سلسلة الدفاع عن السنّة:
قال الشيخ محمّد حفظه الله: ...هذا البحث من الأبحاث التي ينشرح صدري عند قراءتها، لتعلقه بالعقيدة أولاً .
وثانياً : لانتصاره للسنة وردّه البدعة .
وثالثاً : لكونه تأويلاً لباب النصح الدال على إرادة راقمه الخير للمخالف .
رابعاً : لقيامه على الآثار وترادفها …
وُفّقت وبورك فيك وعُمّم النفع بك، واستصحب على الدوام "وما توفيقي إلا بالله"
كتبه
الفقير إلى مولاه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالاً َّكَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا.))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.))
ألا وإنَّ أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّموشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فلا زلت أتعجب من أقوام لم يكتفوا بما شرعه الله لهم بل زادوا عليه شرائع من عندهم وزعموا أنّ هذا من البدع الحسنة!! والحق أنّه ليس في الإسلام بدعة حسنة [1] بل تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة هو ذاته بدعة![2]
ومن أشهر هذه البدع (الحسنة!) –زعموا- بدعة ذكر الله تعالى بالرقص والتمايل!! وهذه البدعة لم تعرف –حسب علمي- عند أي طائفة من الطوائف الثنتين والسبعين إلا عند الصوفية الهلكى.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والصوفية الذين ابتدعوا عدداً معيناً لذكر الله تعالى، وصفة معينة حين القيام بذلك، يزعمون أنهم سنوا بذلك سنة حسنة لحمل النفوس بزعمهم على القيام بهذا العدد المعين من ذكر الله تعالى وتنشيطها على العمل إذا كان على تلك الصفة من الهز والتمايل والرقص والتلحين ونحو ذلك.اهـ رسالة حول دعاء ختم القرآن من مجموع فتاواه (ج 14)
وكم يشتد حزني ويغشاني أسف حين أرى بعض جهلة الصوفية يجتمعون –نساءا ورجالا- في (الموالد!!) وغيرها لذكر الله –زعموا- وهم بذلك يذكرون الشيطان! [3] ثمّ تبدأ أبدانهم تمتزج وتطرب لإيقاعات الموسيقى الصاخبة ولصوت الدف والمزمار! فيهتزون جميعا ويتمايلون صفا واحدا مرددين وبصوت واحد: هو هو الله حاي!! الله حاي!!
قال أحد العلماء:
إنّه منظر فظيع والله، والأفظع منه أن ترى دعاة إسلاميين –بل دعاة على أبواب جهنّم كالمدعو علي الجفري!!- وسط تلك الجموع المختلطة وبين تلك النسوة المتبرجات السافرات يصفقون كالنساء ويتمايلون كالمخنثين ويقفزون كالمجانين!! وإذا سألتهم قالوا هذا ذكر الله تعالى !! وإذا أنكرت عليهم قالوا أنت وهابي!! فإلى الله المشتكى.
قال العلامة ابن القيم - رحمة الله عليه - في كتابه ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ص224 وما بعدها)) ما نصه :
ومن مكايد عدو الله –أي الشيطان- ومصايده، التى كاد بها من قلّ نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء، والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذى يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً، فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة إليه، فتمايلوا له ولا كتمايل النشوان، وتكسروا فى حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث والنسوان؟
ويحق لهم ذلك، وقد خالط خمارة النفوس، ففعل فيها أعظم ما تفعله حُمَّيه الكؤوس، فلغير الله، بل الشيطان، قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق[4]، وأموال فى غير طاعة الله تنفق، حتى إذا عمل السكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله، واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخَزَ فى صدورهم وخزاً. وأزَّهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا، فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص وسُيَطْ الديار. فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام، ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام، وياشماتة أعداء الإسلام، بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام قضوا حياتهم لذة وطرباً، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن[5]، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً، ولا أزعج له قاطنا، ولا أثار فيه وجداً، ولا قدحفيهمن لواعج الشوق إلى الله زنداً، حتى إذا تلى عليه قرآن الشيطان، وولج مزمور سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت، فيا أيها الفاتن المفتون، والبائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون، هلا كانت هذه الأشجان، عند سماع القرآن؟ وهذه الأذواق والمواجيد، عند قراءة القرآن المجيد؟ وهذه الأحوال السنيات، عند تلاوة السور والآيات؟ ولكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه، ويميل إلى ما يشاكله، والجنسية علة الضم قدراً وشرعاً، والمشاكلة سبب الميل عقلاً وطبعاً، فمن هذا أين الإخاء والنسب؟ لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصالحة التى أوقعت فى عقد الإيمان وعهد الرحمن خللاً؟((أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُريتَهُ أَوْلِياَءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لكُمْ عَدُو بِئْسَ لِلظّالمِينَ بَدَلا)) [الكهف: 50].
ولقد أحسن القائل :
وقال آخر :
ولم يزل أنصار الإسلام وأئمة الهدى، تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض، وتحذر من سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة ) . انتهى كلامه رحمه الله .
وبعد هذه المقدمة أشرع في المقصود وهو بيان حكم الرقص الصوفي وأقوال علماء الإسلام في هذا الفعل.
هذا وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه وأن يثيبني عليه خير الثواب.
كما لا يفوتني أن أتقدّم بالشكر الخالص لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمّد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله على ما تفضّل به من مراجعة هذا البحث المتواضع والتعليق عليه وتوجيهي التوجيه الحسن. فجزاه الله عنّي وعن المسلمين خير الجزاء آمين.
1) أصل الرقص الصوفي:
إنّ أوّل من ابتدع بدعة ذكر الله تعالى بالرقص والغناء والتمايل والقفز هم اليهود وعبّاد الكواكب.
حيث جاء في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة:
((ليبتهج بنو صهيون بملكهم ليسبّحوا اسمه برقص، بدفّ، وعود، ليرنّموا ... هلّلوا يا، سبّحوا الله في قدسه، سبّحوه برباب وعود وسبحوه برباب ورقص، سبحوه بأوتار ومزمار، سبحوه بصنوج الهتاف)). اهـ (بدع الصوفية للطهطاوي ص 5
كما أنّ هذا النوع من التعبّد كان معروفا عند عبّاد الكواكب الذين اتخذوا لها أصناما على أشكال معيّنة ثمّ سجدوا لها وغنوا لها ورقصوا من حولها.
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: ...وطائفة أخرى اتخذت للقمر صنما، وزعموا أنه يستحق التعظيم والعبادة، وإليه تدبير هذا العالم السفلى.
ومن شريعة عباده: أنهم اتخذوا له صنما على شكل عجل يجره أربعة، ويبد الصنم جوهرة، ويعبدونه، ويسجدون له ويصومون له أياما معلومة من كل شهر، ثم يأتون إليه بالطعام والشراب، والفرح والسرور، فإذا فرغوا من الأكل أخذوا فى الرقص والغناء وأصوات المعازف بين يديه. (إغاثة اللهفان 2/224)
2) صفة الرقص الصوفي:
((في أعياد الوثنية التي يسمونها: موالد، وفي معابد الأضرحة التي يسمونها: مساجد، وفي كهوف الدراويش، وقد أتخموا بطون الطواغيت بالسحت!! في تلك الحمآت يقيم الصوفية حانات الرقص، أو ما يسمونه: الذكر، فيجلس الشيخ بين صفين من دراويش تعشقهم الرذيلة، ودرويشات نفرت منهن الفضيلة ثم يصفق بيديه اللامعتين من دسم الحرام إيذاناً ببدء الذكر، ثم يخرج من شفتيه ومنخريه اسم الله ملحداً في حروفه وفي النطق به!! وغضون جبينه تهمز الحياء وتلمز التقوى، ومنشد القوم يطربهم بالغزل الداعر في ليلى وسعاد، أو بالدفوف يدق عليها الشيطان، وبالنايات تصفر فيها الشهوة، ثم يهب الشيخ، ويهب معه المريدون، ثمت يميلون يمنة ويسرة، متأودة أعطافهم تأود الراقصات يلمحن في أيد الرواد دنان الخمر وفتنة الذهب، وما هي إلا لحظة، حتى تجن هذه الأجساد بما فيها من رغبات مكبوتة، مصفحة عن غليلها المحترق بالتأوه المخنث، والتمايل الخليع، وبالأصوات المنكرة بالمبحوحة من عويل الخطيئة والاستغاثة بزينب، أو نفيسة. لا يريدون زينت الطاهرة، ولا نفيسة العابدة. وإنما يريدون بهما شيئاً آخر!! فكل يغني على أنثاه!! وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور الملحد ساعة، أو ساعتين (يظل الراقص الصوفي يتخلع ساعة في حانة الذكر، دون أن يحس بملل حتى إذا وقف للصلاة (يخبط الصلوات الخمس) في خمس دقائق!! هذا لأن الرقص الصوفي شهوة وخطيئة، أما الصلاة فطهر وعبادة)، كل يريد أن يثبت للعيون الرانية في لهفة، والزعاريد المغازلة في توجع مشوق، أنه حيوان قوي الجسد!! وبعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلي!!
ولكم من أم باعت قوت يتيمها، وزوج ستر امرأته، ومدين يهلكه الدين بقية طعامه في سبيل ((شيشة)) الشيخ، و((حشيش)) الشيخ، و((أفيون)) الدراويش. وهم يرقصون في حانات الذكر!! )) (هذه هي الصوفية للعلامة عبد الرحمن الوكيل ص188-189 دار الإيمان، الإسكندرية)
3) أقوال علماء الإسلام في الرقص الصوفي:
· قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (10/266) عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة لقمان: ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (1 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)))
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه.
قال الإمام أبو الوفاء ابن عَقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال ((ولاتمش في الأرض مرحا)) وذم المختال والرقص أشد المرح والبطر.
أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لانقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟!
فما أقبح من ذي لحية -وكيف إذا كان شيبة- يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان، وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين يشمس بالرقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوان ولقد رأيت مشايخ في عمري مابان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: الرقص حماقة بين الكتفين لا ينعقد إلا باللعب. وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء، ويتشبّه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت[6].اهـ
· و سئل الامام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية وأعلم حرس الله مدته أنه اجتمع جماعة من رجال فيكثرون من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا؟
أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه دام ينفعك العمل أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب:
يرحمك الله مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة وما الاسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دين الكفار وعباد العجل.
وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطل هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق.اهـ تفسير القرطبي (11/23 وعون المعبود (13/187)
· وقال الإمام القدوة محمد بن الحسين الآجريرحمه الله: فيما ذكرته وبينته مقنع ، لأهل الحق إشفاقاً عليهم، لئلا يداخل قلوبهم من تلبيس أهل الباطل ممن يميل بقبيح مذهبه السوء إلى استماع الغناء من الغلمان المرد: يتلذذ بالنظر إليهم، ولا يحب الاستماع من الرجل الكبير، ويرقص ويزفن، قد ظفر به الشيطان، فهو يلعب به مخالفاً للحق، لا يرجع في فعله الى كتاب ولا إلى سنة ولا إلى قول الصحابة، ولا من تبعهم بإحسان، ولا قول إمام من أئمة المسلمين، وما يخفون من البلاء مما لا يحسن ذكره أقبح ويدعون أن هذا دين يدينون به، نعوذ بالله من قبيح ما هم عليه، ونسأله التوفيق إلى سبيل الرشاد إنه سميع قريب.اهـ (الشريعة ص241)
· وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله: ...وأما المقلد فكذلك أيضا لأنه يقول فلان المقتدى به يعمل بهذا العمل ويتنى كاتخاذ الغناء جزءا من أجزاء طريقة التصوف بناء منهم على أن شيوخ التصوف قد سمعوه وتواجدوا عليه ومنهم من مات بسببه وكتمزيق الثياب عند التواجد بالرقص وسواه لأنهم قد فعلوه وأكثر ما يقع مثل هذا في هؤلاء المنتمين إلى التصوف
وربما احتجوا على بدعتهم بالجنيد والبسطامى والشبلى وغيرهم فيما صح عندهم أو لم يصح ويتركون أن يحتجوا بسنة الله ورسوله وهي التي لا شائبة فيها إذا نقلها العدول وفسرها أهلها المكبون على فهمها وتعلمها
ولكنهم مع ذلك لا يقرون بالخلاف للسنة بحتا بل يدخلون تحت أذيال التأويل إذ لا يرضى منتم إلى الإسلام بإبداء صفحة الخلاف للسنة أصلا. اهـ الإعتصام (ص 405-406)
· وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام (3/130_131): وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه. اهـ
· وقال العلامة محمّد صدّيق حسن خان رحمه الله في أبجد العلوم (2/303):
علم الرقص:
لم يزد صاحب الكشف على هذا قال في مدينة العلوم هو علم باحث عن كيفية صدور الحركات الموزونة عن الشخص بحيث يورث الطرب والسرور لمن يشاهدها ويرغب فيها اصحاب الرفه والاغنياء ومن يحذو حذوهم واهل الهند ماهرون في الرقص ولهم فيها يد طولى الا ان هذا العلم محرم في شريعتنا وإنما تعرضنا له تتميما لاقسام العلوم انتهى كلامه. اهـ
· وكتب الشيخ محمد بن محمد المعروف بقاضي زاده المتوفى سنة (1044) كتابا أسماه (إرشاد العقول السليمة الى الأصول القويمة بإبطال البدع السقيمة)
وذكر فيه انه لما طالع رسالة في جواز الرقص منسوبة الى المفتي المعروف بغلي جلبي كتب في ابطالها واثبات مدعاه ورتب على أربعة أبواب الأول في رد الراسلة والثاني في وجوب الاتباع والثالث في أقوال العلماء في مذمة المبتدعين والرابع في وجوب التقوى... انظر كشف الظنون (1/66).
