إجتمــاع الجماعــة لإخبـار الواحد
بأن
التصوف في القديم والحديث واحد
بأن
التصوف في القديم والحديث واحد
....
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً * عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا * رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ"
سورة"الأعراف"الآية(89)
((( المقدمة )))
....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سورة "آل عمران" الآية (102)
........
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سورة "آل عمران" الآية (102)
...." يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة "النسـاء" الآية (1)
....
...." يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
....
،،، أما بعد ،،،
....إن للمعتقدات لها الدور الأكبر في توجيه سلوك الناس، لأجل ذلك هي تصنع أناساً بحسبها، ولما كان التصوف خليطا عفنا ألتقط من سباطات المعتقدت الدنيوية، أخرج لنا في القديم والحديث مسوخا، متسخة بنجس الأقوال والأفعال، حتى أزكم أنوف كل زمان، وأحرج كل مكان حلّ فيه وحواه .،،، أما بعد ،،،
....
....لقد كان تواريه بين رمم قبر، أو غوره في مغارة بين غيابات غيه، أو خمده في خمارة فجره، أرجى حتى يبلى
....
....كيف .. وقد بلينا به رافعاً عقيرته ببهيميته، بهمجيته، بعربدته، بعقوقه، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
....
....ولما كان من أصول هذا الوباء والتي أبقته على عجره وبجره قائما ولو متواريا إلى يومنا : الكذب والمكر، خرج علينا عابدوه في ثوب أخر، ودعاوى عاوية داعية لصفاء عكر، وذكر كفر، في تماكر الثعالب، وتنقل القرود، ووثب الكلاب، وسيأتي .
....
....وعليه .. كان لزاما التذكير بأن التصوف المعاصر هو ذاته ذاك الهالك الغابر، والدليل – حساً ومعنى- ما أرشدت إليه سلفا، مع ضميمة تصريح أشقيائهم بين الفينة والأخرى بالثناء على رموزهم الهالكة المهلكة : كابن عربي وابن الفارض وأشكالهم وأشباحهم – أخمد الله تعالى ذكرهم- ودون حياء ولا خجل ينقلون كفرياتهم وخبلهم، إيذاءًا؛ إذاناً برذيّة "... فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" سورة "محمد" الآية( .
....
.... وفي عجالة أنقل في المقام نصائح بعض الكرام الذين سبروا التصوف، وتتبعوا خطواته الشيطانية، ومفردات مناهجة البدعية، ونصحوا الرعيّة، وقد اتفقوا على أن التصوف المعاصر، هو عين التصوف الغابر بقضه وقضيضه .
....
....ألا فاحذروا يا عباد الله احذروا . أحذروا التصوف كذا التشيع على معتقداتكم، على أنفسكم، على أعراضكم، على عقولكم، على أموالكم، والله تعالى ناصر جنده، ومعز حزبه، ولو كره المشركون .
....
....
بين يدي الموضوع
إبطال دعوى تمسك التصوف بالكتاب والسنة، وكشف النقاب عن حقيقتهم .
....إبطال دعوى تمسك التصوف بالكتاب والسنة، وكشف النقاب عن حقيقتهم .
....يزعمون أن كل صوفي ليس على الكتاب والسنة، فليس بصوفي([1])
....
....والحقيقة أن هذا القول خرج مخرج المكر([2]) إذ التصوف كافر بالشريعة([3]) كافر بكل حقيقة شرعية([4]) مؤمن بالجنون مصدق بكل فجور([5]) مسلم له، مسلّم به، بل الإسلام لا يعرف التصوف، والتصوف كافر بالإسلام – كما تقدم تدليلا مرارا، في أبحاث تترا .
....
....وعليه ..
تردّ دعوى التصوف المعتدل، التصوف السني، وما أشبه ذاك .
....
....قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي – رحمه الله تعالى :
"يعدّون أن هذه النحلة من أكفر الكفر([6]) نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
....
....فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر، خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق" انظر "لسان الميزان"
....
....أجل .. لقد بالغ التصوف في دعوى "الحقيقة" مبالغة فاحشة مقيته، في الوقت نفسه الذي قام هذا الخاطل الباطل إلى علوم الوحي المجيدة تزهيداً وتنقيصاً بل وتكفيراً- أي : ستراً .
....
....متناسياً أومتجاهلاً بأن الشريعة هي الحقيقة، وأن الحقيقة الحقة([7]) في الشريعة، وأكرِم بها من شريعة .
....
....وتغابى– وهو الغبي-أن شريعتنا الغراء أشرقت بعلوم كلها حقائق، تسمو بها النفوس الذكية الزاكية، وتطهر بها الجوارح التقية النقية، وفيها مرضاة ربنا رب البرية . وأنعم بها من شريعة .
....
....تعامى – وهو الأصم، أعمى البصيرة- بأن الشريعة وصفت بأنها : " دين يخامر الألباب، ويمتزج بحبات القلوب" "مباحث في علوم القرآن"ص(51)
....
....لقد ..
جهل التصوف أو تجاهل عن الصلة بين دعواه وبين دعوى الفاجرة - التي لا ترد يد لامس -الباطنية، فارتمى في أحضانها الغائرة الغادرة، ورضع من ثديها- مع كل لقيط - الدغل، وغذي من إحنها اغتصاب كل فضيلة، والنزو على كل مكرمة، والسطو على كل مفخرة في ديننا، بل وأعرافنا العفيفة العريقة .
....
....وما أن شبّ وبلغ السعي في أحشاء حشوش أشباحه، وجرى شيطانه في دمائهم، حتى ألقاه في خرقة محرقة أهل الهوى، ولفظه في غيابات ليل الباطل، وطرحه في الحشوش المحضرة .
....
....ثم خرج إلى ديارنا- الطيبة الطاهرة العامرة -يوم أن خرج - على حين غفلة-أعوجاً أهوجاً، سفيهاً ساقطاً، قبيحاً قذراً، يبوح وسخاً، ويفوح قيئاً، يعشق الرذائل، ولا يستحي من الفضائح . ولا ضير فإنه المولود الشرعي لـ "الحقيقة"
....
....تجده
ملقياً في خفايا الزوايا، أو مرتمياً في أزقة الخبايا، ينفث سمومه، ويبث شروره، وينشر غمومه، وينسج طعونه، بدعوى "الحقيقة" .
....
....وقد علم الأريب- بعيد كان أو قريب-أن لكل ناعق تابع، فلم يفجأنا أن قام معه بعض النسانيس الشاردة، دعاهم إلى النفير فنفروا نفور الحمير، فراراً في الظلمات إلى القبور بين الشقوق والشوك : يشركون، وفي الحشوش مع الوحوش يأنسون، وعلى فرشها بروثها ولوثها ينزلون وينزون، وللكفر في الكفور يجتمعون يتلذذون ويعانقون ويجامعون ويعاقرون . ويزعمون أنها شريعة "الحقيقة"
....
....فأحبلتعقائدهم ضلالاً، وأحملت عقولهم خبالاً،وأولدت أقوالهم وأفعالهم انحرافاً .
....
....لا غرو .. فإنه مسخ التصوف، حيث قادهم إلى قبورهفي قفاره، لهثاً وراء "الحقيقة"
....
....هناك .. حيث يشتهون، يحلّون ويطرحون، ينجذبون للشياطين فيشردونمن أثر ما يجدون، فيفزعون متخبطين إلى المعازف ويهرعون إلى السماع من مغنيةغانية غافلة، أو راقصة ناقصة ماجنة، يداخله نباح وصياح وصراخ، ويزاحمه خمر العقول منمسموع ومشروب .
....
