.......قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى :
....« فالتكفير يختلف باختلاف حال الشخص،
.....فليس كل مخطئ ولا مبتدع، ولا جاهل،
ولا ضال يكون كافراً، بل ولا فاسقا، بل ولا عاصيا »
............"مجموع الفتاوى"(12/180)
في ضــابط الحكم على الأعيــان
..
بحث متتم لبحث سلف موسوم بـ
" دعوة المعلمين
للتفريق في مسائل التكفير والتبديع والتفسيق
بين الإطلاق والتعيين"
..
..
الأدلة النقليّة والعقليّة والعرفيّة
و
شاهد الوجود في كل الديانات ومختلف المعتقدات
قاضية صارخة بأنه
لا حكم على معين – كائنا من كان، في أي أمر كان- قبل استبيان
....
أيا حبيب :
التبديع حكم شرعي،
يفرّق فيه بين الإطلاق والتعيين
وهذا يشمل المسائل الظاهرة والخفية،
وينسحب على الداعي وغير الداعي،
وفي كلٍ يرّد الباطل
....
....
((( المقدمة وفيها الباعث على الطرح )))
....« فالتكفير يختلف باختلاف حال الشخص،
.....فليس كل مخطئ ولا مبتدع، ولا جاهل،
ولا ضال يكون كافراً، بل ولا فاسقا، بل ولا عاصيا »
............"مجموع الفتاوى"(12/180)
....
في ضــابط الحكم على الأعيــان
..
!!!
..
بحث متتم لبحث سلف موسوم بـ
" دعوة المعلمين
للتفريق في مسائل التكفير والتبديع والتفسيق
بين الإطلاق والتعيين"
..
!!!
..
الأدلة النقليّة والعقليّة والعرفيّة
و
شاهد الوجود في كل الديانات ومختلف المعتقدات
قاضية صارخة بأنه
لا حكم على معين – كائنا من كان، في أي أمر كان- قبل استبيان
....
أيا حبيب :
التبديع حكم شرعي،
يفرّق فيه بين الإطلاق والتعيين
وهذا يشمل المسائل الظاهرة والخفية،
وينسحب على الداعي وغير الداعي،
وفي كلٍ يرّد الباطل
....
!!!
....
((( المقدمة وفيها الباعث على الطرح )))
....
....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
....
...."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"سورة"آل عمران"الآية(102)
....
...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"سورة"النساء"الآية(1)
....
...."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
....
....فإن أصدق الحديث : كلام الله . وخير الهدي : هدي محمد r . وشر الأمور : محدثاتـها . وكل محدثة، بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
....
...."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"سورة"آل عمران"الآية(102)
....
...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"سورة"النساء"الآية(1)
....
...."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
....
....فإن أصدق الحديث : كلام الله . وخير الهدي : هدي محمد r . وشر الأمور : محدثاتـها . وكل محدثة، بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
....
،،، أما بعد ،،،
،،، أما بعد ،،،
....نسأل الله تعالى تثبيتا وتوفيقا : في زمن الفتنة، وفوضى الفُرقة، وتصدر جهول، وسماع فجور، وتناكح فهوم، وتناحر أهواء، وتشابك أراء، وتشتت صدور، وتقاتل أقوال، وتقلب أحوال، مع ضعف تصور، وعدم نضوج، وخفاء وضوح، واختلاف فروق نفسية، وتأثير نشأة اجتماعية . يقف الرسوخ العلمي سداً منيعاً بأهله، يقف مستمسكاً بالأصول ثابتاً صبور، عاضاً على الثوابت بالنواجذ مبرور، فلا تضره فتنة، يأوي إليه رجاله في طمأنينة وحبور .
....
دليل ذلك :
....ما ورد في "الصحيح" من حديث حذيفة – رضي الله تعالى عنه : "تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" رواه الإمام مسلم وغيره، وانظر"صحيح الجامع"برقم(2960)
....
أجل ..
....إن السلفي بل السلفيين أبناء الدليل، قوم يسيّرهم النص، يخضعون أمام سلطانه([1]) يتهمون أقوالهم وينكرون أفعالهم عند مخالفته، لأجل ذلك الأوبة فيهم أسرع([2]) واتهام النفس أسبق .
....
....يقول الإمام المطلبي، محمد بن إدريسالشافعي - رحمه الله تعالى : " ما كابرني أحد على الحق ودافع،إلا سقط من عيني، ولاقبله إلا هبته، واعتقدتمودته" "سيرأعلام النبلاء" (10/33)
....
....كانوا – رحمهم الله تعالى- دعاة صدق وبرّ، طاهروا الجنان مع البنان، أعفة اللسان والسنان، الأمر الذي حجبهم عن إطلاق الأحكام – كل الأحكام- على الأنام - كل الأنام- إلا بعد بيان تلو بيان .
....
....بل وعند تيقن المخالفة كانوا صُبرا، فستروا وتضرعوا ونصحوا، كرروا النصح تكريرا، صبروا على المخالف وصابروا بل رابطوا بغية التجميلا .
....
....قال الإمام يحيى بن معين – رحمه الله تعالى : "ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيّن له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته" "سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (11/83)
....
....لم يعجلوا - في الحكم بالابتداع تعيينا والسبّ - عجلة النسناس([3]) لم يتسابقوا فيه تسابق الفراش إلى نار إيناس بل كانوا سادة الناس، وبمقتضى تلك السيادة سادوا :
....
....ومن الصور الرائعة الرائقة في الباب، والتي حفظها لنا بكل فخر وإعزاز تأريخنا المجيد التليد :
....عن يونس بن عبد الأعلى- رحمه الله تعالى-تلميذ الإمام الشافعي، قال : قال الشافعي- رحمه الله تعالى-ذات يوم : يا يونس، إذا بلّغت عن صديق لك ما تكرهه، فإياك أن تبادر بالعداوة، وقطع الولاية، فتكون ممن أزال يقينه بشك، ولكن القه، وقل له، بلغني عنك كذا وكذا، وأجدر أن تسمي المبلغ، فإن أنكر ذلك، فقل له : أنت أصدق وأبر، ولا تزيدن على ذلك شيئاً، وإن اعترف بذلك فرأيت له وجهاً، بعذر فاقبل منه" "الحلية"(9/122)
....