· وجعل العلامة محمد تقي الدين الهلالي التقرب إلى الله بالرقص من البدع الحقيقية، فقال في الفصل الثالث من الحسام الماحق: (فدخل في ذلك البدع الحقيقية ، كالتقرب إلى الله بالرقص ، و قرع الطبول و نحو ذلك) اهـ
وقال أيضا رحمه الله في كتابه: (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة)
...وأما عبادة الحمير فأذكر فيها قصتين: إحداهما وقعت في طرابلس الغرب على ما حدثني به ثقة، وذلك أنه كان في تلك الديار شيخ متصوف اسمه عبد السلام الأسمر[7] كان يرقص مع أصحابه ويضربون بالدفوف حتى يخروا صرعى على الأرض ويعتقدون أن الدف الذي كان يضرب به الشيخ عبد السلام نزل من الجنة، وكان يضرب به علي بن أبي طالب للنبي، والشيخ عبد السلام والمريدون المنقطعون للعبادة معه لم يكونوا يكتسبون معيشتهم لأنهم كانوا بزعمهم متوكلين. وكان للشيخ المذكور حمار يطوف على بيوت البلدة وحده كل صباح ومساء وعليه خرج فكلما وقف بباب بيت يضع أهله شيئا من الطعام في ذلك الخرج فيرجع إلى الشيخ والمريدين بطعام كثير غدوة وعشية، فلما مات الشيخ وتفرق المريدون وبقي الحمار بلا عمل فصار الناس يقدمون له العلف ويتبركون به إلى أن مات فدفنوه وعكفوا على قبره يعبدونه.اهـ
· وقال الشيخ الحوامدي رحمه الله في كتابه (السنن والمبتدعات): واجتماع الصوفية للذكر –الرقص- بعد الجمعة بالشخير والنخير والإلحاد في أسماء الله الكبير منكر وضلال فظيع شنيع. اهـ (بدع الصوفية والكرامات والموالد لعلي الطهطاوي ص 46 دار الكتب العلمية)
· وقال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في (أعلام السنّة المنشورة ص 117):
س 204 : إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات ؟
جـ : إلى قسمين : الأول : التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة ، كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو والرقص والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرهما مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم : (( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً)).
الثاني : التعبد بما أصله مشروع ، ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة ، فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة ، وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي ، وكصيام يوم الشك ، وصيام العيدين ، ونحو ذلك .اهـ
· وقال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/169):
مقاتل العليويين والمبتدعين:
كان من مقاتل خصوم الإصلاح عبادة الله (بالرقص) ... هذا ما كان ينكره حزب الإصلاح على الطرقيين عموما وقد التزمه العليويون ودافعوا عنه ووضعوا له آداب وأسماء، واستشهدوا بأحاديث لا يعترف بها المختصون من رجال الحديث ولا تصح عندهم ولا تستحسن. اهـ
· وجاء في (رسالة إلى أهل عبس) للعلامة المحدّث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى: ...إن إمام مسجد في مدينة عبس يقول: "إن أركان الإسلام خمسة ثم ذكر نفسه وبعض من يقومون في حلقته من الصوفية، ثم قال: وأركان الردة خمسة ثم ذكر منهم خمسة من أهل السنة في مدينة عبس" فما حكم قول هذا الرجل؟ وما حكم إمامته في هذا المسجد بالناس؟ وهل تجوز الصلاة خلفه وجزاكم الله خيرًا؟
فكان من ضمن جواب الشيخ رحمه الله: من أنت يا هذا حتى يبلغ بك التلبيس إلى أن تلبس على المؤمنين بأنك ركن من أركان الإسلام، بل أنت ركن من أركان الضلال، صوفي، ورحم الله الإمام الشافعي الذي يقول: "لو أن رجلاً دخل في الصوفية في أول يومه ما جاء آخر يومه إلا وهو أبله". فهذا رجل يستحق كية في وسط رأسه لعله قد أصيب بالماخوليا، لخلوات الصوفية وجوعهم.
فإما أن يكون ملبسًا وإما أن يكون أصيب بالماخوليا فيكوى في رأسه حتى يشفى ويعرف، ويعرفه الناس أنه كان ضالاً.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) الصوفية أصحاب العصائد والرقص في المساجد والطارات، فقد ذكر ابن القيم أنه رآهم في منى أو في عرفة أو مزدلفة. ونحن أيضًا رأيناهم في الحرم المكي.
فقد كنت ذات يوم مرهق لا أستطيع أن أتكلم فرأيت أناسًا من الأتراك حلقة كبيرة في الحرم الأعلى فإذا هم يرقصون ويدندنون بتلك الدندنة الصوفية وبقيت متحيرًا ماذا أعمل مع هؤلاء، فلو ركضني أحدهم برجله لخرجت من النافذة، أأسكت أم ماذا أعمل؟ وبقيت مترددًا، ثم دخلت في وسط الحلقة وصحت عليهم وقلت لهم: أبيوت الله تهان ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال))، فسكتوا والحمد لله، وما شعرت إلا بمجموعة من اليمنيين الذين كانوا يرقصون معهم يقولون: (أيش تبغينا نسوي) يعني مستعدون للمضاربة، فقلت لهم: لا شيء، فجاء العسكري وفرقهم بعد ذلك والحمد لله.
فهؤلاء هم الذين يرقصون في المساجد، وفي بيوت الله، بل لا تذهبوا بعيدًا فعندنا هاهنا في الحوطة في حضرموت خرجوا بالطار يرقصون في المساجد.اهـ
· وقال الشيخ العلامة صالح السحيمي حفظه الله: وهذا ابن مسعود رضي الله عنه ينكر على جماعة من المسلمين كانوا قد جلسوا يذكرون الله بذكر على غير الهيئة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الدارمي في سننه أن رجلاً أخبر عبد الله بن مسعود، أن قوام يجلسون في المسجد بعد المغرب، فيهم رجل يقول: كبروا الله كذا وكذا، وسبحوا الله كذا وكذا، واحمدوا الله كذا وكذا، قال عبد الله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم، فأتاهم فجلس فلما سمع ما يقولون، قام فأتى ابن مسعود فجاء، وكان رجلا حديداً، فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلماً، ولقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما، فقال عمرو بن عتبة: استغفر الله، فقال عليكم بالطريق فالزموه ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلن ضلالاً بعيداً. فإذا كان ابن مسعود رضي الله عنه قد أنكر هذه الهيئة التي يذكرون الله بها رغم أن الذكر الوارد فيها مشروع بيد أنه أنكر عليهم الشكل والصفة وتخصيص هذا الوقت بالذات للذكر، فكيف لو اطلع ابن مسعود على هذه الأذكار التي يذكر بها المسلمون اليوم، وهي لا تمت إلى ذكر الله بصلة، مما ابتدعه أصحاب الطرق الصوفية، وغيرهم من الأذكار التي زينها لهم الشيطان، منها ما يرددونه بصوت واحد، من قولهم "هو هو" أو "حي حي" وغير ذلك من ألوان الهذيان، الذي يرددونه ويزعمون أنه ذكر الله، في الوقت الذي لو سمعتهم وهم يترنمون بهذه الأذكار التي لا يفهم منها شيء في كثير من الأحيان، لخيل لك أن أمامك سباعاً تتعاوى وتتهارش، على فريسة، بل تحولت أذكار كثيرا ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم من أنواع من الرقصات المختلفة، فضلا عما يصحبذلك من آلات الطرب والمعازف، واختلاط الرجال بالنساء، وشرب للمسكرات، وغير ذلك من أنواع الفساد التي يميلها عليهم الشيطان، فيا ليت شعري ماذا سيقول هذا الصحابي الجليل لو اطلع على هذه المناظر، أو سمع تلك الأصوات المنكرة ((إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ))، لقمان/ 19.
