تبرئة الأمام حسن البصري-رحمه الله-من تهمة القول بالقدر
من أين أتت التهمة!!!
الحسن البصري-رحمه الله-إمام من أئمة الهدى والدين أجمعت الأمة على فضله وإمامته وعلمه وصلابة دينه وسلامته؛
عقيدتناً وعبادتاً وسلوكاً
وهو من كبار التابعين توفي سنة(110)هجرية
كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر شديداً على أهل الفجور والمعاصي؛ومن هنا جاءت تهمته بالقدر من قوم وأناس حمل عليهم وشدد في الإنكار حتى يقلعوا عن العصيان وكان هذا ثقيلاً عليهم لهذا وجدوا في قلوبهم غيضاً وحقداً وبغضاً لهذا الجبل الناصح المصلح فاتهموه بهذه الفرية الكبيرة زوراً وبهتاناً.
فحقد هؤلاء مع غرض القدرية الذين أرادوا أن يجعلوا من إمامة الحسن-رحمه الله-ومنزلته عند الناس سلم لترويج بدعتهم
من هذين الطريقين راجت هذه التهمة الفاجرة عليه-رحمه الله-
قال أيوب-رحمه الله-كما في(سير أعلام النبلاء)(4\579-580)
{ كذب على الحسن ضربان:
قوم القدر رأيهم لينفقوه في الناس بالحسن،
وقوم في صدورهم بغض للحسن }.
ومما يؤيد أن أهل المعاصي الذين أنكر عليهم الحسن البصري-رحمه الله-هم الذين أشاعوا عليه هذه التهمة تنفيساً عن حقدهم وغيضهم عليه لأنه أقلق مضاجعهم ونقص فرحهم وقطع لذتهم بالحرام والباطل بمواعظه التي كانت تنزل عليهم كالصواعق المحرقة فأفسدت ما هم فيه،وأحلت مكان البهجة والسرور بالشهوات،غم وهم وشرور وضيق في نفوسهم أين ما حلوا،ولهذا أتهم بالقدر ولم يكن من القدرية
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-في منهاج السنة(3\24-25)
{ ولهذا أُتهم بمذهب القدر غير واحد ولم يكونوا قدرية،بل كانوا لا يقبلون الاحتجاج على المعاصي بالقدر،
كما قيل للإمام أحمد-رحمه الله-:
كان ابن أبي ذئب قدرياً؟
فقال: الناس كل من شدد عليهم المعاصي قالوا:هذا قدري!!
وقد قيل إنه بهذا السبب نسب إلى الحسن القدر،لكونه كان شديد الإنكار للمعاصي ناهياً عنها }.
الحسن البصري-رحمه الله-يؤمن بالقدر ويثبته
قال الذهبي-رحمه الله-عنه كما في السير(4\583)بعد أن ذكر أقوالاً للحسن تدل على إثباته للقدر أنظر(4\582-583)قال:
{ وقد مر إثبات الحسن للأقدار من غير وجه عنه }.
الحسن-رحمه الله-يرد على القدرية ويحذر من معبد الجهني
فها هو -رحمه الله-ينهى عن مجالسة رأس الفتنة ومثيرها
(معبد الجهني)
ويحذر الناس من سماع مقالاته فضلاً عن أنتحالها فكيف يحذر غيره من شر وضلال وهو يأخذ به وينتحله فهذا لا يليق بعالم رباني مثل الحسن البصري-رحمه الله-
لهذا جاء في السنة لعبد الله بن الإمام أحمد-رحمه الله-(2\391)بروايته قال: (حدثني أبي،نا،مرحوم بن عبد العزيز العطار قال:سمعت أبي وعمي يقولان:
سمعنا الحسن وهو ينهى عن مجالسة معبد الجهني يقول:
لا تجالسوه فإنه ضال مضل ).
خلاصة الكلام
أن الحسن-رحمه الله-لم يقل بالقدر بل أتهم به وهو باطل وهذا ما أقسم عليه عالمان جهبذان معاصران وعارفان حال الحسن عن بينة وهما الأوزاعي وأيوب-رحمهما الله تعالى-
فهذا أيوب-رحمه الله-يقول ويقسم على قوله كما أخرجه اللألكائي-رحمه الله-بسنده عن أيوب-رحمه الله-في شرح السنة(1\133):
( أدركت الحسن والله ما يقوله-أي القدر-)
وقال الأوزاعي-رحمه الله-كما في(ميزان الأعتدال)(4\17:
( لم يبلغنا أن أحد من التابعين تكلم في القدر ألا الحسن ومكحول
فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل ).
إذاً الإمام الحسن البصري-رحمه الله-بريء من هذه التهمة وهي القول بالقدر
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي