حالات ذكر حسنات المبتدع
قيدته من كتاب "الحدود الفاصلة بين أصول منهج السلف و أصول القطبية السرورية"
تأليف : الشيخ أبي عبد الأعلى خالد عثمان المصري حفظه الله.
[صفحة : 511]
نقلته مختصرا
1 _ في مقام الترجمة و التقويم لهذا المبتدع : قال الإمام الألباني رحمه الله : "إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه و مساوئه" كما في شريط "مَن حامل راية الجرح و التعديل في هذا العصر"، و قال العلامة بن عثيمين رحمه الله : "و أما إذا كنا نريد أن نتكلم عن حياته فالواجب أن يذكر ما له وما عليه" (لقاء الباب المفتوح : 121).
2 _ عند مقارنته بمبتدع آخر بدعته أغلظ : نحو مقارنة الأشاعرة بالجهمية، فالتمشعر أخف من التجهم، و قد رد الأشاعرة على الجهمية تعطيلهم لبعض الأسماء و الصفات.
3 _ على سبيل الإخبار لا على سبيل المدح : أي يخبر عن وجود هذه المحاسن فيهم من باب الإخبار عن السمات التي يتميزون بها، دون أن يكون قصده مدحهم بهذا الإخبار، بدليل السياق نفسه، يذكر أن هذه المحاسن لم تنفعهم، كما في أحاديث الخوارج، حيث بين النبي صلى الله عليه و سلم بعض محاسن الخوارج في العبادة، قاصدا الإخبار عن السمات التي يتميزون بها عن غيرهم لا قاصدا مدحهم، بدليل أنه صلى الله عليه و سلم في السياق نفسه بين أن هذا الاجتهاد في العبادة لم ينفعهم، لأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية.
4 _ على سبيل نفي ما لا تصح نسبته لهذا المبتدع : و هذا من باب الإنصاف في الأحكام و العدل في الإخبار، لا من باب المدح و الثناء المطلق، مثل ما قال شيخ الإسلام بن تيمية كما في الفتاوى الكبرى (6/539) : "فكل مسلم بل كل عاقل إذا فهم قولهم حقيقة علم أن القوم جاحدون للصانع مكذبون للرسل و الشرائع مفسدون للعقل و الدين و ليس الغرض هذا الكلام فيهم فإن الأشعرية لا تقول بهذا و حاشاها من هذا، بل هم من أعظم الناس تكفيرا و محاربة لمن هو أمثل من هؤلاء، و إنما هؤلاء من جنس القرامطة و الباطنية".
5 _ من باب الإخبار عن صدقه في الرواية : لا من باب المدح المطلق له، بدليل أهم في الموضع نفسه يذمون بدعته، كما في ترجمة أبان بن تغلب : "قال أحمد و يحي و أبو حاتم و النسائي : ثقة –أي في الرواية-"، و لما خرج له الحاكم في مستدركه قال : كان قاص الشيعة و هو ثقة.
6 _ لعدم العلم بحاله : و هذا يكون لسببين :
الأول :إخفاء هذا المبتدع بدعته أو عدم ظهورها عليه في الوقت الذي مدح فيه.
و الثاني : عدم علم العالم بما عليه هذا المبتدع، و إن كانت بدعته ظاهرة لغير هذا العالم.
نحو تزكية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه، و ذلك قبل أن تظهر بدعته.