....وقال الإمام الآجري – رحمه الله تعالى- في "ذكر الأغلوطات وتعقيد المسائل" : "وليس هذا طريق ما تقدم من السلف الصالح، ما كان يطلب بعضهم غلط بعض، ولا مرادهم أن يخطيء بعضهم بعضاً، بل كانوا علماء عقلاء يتكلمون في العلم مناصحة وقد نفعهم الله بالعلم" "أخلاق العلماء" للآجري ص(87) في أقوال ...
....
....ومن ذا – أي: الأقوال المخالفة : القول باعتبار ضوابط إنزال الحكم على المعين في التكفير لا التبديع – في حق الداعي وفي المسائل الظاهرة([4])وكذا القول أن كل مخالفة بدعة ([5]) وكلاهما عندي خطأ، كالقول المرسل المرجوم ([6]) الذي اعتبر الضوابط في التكفير لا الشرك، والواجب التقيد بالوحي في الردّ كذا الحكم، ولا ينبغن قط أن تردّ البدعة ببدعة مثلها، وإنما تردّ البدع بالسنن .
....
....وما أدري ما زالت ليالينا تفزعنا بكل كابوس، مؤلم للنفوس، مورث لعبوس، والتباس عند بعض الناس .
ولدفع هذا الخطأ، نقدم بين يديه عدة أصول :
..
....
دليل ذلك :
....ما ورد في "الصحيح" من حديث حذيفة – رضي الله تعالى عنه : "تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه" رواه الإمام مسلم وغيره، وانظر"صحيح الجامع"برقم(2960)
....
أجل ..
....إن السلفي بل السلفيين أبناء الدليل، قوم يسيّرهم النص، يخضعون أمام سلطانه([1]) يتهمون أقوالهم وينكرون أفعالهم عند مخالفته، لأجل ذلك الأوبة فيهم أسرع([2]) واتهام النفس أسبق .
....
....يقول الإمام المطلبي، محمد بن إدريسالشافعي - رحمه الله تعالى : " ما كابرني أحد على الحق ودافع،إلا سقط من عيني، ولاقبله إلا هبته، واعتقدتمودته" "سيرأعلام النبلاء" (10/33)
....
....كانوا – رحمهم الله تعالى- دعاة صدق وبرّ، طاهروا الجنان مع البنان، أعفة اللسان والسنان، الأمر الذي حجبهم عن إطلاق الأحكام – كل الأحكام- على الأنام - كل الأنام- إلا بعد بيان تلو بيان .
....
....بل وعند تيقن المخالفة كانوا صُبرا، فستروا وتضرعوا ونصحوا، كرروا النصح تكريرا، صبروا على المخالف وصابروا بل رابطوا بغية التجميلا .
....
....قال الإمام يحيى بن معين – رحمه الله تعالى : "ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيّن له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته" "سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين الذهبي (11/83)
....
....لم يعجلوا - في الحكم بالابتداع تعيينا والسبّ - عجلة النسناس([3]) لم يتسابقوا فيه تسابق الفراش إلى نار إيناس بل كانوا سادة الناس، وبمقتضى تلك السيادة سادوا :
....
....ومن الصور الرائعة الرائقة في الباب، والتي حفظها لنا بكل فخر وإعزاز تأريخنا المجيد التليد :
....عن يونس بن عبد الأعلى- رحمه الله تعالى-تلميذ الإمام الشافعي، قال : قال الشافعي- رحمه الله تعالى-ذات يوم : يا يونس، إذا بلّغت عن صديق لك ما تكرهه، فإياك أن تبادر بالعداوة، وقطع الولاية، فتكون ممن أزال يقينه بشك، ولكن القه، وقل له، بلغني عنك كذا وكذا، وأجدر أن تسمي المبلغ، فإن أنكر ذلك، فقل له : أنت أصدق وأبر، ولا تزيدن على ذلك شيئاً، وإن اعترف بذلك فرأيت له وجهاً، بعذر فاقبل منه" "الحلية"(9/122)
....
....وقال الإمام الآجري – رحمه الله تعالى- في "ذكر الأغلوطات وتعقيد المسائل" : "وليس هذا طريق ما تقدم من السلف الصالح، ما كان يطلب بعضهم غلط بعض، ولا مرادهم أن يخطيء بعضهم بعضاً، بل كانوا علماء عقلاء يتكلمون في العلم مناصحة وقد نفعهم الله بالعلم" "أخلاق العلماء" للآجري ص(87) في أقوال ...
....
....ومن ذا – أي: الأقوال المخالفة : القول باعتبار ضوابط إنزال الحكم على المعين في التكفير لا التبديع – في حق الداعي وفي المسائل الظاهرة([4])وكذا القول أن كل مخالفة بدعة ([5]) وكلاهما عندي خطأ، كالقول المرسل المرجوم ([6]) الذي اعتبر الضوابط في التكفير لا الشرك، والواجب التقيد بالوحي في الردّ كذا الحكم، ولا ينبغن قط أن تردّ البدعة ببدعة مثلها، وإنما تردّ البدع بالسنن .
....
....وما أدري ما زالت ليالينا تفزعنا بكل كابوس، مؤلم للنفوس، مورث لعبوس، والتباس عند بعض الناس .
ولدفع هذا الخطأ، نقدم بين يديه عدة أصول :
..
***
..
الأصل الأول :
اعتبار توفر الشروط وانتفاء الموانع في الحكم على معين بالابتداع :
اعتبار توفر الشروط وانتفاء الموانع في الحكم على معين بالابتداع :
أجل ..
....يعتبر توفر الشروط وانتفاء الموانع في الحكم على معين بالابتداع لدخوله في باب الأحكام، وفي ذلك :
....
....قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وهو يتكلم عن لعن المعين : " ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له، وكذلك (التكفير المطلق) و (الوعيد المطلق) ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطاً بثبوت شروط وانتفاء موانع" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (10/329)....
....
....قلت : والتبديع من نصوص الوعيد، داخل فيه، كما لا يخفى . يؤكده ما بعده .
....
....يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله تعالى : " ومن قال إن الثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عَنْ الملة فقد خالف الكتاب والسُنَّة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
....
....بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة، فليس فيهم مِنْ كفر كل واحد مِنْ الثنتين والسبعين فرقة؛ وإنما يكفر بعضهم بعضا مِنْ تلك الفرق ببعض المقالات" "مجموع الفتاوى" (7/21
....