(البدع وأثرها في انحراف التصور الإسلامي ص 65-66 الحلقة الأولى - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةالسنة الثالثة عشرة، العدد التاسع والأربعون)
· وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله في كتابه (الإبداع في مضار الإبتداع ص 322): ...أما الرقص والتواجد فأوّل من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهذا الرقص والتواجد هو لعبّاد العجل والتصفيق حالة الذكر فإنّه خفّة ورعونة مشابهة لرعونة الإناث لا يفعله إلا أرعن (أبله) أو متصنّع جاهل يدل على جهالة فاعله أنّ الشريعة لم ترد به لا في كتاب ولا سنّة ولا فعل ذلك أحد من الأنبياء ولا معتبر من أتباع الأنبياء إنّما يفعله السفهاء (المعتوهون) الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء وهكذا تبدوا لنا الحقيقة واضحة وضوح الشمس فما يفعله بعض المسلمين في الموالد ليس من الإسلام في يشيء من نصب السرادقات وتقديم الخدمات ورفع الرايات والإمساك بالدفوف والمزامير وذبح الولائم زاعمين أنّهم يتقربون بها إلى الله تعالى، إلى هؤلاء نقول: أما كان أولى أن نضع أموال المسلمين في الجمعيات الخيرية التي قامت للدعوة إلى الله وهداية النّاس أو نساهم بجزء منها في معونة الوعاظ الذين تصدوا إلى نشر العلم والفضيلة ومحاربة البدع والرذيلة، أما كان أولى إعانة منكوب أو إسعاف مصاب أو نفتح ملجأ لليتامى والفقراء.
وإلى هؤلاء أيضا يقول ابن قيّم الجوزية في كتابه إغاثة اللهفان ص 243:
وأخيرا نسأل الله أن يهدينا إلى الحق وينصر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها اللهم آمين. (نقلا عن بدع الصوفية والكراوات والموالد ص 4
3) تفنيد أدلة الصوفية على جواز الرقص والتمايل:
1) إستدلالهم بقوله تعالى في سورة الكهف: ((إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض)).
قال الإمام القرطبي في تفسيره (10/366): قال ابن عطية تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله ((إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض)).
قلت: وهذا صحيح، هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء.
أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان ثم سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان هيهات بينهما والله مابين الأرض والسماء ثم هذا حرام عند جماعة العلماء على مايأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى وقد تقدم في سبحان ثم قوله ولاتمش في الأرض مرحا مافيه كفاية.
2) استدلالهم بقوله تعالى لأيوب عليه السلام: ((اركض برجلك))
وقال القرطبي (15/215):
استدل بعض جهال المتزهدة وطغام المتصوفة بقوله تعالى لأيوب ((اركض برجلك)) على جواز الرقص.
قال أبو الفرج الجوزي وهذا احتجاج بارد لأنه لو كان أمر بضرب الرجل فرحا كان لهم فيه شبهة وإنما أمر بضرب الرجل لينبع الماء، قال ابن عقيل أين الدلالة في مبتلى أمر ثم كشف البلاء بأن يضرب برجله الأرض لينبع الماء إعجازا من الرقص؟؟
ولئن جاز أن يكون تحريك رجل قد أنحلها تحكم الهوام دلالة على جواز الرقص في الإسلام جاز أن يجعل قوله سبحانه لموسى ((اضرب بعصاك الحجر)) دلالة على ضرب المحاد بالقضبان!! نعوذ بالله من التلاعب بالشرع. اهـ.
3) استدلالهم بحديث علي رضي الله عنه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وجعفر وزيد فقال لزيد ((أنت أخونا ومولانا)) فحجل وقال لجعفر ((أشبهت خلقي وخلقي)) فحجل وراء حجل زيد ثم قال لي ((أنت مني وأنا منك)) فحجلت وراء حجل جعفر[8].
قال ابن الجوزي رحمه الله: القرطبي (15/215): وقد احتج بعض قاصريهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي ((أنت مني وأنا منك)) فحجل.
وقال لجعفر أشبهت ((خلقي وخلقي)) فحجل.
وقال لزيد ((أنت أخونا ومولانا)) فحجل.
ومنهم من احتج بأن الحبشة زفنت [9] والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم والجواب:
أما الحجل فهو نوع من المشي يفعل عند الفرح فأين هو والرقص؟!
وكذلك زفن الحبشة نوع من المشي يفعل عند اللقاء للحرب.اهـ
وهذا التعليل من ابن الجوزي رحمه الله تعالى مبني على فرض صحة هذا الحديث، والصواب أنّ الحديث بهذا التمام منكر ضعيف فلا حجّة فيه أصلا!
قال الشيخ البحاثة علي رضا حفظه الله: ومن العبث الصوفي الذي اشتهر به بعض المعظمين لابن عربي وغيره من ملاحدة الصوفية ما ذكره صاحب: (الفتاوى الحديثية) (ص29 عندما سئل عن رقص الصوفية وتواجدهم وهل له اصل؟ فأجاب بقوله: نعم له أصل! فقد روى في الحديث ((إن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له: أشبهت خَلقي وخٌلقي)) وهذا الحديث بزيادة الرقص المزعوم فيه منكر لا يصح فقد رواه البيهقي في السنن الكبرى (10/226) وفي الآداب له أيضا (921) وأحمد في المسند 1/108 والبزار في المسند 3/220 رقم 2609_ زوائده _ ولفظ البيهقي: ((أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا- المتكلم علي رضي الله عنه وهو راوي الحديث- وجعفر وزيد, فقال لزيد: أنت أخونا ومولانا , فحجل. وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخٌلقي , فحجل وراء حجل زيد, وقال لي: أنت مني وأنا منك فحجلت وراء حجل جعفر))
وقال البيهقي - شارحاً الحديث-: ((والحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح, فإذا فعله الإنسان فرحا بما آتاه الله تعالى من معرفته أو سائر نعمه فلا باس, وما كان فيه تثن وتكسّر حتى يباين أخلاق الذكور فهو مكروه لما فيه من التشبه بالنساء)) ((الآداب)) ص422
وقد تردد البيهقي في صحة هذا الحديث فقال في السنن الكبرى 10/226 هانيء بن هانيء ليس معروف جدا وفي هذا- إن صح- دلالة جواز الحجل, وهو أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح , فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز والله أعلم.
والصواب: أن الحديث فيه أيضاً عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مشهور بالتدليس ثم هو كان قد اختلط فإذا أضيفت هذه العلة القادحة لما سبق من كون هانيء بن هانيء هذا مستوراً كما قال ابن حجر تبين يقينا ضعف الإسناد فإذا أضيف العلتين السابقتين كون المتن فيه زيادة منكرة لمخالفتها لرواية البخاري في صحيحه 2699 والتي فيها: ((أشبهت خلقي وخلقي)) الصحيحة ولكن لا يوجد فيها قضية الحجل أو الرقص, فحقيق بها أن تكون منكرة لا يجوز الاعتماد عليها ولهذا ضعفت هذه الزيادة في تحقيقي لمسند علي رضي الله عنه. 7/2924
والخلاصة أن الرقص الصوفي إنما هو نوع من العبث الصوفي وليس هو من دين الله تعالى في شيء فاحذر أخي المسلم ! من مخالفة نهج الصحابة والتابعين جعلنا الله وإياك من الهداة المهتدين آمين. (لا تكذب عليه متعمّدا للشيخ علي رضا ص86-87)
4) استدلالهم بقصة بريرة رضي الله عنها أن زوجها كان يتبعها في سكك المدينة يتحدر دمعه لفرط محبته لها:
قال الأمير الصنعاني رحمه الله: ومما ذكر في قصة بريرة أن زوجها كان يتبعها في سكك المدينة يتحدر دمعه لفرط محبته لها قالوا فيؤخذ منه أن الحب يذهب الحياء وأنه يعذر من كان كذلك إذا كان بغير اختيار منه فيعذر أهل المحبة في الله إذا حصل لهم الوجد ثم سماع ما يفهمون منه الإشارة إلى أحوالهم حيث يغتفر منهم ما لا يحصل عن اختيار كالرقص ونحوه!
