرقة التي اتجهت للملكة العربية السعودية للحج والعمرة وتتضمن الرسالة حسب :
قول مؤلف الكتاب الذي نقلها برمتها في كتابه المسمى : الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي حياته ومنهجه في الدعوة ت: 1384هـ
تأليف محمد الثاني الحسني ت: 1402هـ .
وفي اعتقادي أنه لايوجد تفصيل حول برنامجهم العملي الدعوي ولعل في هذا المقال مايبين لنا
تفصيل أعمالهم البدعية ليحذرها أهل السنة وإني لاأنسى أن أشكر أخانا الفاضل ضياء
وفقه الله حيث كان له دور ترتيبه وتنسيقه وتصحيحه حيث قال وفقه الله :
(جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وبارك الله فيك ..مقال طيب ومبارك ..
وحيثأنه كذلك فقد أعدت تنسيقه وحذفت ما تكرر منه من ألفاظ أو حروف وقاربت بينالكلمات المصحفة وبين ما تعنيه ودققت في إملاء ما كتبتم حفظكم الله ..
نسأل الله الإخلاص ..
والله المستعان )
وهذا أوان الشروع في ذكر مانصت عليه تلك الرسالة والله الموفق
1- أهداف الدعوة .
2- وغايتها .
3- ومبادئها .
4- وآدابها .
5- وطرقها .
6- ومناهجها .
7- وأبعادها .
8- ونتائجها .
9- والتوصيات .
10- والنصائح التي يحتاجها العاملون في سبيل الدعوة .
وأهميتها تكمن في أنها :
1- ترسم خطوط عمل الدعوة.
2- وتعين مجالاتها .
3- وتضيء الطريق لكل من يريد الخروج في سبيل الله .
وعليه فما هو المطلوب؟
ينبغي لكل رجل يشتغل بالدعوة أو جماعة تسعى إليها أن تضع هذه الرسالة نصب عينيها وتجعلها نبراسا لعملها .
ما هو عملي حول تلك الرسالة؟
أولا : نقدي للرسالة فأقول :
1- تتكون من خمسة عشر صفحة خلت كلها من دليل واحد من كتاب الله أو السنة النبوية إلا ما قد يكون نوع إشارة لحديث لا إسناد له .
2- الرسالة مليئة بالجهالات والبدع المخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : بيان أهمية الرسالة فأقول :
كنتقبل فترة طويلة من الزمن أبحث عن برنامج عملي يومي يقوم به البتليغيون ،وقد اشتهر بين أهل العلم فيما اعلم عدم وجود برنامج واضح متكامل إلا مايكون من بعض الأفراد ممن شاركوهم وتركوهم وبينوا تجاربهم الخاصة معهمفجاءت هذه الرسالة.
والفضللله وحده في وقوعي عليها لتبين لنا المنهج التفصيلي كاملا من رئيسهاومؤسسها الثاني والذي قد يكون الفعلي في تلك الفرقة بعد إقامة أُسسهاودعامتها من شيخها الأول محمد إلياس والد صاحب الرسالة .
ثالثا: نوع عملي فيها :
1- قمت بحمد الله بتتبع أهم ما رأيته فيها ولعلي شملت معظمها لم أبق إلا بعض أمور هي أشبه بالتعبير فقط .
2-فقمت بتنسيقها وترقيمها ووضع عناوين لها .
3-وتتبعتأغلب ما ذكره بالنقد العلمي وإن كنت شددت في الألفاظ لأجل غلظ البدعة التيهم عليها عياذا بالله والجمهور العريض المتبعين لهم في الشرق والغرب واللهالمستعان .
وإلى الرسالة وتفاصيلها والله الموفق
تفصيل الرسالة
ما هي أسس دعوتهم؟
- الإيمان واليقين .
- الصلاة .
- العلم والذكر.
- إكرام المسلم .
- حسن النية .
- الخروج في سبيل الله .
قال أبو عاصم :
هذه من الإسلام وليست كلها أصول وأصول الإسلام هي ما اتفق عليه العلماء من أركان الإيمان الستة .