....وهذا نص في الباب، والشاهد إثبات المباينة بين حكم المخالف والمخالفة، وتأمل كيف نسب عدم اعتبار هذا الفرق إلى من ؟
....
....ويؤكد– رحمه الله تعالى : " ولو كان كل ذنب لعن فاعله يلعن المعين([7]) الذي فعله؛ للعن جمهور الناس، وهذا بمنزلة الوعيد المطلق لا يستلزم بثبوته في حق المعين إلا إذا وجدت شروطه وانتفت موانعه وهكذا اللعن" انظر "منهاج السنة" (4/573) و "رفع الملام..." (120) و"المسائل الماردنية" ص(66/76) و"مجموع الفتاوي" (4/474)
....
....وقال– رحمه الله تعالى : « وإذا عرف هذا فتكفير (المعين) من هؤلاء الجهال وأمثالهم -بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار-لا يجوز الاقدامعليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية، التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
....
....وهكذا الكلام في تكفير جميع (المعينين) مع أن بعض هذه البدعة ([8]) أشد من بعض وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض » "الفتاوى"(12/500-501)
....
....ويقول– رحمه الله تعالى : " فمنهم من يكفر أهل البدع ([9]) مطلقاً، ثم يجعل كل من خرج عما هو عليه من أهل البدع، وهذا بعينه قول الخوارجوالمعتزلة الجهمية، وهذا القول أيضاً يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة، وليس هو قول الأئمة الأربعة ولا غيرهم، وليس فيهم من كفر كل مبتدع، بل المنقولات الصريحة عنهم تناقض ذلك" "منهاج السنة ..." (5/240) .
....
....ويقول- رحمه الله تعالى- في سياق عرضه لما حكاه البعض عن الإمام أحمد من تكفيره لبعض أهل البدع : "وليس هذا مذهب أحمد ولا غيره من أئمة الإسلام، بل لا يختلف قوله : أنه لا يكفر المرجئة الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل، ولا يكفر من يفضل علياً على عثمان، بل نصوصه صريحة بالامتناع من تكفير الخوارج والقدرية وغيرهم .
....
....وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته، لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول r ظاهرة بينة، ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم، وأنه يدور على التعطيل، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة.
....
....لكن ما كان يكفر أعيانهم،فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط، والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه .
....
....ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية : إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك، ويدعون الناس إلى ذلك، يمتحنونهم، ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم، ويكفرون من لم يجبهم.. ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالىترحم عليهم واستغفر لهم" "مجموع الفتاوى"(23/348-349).
....
....وطبّق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-هذا المسلك الأصيل عند علمائنا، فكان في محنته يقول للجهمية الحلولية :" أنا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم" "الرد على البكري" (494/2) انظر "التكفير وضوابطه" ص(39)
..
....يعتبر توفر الشروط وانتفاء الموانع في الحكم على معين بالابتداع لدخوله في باب الأحكام، وفي ذلك :
....
....قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وهو يتكلم عن لعن المعين : " ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له، وكذلك (التكفير المطلق) و (الوعيد المطلق) ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطاً بثبوت شروط وانتفاء موانع" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (10/329)....
....
....قلت : والتبديع من نصوص الوعيد، داخل فيه، كما لا يخفى . يؤكده ما بعده .
....
....يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله تعالى : " ومن قال إن الثنتين والسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عَنْ الملة فقد خالف الكتاب والسُنَّة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
....
....بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة، فليس فيهم مِنْ كفر كل واحد مِنْ الثنتين والسبعين فرقة؛ وإنما يكفر بعضهم بعضا مِنْ تلك الفرق ببعض المقالات" "مجموع الفتاوى" (7/21
....
....وهذا نص في الباب، والشاهد إثبات المباينة بين حكم المخالف والمخالفة، وتأمل كيف نسب عدم اعتبار هذا الفرق إلى من ؟
....
....ويؤكد– رحمه الله تعالى : " ولو كان كل ذنب لعن فاعله يلعن المعين([7]) الذي فعله؛ للعن جمهور الناس، وهذا بمنزلة الوعيد المطلق لا يستلزم بثبوته في حق المعين إلا إذا وجدت شروطه وانتفت موانعه وهكذا اللعن" انظر "منهاج السنة" (4/573) و "رفع الملام..." (120) و"المسائل الماردنية" ص(66/76) و"مجموع الفتاوي" (4/474)
....
....وقال– رحمه الله تعالى : « وإذا عرف هذا فتكفير (المعين) من هؤلاء الجهال وأمثالهم -بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار-لا يجوز الاقدامعليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية، التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر .
....
....وهكذا الكلام في تكفير جميع (المعينين) مع أن بعض هذه البدعة ([8]) أشد من بعض وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض » "الفتاوى"(12/500-501)
....
....ويقول– رحمه الله تعالى : " فمنهم من يكفر أهل البدع ([9]) مطلقاً، ثم يجعل كل من خرج عما هو عليه من أهل البدع، وهذا بعينه قول الخوارجوالمعتزلة الجهمية، وهذا القول أيضاً يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة، وليس هو قول الأئمة الأربعة ولا غيرهم، وليس فيهم من كفر كل مبتدع، بل المنقولات الصريحة عنهم تناقض ذلك" "منهاج السنة ..." (5/240) .
....
....ويقول- رحمه الله تعالى- في سياق عرضه لما حكاه البعض عن الإمام أحمد من تكفيره لبعض أهل البدع : "وليس هذا مذهب أحمد ولا غيره من أئمة الإسلام، بل لا يختلف قوله : أنه لا يكفر المرجئة الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل، ولا يكفر من يفضل علياً على عثمان، بل نصوصه صريحة بالامتناع من تكفير الخوارج والقدرية وغيرهم .
....
....وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته، لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول r ظاهرة بينة، ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم، وأنه يدور على التعطيل، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة.
....
....لكن ما كان يكفر أعيانهم،فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط، والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه .
....
....ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية : إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك، ويدعون الناس إلى ذلك، يمتحنونهم، ويعاقبونهم إذا لم يجيبوهم، ويكفرون من لم يجبهم.. ومع هذا فالإمام أحمد رحمه الله تعالىترحم عليهم واستغفر لهم" "مجموع الفتاوى"(23/348-349).
