وتعلمون أيضاً مكانة الصّلاة في الإسلام، مكانة الصّلاة في الإسلام مكانة عظيمة، أوَّل ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله الصّلاة، أوَّل حساب وأول سؤال في الآخرة الصّلاة التي هي عمود الدين الصّلاة هي عمود الإسلام، وتعرفون العمود الخيمة بدون عمود تسقط والدين كذلك بدون عمود يسقط، وبوجود الصّلاة الإسلام قائم والعمود قائم، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، الله هو الذي فرضها وهو الذي حدَّدها، هذه المواقيت من عند الله -عَزَّ وََجَلَّ- لصلاة الفجر، لصلاة الظهر، لصلاة العصر، لصلاة المغرب، لصلاة العشاء مُحدَّدة من عند الله -سُبْحَانَهُ-، ويوم الجمعة تقوم صلاة الجمعة مقام صلاة الظهر فتُغنِي عنها إذا أقاموا الجمعة بخطبتين، تُغنِي عن صلاة الظهر قامت مقامها، هذا خاص بيوم الجمعة ، فلهذا يقال جمعة وجماعة من حافظ على الجمعة والجماعة فهو على خير عظيم، ومن ضيّع، ضيّع دينه؛ فنوصي الإخوة والشباب بالمحافظة على الصلوات الخمس وفي أوقاتها ومع الجماعة، قال الله :﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾، أوَّل صفه ذكرها لهم أنَّهم في صلاتهم خاشعون، و ختمها بقوله :﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾، خشوع ومحافظة ومداومة، فإن حافظت على صلاتك؛ حفظك الله، وإن ضيعتها؛ ضيعك الله، والجزاء من جنس العمل كما تدين تدان، احفظ تحفظ ضيع تضيع؛ تستفتح يومك بصلاة الفجر مفتاح الخير، انتهى الليل جاء النّهار فتستفتح نهارك ويومك بصلاة الفجر مع الجماعة في بيوت الله، الله أكبر! ما أعظم هذا الفتح! وما أعظم هذا الاستفتاح! وما أعظم هذه الصّلاة!، تسمع، تسمع كلام الله في تلك القراءة الجهرية في صلاة الفجر، استفتاح ينتصف النهار تأتي صلاة الظهر في منتصف النهار، مضى نصف اليوم و يبقى النّصف الثاني تأكيد الصّلاة الثانية، وإنَّ الإنسان قد يكون أخطأ، وقد يكون أذنب ما بين الفجر و الظهر؛ فتأتي الظهر تكفّر وتمحوها، ثُمَّ ما بين الظهر والمغرب يأتي في الوسط صلاة العصر فاصل وهي لك هذه الصّلاة، هي لك في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، الله يحفظك بسبب صلاتك، ويدفع عنك الشرّ و البلاء والفتن والمحن، والمصائب، والدواهي، والبلاوي بسبب الصّلاة، ويُكفّر عنك ذنوبك، وأيضاً الأجر الذي يبقى لك في الآخرة، يعني منفعة الصّلاة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، في القبر تدافع عنك هذه الصّلاة، تأتي وتدافع عنك في القبر إذا أنت حافظت عليها دافعت عنك، وأيضاً في الآخرة أوَّل ما تُحاسب عن الصّلاة، فإذا كُنت من أهلها دافع الله عنك، وإذا لم تكن من أهلها خسرت؛ كانت خمسين فصارت خمس ولولا كانت خمسين هي في صالحنا ما هي خسارة، الصّلاة ما هي خسارة الخسارة الكلام الفاضي، الخسارة الضياع، الخسارة المعاصي والذنوب والآثام هذه خسارة، أمَّا الصّلاة ما هي خسارة، بل هي زيادة في الدرجة، في الرفعة، في الفضل، والشرف، والكرم، والرزق، لكن الله من رحمته جعلها خمسة وجعلها الخمس بخمسين الفضل الواحد بعشرة يكتب لك عشرة الحسنة بعشر أمثالها .
من شريط/ محاضرة "نَصِيحَةٌ للسُّجَنَاء"
فوائد / محمد بن عبد الوهاب الوصابي
من شريط/ محاضرة "نَصِيحَةٌ للسُّجَنَاء"
فوائد / محمد بن عبد الوهاب الوصابي