....ناهيك عن دوران القِصَع وسحرها، وحالهم مع دورها، الدور بعد الدور،فإذا امتلأت بالسحت البطون، قاموا مشتدين مشدودين للتمايل مع التطاير كأشد القرود، ومع شدة الرقص وقوة اهتزاز الأعطاف واضطراب الأرداف، يطلبون الوصل، فيسكرون ويزنون ويلوطون ويغوطون ويبولون، دون حرمة للقبور، ولا مراعاة لحياء مخدرات الطهرفي الدور، فضلاً عن عدم تعظيم الشعائر، واحترام حرمة المشاعر. تحت دعوى الوجد وستار الجذب. التي تمخضت به "الحقيقة"
....
....ثم راحوا يشيّدونبالخرافات والمنامات هالات مجد زائفويشيدون، ويبنون على المكر والكذب عروشهم -أضرحتهم-فتنتفخوتضخم بسبب ساحات سحتهم - النذوروالموالد-كروشهم .كنتاج زقوم "الحقيقة"
....
....فرحماك اللهم .. رحماك .. لا إله إلا الله، ماذا جنى التصوف على الدين الحنيف ؟ ماذا فعل في نفوس بعض المسلمين ؟
....
....الأمر الذي دعا إلى قيام أطباء العقول والقلوب والنفوس بما وهبهم الله تعالى من دراية، وتفضل عليهم من العلم بالرواية، وفضلهم بمعرفة حقائق الدين ومقاصده، بمعالجة هذا الداء، وخمد هذا الوباء، بصدّ هذا العدوان الغاشم، وكسر شوكة هذا الباطل الجاثم .
....
....فهبوا ملبين محتسبين؛ ليرتد شيطان التصوف وإبليسه مدبراً خانعاً خائباً خاسراً، يجرّ أذيال الذل والمهانة والندامة، مذموماً مدحوراً مخذولا، إلى معاقله الأولى في مغارات الجبال تارة، وهائماً متخفياً في الأودية والفيافي والقفار تارة .
....
.... حتى انكب مستسلماً مستكيناً بين أشلاء حائط متهدم بالٍ، يحيطه ركام من البدع، وسباطات الهوى، وأمام ناظريه أودية الردى ذات القعر السحيق .
....
....ارتمى بينها مترقباً وجلاً من فجأة الصريخ، مجففاً دموع الأسى، ومكفكفاً دماء الحسرة على زمان قد انقضى في سدى .
....
....وكان هذا في غدوة ذات صولةٍ لأهل الحق، أسفرت عن تطهير المجتمع من أفول التصوف وشراذمه، وكانت الروحة مؤذنة برفع ألوية الوحي، واستعلاء أدلة النصوص، وتوّجت بالأكاليل البراهين، وتناثرت ورود الآثار بروائحها العبقة وعبيرها الفيّاح في ربوع المسلمين، وبين أروقة مجالسهم، لتنعم بالوحيين، وتعيش بين جنانها الوارفة وظلالها الظليلة، وما النصر إلا من عند الله .
....
....ربنا العلي – علو : ذات وقدر وقهر- في علوه العالي مسؤول أن يمن علينا بتوبة صادقة، ويمتعنا بإخلاص خالص، ويغدق علينا بفضله وجوده سحائب تعظيم الأمر والنهي ؛ لتثمر القلوب اتباعا راضياً مرضياً .. أمين
....
....
....
....أذا ما جوبه صوفي بقول فاحش فاجر عن إمام له سابق، أو عقيدة غريبة من طريقة عربيدة مثله معاصرة، إلا ويبادر باعتذار- عدم القصد- أو غلبة حال، أو سكر، أو إشارات، أو حقائق أو ... أو إنكار([8]) مع إعلان لفظي لحظي خفي براءة طريقته منها .
....
والجواب :
....أن هذا كذب([9]) طالبوه برؤية أوراد طريقته، تقفوا على جسور التواصل بينها وبين غابرها الغادر.
....
....طالبوه بتدوين إنكار كشمس النهار، يقف عليه الأنام، وبه الباطل ينهار، إن كان بالشريعة بار، وإلا فهم كذاب مكار، وربنا – سبحانه- قهار جبار .