....
....وطبّق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-هذا المسلك الأصيل عند علمائنا، فكان في محنته يقول للجهمية الحلولية :" أنا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم" "الرد على البكري" (494/2) انظر "التكفير وضوابطه" ص(39)
..
***
.
=-=-=-=-= ( الحاشية ) =-=-=-=-=
....
([1]) قال عبد الرحمن بن مهدي- رحمه الله تعالى- حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : لقيت زفر رحمه الله فقلت له : صرتم حديثاً في الناس وضحكة ! قال : وما ذاك؟
....قلت : تقولون "ادرؤا الحدود بالشبهات" ثم جئتم إلى أعظم الحدود، فقلتم : تقام بالشبهات.
....قال : وما هو ؟
....قلت : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم : " لا يقتل مسلم بكافر" فقلتم : يقتل به - يعني بالذمي .
....قال : فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه"
....قال مؤرخ الإسلام الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي - رحمه الله تعالى- معلقاً : هكذا يكون العالم وقافاً مع النص...""سير أعلام النبلاء"(8/40-41)
....
....
([2]) قال الحافظ –رحمه الله تعالى- في بيان أن العلماء أسرع الناس فيئة، وأقربهم أوبة، وأحرصهم على اتباع الحق : " الفاضل لا ينبغي له أن يعاقب من هو أفضل منه ...
....
....وفيه : ما طبع عليه الإنسان من البشرية حتى يحمله الغضب على ارتكاب خلاف الأولى، لكن الفاضل في الدين يسرع الرجوع على الأولى ...
....
....وفيه : أن غير النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- لو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم""فتح الباري"(7/26)
....
....
([3]) لما ذكر القول بعدم اعتبار الضوابط العلمية في التبديع خلافاً للتكفير، بحثت لأنظر هل لقائله سلف، ولم يفجأني أن وجدت له سلفاً من أقول إخواننا أصحاب شبكة "الأثري" والتي لم أدخلها قط، لخبر تراجم سحاب الخير والصدق، فألجاني المقام إلى نظر، وهاكموه : في "http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=580
....
....تحت ترجمة : " قاعدة فاسدة جديدة : لا نبدع المبتدع حتى تقام عليهالشروط وتنتفي الموانع !!كتب ... الهاجري : "... أنالمسلم عندهم لا يكفر ولا يفسق إلا بعد إقامة الشروط وانتفاء الموانع فكذلك لا يبدعوإن كان داعيا إلى البدعة ويوالي ويعادي عليها مثل من ينتسب إلى الفرق الضالةوالجماعات المنحرفة ... وأقول للتوضيح أن هذه العبارة وهي عدم التبديع إلا بعد إقامة الشروطوانتفاء الموانع هذه في الرجل السني المنتسب إلى السنة إذا وقع منه الخطأ والفلتاتفهذا لا يُتسرع في تبديعه حتى ينظر في حاله، أما من ينتسب إلى البدعة ويواليويعادي عليها فهذا حكمه في الدنيا أنه مبتدع، سواء كان معذورا عند الله أو لا؛لأنه ليس لنا إلا الظاهر؛ وبهذا يحصل التمييز بين الفرقة الناجية ومن سواها ويعرفأهل البدعة وأهل السنة . وإليكم الآن أقوال أهل العلم على ما ذكرت "
....
....أقول : سبحان الله ! زعم هذا البليد أن التفريق بالنظر إلى المخالف لا المخالفة! والواجب أن ينظر إليهما جميعا، بل وتقديم ما أخّره هذا المتسرع – أعني المخالفة فالمخالف- مع اعتبار الشروط التي كفرها لجهله-
....
....ثم يقال له – تنزلاً- ما دليلك ؟ من سلفك في هذا التفريق ؟ بل كيف نعرف أن الرجل مبتدعا ابتداءا حتى لا ندخله تحت شرطك ؟ أوليس من أهل السنة بل من أئمتهم من قال بقول المبتدعة، واعتذر له، ولم يرموه بابتداع مع ردّهم عليه وتحذيرهم من بدعته ؟
....
....قالشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى :" وكثير من.مجتهدي.السلف والخلف قد قالواوفعلواما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآياتفهموامنها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم""مجموعالفتاوى") 19/191)
....
....ثانياً : يقال لهذا العَجل : هل كل من انتسب للسنة هو سني؟ ثم أتنا بخارج عن أهل السنة – بالمعنى الخاص بل وحتى العام- يقول لست بسني؟ بل يزعم كل ناري أنه سلفي أثري!!!
....
....ثالثاً : هذه الفرق النارية القائمة اليوم أرادت خيرا لم تبلغه، وتستدل غالبا ًبأدلتك، وأصول استدلالها في الجملة أصولك غير أنه الجهل أو الهوى، نحكم على مناهجها بالابتداع، وأفرادها بالتخطئة، ولما كان الخطأ منه الكفري والبدعي والفسقي احتجنا إلى استبيان، قبل استصدار الأحكام، وهو مرامنا، وفي كل ليس أنت ولا شيخك أهل لذا لمقام وسيأتي التدليل .
أ- بالنظر إليك : استدللت – لجهلك - بما ليس فيه دلالة، بل وبما هو دليل عليك :
....
....فمن قبيل الأول– استدلالك بما ليس فيه دلالة : استدلاك الأول : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى : "فهذا هوالفرقان بين أهل الإيمان والسنة وأهل النفاق والبدعة وان كان هؤلاء لهم من الإيماننصيب وافر من اتباع السنة لكن فيهم من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا فيه بين يديالله ورسوله وخالفوا الله ورسولهثم ان لم يعلموا أن ذلك يخالفالرسول ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين بل ناقصي الإيمان مبتدعين وخطؤهممغفور لهم لا يعاقبون عليه وان نقصوا به ""الفتاوى"(13/63)
....
....أقول : فهذا من شيخ الإسلام حكم على سبيل الإطلاق لا التعيين - وستأتيك أقواله لا قوله- وهو قولنا لا قولك .
....
....ومن قبيل الثاني – الاستدلال بما هو دليل عليك- دليلك الثاني : " قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى: وسئل هل يشترط إقامة الحجة للتبديع :
....
