الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، أَمَّا بَعْدُ :
1- قولُ الشيخ عبد السلام : " فأكثرُ المجتمعات الآن على غير السنة " ؛ إشارةٌ إلى واقعٍ ملموس ... لا شك أن هناك تفريطاً كثيراً .
2- التصنيف : إدراجُ الشخص في الطائفة التي ينتسبُ إليها .
3- النبي - صلى الله عليه وسلم - نعت أوصاف الخوارج ولم يصرح باسمهم في الأحاديث ، ومع ذلك فالصحابة ورد عنهم تسميتهم بالخوارج وتنزيل هذه الأحاديث عليهم .
4- هل سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ الخوارج؟
هذا السؤال وُجِّه للصحابي سهل بن حنيف - رضي الله عنه - .
5- التصنيف ثابتٌ بالقرآن .
6- قال الشيخ أبو حازم عن حديث ابن عمر - رضي الله عنه - في القدرية : «إنه قد ظهر أناس من قبلنا يقرؤون القرآن ويتعلمون العلم» : وهذا يُفِيدُنا فائدةً أخرى وهي : أن المبتدعة قد يُعرفُ عنهم نوعُ اشتغالٍ بالعلم ، لا يشترط في المبتدع أن يكون جاهلا من كل وجه .
7- القدرية على قسمين :
أ- الأوائل : وهم غلاة القدرية (ومنهم معبد الجهني) ، قولُهم : أنهم ينفون القدر (أصلاً) بالكلية ليس هناك تقدير للأشياء ، والأمر أنف - أي : مستأنَف - ، فهذا هو قولُ القدرية الأوائل : إنكار القدر والعلم بالكلية .
ب- القدرية المتأخرون : وهم المعتزلة ومن وافقهم ، الذين أثبتوا العلم السابق لله والكتابة ، ولكنهم خالفوا في عموم المشيئة وعموم الخلق ، فقالوا : إن الله لا يخلق الشر ولا يخلق أفعال العباد .
8- قال الشيخ أبو حازم عن قول ابن عمر - رضي الله عنه - في القدرية : «فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني» : هذه العبارة حملها العلماء على تكفير أولئك القدرية ؛ لأن البراءةَ في مثل هذا المقام إنما هي براءة من الشخص براءةٌ كلية والبراءة الكلية لا تكون إلا من الكفار .
البراءة قد تكونُ كليةً وقد تكونُ جزئيةً .
البراءةُ الكلية : هي البراءةُ من الشخصِ بالكلية ، البراءةُ منه على الإطلاق ، وهذا لا يكونُ إلا من الكفار .
وأما البراءةُ الجزئية : فهي البراءة منه في عملٍ معين أو صفةٍ معينة ، قد يكون عاصيا ، فنحن نتبرأُ منه لأجل معصيته ، ولكننا لا نتبرأُ منه تبرأً كلياً كما نتبرأُ من الكفار .
9- قال الشيخ أبو حازم عن قول عبد الله بن أبي أوفى : «لعن الله الأزارقة» : وفيه فائدةٌ في مسألةٍ أخرى : وهي مسألةُ لعن أهل البدع ، وهذه مسألةٌ مشروعة ، وكلامُ السلف فيها معروف، وقد اتفق السلفُ والعلماءُ عليها ، لا بأس بلعن أهل البدع في طوائفهم ، أنك تلعن طائفةً من طوائف أهل البدع ، تقول : لعن اللهُ الأزارقة ، لعن اللهُ الخوارج ، لعن اللهُ الرافضة ، لعن اللهُ كذا ، هذا لا بأس به .
وإنما الذي تكلَّم فيه السلف والعلماء هو لعنُ المعين ، أما لعنُ الطوائف من الكفار والمبتدعين والعصاة ، فهذا لا حرج فيه ؛ بدلالة النص والإجماع - كما يقولُ شيخ الإسلام - رحمه الله - .
وإنما الكلامُ والاختلاف في لعن المعين ، والصحيحُ - إن شاء الله تعالى - في هذه المسألة : أنه لا بأس بلعن المعين إذا غلب على الظن أن الحجةَ قد قامت عليه ، وإذا عَظُمَ شرُّه وفسادُه وعَظُمَت فتنتُه بين الناس ، وعلى هذا تأتلفُ أقوال السلف ولا تختلف في هذه المسألة .