....
....يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله تعالى:
" إن الصوفية هنا وهناك، وفي كل مكان، يؤمنون بكتبهم إيماناً عنيداً طاغياً، يأسر منهم في قبضته القاصرة عواطف القلوب، ومشاعر النفوس، وسبحات الخواطر، وتأملات الفكر، ويدينون بكل حرف فيها يرمز إلى أسطورة، وبكل كلمة تفشي خرافة، فما تناوحت إحساساتهم بالحب إلا لها، وما فتك بالقلوب أخطبوطهم إلا بها، وما قتلت عناكبهم ذباب النفوس إلا بلعابها السام، بيد أنهم حين يلقون المؤمنون يقولون رياء ومخادعة : مدسوس" "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(43)
....
....
=-=-=-=-= (الحاشية) =-=-=-=-=
....([1])" قناع : يدين التصوف بأن للدين ظاهراً وباطناً، ولهذا نجد للصوفية أقوالاً يرضون بها أهل الظاهر في عرفهم، منها :
" أهل الظاهر هم أهل الحق الوثيق الجليل؛ لأنهم يدينون بما أرسل الله به خاتم النبيين، يؤمنون به إيماناً مستقيماً لا اعوجاج فيه"
....
....ومن أقوال الصوفية التي ينطقون بها في التوحيد تجنباً لسفك دمائهم بما رووه عن الجنيد، وقد سئل عن التوحيد : " إقرار الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد بنفي الأضداد والأنداد والأشياء بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" وفي هذا التعريف- رغم وجود ألفاظ يمكر بمعناها- تعبير عن توحيد الربوبية .
....
....غير أن الجنيد القائل بهذا هو عين الجنيد الذي نقلنا لك تعريفه - من قبل- للتوحيد، عين الجنيد الذي يقول : "إذا تناهت عقول العقلاء إلى التوحيد، تناهت إلى الحيرة" إذاً لا توحيد، ولا يقين!!" "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف" ص(62)
....
....وأيضاً : هذا القشيري الصوفي القديم"ولد سنة 376هـ وتوفي سنة 465" يقول في رسالته عنهم : "ارتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام، ودانوا بترك الاحترام وطرح الاحتشام واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة، وركنوا إلى اتباع الشهوات، وادعوا أنهم تحرروا عن رق الأغلال وتحققوا بحقائق الوصال وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية واختطفوا عنهم بالكلية وزالت عنهم أحكام البشرية" "الرسالة القشيرية"ص (2-3)
....
....قال الشيخ الوكيل – رحمه الله تعالى- معلقا : " وإنا لا تخدعنا هذه الشفوف من النفاق الصوفي، إذ هم السمّ الناقع يتراءى شهداً مذاباً، فالقائلون بما هلل له البقاعي هم عين القائلين بما يخنقك منه يحموم الزندقة
....
....فالقشيري نفسه يقول في مقدمة رسالته عن أهل الطريقة : "جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه"
....
....يفضّل الصوفية على السابقين من المهاجرين والأنصار .
....
....ثم يقول :"وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصهم بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق"
....
....وماذا بقي لله تعالى إذا كان هؤلاء غياثاً للخلق؟! وماذا للصحابة من طوالع الأنوار ومعادن الأسرار إذا كان هؤلاء وحدهم كذلك؟
....
....ثم يقول: ورقاهم إلى محال المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية"
....
....إذاً فهم عند القشيري أعظم مقاماً من خليل الله إبراهيم بل ومن محمد- عليهما الصلاة والسلام؟!
....
....فتأمل في الأستاذ القشيري وفي قوله وفيما خلفه في رسالته ثم اسمع إليه ينقل في رسالته : " لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر: يا أنا، المحبة سكر لا يصحو صاحبه إلا بمشاهدة محبوبه""مقدمة الرسالة وص(146)
....