قلت لا يخفى أن زوج بريرة بكى من فراق محبه فمحب الله يبكي شوقا إلى لقائه وخوفا من سخطه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي عند سماع القرآن وكذلك أصحابه ومن تبعهم بإحسان.
وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه فأعجب لهذا المأخذ الذي أخذوه من الحديث. سبل السلام(3/130_131)
5) استدلالهم على تقطيع ثيابهم عند الرقص بفعل سليمان عليه السلام كما في قوله تعالى: ((ردّوها عليّ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق))
قال القرطبي: وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا: ((ردّوها عليّ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق)) وهو استدلال فاسد، لأنّه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنّه فعل الفساد...
فأمّا إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنّه لا يجوز، ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل ولا يجوز في شرعنا.
6) استدلالهم بقوله تعالى: ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) !!
قال فضيلة الشيخ محمّد بن عبد الحميد حسونّة وفقه الله:
ومن عجيب ما يذكر هنا –والمقام مقام العجب- أن سئل هؤلاء الخرافيين –هو علي بن أبي الحسن، المعروف بـ ((الحريري))- ما الحجّة في الرقص؟
قال: ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) !!!
ولا غرو فقد عرف عن هذا الهالك –كما عرف عن أضرابه وأشباهه- أنّه كان ((من أفتن شيء وأضرّه على الإسلام، تظهر منه الزندقة والاستهزاء بالشرع، وذكرت عن (كذا ولعلها: عنه) أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة، والجرأة على الله، وكان مستخفا بأمر الصلوات...))
وقال علي بن أنجب في (تاريخه): ((الحريري شيخ عجيب! كان يعاشر الأحداث)).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((أراح الله منه العباد سنة 645 هـ)) (إبطال وحدة الوجود) لشيخ الإسلام ص(27) تحقيق. بتصرف) (الأنوار الكواشف ص 14-15)
7) استدلالهم بقوله تعالى: ((وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الأعراف.
قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:
وقد استدل بعض جهال المتصوفة بهذا على جواز رمي الثياب إذا اشتد طربهم على المغنى.
ثم منهم من يرمي بها صحاحا، ومنهم من يخرقها ثم يرمي بها.
قال: هؤلاء في غيبة فلا يلامون؛ فإن موسى عليه السلام لما غلب عليه الغم بعبادة قومه العجل، رمى الألواح فكسرها، ولم يدر ما صنع.
قال أبو الفرج الجوزي: من يصحح عن موسى عليه السلام أنه رماها رمي كاسر؟ والذي ذكر في القرآن ألقاها، فمن أين لنا أنها تكسرت؟
ثم لو قيل: تكسرت فمن أين لنا أنه قصد كسرها؟
ثم لو صححنا ذلك عنه قلنا كان في غيبة، حتى لو كان بين يديه بحر من نار لخاضه.
ومن يصحح لهؤلاء غيبتهم وهم يعرفون المغنى من غيره، ويحذرون من بئر لو كانت عندهم.
ثم كيف تقاس أحوال الأنبياء على أحوال هؤلاء السفهاء.
وقد سئل ابن عقيل عن تواجدهم وتخريق ثيابهم فقال: خطأ وحرام؛ وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
فقال له قائل: فإنهم لا يعقلون ما يفعلون.
فقال: إن حضروا هذه الأمكنة مع علمهم أن الطرب يغلب عليهم فيزيل عقولهم أثموا بما أدخلوه على أنفسهم من التخريق وغيره مما أفسدوا، ولا يسقط عنهم خطاب الشرع؛ لأنهم مخاطبون قبل الحضور بتجنب هذا الموضع الذي يفضي إلى ذلك. كما هم منهيون عن شرب المسكر، كذلك هذا الطرب الذي يسميه أهل التصوف وجدا إن صدقوا أن فيه سكر طبع، وإن كذبوا أفسدوا مع الصحو، فلا سلامة فيه مع الحالين، وتجنب مواضع الريب واجب.اهـ
استدلالهم بأنّ أهل الجنّة يتواجدون ويصرخون !!
فقالوا: (إنّهم إذا دخلوها أمر الله مناديا ينادي: يا داود، ارق على كرسيّك، وأسمع النّاس ساعة ليستريحوا من شدّة تعبهم، فيصعد داود على كرسيه فيقرأ لهم ويسمع الناس أصواته الطيبة وأطرابه المستلذة، فيصعد المحبّون إلى سطوح قصورهم: فهذا يصرخ (!)، وهذا يقول: الله .. الله (!)، وهذا يقول: أنت .. أنت (!)، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي أما ترون، أما ترون المحبين في سماعهم (!!)) (الفجر المنير ص(79-80) والنقل عن الرفاعية ص 201) نقلا عن الأنوار الكواشف ص7.
وهذا الستدلال من الرجم بالغيب، فمن أين لهم هذا الباطل؟
في أي كتاب قرأوه؟
وفي أي مصنّف وجدوه؟
وعن أي إمام نقلوه؟
ورحم الله من قال: لولا الإسناد لقال من شاء ما يشاء!
9) استدلالهم برقص الملائكة وأنّهم يقتدون بالملإ الأعلى!!
كما زعموا أنّ الملائكة عندهم كذلك يرقصون!! فقالوا: (الملائكة الصوفية (أنظر إلى قلّة الحياء!) حول العرش، يعتقد الصوفية أنّهم بمجالس تواشيحهم إنّما يقتدون بالملإ الأعلى! ((الملائكة الصوفية)) الذين ينشدون ويرقصون أمام الله تعالى حول العرش ((يا رب لست أبكي شوقا إلى جنّتك ولا خوفا من نارك، وإنّما بكائي شوقا إلى الملائكة ((الصوفية)) المتواجدين حول العرش سبعين ألفا جرد مرد (!!) يرقصون ويتواجدون حول العرش) (الفجر المنير ص80_81) و(قلائد الجواهر ص185) وانظر (الرفاعية ص200) نقلا عن الأنوار الكواشف (ص7- وجاء في (ج2/ص72) من الإبريز للدباغ ما نصّه: إنّ (الصوفية يهتزون يمينا وشمالا لأنّ الأقطاب رأوا الملائكة تفعل ذلك).
ولست أدري ما الأقطاب!
وما الأوتاد!
وما الأبدال!
وما النجباء!
ولكن الصوفية بآيات الله يلعبون!
قاتلهم الله أنى يؤفكون.
