نَصِحَةٌ غَالِيةٌ فِي ظِلِّ الفَتِنِ الجَارِية / من أبي عمر أسامة إلى كافة السلفيين (13 رمضان 1435هـ)
الحمد لله وبعد،
فهذه نصيحة غالية في ظلّ هذه الفتن الجارية التى نعيشها وجهها لنا الشيخ الفاضل أبو عمر أسامة العتيبي وفقه الله وبارك فيه حول المسألة التى أُثيرت في هذه الآونة الأخيرة من موقف الشرع من تارك العمل بالكلية مع العلم والقدرة فكان هذا جواب الشيخ حفظه الله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فليس من هدي السلف ولا طريقة العلماء كثرة الخوض في هذه المسألة بل يكفيك أن تقرر عقيدة السلف :
الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويجوز الاستثناء فيه ومرتكب الكبيرة التي دون الكفر والشرك ليس بكافر
وما زاد على ذلك من قضية التنقير في موضوع الجنس والشرط والأصل والفرع والكمال كل ذلك من انشغال الشباب بما يؤدي بهم إلى الانسلاخ من السنة
وقد استغل الشيطان هذه القضية وجعلها سببا في إخراج كثير من الشباب من السلفية فصاروا خوارج أو فسقة
ولو تأملت كلام العلماء في التقرير لا تكاد تجد لهم كلاما في هذه القضايا الزائدة وإنما تجدها في مقام الرد على أسئلة السائلين.
فلذلك أنصحك أخي وجميع الإخوة السلفيين بعدم الخوض فيها ويكفيكم ما تكلم به السلف.
فإن كانت نفسك تنازعك إلا أن تبين لها ما تعتقده في هذه القضايا فبين لنفسك أن تارك عمل الجوارح بالكلية بدون عذر ليس بمسلم بل زنديق وأن تكفير تارك الصلاة مسألة خلافية بين السلف وأن من يتهم من لا يكفر تارك الصلاة بالإرجاء فهو خارجي مارق.
وأن الشيخ الألباني والشيخ ربيعا من كبار علماء السنة ولم يرمهما بالإرجاء إلا الخوارج كلاب النار
وإلى هذا الحد فقف ولا تتعدّ.
فإن زادت نفسك في الطلب فقالت ما حكم من يقول بكذا وكذا فجاهدها وكفها عن التنقير وازجرها
فإن لم تستطع وقالت: أريد أن أعرف لو لنفسي فأعلم أن الفتنة قد وصلت إليك فإما أن تنتهي أو ستكون عاقبتك مع الخوارج
هذه نصيحة لك ولكل سلفي.
يسعنا ما وسع علماءنا وما وسع السلف.
وكذلك مسألة عدم العذر بالجهل ففي المسألة تفصيل ومن ذلك أن الاستغاثة بغير الله شرك أكبر وكذلك القول بخلق القرآن وبأن الله في كل مكان فهذا كفر أكبر
لكن الحكم على المعين له شروط وموانع فالتكفير دون مراعاة ذلك من منهج الخوارج.
والإمام أحمد لم يكفر الخليفة المعتصم رغم قوله بخلق القرآن وبأن الله ليس عاليا على العرش بل عذره بجهله.
وشيخ الإسلام ابن تيمية عذر من يقول بأن الله في كل مكان من العلماء والأمراء بسبب جهلهم مع أنهم من كبار علماء عصرهم في شتى العلوم إلا عقيدة السلف فيجهلونها.
ولا تستمع لمن يريد تبديل دين الله ونفي هذه الضوابط التي قررها علماء السنة في باب التكفير.
وإعذار المعين الذي لم تبلغه الحجة من مشهور مسائل الخلاف فمن ينفيه إما لعدم اطلاعه عليه أو لعدم اعتباره له لكنها حقيقة موجودة.
ويستغلها الخوارج لضرب السلفيين.
ومن يكثر التنقير فيها ويجعلها مدخلا للطعن في العلماء والسلفيين الذين يعذرون بالجهل فهو خارجي مارق.
وتحكيم القوانين الوضعية منكر عظيم ومن كبائر الذنوب ولكنه لا يكفر إلا بالاستحلال أو الاستكبار ونحوهما من المفكرات المعلومة أما إن فعل ذلك تهاونا فهو فاسق .
وتكفير الحاكم عينا بالحكم بالقوانين الوضعية وهو غير مستحل هو قول الخوارج كلاب النار لعنهم الله.
ومن رأيته يكثر التنقير في المسألة ويورد الشبه لتكفير المرزوقي أو السيسي فاعلم أنه شيطان من شياطين الإنس وأنه يسعى في إخراجك من السنة لجهله وضلاله.
فانتبه لنفسك.
اترك التنقير.
اترك الكلام في هذه المسائل.
عاقبتها وخيمة.
اسمعوا النصيحة قبل أن يأتي وقت الانسلاخ من السنة.
اعتبروا بغيركم ممن كانوا سلفيين فانسلخوا.
هذه نصيحة مشفق مطلع على تاريخ الحدادية منذ نشأتها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه
أسامة بن عطايا العتيبي
13/ رمضان/ 1435
مصدر النصيحة : رسالة خاصة عبر الواتساب أذن الشيخ في نشرها.