....وهذه زمزمة قديمة بزندقة الاتحاد ووحدة الشهود"حاشية"مصرع التصوف"ص(261-262) بتصرف
....
....لذا وغيره : يرفع مؤلف كتاب"مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية"عقيرته؛ محذراً ومنبهاً ومعرفاً ومؤكدا :
....
...."من يقرأ في كتب المتصوفة يلحظ بأن القوم لا يهتمون بعلم الكتاب والسنة، اللذين لا يمكن الحصول على الهداية إلا عن طريقهما؛ وذلك لأن القوم يزعمون بأن لهم علوماً خاصة يتلقونها عن الله سبحانه وتعالى مباشرة، عن طريق الكشوفات المزعومة .
....
....وبالإضافة إلى ذلك يزعمون بأنهم يلتقون بالأنبياء بعد موتهم، ويتعلمون منهم علوماً، وبالأولياء أيضاً .
....
....ولم يكتف المتصوفة بهذا الادعاء، بل صرّحوا بأن علومهم التي يتلقونها عن الله بلا واسطة كما يزعمون أفضل من العلوم التي أتى بها رسول الله- صلى الله تعالى عليه وآله وسلم .
....
....ولهذا نفّر المتصوفة الناس من تعلم العلوم الشرعية، وهذا مكر ومكيدة ودهاء وخبث منهم؛ لأنهم يعلمون بأن علومهم الوهمية الخيالية التي يزعمون بأنهم يتلقونها عن طريق المنامات والأحلام والرؤى والهتافات والكشوفات لا يمكن أن يقبلها منهم الناس إذا تعلموا الكتاب والسنة ...
....
....المتصوفة من ألد الأعداء لعلمي الكتاب والسنة، حيث أن النصوص المتقدمة صرّحوا فيها بعدائهم للقرآن والسنة ونهيهم وتحذيرهم عن طلب الحديث النبوي وتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ فهل هناك جريمة أكبر من الذي يحذر عن تلاوة القرآن وكتابة الحديث النبوي وطلبه، بل وطلب العلم عموماً .
....
....ولم يقدم زعماء الصوفية على هذا عن جهل منهم، بل أقدموا عليه عن تخطيط وتدبير ومكر ومكيدة...
....
....أفكار الصوفية لا يمكن أن تعيش إلا في الظلام الحالك، كالسباع التي لا تخرج إلا ليلاً لتبحث عن فريستها، فكذلك الصوفية يريدون أن يبقى الناس جهالاً حتى يسهل إخضاعهم لهذه الأفكار المنحرفة" بتصرف من"مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية "لأبي عبد العزيز إدريس بن محمود (1/83، 97-98، 100) مكتبة الرشد "ط.الأولى 1421هـ
....
....وبمناسبة تشبيهه هؤلاء بالسباع : يقول واحدهم عن أشباهه وأشباحه، وهو الهجويري إذ يعدد أصناف الصوفية- وكلها عند التحقيق ما سنذكره :" ومنهم المستصوف... المستصوف عند الصوفية كالذباب، وعند غيرهم كالذئاب"" كشف المحجوب" للجويري(1/231) "مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية"(1/50-51)
....
....قلت :
والذئاب يضرب بها المثل في الكذب والخداع والمكر، ينظر"حياة الحيوان الكبرى"للدميري (1/346) وهذا مما لا يخفى .
....
([2])"قد أصّل لهم غويّهم الأكبر- يعني: ابن عربي أخمد الله تعالى ذكره- كما صرّح في الفص النوحي : إن الدعوة إلى الله مكر!! ونسب ذلك إلى الأنبياء- عليهم السلام- فقال :" ادعو إلى الله، فهذا عين المكر…إلى آخر كلامه" "مصرع التصوف"ص(20)
....
