جرح المبتدع من العلم ...و تبليغه تابع لحال المخاطب
ولا يدرك عقله تَحذيرك من هؤلاء، فمثل هذا عليك أن تعظِّم شأن العلماء - حقًّا - في قلبه، وتكثر من ذكر أسمائهم على مسامعه، وتوافيه أولاً بأول ببعض كتبهم ودروسهم التي تناسب فهمه،
وفي نفس الوقت تتغافل تمامًا عن ذكر هؤلاء الخطباء، وإذا هو أثار الكلام عليهم تشعره بعدم اهتمامك بِهم، فلا ترفع لهم رأسًا، بل تزهِّده في الاستماع لَهم، فمع مرور الوقت، إذا أراد الله بِهذا العبد خيرًا، سوف تجده تلقائيًا، تضعف همته عن مواصلة التلقي عن هؤلاء الخطباء، بسبب أنك قد استوليت على قلبه بحسن نصحك وتوجيهك ودماثة خلقك وإحسانك إليه، فيُدرك أنك لم تدع إرشاده إلى هؤلاء إلا لشرٍ فيهم....
وقال :
أما إن كان هذا المخاطب مِمن ظل سنوات يترنح بين هؤلاء الخطباء، وفي نفس الوقت قد نال نصيبًا من الانتفاع بالعلماء الكبار، فمثل هذا الصنف يجب معه المصارحة والمكاشفة بالتحذير من هؤلاء، وأن هؤلاء العلماء -الذين هم بشهادته علماء كبار-، قد حذَّروا من هؤلاء الخطباء بسبب مخالفتهم لبعض الأصول، ووقوعهم في طائفة من الأهواء، هذا مع تدعيمك له بالكتب والدروس التي تبين له منهج أهل السنة في الرد على المخالف ونقد الكتب والرجال والطوائف.»
====================
[ثم ذكر كلاما طيبا في الانكار على من جعل معظم الناس في جماعات وأحزاب]
إلى أن قال:
«أمّا تخاطب العامة جميعا بمسألة ربما ما يدري وهو في الحالة هذه، ما يعرف جماعة أو غير جماعة، فيسبب شيء في نفسه من الشكوك في الالتزام كما حصل ذلك فعلا.
إذن الكلام على هذه المسألة لا يقال الداعية يتكلم فيها بإطلاق، ولا يقال يتركها بإطلاق، بل يتكلم عنها في حدودها الشرعية، والكلام في هذه المسائل يحتاج إلى علم وحكمة وبصيرة، والشريعة -كما هو من القواعد- جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وجاءت بدرء المفاسد وتقليلها، فالكلام في هذه الأمور بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد مطلوب؛ لأن تحقيق المصالح الشرعية أمر متفق عليه، ودرء المفاسد أمر متفق عليه، أمّا أن تحدث مصلحة ويكون معها مفاسد كثيرة فهذه لا تجوز؛
يأتي واحد وتدعوه وهو مقبل على الخير وتجعل في نفسه الكلام على فلان وفلان، وفلان أو الجماعة الفلانية والجماعة الفلانية ربما ما تَحَمَّلَ عَقْلَه ذلك فَكَرِهَ الخيرَ كلَّه.
===================
قال الشيخ أبو عبد الأعلى المصري في كتاب الكواشف الجلية
«عليك بِمراعاة حال المخاطب، فإن كان المخاطَب من العامة البسطاء الذين لا يفهمون اصطلاحات العلماء: بدعة -أهل البدع والأهواء- الجرح والتعديل- الرد على المخالف أصل من أصول أهل السنة...إلخ.قال الشيخ أبو عبد الأعلى المصري في كتاب الكواشف الجلية
ولا يدرك عقله تَحذيرك من هؤلاء، فمثل هذا عليك أن تعظِّم شأن العلماء - حقًّا - في قلبه، وتكثر من ذكر أسمائهم على مسامعه، وتوافيه أولاً بأول ببعض كتبهم ودروسهم التي تناسب فهمه،
وفي نفس الوقت تتغافل تمامًا عن ذكر هؤلاء الخطباء، وإذا هو أثار الكلام عليهم تشعره بعدم اهتمامك بِهم، فلا ترفع لهم رأسًا، بل تزهِّده في الاستماع لَهم، فمع مرور الوقت، إذا أراد الله بِهذا العبد خيرًا، سوف تجده تلقائيًا، تضعف همته عن مواصلة التلقي عن هؤلاء الخطباء، بسبب أنك قد استوليت على قلبه بحسن نصحك وتوجيهك ودماثة خلقك وإحسانك إليه، فيُدرك أنك لم تدع إرشاده إلى هؤلاء إلا لشرٍ فيهم....
وقال :
أما إن كان هذا المخاطب مِمن ظل سنوات يترنح بين هؤلاء الخطباء، وفي نفس الوقت قد نال نصيبًا من الانتفاع بالعلماء الكبار، فمثل هذا الصنف يجب معه المصارحة والمكاشفة بالتحذير من هؤلاء، وأن هؤلاء العلماء -الذين هم بشهادته علماء كبار-، قد حذَّروا من هؤلاء الخطباء بسبب مخالفتهم لبعض الأصول، ووقوعهم في طائفة من الأهواء، هذا مع تدعيمك له بالكتب والدروس التي تبين له منهج أهل السنة في الرد على المخالف ونقد الكتب والرجال والطوائف.»
====================
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شريط كيف تدعو إلى الله؟
«الناس يختلفون في طرح هذه الموضوعات عليهم، ولهذا من يطرح هذه الموضوعات أحيانا يكون مصيبا، وأحيانا يكون مخطئا، لأن المدعو ما حاله حتى تَطرحَ عليه موضوع جماعات أو حزبيات أو نحو ذلك؟، ربما لا يكون عنده فكرة أصلا عن الحزب، ليس عنده شيء من ذلك حتى تنقله إلى غيره،»[ثم ذكر كلاما طيبا في الانكار على من جعل معظم الناس في جماعات وأحزاب]
إلى أن قال:
«أمّا تخاطب العامة جميعا بمسألة ربما ما يدري وهو في الحالة هذه، ما يعرف جماعة أو غير جماعة، فيسبب شيء في نفسه من الشكوك في الالتزام كما حصل ذلك فعلا.
إذن الكلام على هذه المسألة لا يقال الداعية يتكلم فيها بإطلاق، ولا يقال يتركها بإطلاق، بل يتكلم عنها في حدودها الشرعية، والكلام في هذه المسائل يحتاج إلى علم وحكمة وبصيرة، والشريعة -كما هو من القواعد- جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وجاءت بدرء المفاسد وتقليلها، فالكلام في هذه الأمور بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد مطلوب؛ لأن تحقيق المصالح الشرعية أمر متفق عليه، ودرء المفاسد أمر متفق عليه، أمّا أن تحدث مصلحة ويكون معها مفاسد كثيرة فهذه لا تجوز؛
يأتي واحد وتدعوه وهو مقبل على الخير وتجعل في نفسه الكلام على فلان وفلان، وفلان أو الجماعة الفلانية والجماعة الفلانية ربما ما تَحَمَّلَ عَقْلَه ذلك فَكَرِهَ الخيرَ كلَّه.
فإذن هذه المسائل لا يُتكلَّم فيها إلا مع من كان واقعا في تلك الاجتماعات أو الجماعات رغبة في إصلاحه وإسداء الخير له بالكلام عام أيضا وخاص.
»أهـ
\المكتبة الالكترونية للشيخ\مسائل في الهجر\