واستدلالهم هذا من أنكر المنكر ومن أبطل الباطل، ولست بحاجة إلى التعليق على هذا الهراء. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
10) استدلالهم بحديث "حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه"
وهذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيّم في المنار المنيف: (ص139) حديث رقم 318:
ومن ذلك حديث "حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه" فلعن الله واضعه ما أجرأه على الكذب السمج.اهـ
11) استدلالهم بقصة قدوم جعفرٌ على النبىِّ صلى الله عليه وسلم، فتلقاه وقبَّل جبهته، وقال:((واللهِ ما أدرى بأَيِّهما أفْرَحُ، بِفَتْحِ خَيْبَر أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَر)) ؟
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى (زاد المعاد (3/333-334)):
وأما ما رُوى فى هذه القِصة، أن جعفراً لما نظر إلى النبىِّ صلى الله عليه وسلم، حجَل يَعنى: مشى على رِجل واحدةٍ إعظاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعله أشباهُ الدِّباب الرَّقَّاصُون أصلاً لهم فى الرقص، فقال البيهقى وقد رواه مِن طريق الثورى عن أبى الزبير، عن جابر: وفى إسناده إلى الثورى مَن لا يُعرف.
قلت: ولو صح، [وسيأتي بيان ضعف هذا الحديث فيما بعد إن شاء الله] لم يكن فى هذا حُجة على جواز التشبُّه بالدّباب، والتكسر والتخَنُّث فى المشى المنافى لهَدْى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذا لعله كان من عادة الحبشة تعظيماً لِكبرائها، كضرب الجُوك عند الترك ونحو ذلك، فجرى جعفر على تلك العادة وفعلها مرة، ثم تركها لِسُّنَّة الإسلام،فأين هذا من القفز والتكسر، والتثنى والتخنُّث.. وبالله التوفيق.اهـ
12) استدلالهم بحديث (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله...) الحديث.
جاء في مجلّة التوحيد (العدد رقم 10 لسنة 1407 هـ) التابعة لجماعة أنصار السنّة في مصر ما نصّه (مع التنبيه على ما عند هذه الجماعة - مؤخرا – من مخالفات):
ويسألنا كثير من القرّاء/ ... بقولهم: يقوم بعض النّاس بإقامة حلقات يسمونها (ذكرا) بالرقص والتمايل يمينا وشمالا، يسمونها حضرة على نظام الطرق الصوفية، ويسأل القراء عن موقف الإسلام من هذه الحلقات التي يسمونها ذكرا؟
الجواب: ...ما يدعيه الصوفية من تفسير قوله صلى الله عليه وسلّم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله...) الحديث. القصد منه مدارسة القرآن لما ورد في صحيح البخاري (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده). فالصلاة في المسجد ذكر، والأذان ذكر، والقرآن ذكر، ولكن الصوفية يحرفون الكلمة ويفسرون الذكر على أهوائهم من التماسل والرقص وغيره وهذا كلّه من البدع التي حرّمها الله تعالى في العبادة فكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النّار والله أعلم. اهـ (بدع الصوفية والكرامات والموالد لعلي الطهطاوي ص 45-46)
13) استدلالهم بحديث: ((خذوا يا بني ارفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة)).
جاء في مسند الحارث/ زوائد الهيثمي (2/826) باب ما جاء في الرقص:
حدثنا أبو عبيد ثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم مر على أصحاب الدركلة قال: ((خذوا يا بني ارفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة)) قال فبينما هم كذلك إذ جاء عمر رأوه ابذعروا.اهـ (صحيح الجامع 3219)
قال الحافظ في الفتح (6/553):
قوله باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بني أرفدة ... واستدل قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو والله أعلم.اهـ
وقال المناوي في فيض القدير (3/436-437): حتى تعلم اليهود والنصارى الذين يشددون أن في ديننا أيها المسلمون فسحة قاله يوم عيد للحبشة وقد رآهم يرقصون ويلعبون بالدرق والحراب وفيه رخصة في النظر إلى اللعب أي إذا لم يكن ثم أوتار ولا مزمار.
واستدل به قوم من الصوفية على جواز الرقص وسماع آلة اللهو قال ابن حجر:
وطعن فيه الجمهور باختلاف القصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو... إلى أن قال: ... عن عائشة قالت مر رسول الله بالذين يدركلون بالمدينة فقام عليهم وكنت أنظر فيما بين اليسرى وهو يقول خذوا الخ قال فجعلوا يقولون أبو القاسم الطيب أبو القاسم الطيب فجاء عمر فانذعروا قال في الميزان هذا منكر وله إسناد آخر واه. اهـ
14) استدلالهم بأحاديث منها: (ليس بالكريم من لم يهتزّ عند ذكر الحبيب) (سبق المهتزّون بذكر الله) (يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا)!!
قال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/171):
وأما الاهتزاز والرقص فقد احتجوا له بما زعموه مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ((ليس بالكريم من لم يهتزّ عند ذكر الحبيب...سبق المهتزّون بذكر الله...يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا)).
ورائحة الوضع تفوح من هذا الكلام، ومنذ عهد السلف كان من أكبر الوضّاعين للحديث جهلة المتصوّفة.اهـ
15) استدلالهم بما نقل بعض أهل التفسير أنّ ابن عمر وعروة ابن الزبير وجماعة من الصحابة خرجوا يوم العيد وقاموا يذكرون الله على أقدامهم:
قال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/170-171):
ومن أنكر المنكر أن يستدلوا لشرعية هذه (الحضرة) بعمل بعض الصحابة والتابعين، ذكروا أنّ بعض أهل التفسير (الألوسي) نقل أنّ ابن عمر وعروة ابن الزبير وجمهعة من الصحابة خرجوا يوم العيد للمصلى فجعلوا يذكرون الله تعالى فقال بعضهم لبعض أما قال الله تعالى: ((يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) فقاموا يذكرون الله على أقدامهم.
لو صح النقل والخبر، واستقام عند أرباب الصناعة فليس فيه إذن باجتماع القوم، والقيام، والجهر، والتطريب والتلحين ولروي عنهم بجماعة مستفيضة، لو صحّ لما دلّ مطلقا على (الحضرة) التي عرفت عن القوم وصورها بأمانة قلم الشيخ المفتي، وحدد لها شروطها وآدابها، وعين لها ألفاظا ليس فيها ما هو من الذكر الشرعي سوى كلمة ((لا إله إلا الله)) ووضع لها أسماء الهيللة، والاسم الأعظم واسم الهويّة وهو اسم المتأوهين والمعنون عنه باسم الصدر واسم المتولهين، أمّا كلمات (هو) و (أهـ) و(هـ) إلخ فإنّها أصوات الحيوانات العجمى أشبه منها بأصوات العقلاء. اهـ
هذا آخر ما أمكنني جمعه حول رعونة الصوفية ورقصهم وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل المتواضع وأن يثيبني خير الثواب. آمين
[1]المقصود هنا المعنى الشرعي للبدعة لا المعنى اللغوي. انظر للتفريق بين المعنيين: (الإعتصام) للشاطبي، ص42 وما بعدها. (المكتبة التوفيقية).