وأمر آخر وهو أن دعوة التبليغ ودندنتهم كلها قائمة على تلك الستة ، وأين باقي أمور الإسلام؟
ثم ليتهم يعلمون حقائقها كما ينبغي من العلم الشرعي الصحيح ولكن كما قيل فاقد الشيء لا يعطيه .
كيف يتم الربط بتلك الأسس؟
1- لربط كل شخص بهذه الأمور وإيناسه بها يطلب منه أن يتفرغ أربعة أشهر.
2- ينفق هذه الأشهر بعيدا عن أشغاله وأهاليه في سبيل الدعوة .
3- يتجول في المدن والأرياف والسهول والجبال.
4- يطرق الأبواب ويجري اللقاءات ويعقد الاجتماعات .
5- يتحدث مع الناس ويدعوهم إلى الله .
قال أبو عاصم عفا الله عنه :
كما يرى كل صاحب عقل سليم أنها أمور ما أنزل الله بها من سلطان و لا يلزم العبد إلا بما ألزمه الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ما هي طريقتهم العملية لاستقطاب الأفراد؟
بطريقتين :
- الجولات .
- الخروج .
أولاً : الجولات
ما أهميتها؟
إنعمل التجول في سبيل الدعوة هو بمثابة العمود الفقري فيها فإذا صح هذاالعمل قبلت الدعوة وحينما تقبل الدعوة يقبل الدعاء وبالتالي تأتي الهداية .
قلت أبو عاصم :
كيف هذه التحليلات الغريبة بل تلك الجولات المبتدعة من أصلها؟!!
وما بني على باطل فهو باطل .ثم الهداية القلبية والثبات عليها بيد الله أليس ربنا يقول :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56
ألم يقل سبحانه : {لَّيْسَعَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَاتُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءوَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْلاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272
ما هي عقوبة من استنكر الجولة؟
من استنكرها أو رفضها فهو بمثابة رفض الدعوة والانحراف عن منهجها .
والنتيجة :
يسفر ذلك عن عدم قبول الدعاء وبدون قبول الدعوات لا تأتي الهداية من الله سبحانه وتعالى .
قال أبو عاصم :
أين الدليل على كل ما تقدم من الكتاب والسنة الصحيحة؟
وإنما هي زبالات أذهان لبعض الهنود الأحناف المتعصبة .
ما هو موضوع الحديث في الجولة؟
أن تقول لمن تخاطبه :
1- إن نجاحنا في الدنيا والآخرة منوط بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومرتبط به .
2- وإن جميع المشاكل والقضايا التي نتعرض لها تنحل باختيار منهج النبي صلى الله عليه وسلم ويتطلب منا جهدا بالغا .
كيف تسهل تلك المشاق؟
1- جمع أهل القرية في المسجد للجولة .
2- يطلب من الناس الجلوس بعد الصلاة قليلا .
3- من الأفضل أن يعلن ذلك رجل له نفوذ في القرية .
تفصيل عملية الجولة في الحي؟
1- جمع أهل القرية في المسجد مرتين في الأسبوع بالجولات واللقاءات .
2- يعد رجل واحد من كل بيت لتخصيص سنة كاملة للتدريب .
3- القيام بجولتين في كل أسبوع جولة في الحي يقع فيه مسجد لهم وجولة في حي يجاوره مسجد آخر.
4- يشكلون في كل مسجد جماعة تشتمل على سكان ذلك الحي.
ما هي مبادئ الجولة وآدابها؟
1- حينما يجتمعون بالمسجد تذكر لهم أهمية الجولة وقيمتها .
2- ويحث الناس عليها .
3- ومن استعد للتجوال يوضح له آداب الجولة .
ما هي آداب الجولة وما يفعل فيها ويقال على التفصيل؟
1- ملازمة الذكر قلبيا خلال التجوال .
2- غض البصر .
3- ويعتقد أن حل المشاكل بيد الله .
4- وأنهذه الأشياء التي ترى في الأسواق لا تجدي عليهم خيرا ولا تحل المشاكل التييعانون منها مع محاولة أن لا يقع النظر عليها ، وإن وقعت بلا قصد فيستحضرفي القلوب أن هذه الأشياء أحجار لا قيمة لها ولو مالت القلوب لها فكيفيستطاع إمالة قلوب المخاطبين إلى الله عز وجل .