....قال : " ... ليس لأحد أن يحكم على شيئبأنه بدعة أو سنة حتى يعرضه على كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــوأما إن فعله عن جهل، وظن أنه حق، ولم يبين له؛ فهذا معذوربالجهل، لكن في واقع أمره يكون مبتدعا، ويكون عمله هذا بدعة ونحن نعامله معاملةالمبتدع، ونعتبر أن عمله هذا بدعة""المنتقى"(1/404) .
....
....فأنت ناظر كبف أن الشيخ – زاده الله تعالى توفيقا وتسديدا- غاير بين البدعة والمبتدعة، واعتبر النظر الشرعي وقدّمه، واعتبر أمر الاستبيان قبل استصدار الأحكام، ثم عذره لجهله مع اعتبار فعله بدعة .
....
....وأما قوله "نحن نعامله معاملة المبتدع" فهذا سبق لسان أو بنان – إن صحّ عنه- بل نعامله كما ذكر الشيخ حفظه الله تعالى- بمقتضى العذر، وهو الإرشاد والنصح، إذ الخطأ في شريعتنا مرفوع وأثمه مدفوع .
....
....وأما النص الثالث : فيدور في فلك ما تقدمه : في فلك التفريق بين الإطلاق والتعيين، بل مع الوصية من عدم التسرع .
....
....وأما النص الرابع :وهو سؤال وجّه إلى الشيخ فالح – هداه الله تعالى- نصّه : يا شيخ إن الذي نعرفه من عقيدة أهل السنةوالجماعة أن المعين لا يحكم بكفره إلا بعد قيام الحجة عليه، وأن تجتمع في حقه الشروطوتنتفي عنه الموانع، فهل المبتدع المعين نطبق عليه ما نطبق على الكافر المعين، وهلهذه عقيدة السلف، لأن بعض الشباب اللذين يكتبون في سحاب قد تبنوا هذه القاعدة فماهو جوابكم .....
....
....الجواب : " نصيحتى أن تحذروا أصحاب هذه القواعدوتحذروا منهم، إن الذي يقول أن المبتدع لا يبدع حتى تقوم عليه الحجة وتجتمع فيهالشروط وتنتفي عنه الموانع هؤلاء هم الجهال المضللين، الذين يريدون أن تنتشر البدعة ،وهذه قاعدة فاسدة باطلة منافية للشرع مخالفة لأصول أهل السنة، وعلى هذه القاعدةلا نبدع المبتدعة وتختلط البدعة بالسنة"انتهى
....
....أقول : هذا قول فجّ من هذا الشتيم – عفا الله تعالى عنه- وجهل مع تجهيل، وما كان ينبغي له ذلك، لا سيما وأنه في زحمة الإنكار لم يأت بدليل، وطرح– بل بعثرت- الإلزامات الفاسدة هكذا!! نوع ظلم وتجني .
....
....وسيأتي معنا التدليل وبيان أصول أئمة أهل السنة المخالفة لقوله - عفا الله تعالى عنه- فهل يصحّ معها الطعن بالتجهيل والتضليل بل والتحذير ؟ّ سبحانك هذا بهتان عظيم .
....
....أما قوله " وعلى هذه القاعدةلا نبدع المبتدعة وتختلط البدعة بالسنة" فالجواب على الشيخ فالح الذي امتطى جواد النصح والتحذير ورفع لواء التجهيل والتضليل لمخالفه، هو عينه جواب الشيخ فالح، لنقف ويقف على صورة من التخبط وحقيقة أهله : "
...." السائل : إذا لم يتيسر لقاء هذا المخطئ مع العالم ليقيم عليه الحجة، و استمر فيباطله ؟
....الشيخ : يحذر من باطله و يحذر من أخطائه و تسمى الأمور بمسمياتها إنكان بدعة فهي بدعة، إن كان معصية فهو معصية و هكذا وإن كان شرك و إن كان كفر فهوكفر و إن كان ... ولكن لا يحكم عليه حتى تقام عليه الحجة إن كان ممن يحتاج إلىإقامة الحجة ..."
....السائل : يعني التحذير لا يستلزم التبديع؟....الشيخ : لا ... لا يستلزم ... لايستلزم حنى التفسيق أو التضليل أو التخطئة حتى ... لا يحكم عليه بشيءلا يقال له مثلا إن كان ما عمله كفر كافر، لا يقال له إن كان عمل بدعة مبتدع ، لايقال أنه إذا كان الذي عمله شرك أنه مشرك..." http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=5360
....
.... وهذا الأخير من الشيخ فالح هو الحق المبين الموافق للنصوص والأصول وقول العدول، بقي غض الطرف عن تسرعه والدعاء له بالأوبة – هدانا الله تعالى وإياه وختم لنا بخير وتقبلنا وإياه في الصالحين .
....
....وعند ذكر التخبط، نستدعي نصح شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : " لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، فيتولد فساد عظيم" كتاب "أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية" د.أحمد بن عبدالعزيز الحليبيهو من منشورات كتاب الأمة - وزارة الأوقاف - قطر - موجود على موقع أوقاف قطر .
....
....نذكر هذا، ونذكر معه قول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : "والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع"
....
....ويقول – رحمه الله تعالى : " ولما كان أَتْبَاعُ الأنبياء هم أهل العلم والعدل، كان كلام أهل الإسلام والسنة، مع الكفار وأهل البدع، بالعلم والعدل لا بالظن وما تهوى الأنفس"
....
....ويقول – قدّس الله تعالى روحه : " وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان : فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة، سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج عنها، ولو ظلمهم كما قال تعالى : "كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"سورة"المائــدة" الآية( ويرحمــون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم، كان قصدهم بذلك بيان الحق، ورحمة الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا""أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية"
....
....بقي الدليل الأخير : وهو : " سئل فضيلة الشيخ عبيد الجابري - حفظه اللهتعالى -هل يلزم من كون الشخص ليس سلفي أنه مبتدع. ....
....أجاب الشيخ حفظه الله تعالى :" حالان لا ثالث لهم، الشخص المنتسب للإسلام إما على السنة أو على البدعة، فإذالم يكن سلفي فهو حتما مبتدع ولا محال "
....
