بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السؤال:السَّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
صاحبُ الفضيلة يقول السَّائلُ: كثيرٌ مِن البدع الَّتي نصَّ العُلماء الثِّقات على بدعِيَّتها كبدعةِ الأحزاب قلَّما مَن يُحذِّرُ مِنها، بل قد برزَ طرحٌ جديد أنَّ التَّحذير مِنها يُؤثِّرُ في الوحدة الوطنيَّة! ما هُو رأيُكُم في هذا القول؟
الجواب:
رأيُنا في هذا القول نحنُ نقُول: نحنُ نتَّبع الكتاب والسُّنَّة وما عليه سلف الأُمَّة، ولا علينا مِن قول فُلان وعلاَّن.
مَن كان على المنهج السَّليم فهُو أخُونا؛ وهُو مِنَّا ونحنُ مِنه، ومَن كان مُخالِفًا في المنهج السَّليم؛ فليس مِنَّا ولسنا مِنه كائنًا مَن كان.
الطريقُ واضحٌ ـ ولله الحمد ـ ولا لَبْسَ فيه حتَّى نقُول أنَّ فُلانًا يُمكن أنْ يكون على صواب؛ الطَّريق واضحٌ ولله الحمد، والجادةُ واضحةٌ.
ولا بُدَّ مِن بيان أخطاء الَّذين أخطئوا للتَّحذير مِنها، ليس للنَّيل مِن أشخاصِهم أو التَّقليل مِن شأنِهم، ولكن لأجل التَّحذير مِن الخطأ لئلاَّ يغترَّ به أحدٌ؛ الخطأ مردُودٌ على مَن جاء به كائنًا مَن كان.
نحنُ نرُدُّ على المُبتدِعة، وحتَّى على أهلِ السُّنَّة، إذا أخطأ أحدٌ مِنهم رددْنا عليه ولو هو مِن أهلِ السُّنَّة، ولو هو مِن أكابر العُلماء.
الخطأُ يُرَدُّ؛ وليس معنى هذا هو التَّفريق بين الأُمَّة! هذا (إرجاع) بين الأُمَّة؛ لأنَّ الأُمَّة لا تجتمع إلاَّ على منهج صحيح، أمَّا إذا كان المنهجُ مُرقَّعًا، وأخطاء! الأُمَّة لا تجتمع.
اللهُ جلَّ وعلا يقُول:"كُلُّ حزبٍ بِما لديهم فرِحُون"[المؤمنون: 53] هذا ذمٌّ لهم،"فَتَقَطََّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"[المؤمنون: 53] هذا مِن باب الذَمِّ، واللهُ جلَّ وعلا يقُول: "وَإِنََّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"[المؤمنون: 52]، وفي الآية الأُخرى "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"[الأنبياء: 92].
الأُمَّة واحدةٌ، ولا تسير الأُمَّة إلاَّ على منهجٍ سلِيمٍ، ليس فيه أخطاء أو ابتِداع أو انحِرافٍ.
وجمعُ الأُمَّة ليس بالتَّجميع كما يظُنُّ بعضُ النَّاس، بالتَّجميع!
لا، جمعُ الأُمَّة إنَّما هُو بالكتاب والسُّنَّة، لا يجمع الأُمَّة إلاَّ اتِّباع الكتاب والسُّنَّة، والمُخطئ يتراجع عن خطئه، لا بُدَّ مِن هذا، نعم.