5- التصور أن الموت بالمرصاد وأن هذه الأرض التي يمشى عليها تواري الجثث .
6-ويتجولون متآلفين متعاضدين متحابين .
7- يتكلم واحد منهم ويوجز في القول لأن من أدخل رجلا المسجد بالقول الموجز فقد نجح في عمل الدعوة.
ما هو الكلام الذي يقال لمن يلقونه في الجولة ؟
1- نحن إخوة في الله .
2- نؤمن بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله
3- ونعتقد أن العزة والذلة والنفع والضر بيد الله .
وتتطلبهذه الكلمة قضاء الحياة في ضوء أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلموبهذا تجمل الحياة وتتحسن الأحوال وتزول المشاكل والمصائب .
4- ويكون الاجتماع في المسجد لنتحدث عن أمور الدين ولنعرف أوامر الله ونواهيه .
قال أبو عاصم :
1- خلطوا حقا بباطل ! ( وأقصد به بدعةالتجول ) .
2- ثم أي علم يتكلمون به وفاقد الشيء لا يعطيه؟ كما تقدم .
3- وأين العلماء؟
4- وأين الدعوة للتوحيد والسنة بعلم شرعي صحيح؟ مع حصول الشركيات والبدع ومنها التحزب في دعوتهم .
5- ثم يريدون الحياة وفق سنته صلى الله عليه وسلم !
فنقول : أنى لهم وهم يجهلونها؟
ولو استمر أحدهم أربعين عاما معهم فهو لا يعرف من العلم شيئا ، وحسب أحسنهم شيئا من الثقافة لاتسمن ولا تغني .
ما طريقة الجولة؟
1- اختيار عشرة رجال .
2- يبدءونها بالدعاء .
3- وبالبيوت المتصلة بالمسجد .
4- وإن كانت المنطقة خالية من البيوت توجهوا لرجال الأعمال والتجارة في السوق القريبة لتوجه الدعوة إليهم .
5- التزام رجال الجماعة بمبادئ الجولة ومراعاتهم لآدابها .
6- يمكث بالمسجد ثلاثة أشخاص .
7-لا يؤخذ من العاملين الجدد إلا ثلاثة أو أربعة .
8- لو استعد للجولة عدد أكثر من ذلك فيشغلون ببعض الأمور في المسجد .
9- ويشتغل واحد منهم بالدعاء والذكر في المسجد .
10- ويستقبل رجل آخر القادمين .
11- ويشغلهم بأمور تتعلق بالدين إلى موعد الصلاة .
12- يجب أن تستغرق الجولة ساعة وتنتهي قبل موعد الصلاة بسبع أو ثمان دقائق .
13- ويصلي الجميع مع الجماعة بالتكبيرة الأولى .
قال أبو عاصم عفا الله عنه :
1- حرص على الخير وإدخال الناس فيه صحيح ولكن على غير السنة ! فما الفائدة المجنية إلا مخالفة السنة .
وكما قال الإمام أحمد : " السني من أخذ بالسنة كلها " .
2- وكما نرى جولة واختيار أعداد وذكر بطريقة معينة بالمسجد مما يسمونه ( الدينمو) لهم وكل هذه من البدع الإضافية .
الدعوة في الاجتماع وكل هذا خلال الجولة :
1- يتم تعيين رجل بعد المشاورة مع الإخوة العاملين لإلقاء الكلمة وتوجيه الدعوة .
2- على المتكلم أن يراعي الموضوع :
أولا : يبين أهمية الصلة بين العبد وربه مع بيان طريقتها لأنها :
- إذا قامت صلة العبد بربه استقامت حياته وتحقق فوزه في الدنيا والآخرة .
- وإن لم تقم هذه الصلة كان خاسرا في الدنيا والآخرة .
ثانيا : يركز على مضمون النقاط الستة التي سبق ذكرها .
أسلوبه في الكلام مع العامة وتبليغ ما أراد :
1- سهل يفهمه الجميع ويقتنعون به.