....قلت : وهذا كلام يفتقر إلى السياق، وعلى كل حال فلا يخرج عن كلام سابقه، كما هو ظاهر حكم عام .....
....
....وعليه .. يظهر لكل عينين مبصرتين صحة القاعدة وفساد قول المعترض، والله تعالى الهادي .
....
....
([4]) و"الظهور" أمر نسبي، و"المعلوم من الدين بالضرورة" أمر إضافي، و"لا يتصور" تحتاج حسن تصور، كل ما سلف يختلف الحكم فيها باختلاف الأشخاص والزمان والمكان، يفتقر إلى استبيان قبل استصدار الأحكام .
....
....
([5]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى : "… والإستغاثة بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم، ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به، وإما مخطئ ضال، وأما بالمعنى الذي نفاه رسول الله r فهو أيضاً مما يجب نفيها، ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضاً كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها « "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (11/407) ففي كل جاءت ( إن ) الشرطية الاستفسارية، اعتباراً للمقاصد في الأحكام، وإلا فيعد مخطئابقول في هذه المسألة الظاهرة في نفسها ودليلهاوليس مبتدعا .
....
....
([6]) في كتابي "شمس الحق الجلي تسطع على ليل الكوكب الدري" و"البيان البهي وانقشاع ظلمات الكوكب الدري"
....
....
([7]) الراسخون من علماء الإسلام في القديم والحديث يفرقون بين حكم الفعل وحكم فاعله، والأصل في هذه العاصمة من قاصمة التكفير قصة الرجل الذي جلده النبي r في الشراب، فأُتي به يوماً، فأمر بجلده، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي r : " لا تلعنه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله""رواه البخاري" ح(780) .
....
....فهذا رجل ينهى رسول الله عن لعنه، مع أنه r لعن شاربي الخمر كما في حديث أنس بن مالك : " لعن رسول الله r في الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له ". رواه الترمذي ح(1295) ابن ماجة ح(3381) وأحمد في المسند ح(2892) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ح(2726)فشارب الخمر ملعون على لسان النبي r، بينما منع رسول الله r من لعن هذا المعين .
....
....قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى: " فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب، لكونه يحب الله ورسوله، مع أنه لعن في الخمر عشرة ... ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به""مجموع الفتاوى" (10/329)
....
....
([8]) فانظر كيف قرن شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- بين الكفر والبدعة، وساقهما في سياق واحد، معتبرا فيهما جميعا الضابط الشرعي المتين– التفريق بين الإطلاق والتعيين- على حدّ سواء.
أجل .. يشتركان- الكفر والبدعة- في الطعن في العقائد على تفاوت- وقد يدخل الأول في الثاني، في دلالة على شمول مراعاة القيد – التفريق بين الإطلاق والتعيين .
....
....
([9]) وسئل الشيخ الحافظ الحكمي – رحمه الله تعالى– في كتابه الماتع " أعلام السنة المنشورة " عن مهيّة البدع المكفرة ؟
....فأجاب – رحمه الله تعالى : هي كثيرة، وضابطها : من أنكر أمراً مجمع عليه متواتر من الشرع معلوما من الدين بالضرورة؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك من الأهواء .
....
....ولكن هؤلاء منهم من عُلِم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه، فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له .
....
....وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليه وإلزامهم بها « انظر كتاب "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة" ص(219)
([1]) قال عبد الرحمن بن مهدي- رحمه الله تعالى- حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : لقيت زفر رحمه الله فقلت له : صرتم حديثاً في الناس وضحكة ! قال : وما ذاك؟
....قلت : تقولون "ادرؤا الحدود بالشبهات" ثم جئتم إلى أعظم الحدود، فقلتم : تقام بالشبهات.
....قال : وما هو ؟
....قلت : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم : " لا يقتل مسلم بكافر" فقلتم : يقتل به - يعني بالذمي .
....قال : فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه"
....قال مؤرخ الإسلام الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي - رحمه الله تعالى- معلقاً : هكذا يكون العالم وقافاً مع النص...""سير أعلام النبلاء"(8/40-41)
....
....
([2]) قال الحافظ –رحمه الله تعالى- في بيان أن العلماء أسرع الناس فيئة، وأقربهم أوبة، وأحرصهم على اتباع الحق : " الفاضل لا ينبغي له أن يعاقب من هو أفضل منه ...
....
....وفيه : ما طبع عليه الإنسان من البشرية حتى يحمله الغضب على ارتكاب خلاف الأولى، لكن الفاضل في الدين يسرع الرجوع على الأولى ...
....
....وفيه : أن غير النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- لو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم""فتح الباري"(7/26)
....
....
([3]) لما ذكر القول بعدم اعتبار الضوابط العلمية في التبديع خلافاً للتكفير، بحثت لأنظر هل لقائله سلف، ولم يفجأني أن وجدت له سلفاً من أقول إخواننا أصحاب شبكة "الأثري" والتي لم أدخلها قط، لخبر تراجم سحاب الخير والصدق، فألجاني المقام إلى نظر، وهاكموه : في "http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=580
....
....تحت ترجمة : " قاعدة فاسدة جديدة : لا نبدع المبتدع حتى تقام عليهالشروط وتنتفي الموانع !!كتب ... الهاجري : "... أنالمسلم عندهم لا يكفر ولا يفسق إلا بعد إقامة الشروط وانتفاء الموانع فكذلك لا يبدعوإن كان داعيا إلى البدعة ويوالي ويعادي عليها مثل من ينتسب إلى الفرق الضالةوالجماعات المنحرفة ... وأقول للتوضيح أن هذه العبارة وهي عدم التبديع إلا بعد إقامة الشروطوانتفاء الموانع هذه في الرجل السني المنتسب إلى السنة إذا وقع منه الخطأ والفلتاتفهذا لا يُتسرع في تبديعه حتى ينظر في حاله، أما من ينتسب إلى البدعة ويواليويعادي عليها فهذا حكمه في الدنيا أنه مبتدع، سواء كان معذورا عند الله أو لا؛لأنه ليس لنا إلا الظاهر؛ وبهذا يحصل التمييز بين الفرقة الناجية ومن سواها ويعرفأهل البدعة وأهل السنة . وإليكم الآن أقوال أهل العلم على ما ذكرت "
....