10- خلاصة ما تقدَّم من كلام الشيخ عبد السلام هو قوله في هذه المحاضرة : " فظهر بهذا الموجز واستبان مشروعيةُ نسبة الناس إلى عقائدهم ، فمن كان من أهل السنة فهو سني ، ومن كان من أهل البدع والأهواء فهو منهم ؛ أشعريا كان أو معتزليا أو مرجئيا أو خارجيا أو رافضيا وهكذا " .
11- قول الشيخ عبد السلام : " فتصنيفُ الناس ونسبتهم إلى عقائدهم ونِحَلِهم وصفاتهم من حيث الحكم ومن حيث القواعد ليس علماً مخترعاً وليس علماً جديداً ، بل هو علم الجرح والتعديل الذي لا ينقطع من هذه الأمة ما بقي الليلُ والنهارُ " .
قال الشيخ أبو حازم معلقاً على هذا المقطع : " وفي كلامِ الشيخ الذي سمعناه أن علمَ الجرح والتعديل هو علمٌ مُستمِرٌّ في هذه الأمة ، لا ينقطع - بفضل الله تعالى- وهذا تصديقاً لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ذكرناه من قبل وذكرنا أنه دليلٌ على مشروعية التصنيف ، وهو حديث الطائفة المنصورة من قوله - عليه الصلاة والسلام - : " لا تزالُ طائفةٌ من أمتي قائمةً بأمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .2- التصنيف : إدراجُ الشخص في الطائفة التي ينتسبُ إليها .
3- النبي - صلى الله عليه وسلم - نعت أوصاف الخوارج ولم يصرح باسمهم في الأحاديث ، ومع ذلك فالصحابة ورد عنهم تسميتهم بالخوارج وتنزيل هذه الأحاديث عليهم .
4- هل سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ الخوارج؟
هذا السؤال وُجِّه للصحابي سهل بن حنيف - رضي الله عنه - .
5- التصنيف ثابتٌ بالقرآن .
6- قال الشيخ أبو حازم عن حديث ابن عمر - رضي الله عنه - في القدرية : «إنه قد ظهر أناس من قبلنا يقرؤون القرآن ويتعلمون العلم» : وهذا يُفِيدُنا فائدةً أخرى وهي : أن المبتدعة قد يُعرفُ عنهم نوعُ اشتغالٍ بالعلم ، لا يشترط في المبتدع أن يكون جاهلا من كل وجه .
7- القدرية على قسمين :
أ- الأوائل : وهم غلاة القدرية (ومنهم معبد الجهني) ، قولُهم : أنهم ينفون القدر (أصلاً) بالكلية ليس هناك تقدير للأشياء ، والأمر أنف - أي : مستأنَف - ، فهذا هو قولُ القدرية الأوائل : إنكار القدر والعلم بالكلية .
ب- القدرية المتأخرون : وهم المعتزلة ومن وافقهم ، الذين أثبتوا العلم السابق لله والكتابة ، ولكنهم خالفوا في عموم المشيئة وعموم الخلق ، فقالوا : إن الله لا يخلق الشر ولا يخلق أفعال العباد .
8- قال الشيخ أبو حازم عن قول ابن عمر - رضي الله عنه - في القدرية : «فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني» : هذه العبارة حملها العلماء على تكفير أولئك القدرية ؛ لأن البراءةَ في مثل هذا المقام إنما هي براءة من الشخص براءةٌ كلية والبراءة الكلية لا تكون إلا من الكفار .
البراءة قد تكونُ كليةً وقد تكونُ جزئيةً .
البراءةُ الكلية : هي البراءةُ من الشخصِ بالكلية ، البراءةُ منه على الإطلاق ، وهذا لا يكونُ إلا من الكفار .
وأما البراءةُ الجزئية : فهي البراءة منه في عملٍ معين أو صفةٍ معينة ، قد يكون عاصيا ، فنحن نتبرأُ منه لأجل معصيته ، ولكننا لا نتبرأُ منه تبرأً كلياً كما نتبرأُ من الكفار .