[2]ذلك لأنّ الآثار الواردة في ذمّ البدعة مطلقة عامّة على كثرتها لم يقع فيها استثناء البتة. ولم يأت فيها شيء ممّا يقتضي أنّ منها ما هو هدى لا ضلال ! فقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم ((وكلّ بدعة ضلالة)) ولم يقل: إلا كذا وكذا ! فمن ادّعى الإستثناء فعليه بالدليل وأنّى له ذلك. ومن زعم أنّ من البدع ما هو حسنٌ فليقل أنّ من الضلال ما هو حسنٌ ! وانظر للفائدة الباب الثالث من (الإعتصام) ص 145 وما بعدها.
[3]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: يقول الحلاج:
((قيل لإبليس : اسجد، ولأحمد انظر، هذا ما سجد، وأحمد ما نظر! ما التفت يميناً ولا شمالاً ما زاغ البصر ، وما طغي "الطواسين" طاسين السراج .
فساوى الشقي بين رسول الله –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-والشيطان الرجيم في المعرفة والمنزلة! وما يستوي إمام كل طيب، ولا إمام كل خبيث .
ويقول-أخمد الله تعالى ذكره :
((تناظرت مع إبليس وفرعون في "الفتوة" -وهي: درجة مِن درجات الصوفيَّة، ومقام من مقاماتهم-.
فقال – أي : إبليس : إن سجدتُّ سقط عني اسم الفتوة!
وقال فرعون : إن آمنتُ برسوله سقطتُّ من منـزلة "الفتوة"
وقلت أنا – الحلاج : إن رجعت عن دعواي، وقولي سقطت من بساط "الفتوة" "الطواسين"ص(99)
و" يمتدح-الحلاج- إبليس فيقول:" وما كان في أهل السماء موحد، مثل إبليس"
ثم يقول : " فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليم وما رجع عن دعواه، ولم يقر بالواسطة البتة""الطواسين"للحلاج (42)،(51-52) وهو أكبر داعية للحلول وامتزاج الخالق بمخلوقه" "النقشبندية"ص(70-71)
"لقد رووا عن رابعة : أن سفيان الثوري -على حد ما زعموا- سألها: يا رابعة هل تكرهينالشيطان ؟فقالت إن حبي لله لم يترك في قلبي كراهيةلأحد!!" انظر "الصوفية والوجه الآخر" محمد جميل غازي ص(46-55)
وكذا شارك التصوف شبيهته الشريدة الرافضة :
ففي "الأنوار النعمانية" للمدعو نعمة الله الجزائري (2/186) قال : "روى الصدوق ( وليس فيهم من هذه صفته ) بإسناده إلى علي -عليه السلام- قد كنت جالساً عند الكعبة، فإذا شيخ محدوب، فقال يا رسول الله: أدع لي بالمغفرة. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- خاب سعيك، وضل عملك.
فلما ولّى الشيخ سألته عنه. فقال: ذلك اللعين إبليس .
قال علي- عليه السلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض، وجلست على صدره، ووضعت يدي على حلقه؛ لأخنقه.
فقال : لا تفعل يا أبا الحسن، فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي إني لأحبك جداً وما أبغضك أحداً إلا شركت في أمه، فصار ولد زنا، فضحكت، وخليت سبيله"
فهؤلاء الأبالسة قرروا حباً بين آلههم المزعوم وبين شيخهم الأكبر ، تباً لهم تباً. اهـ
[4]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: (أما الغزالي الملقب بحجة الإسلام، فقد جعل لباب السماع عنواناً هذا نصه:((باب السماع، وآثاره في القلب والوجد، وفي الجوارح بالرقص والزعق وتمزيق الثياب)) ويعني بالسماع: سماع الأغاني، وإليك قوله: ((إن القلوب والسرائر خزائن الأسرار، ومعادن الجواهر، وقد طويت فيها جواهرها كما طويت النار في الحديد والحجر، ولا سبيل إلى استثارة خفاياها إلا بقادح السماع، ولا منفذ إلى القلوب إلا من دهليز الأسماع، فالنغمات الموزونة المستلذة تخرج ما فيها، وتظهر محاسنها أو مساويها، فلا يظهر من القلب عند التحريك إلا ما يحويه)) "الإحياء" (2/237) والنقل عن"الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا المتصوفة" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(112-113)).
[5]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: (قال العلامة الوادعي - رحمه الله تعالى : " نقل عبد الرحمن دمشقية عن الغزالي : " أن الأغاني تفضل على القرآن من نحو سبعة أوجه أو أكثر". "فضائح ونصائح"للشيخ مقبل (279) قال الغزالي:"اعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن لوجوه عديدة" "الإحياء"(2/301))،
[6]لا يغرك كلام الغزالي هذا، فالغزالي نفسه هو القائل: (موافقة القوم في القيام إذا قام واحد منهم في وجد صادق (!) من غير رياء وتكلّف (!)، وكذلك إن جرت عادة طائفة بتنحية العمامة على موافقة صاحب الوجد إذا سقطت عمامته أو خلع الثياب إذا سقط عنه الثوب بالتمزيق (!!) فالموافقة في هذه الأمور من حسن الصحبة والمعاشرة (!) ومن الأدب أن لا يقوم للرقص مع القوم إن كان يستثقل رقصه، ولا يشوش عليهم أحوالهم (!)، إذ الرقص مع غير إظهار التواجد مباح (!!) اهـ (الإحياء (2/304) نقلا عن الأنوار الكواشف لأبي عبد الله محمد حسونة وفقه الله (ص6-7)
[7]وللإمام السلفي عبد الحميد ابن باديس ردّ على هذا الحمار الصوفي (عبد السلام الأسمر) بعنوان (أمن عاصمة الزيتونة يذاع هذا الضلال) وقد نشرته في سحاب الخير فليطالعه من شاء.
[8]متفق عليه، المشكاة (3377) وليس فيها ذكر الحجل!
وفي (سنن البيهقي الكبرى 10/226) باب من رخص في الرقص إذا لم يكن فيه تكسر:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرئ بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه قال (الحديث)
قال الشيخ: هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدا وفي هذا إن صح دلالة على جواز الحجل وهو: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز والله أعلم.
وقال البيهقي كذلك في شعب الإيمان (7/507) وفي حديث علي عند أحمد وكذا في مرسل الباقر فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم دار عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ما هذا)) قال شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم.
وفي حديث بن عباس ان النجاشي كان إذا رضي أحدا من أصحابه قام فحجل حوله.
وحجل بفتح المهملة وكسر الجيم أي وقف على رجل واحدة وهو الرقص بهيئة مخصوصة وفي حديث علي المذكور أن الثلاثة فعلوا ذلك.اهـ
وقد علمت أنّ الحديث بهذه الزيادة (الرقص) منكر فلا حجة للصوفية فيه على رقصهم ورعونتهم.