....وعليه يزول العجب حينما تسمع أن"محي الدين ابن عربي…صرّح بأنه لا يجيز القول بوحدة الوجود في"الفتوحات المكية" مع أن أكثر علماء أهل السنة وطلاب علم الشريعة لا يذكرون وحدة الوجود إلا مقرونة باسمه، وحكم العلماء على ما يظهر من أقواله عن وحدة الوجود…وتكفير القول لا يلزم منه بالضرورة تكفير القائل إلا إذا تحققت شروطه الشرعية والله يعلم ما مات عليه سيد وابن عربي وغيرهما " "سيد قطب بين رأيين"للشيخ سعد الحصين ص(41)
....
....وقال العلامة برهان الدين البقاعي- رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر طرفاً من وضلالات بل طامات ابن عربي الهالك وأشكاله منبهاً ومحذراً: "إن هؤلاء جميع ما يبدونه من الكلام الحسن في مصنفاتهم إنما هو ربط واستجلاب، فإن الدعاة إلى البدعة إن لم يكونوا ذوي بصيرة يستدرجون الخلق في دعوتهم حتى يحلوهم عن أديانهم لا يستجاب لهم""مصرع التصوف"ص(153-154)
....
([3]) " قال كاهنهم الهالك نقشبند- أخمد الله تعالى ذكره: " كفرت بدين الله، والكفر واجب" "المواهب السرمدية"ص(162)والنقل عن"النقشبندية"ص(72)
....
....وقبله قال الهالك الحلاج ذاك الخاسر ، المصلوب على الزندقة :
اقتلوني يا تقاه إن في قتلي حياتي.... ومماتي في حياتي وحياتي في مماتي
كفرت بدين الله والكفر واجب لدي.... وعـنـد المسلمــين قـبيـــح
للناس حج ولي حج إلى مسكني.... تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي
إذا بلغ الصب الكمال من الهوى.... وغاب عن المذكور في سطوة الذكرللناس حج ولي حج إلى مسكني.... تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي
فيشهد صدقاً حيث أشهده الهوى.... بأن صلاة العاشقين من الكفــر .
"ديوان الحلاج"ص(34)
...."ديوان الحلاج"ص(34)
([4]) وينبجح بذلك شيخهم الأحقر : إذ يقول ابن عربي- ذاك الهالك - متكبراً متبجحاً لا بإنكار حقيقة اللفظ، بل وما يمكن تأويله منه
" نحن بحمد الله لا نعتمد في جميع ما نقوله إلا على ما يلقيه الله تعالى في قلوبنا، لا على ما تحتمله اللفاظ" "اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر" للشعراني (2/24-25)
....
....ويقول الدجال علي المرصفي ( الذي قرأ في يوم وليلة ثلاثمائة وستين ألف ختمة !!! )...وإن قال (قائلٌ) للمريد: إن كلام شيخه معارض لكلام العلماء أو دليلهم، فعليه الرجوع إلى كلام شيخه ... وإذا خرج المريد عن حكم شيخه وقدح فيه، فلا يجوز لأحد تصديقه، إنه في حال تهمة، لارتداده عن طريق شيخه" "طبقات الشعراني"(2/128( نعوذ بالله .. عوذ بالله . إنه إرث "الحقيقة"
....
....إذاً فالدليل لا قيمة له!! وما هو الدليل؟ إنه القرآن والسنة بلا ريب، ومع ذلك فعلى المريد الرجوع إلى كلام الشيخ؟! ولتُنْسخ الآية الكريمة . وهذا يفسر لنا الحالة التي وصل إليها المسلمون من الجهل والانحطاط والذل.
....
....وهذا الباطل المزبور من ذاك الجاهل المغرور إفراز مقزز مقرف من كلوم بل ومقاتل دعوى الحقيقة .
....
بل ..
....وفي بيانهم هم لحقيقة من ينحط منهم فيصل إلى درك علم حقيقتهم، لتقف على "الحقيقة"
....
....قال سيد طائفتهم الجنيد : " لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صدّيق بأنه زنديق؛ وذلك لأنهم يعلمون من الله ما لا يعلمهم غيرهم... " "الفتوحات المكية"لابن عربي(3/244)
....