....أقول : سبحان الله ! زعم هذا البليد أن التفريق بالنظر إلى المخالف لا المخالفة! والواجب أن ينظر إليهما جميعا، بل وتقديم ما أخّره هذا المتسرع – أعني المخالفة فالمخالف- مع اعتبار الشروط التي كفرها لجهله-
....
....ثم يقال له – تنزلاً- ما دليلك ؟ من سلفك في هذا التفريق ؟ بل كيف نعرف أن الرجل مبتدعا ابتداءا حتى لا ندخله تحت شرطك ؟ أوليس من أهل السنة بل من أئمتهم من قال بقول المبتدعة، واعتذر له، ولم يرموه بابتداع مع ردّهم عليه وتحذيرهم من بدعته ؟
....
....قالشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى :" وكثير من.مجتهدي.السلف والخلف قد قالواوفعلواما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآياتفهموامنها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم""مجموعالفتاوى") 19/191)
....
....ثانياً : يقال لهذا العَجل : هل كل من انتسب للسنة هو سني؟ ثم أتنا بخارج عن أهل السنة – بالمعنى الخاص بل وحتى العام- يقول لست بسني؟ بل يزعم كل ناري أنه سلفي أثري!!!
....
....ثالثاً : هذه الفرق النارية القائمة اليوم أرادت خيرا لم تبلغه، وتستدل غالبا ًبأدلتك، وأصول استدلالها في الجملة أصولك غير أنه الجهل أو الهوى، نحكم على مناهجها بالابتداع، وأفرادها بالتخطئة، ولما كان الخطأ منه الكفري والبدعي والفسقي احتجنا إلى استبيان، قبل استصدار الأحكام، وهو مرامنا، وفي كل ليس أنت ولا شيخك أهل لذا لمقام وسيأتي التدليل .
أ- بالنظر إليك : استدللت – لجهلك - بما ليس فيه دلالة، بل وبما هو دليل عليك :
....
....فمن قبيل الأول– استدلالك بما ليس فيه دلالة : استدلاك الأول : " قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى : "فهذا هوالفرقان بين أهل الإيمان والسنة وأهل النفاق والبدعة وان كان هؤلاء لهم من الإيماننصيب وافر من اتباع السنة لكن فيهم من النفاق والبدعة بحسب ما تقدموا فيه بين يديالله ورسوله وخالفوا الله ورسولهثم ان لم يعلموا أن ذلك يخالفالرسول ولو علموا لما قالوه لم يكونوا منافقين بل ناقصي الإيمان مبتدعين وخطؤهممغفور لهم لا يعاقبون عليه وان نقصوا به ""الفتاوى"(13/63)
....
....أقول : فهذا من شيخ الإسلام حكم على سبيل الإطلاق لا التعيين - وستأتيك أقواله لا قوله- وهو قولنا لا قولك .
....
....ومن قبيل الثاني – الاستدلال بما هو دليل عليك- دليلك الثاني : " قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى: وسئل هل يشترط إقامة الحجة للتبديع :
....
....قال : " ... ليس لأحد أن يحكم على شيئبأنه بدعة أو سنة حتى يعرضه على كتاب الله وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــوأما إن فعله عن جهل، وظن أنه حق، ولم يبين له؛ فهذا معذوربالجهل، لكن في واقع أمره يكون مبتدعا، ويكون عمله هذا بدعة ونحن نعامله معاملةالمبتدع، ونعتبر أن عمله هذا بدعة""المنتقى"(1/404) .
....
....فأنت ناظر كبف أن الشيخ – زاده الله تعالى توفيقا وتسديدا- غاير بين البدعة والمبتدعة، واعتبر النظر الشرعي وقدّمه، واعتبر أمر الاستبيان قبل استصدار الأحكام، ثم عذره لجهله مع اعتبار فعله بدعة .
....
....وأما قوله "نحن نعامله معاملة المبتدع" فهذا سبق لسان أو بنان – إن صحّ عنه- بل نعامله كما ذكر الشيخ حفظه الله تعالى- بمقتضى العذر، وهو الإرشاد والنصح، إذ الخطأ في شريعتنا مرفوع وأثمه مدفوع .
....
....وأما النص الثالث : فيدور في فلك ما تقدمه : في فلك التفريق بين الإطلاق والتعيين، بل مع الوصية من عدم التسرع .
....
....وأما النص الرابع :وهو سؤال وجّه إلى الشيخ فالح – هداه الله تعالى- نصّه : يا شيخ إن الذي نعرفه من عقيدة أهل السنةوالجماعة أن المعين لا يحكم بكفره إلا بعد قيام الحجة عليه، وأن تجتمع في حقه الشروطوتنتفي عنه الموانع، فهل المبتدع المعين نطبق عليه ما نطبق على الكافر المعين، وهلهذه عقيدة السلف، لأن بعض الشباب اللذين يكتبون في سحاب قد تبنوا هذه القاعدة فماهو جوابكم .....
....
....الجواب : " نصيحتى أن تحذروا أصحاب هذه القواعدوتحذروا منهم، إن الذي يقول أن المبتدع لا يبدع حتى تقوم عليه الحجة وتجتمع فيهالشروط وتنتفي عنه الموانع هؤلاء هم الجهال المضللين، الذين يريدون أن تنتشر البدعة ،وهذه قاعدة فاسدة باطلة منافية للشرع مخالفة لأصول أهل السنة، وعلى هذه القاعدةلا نبدع المبتدعة وتختلط البدعة بالسنة"انتهى
....
....أقول : هذا قول فجّ من هذا الشتيم – عفا الله تعالى عنه- وجهل مع تجهيل، وما كان ينبغي له ذلك، لا سيما وأنه في زحمة الإنكار لم يأت بدليل، وطرح– بل بعثرت- الإلزامات الفاسدة هكذا!! نوع ظلم وتجني .
....
....وسيأتي معنا التدليل وبيان أصول أئمة أهل السنة المخالفة لقوله - عفا الله تعالى عنه- فهل يصحّ معها الطعن بالتجهيل والتضليل بل والتحذير ؟ّ سبحانك هذا بهتان عظيم .
....