2- يدركون أن تعلم الدين ليس أمرا عسيرا والعمل به ليس أمرا يتطلب جهدا كبيرا .
ماذا يكون في آخر الكلمة؟
1- يدعى المجتمعون أولا للخروج لأربعة أشهر .
2- بذل الجهد ليخرجوا من الاجتماع مباشرة .
3- يدعى الآخرون إلى تعيين ما يمكنهم من تخصيص مدة للخروج .
4- تسجل أسماء الذين يريدون الخروج في سبيل الله .
حال الإخوة الذين معه يسمعون الكلمة :
1- يجلسون خلال الكلمة باهتمام بالغ .
2- وينصتون إلى الكلام واثقين بصدقه وسداده.
النتيجة لهذا :
1- تموج موجات الإيمان في القلوب .
2- وتثور عواطف اليقين والعمل .
قال أبو عاصم عقا الله عنه :
لازلنانردد أسلوب طيب ولكن مع علم طيب صحيح من الكتاب والسنة وبفهم السلف , ولكنفاقد الشيء لا يعطيه أبدا وهم فاقدون للعلم الشرعي ولايتتبعون مجالسالعلماء ولا يعرفون التوحيد ولا السنة وحسب أحدهم ثقافة فقط ،فماذا تجديه؟
ثم التحزب الذي يعيشون في بوتقته وهو التفرق المنهي عنه والله يقول :{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .. }.
وأخيرا تلك الكلمة التي قد تكون مصحوبة بالعواطف ولكنها غير منضبطة بالعلم الشرعي الصحيح ، وكما نرى أنها مليئة بالبدع
وبالذاتخاتمتها يدعون الناس للخروج أربعة أشهر وهذه المدة أقصى مايسعون إليهوينافس بعضهم بعضا فيها فالذي يخرج عندهم هذه المدة يعتبر قد حاز السبق .
وإنا نتساءل :
ما هي الأدلة على تلك المدة وغيرها من المدد التي أحدثوها؟
وما هو الدليل على اشتراط الخروج للدعوة إلى الله؟
وهميرون أن الإنسان أولى له يدعو في غير حيه لأن من كان في حيه يعرفه ويعرفأخلاقه السابقة في العادة ولكن لو دعا في حي آخر فهم في الغالب لا يعرفونهفتثمر دعوته أكثر ، وهذا ولاشك من الأخطاء الكبيرة في تلك الجماعة ومنالجهالات التي منيت بها تلك الفرقة الضالة ولاشك .
ثم كيف يدعون الناس من المسجد للخروج مباشرة وللدعوة إلى الله؟
أليس هذا لأهل العلم علماء وطلبة علم؟
وإلا لكل أحد؟
هذاما يفعله أصحاب تلك الفرق الضالة ويفرقون بين دعاة وبين علماء وطلبة علموهذا من تفريقات أهل الضلال في عصرنا وإلا فإن العلماء هم الدعاة حقاوالله المستعان .
أولاً : الخروج
أييخرجون مددا معينة خارج أحياءهم أو بلادهم للدعوة إلى الله –زعموا- ولابدمن اجتماعات يعقدونها بالمساجد ليتم من خلالها تكوين الجماعات الخارجة إلىالدعوة وكتابة الأسماء .
كيف يتم ذلك؟
1- على الخطيب أن يوجه الدعوة إلى تقديم الأسماء ويتولى شخص آخر من العاملين القدامى تسجيل هذه الأسماء .
2- يحترز هذا الرجل المسجل من الكلام !!
3- ثم يدعو الخطيب الحاضرين إلى أن يشجع بعضهم بعضا على الخروج بلطف ومحبة.
4- وإذا اعتذر أحد خاطبه بلطف وحاول حل مشاكله التي يعتذر بها .
5- ويحكي لهم قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما قدموه من تضحيات في سبيل الدين .
6- وفي النهاية يشكل جماعة محلية .
7- ويضع برنامجا للجولتين في الأسبوع وحلقة التعليم كل يوم .
قال أبو عاصم عفا الله عنه :
بدع ما أنزل الله بها من سلطان وحكايتها كاف في الحكم عليها والله المستعان .
تعليق