إذاً ..
....الزندقة مقدمة الوصول إلى درك حقيقتهم، وهي كذلك، فالزندقة درك موصلة إلى كل درك، وهو أصدق وصف لمنهج التصوف
عموماً وما يؤول إليه، هذا بشهادة "سيد الطائفة"
....
وعليه..
....قال العلامة ابن عقيل - رحمه الله تعالى : " ... فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء الفرغ الخالين من الإثبات، وإنما هم زنادقة، جمعوا بين مدايح العمال مرقعات وصوف، وبين أعمال الخلعاء الملاحدة أكل وشرب ورقص وسماع وإهمال لأحكام الشرع .
....
....ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاءوا بوضع أهل الخلاعة .
....
....فأول ما وضعوا أسماء، وقالوا: حقيقة وشريعة، وهذا قبيح؛ لأن الشريعة ما وضعه الحق لمصالح الخلق. فما الحقيقة بعدها : سوى ما وقع في النفوس من إلقاء الشياطين .
....
....وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع" "تلبيس إبليس" لابن الجوزي(374) دار الكتب العلمية
....
([5])ثم أهمس هنا في إذن التصوف متسائلاً مستنطقاً : من الساقط القائل، تلكم المقولة الفاجرة وذلكم القول الكبار : " ليس على المخلوق أضرّ من الخالق ؟!
....
....سيطأطأ رأسه المنكسة أكثر، ليقول منكسراً مع ذل فوقه ذله : " أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال أبو طاهر محمد بن العلاف, قال : دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم، فانتمى إلى مقالته، وقدم بغداد، فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ فخلط في كلامه، فحفظ عنه أنه قال " ليس على المخلوق أضر من الخالق" بتصرف عن "التصوف المنشأ والمصادر"ص(54)
....
([6]) النحلة لا منتحلها؛ مراعاة لضوابط الباب المرقومة المعلومة .
....
([7]) " قد امتلأت كتب هؤلاء بالمصطلحات الصوفية الغامضة، وزعموا أنه لا يفهمها إلا من سلك طريقهم وتعارف عليها وربما عجزوا هم أنفسهم عن إيضاح بعضها، وهكذا تطور الانحراف لدى المتصوفة حتى وصلوا إلى تقسيم العلم إلى قسمين : علم الشريعة وعلم الحقيقة
....
....وقالوا: إن علم الشريعة خاص بالفقهاء، وهم الذين يسمونهم أهل الرسوم .
....
....وعلم الحقيقة أو الباطن كما يسمونه خاص بأهل الحقائق، ويعنون به أنفسهم .
....
....ومن هنا انفصل غلاة المتصوفة عن علمي الكتاب والسنة وأنشأوا لهم علماً خاصاً مزيجاً من أفكار الباطنية والشيعة والأديان الهندية والأفلاطونية اليونانية، وهذا منتهى الضلال والانحراف...
....
....ومن الأمثلة على ذلك، ما قاله محي الدين ابن عربي:" فلما رأى أهل الله، أن الله قد جعل الدولة في الحياة الدنيا لأهل الظاهر من علماء الرسوم، وأعطاهم التحكم في الخلق بما يفتون به، وألحقهم بالذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، وفي أفكارهم عن أهل الله يحسبون انهم يحسنون صنعاً، سلم الله لهم أحوالهم؛ لأنهم علموا من أين تكلموا وصانوا عنهم أنفسهم بتسميتهم الحقائق إشارات، فإن علماء الرسوم لا ينكرون الإشارات" "الفتوحات المكية"(1/365)بواسطة"مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، وأثرها السيئ على الأمة الإسلامية"(1/4 وقد نقله عن"التصوف"للشقفة ص(37)
....