....أما قوله " وعلى هذه القاعدةلا نبدع المبتدعة وتختلط البدعة بالسنة" فالجواب على الشيخ فالح الذي امتطى جواد النصح والتحذير ورفع لواء التجهيل والتضليل لمخالفه، هو عينه جواب الشيخ فالح، لنقف ويقف على صورة من التخبط وحقيقة أهله : "
...." السائل : إذا لم يتيسر لقاء هذا المخطئ مع العالم ليقيم عليه الحجة، و استمر فيباطله ؟
....الشيخ : يحذر من باطله و يحذر من أخطائه و تسمى الأمور بمسمياتها إنكان بدعة فهي بدعة، إن كان معصية فهو معصية و هكذا وإن كان شرك و إن كان كفر فهوكفر و إن كان ... ولكن لا يحكم عليه حتى تقام عليه الحجة إن كان ممن يحتاج إلىإقامة الحجة ..."
....السائل : يعني التحذير لا يستلزم التبديع؟....الشيخ : لا ... لا يستلزم ... لايستلزم حنى التفسيق أو التضليل أو التخطئة حتى ... لا يحكم عليه بشيءلا يقال له مثلا إن كان ما عمله كفر كافر، لا يقال له إن كان عمل بدعة مبتدع ، لايقال أنه إذا كان الذي عمله شرك أنه مشرك..." http://alathary.net/vb2/showthread.php?t=5360
....
.... وهذا الأخير من الشيخ فالح هو الحق المبين الموافق للنصوص والأصول وقول العدول، بقي غض الطرف عن تسرعه والدعاء له بالأوبة – هدانا الله تعالى وإياه وختم لنا بخير وتقبلنا وإياه في الصالحين .
....
....وعند ذكر التخبط، نستدعي نصح شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : " لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، فيتولد فساد عظيم" كتاب "أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية" د.أحمد بن عبدالعزيز الحليبيهو من منشورات كتاب الأمة - وزارة الأوقاف - قطر - موجود على موقع أوقاف قطر .
....
....نذكر هذا، ونذكر معه قول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى : "والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع"
....
....ويقول – رحمه الله تعالى : " ولما كان أَتْبَاعُ الأنبياء هم أهل العلم والعدل، كان كلام أهل الإسلام والسنة، مع الكفار وأهل البدع، بالعلم والعدل لا بالظن وما تهوى الأنفس"
....
....ويقول – قدّس الله تعالى روحه : " وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان : فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة، سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج عنها، ولو ظلمهم كما قال تعالى : "كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"سورة"المائــدة" الآية( ويرحمــون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم، كان قصدهم بذلك بيان الحق، ورحمة الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا""أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية"
....
....بقي الدليل الأخير : وهو : " سئل فضيلة الشيخ عبيد الجابري - حفظه اللهتعالى -هل يلزم من كون الشخص ليس سلفي أنه مبتدع. ....
....أجاب الشيخ حفظه الله تعالى :" حالان لا ثالث لهم، الشخص المنتسب للإسلام إما على السنة أو على البدعة، فإذالم يكن سلفي فهو حتما مبتدع ولا محال "
....
....قلت : وهذا كلام يفتقر إلى السياق، وعلى كل حال فلا يخرج عن كلام سابقه، كما هو ظاهر حكم عام .....
....
....وعليه .. يظهر لكل عينين مبصرتين صحة القاعدة وفساد قول المعترض، والله تعالى الهادي .
....
....
([4]) و"الظهور" أمر نسبي، و"المعلوم من الدين بالضرورة" أمر إضافي، و"لا يتصور" تحتاج حسن تصور، كل ما سلف يختلف الحكم فيها باختلاف الأشخاص والزمان والمكان، يفتقر إلى استبيان قبل استصدار الأحكام .
....
....
([5]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى : "… والإستغاثة بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم، ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به، وإما مخطئ ضال، وأما بالمعنى الذي نفاه رسول الله r فهو أيضاً مما يجب نفيها، ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضاً كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها « "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (11/407) ففي كل جاءت ( إن ) الشرطية الاستفسارية، اعتباراً للمقاصد في الأحكام، وإلا فيعد مخطئابقول في هذه المسألة الظاهرة في نفسها ودليلهاوليس مبتدعا .
....
....
([6]) في كتابي "شمس الحق الجلي تسطع على ليل الكوكب الدري" و"البيان البهي وانقشاع ظلمات الكوكب الدري"
....
....
([7]) الراسخون من علماء الإسلام في القديم والحديث يفرقون بين حكم الفعل وحكم فاعله، والأصل في هذه العاصمة من قاصمة التكفير قصة الرجل الذي جلده النبي r في الشراب، فأُتي به يوماً، فأمر بجلده، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي r : " لا تلعنه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله""رواه البخاري" ح(780) .
....
....فهذا رجل ينهى رسول الله عن لعنه، مع أنه r لعن شاربي الخمر كما في حديث أنس بن مالك : " لعن رسول الله r في الخمر عشرة : عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له ". رواه الترمذي ح(1295) ابن ماجة ح(3381) وأحمد في المسند ح(2892) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ح(2726)فشارب الخمر ملعون على لسان النبي r، بينما منع رسول الله r من لعن هذا المعين .
....
....قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى: " فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب، لكونه يحب الله ورسوله، مع أنه لعن في الخمر عشرة ... ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به""مجموع الفتاوى" (10/329)
....
....
([8]) فانظر كيف قرن شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- بين الكفر والبدعة، وساقهما في سياق واحد، معتبرا فيهما جميعا الضابط الشرعي المتين– التفريق بين الإطلاق والتعيين- على حدّ سواء.
أجل .. يشتركان- الكفر والبدعة- في الطعن في العقائد على تفاوت- وقد يدخل الأول في الثاني، في دلالة على شمول مراعاة القيد – التفريق بين الإطلاق والتعيين .
....
....
([9]) وسئل الشيخ الحافظ الحكمي – رحمه الله تعالى– في كتابه الماتع " أعلام السنة المنشورة " عن مهيّة البدع المكفرة ؟
....فأجاب – رحمه الله تعالى : هي كثيرة، وضابطها : من أنكر أمراً مجمع عليه متواتر من الشرع معلوما من الدين بالضرورة؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك من الأهواء .
....
....ولكن هؤلاء منهم من عُلِم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه، فهذا مقطوع بكفره بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له .
....
....وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليه وإلزامهم بها « انظر كتاب "أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة" ص(219)
تعليق