9- قال الشيخ أبو حازم عن قول عبد الله بن أبي أوفى : «لعن الله الأزارقة» : وفيه فائدةٌ في مسألةٍ أخرى : وهي مسألةُ لعن أهل البدع ، وهذه مسألةٌ مشروعة ، وكلامُ السلف فيها معروف، وقد اتفق السلفُ والعلماءُ عليها ، لا بأس بلعن أهل البدع في طوائفهم ، أنك تلعن طائفةً من طوائف أهل البدع ، تقول : لعن اللهُ الأزارقة ، لعن اللهُ الخوارج ، لعن اللهُ الرافضة ، لعن اللهُ كذا ، هذا لا بأس به .
وإنما الذي تكلَّم فيه السلف والعلماء هو لعنُ المعين ، أما لعنُ الطوائف من الكفار والمبتدعين والعصاة ، فهذا لا حرج فيه ؛ بدلالة النص والإجماع - كما يقولُ شيخ الإسلام - رحمه الله - .
وإنما الكلامُ والاختلاف في لعن المعين ، والصحيحُ - إن شاء الله تعالى - في هذه المسألة : أنه لا بأس بلعن المعين إذا غلب على الظن أن الحجةَ قد قامت عليه ، وإذا عَظُمَ شرُّه وفسادُه وعَظُمَت فتنتُه بين الناس ، وعلى هذا تأتلفُ أقوال السلف ولا تختلف في هذه المسألة .
10- خلاصة ما تقدَّم من كلام الشيخ عبد السلام هو قوله في هذه المحاضرة : " فظهر بهذا الموجز واستبان مشروعيةُ نسبة الناس إلى عقائدهم ، فمن كان من أهل السنة فهو سني ، ومن كان من أهل البدع والأهواء فهو منهم ؛ أشعريا كان أو معتزليا أو مرجئيا أو خارجيا أو رافضيا وهكذا " .
11- قول الشيخ عبد السلام : " فتصنيفُ الناس ونسبتهم إلى عقائدهم ونِحَلِهم وصفاتهم من حيث الحكم ومن حيث القواعد ليس علماً مخترعاً وليس علماً جديداً ، بل هو علم الجرح والتعديل الذي لا ينقطع من هذه الأمة ما بقي الليلُ والنهارُ " .
فهذا دليلٌ بيِّن على أن الحقَّ لا يزالُ ظاهراً في هذه الأمة ، ولا يزالُ معروفاً ، ولا يزالُ أهلُه يدعون إليه ويبيِّنونه للناس ، ولا شك أنه يدخلُ في ذلك علمُ الجرح والتعديل .
أولاً : لأن هذا العلم من جملة الحق ومن جملةِ دين الله - سبحانه وتعالى - وقد عرفنا أن الدينَ لابد أن يكون ظاهراً ؛ فكذلك علمُ الجرح والتعديل ؛ لأنه من الدين .
ثانياً : لأن القائمين بالجرح والتعديل من أول من يدخلون في الطائفة المنصورة وقد سئل الأئمةُ عن ذلك فقالوا : إن الطائفة المنصورة هم أهل العلم وهم أهل الحديث ، ولا شك أن أهل الحديث هم أهل الجرح والتعديل ، وهم القائمون بهذه الوظيفة العظيمة ، فالحديثُ يدلُّنا إذن على بقاء علم الجرح والتعديل من ناحية قواعده وأصوله ومن ناحية القائمين به والداعين إليه .
فهذا العلم إذن باقٍ من الناحية النظرية ومن الناحية العملية ، ولا شك أن هذا يُعَدُّ رداً على الذين يدعون إلى غلق باب هذا العلم العظيم ، وهذا هو الذي أشار إليه الشيخ في كلامِه ، هذا العلمُ العظيم هو الذي من خلاله حُفِظَ دينُ الله - تبارك وتعالى - ، هو الذي من خلاله تحقق وعدُ الله - عز وجل - في قوله : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .
فاللهُ - سبحانه وتعالى - قضى وأراد أن يحفظ دينه ، وأن يصونه عن تحريف المنحرفين والزائغين ، واللهُ - سبحانه وتعالى - من حكمته أنه يُقَدِّرُ الأسباب التي يكونُ من خلالها قضائُه - سبحانه وتعالى - وتكونُ من خلالها إرادتُه - سبحانه وتعالى - .
فمن الأسباب التي أرادها اللهُ - عز وجل - لحفظ هذا الدين أن يُوجَدَ مثلُ علم ِالجرح والتعديل ؛حتى يُبَيَّنَ للناس المستقيمُ من المنحرف ، والصادقُ من الكاذب ، والسنيُّ من المبتدع ؛ حتى يُبَيَّنَ للناس الذي يَسْتَأْهِلُ أن يؤخذُ عنه العلم والذي لايَسْتَأْهِلُ ذلك ، وهذا من مقتضيات النصيحة التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها من الدين ، فكلُّ هذا - بارك الله فيكم - يُعَدُّ دليلاً واضحاً وساطعاً على بقاء علم الجرح والتعديل ، وعلى أن الذي يدعي أنه قد أُغْلِق ، وأنه لم يَعُدْ هناك داعٍ للعملِ به هذا شخصٌ يعارضُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويعارضُ وعد الله - عز وجل - بحفظ الدين ، ويعارضُ كذلك فريضةَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويدعو إلى أن يَصِيرَ دينُ الله - سبحانه وتعالى - كلأً مباحاً يتناوَلُه كلُّ أحد ، ويتكلمُ فيه كلُّ إنسان ، فحسبُك بهذا شراً وفساداً ، ويَكْفِيك من شرٍّ سماعُه .
ولهذا كان الداعون إلى غلقِ باب الجرح والتعديل أصحابَ بدعةٍ وضلالة بلا إشكال ، والذي يُعرفُ عنه هذا الكلام يُحَذَّرُ منه مباشرة ، كلُّ من عُرِفَ بالدعوة إلى غلقِ باب الجرح والتعديل وأنه لا يُتَكَلَّمُ في الناس ، ولا يُصَنَّفُون على حَسَبِ عقائدهم ، ولا يُحَذَّرُ منهم من أهل الزيغِ والانحراف من أصحاب الجماعات والفرق والأحزاب وغير ذلك ، كلُّ من دعا إلى هذه الأشياء فهو مبتدعٌ ضالٌ زائغ ، يُجْتَنَبُ مباشرةً ، ولا يُؤْخَذُ عنه العلم ، ولا يُستفادُ منه في دينِ الله - سبحانه وتعالى - ، وهو موصوفٌ بالتمييع وموصوفٌ بالتخذيل كما هو معلوم " .
12- يصدق على أهل زماننا ممن يخشون الجرح والتعديل اسم النَّخْشَبِيِّين الذين هم نسبة إلى أبي تراب النخشبي الذي قال للإمام أحمد : " اتق اللهَ يا شيخ ولا تغتب الناس " ؛ فردَّ عليه - رحمه الله - قائلاً : " ويحك هذه نصيحة وليس غيبة " .
13- أبو إسحاق الحويني : مُمَيِّعٌ جَلْد ، لا يتكلم في المبتدعة كسيد قطب وحسن البنا وقطبي السعودية وعبد الرحمن عبد الخالق .
والمبتدعة عنده هم الصوفية والقبورية وأصحاب المدرسة العقلية ؛ هذا إذا تكلَّم فيهم .
يقال للقوم : لماذا عددتم الصوفية من أهل البدع ؟
إن قلتم : لأنهم خالفوا أصول أهل السنة والجماعة .
فيقال : وسيد قطب ألم يخالف في أصول .. بيننا وبينكم الأدلة ؟!
14- الذي يقول : لا جرح ولا تعديل الآن ردَّ عليه الأئمة من قديم ، وقال السخاوي عنه : جاهل أو ملبِّس .
15- مسألة العمل السياسي عند الحزبيين : يدندون دائما حول تطبيق الشريعة ، وهذا لا وجود له في الوقع ، وهذه مصلحة متوهمة، الاحتمال فيها ضعيف جدا .
كتبه / أبو همام أحمد إيهاب
ظهر الثلاثاء 9-10-1435هـ