أقول:
....هذه كبيرة ! أيوصف العلماء الربانيين حملة الفقه والدين، المبلغين عن رب العالمين، بتلك الأوصاف! ونقول لهذا الهالك: كذبت، بل العلماء أنكروا هذا الباطل وحذروا من ذاك الانحراف، ورموه بالقبح، وذكروا أنه من عمل الشيطان، ووسموا متعاطيه والمتلطخ به بالجهل وأنه مغرور مخدوع، وهاكموه :
....
....قال العلامة أبو الفرج ابن الجوزي - رحمه الله تعالى- منكراً تقسيم الإسلام إلى حقيقة وشريعة : " وقد فرق كثير من الصوفية بين الشريعة والحقيقة، وهذا جهل من قائله؛ لأن الشريعة كلها حقائق"
....
....وقال العلامة ابن عقيل- رحمه الله تعالى : " جعلت الصوفية الشريعة اسماً، وقالوا المراد منها الحقيقة، وهذا قبيح؛ لأن الشريعة وضعها الحق لمصالح الخلق وتعبداتهم، فما الحقيقة بعد هذا سوى شيء واقع في النفس من إلقاء الشياطين، وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة، فمغرور مخدوع""تلبيس إبليس" لابن الجوزي ص(324)
....
([8]) ومن تطبيقاتهم في هذا الباب : " قد كان يحضر مجلس الدباغ رجل لا يعتقد فيه أنه ولي كبير! فكان إذا حضر سكت الدباغ عن أساطيره الصوفية خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه، ثم قال لهم : "إذا حضر هذا الرجل فلا تسألوني عن شيء حتى يقوم"
....
....ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه- أي الدباغ- كما يقول تلميذه : " كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا، وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال" "الإبريز"(2/42)
....
....أعرفت سر سكوت الصوفية أمامك؟ إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم""هذه هي الصوفية"ص(176-177) بتصرف
....
([9])وفي الباب : يقول الإمام السكوتي- رحمه الله تعالى- بعد أن حذر من ابن عربي : " وليحذر في مواضع كثيرة من كلام ابن عربي الطائي في فصوصه وفتوحاته المكية، وغيرها .
....
....وليحذر أيضاً من مواضع كثيرة من كلام ابن الفارض الشاعر وأمثاله؛ مما يشيرون بظاهره إلى القول بالحلول والاتحاد؛ لأنه باطل بالبراهين القطعية ...
....
....ثم قال: وكل كلام وإطلاق يوهم الباطل، فهو باطل بالإجماع، فأحرى وأولى ببطلانه إذا كان صريحاً في الباطل...
....
....فإن قالوا: لم نقصد بكلامنا ورموزنا وإشاراتنا الاتحاد والحلول، وإنما قصدنا أمراً آخر يفهم عنا.
....
....قلنا لهم: الله أعلم بما في الضمائر وما يخفى في السرائر، وإنما اعتراضنا على الألفاظ والإطلاقات التي تظهر فيها الإشارات إلى الإلحاد والحلول والاتحاد"أهـ كلام الإمام السكوتي
....
....عندئذ يعلق الشيخ الوكيل- رحمه الله تعالى- على كلام الإمام السكوتي المتقدم قائلاً : "الذي لا يحاسب على ما ينطق به : هو المكره، أو المجنون وهؤلاء ليسوا بمكرهين، فما ثم من يكرههم على الزندقة، بل كان ثم من يكرههم على الإيمان، فلم يحاولوا.
....
....وليسوا بمجانين بإقرار عبيديهم، وبدليل تلك اللآمة المستلئمة في الكيد للإسلام والمسلمين لبتغاء صرف الأمة عنه، وابتغاء شهواتهم.
....
....كل هذا وهم يلبسون مسوح القديسين والزهاد، ألم تر إلى الزنادقة كيف يلحون في دعوة الناس إلى عبادة القبور والضراعة إلى الرمم؟ وكيف لا يشغلون لياليهم الساهرة على الإلحاد إلا بهذا، ولا الناس معهم إلا بتلك الوثنية" "الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا التصوف" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(45-46) بتصرف يسير
تعليق