[9]قال في التعاريف 1/386 : فصل الفاء الزفن الرقص: وأصله الدفع الشديد والضرب بالرجل. اهـ
((فكلّ راقص صوفي، وكلّ ضارب بالطبل صوفي، وكلّ عابث بأحكام الله صوفي، وكلّ ماجن خليع صوفي، وكلّ مسلوب العقل صوفي، وكلّ آكل للدنيا بالدّين صوفي، وكلّ ملحد في آيات الله صوفي. وهلم سحباً))
العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى
(الطرق الصوفية ص47)
(الطرق الصوفية ص47)
أقوال علماء الإسلام في الرقص الصوفي:
كتبه
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري
راجعه وأثنى عليه
فضيلة الشيخ
أبي عبد الله محمّد بن عبد الحميد حسّونة المصري الأثري
حفظه الله تعالى
فضيلة الشيخ
أبي عبد الله محمّد بن عبد الحميد حسّونة المصري الأثري
حفظه الله تعالى
قال الشيخ محمّد حفظه الله: ...هذا البحث من الأبحاث التي ينشرح صدري عند قراءتها، لتعلقه بالعقيدة أولاً .
وثانياً : لانتصاره للسنة وردّه البدعة .
وثالثاً : لكونه تأويلاً لباب النصح الدال على إرادة راقمه الخير للمخالف .
رابعاً : لقيامه على الآثار وترادفها …
وُفّقت وبورك فيك وعُمّم النفع بك، واستصحب على الدوام "وما توفيقي إلا بالله"
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وإخوانه وآله .
كتبه
الفقير إلى مولاه
أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد
في غرة شهر رمضان المبارك 1428هـ
في غرة شهر رمضان المبارك 1428هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالاً َّكَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا.))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.))
ألا وإنَّ أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّموشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد :
فلا زلت أتعجب من أقوام لم يكتفوا بما شرعه الله لهم بل زادوا عليه شرائع من عندهم وزعموا أنّ هذا من البدع الحسنة!! والحق أنّه ليس في الإسلام بدعة حسنة [1] بل تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة هو ذاته بدعة![2]
ومن أشهر هذه البدع (الحسنة!) –زعموا- بدعة ذكر الله تعالى بالرقص والتمايل!! وهذه البدعة لم تعرف –حسب علمي- عند أي طائفة من الطوائف الثنتين والسبعين إلا عند الصوفية الهلكى.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والصوفية الذين ابتدعوا عدداً معيناً لذكر الله تعالى، وصفة معينة حين القيام بذلك، يزعمون أنهم سنوا بذلك سنة حسنة لحمل النفوس بزعمهم على القيام بهذا العدد المعين من ذكر الله تعالى وتنشيطها على العمل إذا كان على تلك الصفة من الهز والتمايل والرقص والتلحين ونحو ذلك.اهـ رسالة حول دعاء ختم القرآن من مجموع فتاواه (ج 14)
وكم يشتد حزني ويغشاني أسف حين أرى بعض جهلة الصوفية يجتمعون –نساءا ورجالا- في (الموالد!!) وغيرها لذكر الله –زعموا- وهم بذلك يذكرون الشيطان! [3] ثمّ تبدأ أبدانهم تمتزج وتطرب لإيقاعات الموسيقى الصاخبة ولصوت الدف والمزمار! فيهتزون جميعا ويتمايلون صفا واحدا مرددين وبصوت واحد: هو هو الله حاي!! الله حاي!!
قال أحد العلماء:
ألا قل لهم قول عبد نصوح***وحق النصيحة أن تستمع
متى علم النّاس في ديننا***بأنّ الغناء سنّة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار***ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله***وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم إن أشبعت***يرقصها ريها والشبع
ويسكره الناي ثمّ الغنا***و ((يس)) لو تليت ما انصدع
فيا للعقول ويا للنهى***ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع***وتكرم عن مثل ذاك البيع
وأن يأكل المرء أكل الحمار***ويرقص في الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله***وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك البهائم إن أشبعت***يرقصها ريها والشبع
ويسكره الناي ثمّ الغنا***و ((يس)) لو تليت ما انصدع
فيا للعقول ويا للنهى***ألا منكر منكم للبدع
تهان مساجدنا بالسماع***وتكرم عن مثل ذاك البيع
إنّه منظر فظيع والله، والأفظع منه أن ترى دعاة إسلاميين –بل دعاة على أبواب جهنّم كالمدعو علي الجفري!!- وسط تلك الجموع المختلطة وبين تلك النسوة المتبرجات السافرات يصفقون كالنساء ويتمايلون كالمخنثين ويقفزون كالمجانين!! وإذا سألتهم قالوا هذا ذكر الله تعالى !! وإذا أنكرت عليهم قالوا أنت وهابي!! فإلى الله المشتكى.
قال العلامة ابن القيم - رحمة الله عليه - في كتابه ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ص224 وما بعدها)) ما نصه :
ومن مكايد عدو الله –أي الشيطان- ومصايده، التى كاد بها من قلّ نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء، والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذى يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً، فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة إليه، فتمايلوا له ولا كتمايل النشوان، وتكسروا فى حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث والنسوان؟
ويحق لهم ذلك، وقد خالط خمارة النفوس، ففعل فيها أعظم ما تفعله حُمَّيه الكؤوس، فلغير الله، بل الشيطان، قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق[4]، وأموال فى غير طاعة الله تنفق، حتى إذا عمل السكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله، واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخَزَ فى صدورهم وخزاً. وأزَّهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا، فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص وسُيَطْ الديار. فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام، ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام، وياشماتة أعداء الإسلام، بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام قضوا حياتهم لذة وطرباً، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن[5]، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً، ولا أزعج له قاطنا، ولا أثار فيه وجداً، ولا قدحفيهمن لواعج الشوق إلى الله زنداً، حتى إذا تلى عليه قرآن الشيطان، وولج مزمور سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت، فيا أيها الفاتن المفتون، والبائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون، هلا كانت هذه الأشجان، عند سماع القرآن؟ وهذه الأذواق والمواجيد، عند قراءة القرآن المجيد؟ وهذه الأحوال السنيات، عند تلاوة السور والآيات؟ ولكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه، ويميل إلى ما يشاكله، والجنسية علة الضم قدراً وشرعاً، والمشاكلة سبب الميل عقلاً وطبعاً، فمن هذا أين الإخاء والنسب؟ لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصالحة التى أوقعت فى عقد الإيمان وعهد الرحمن خللاً؟((أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُريتَهُ أَوْلِياَءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لكُمْ عَدُو بِئْسَ لِلظّالمِينَ بَدَلا)) [الكهف: 50].
ولقد أحسن القائل :
تُلي الكتاب فأطرقوا لاخيفة***لكنه إطراق ساه لاهي
وأتى الغناء ، فكالحمير تناهقوا***والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونغمة شادن***فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا***تقييده بأوامر ونواهي
سمعوا له رعدا وبرقا إذ حوى***زجرا وتخويفا بفعل مناهي
ورأوه أعظم قاطع للنفس عن***شهواتها ، يا ذبحها المتناهي
وأتى السماع موافقا أغراضها***فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
أين المساعد للهوى من قاطع***أسبابه ، عند الجهول الساهي
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه***خمر العقول مماثل ومضاهي
فانظر إلى النشوان عند شرابه***وانظر إلى النسوان عند ملاهي
وانظر إلى تمزيق ذا أثوابه***من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
واحكم فأي الخمرتين أحق بالت***حريم والتأثيم عند الله
دف ومزمار ونغمة شادن***فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا***تقييده بأوامر ونواهي
سمعوا له رعدا وبرقا إذ حوى***زجرا وتخويفا بفعل مناهي
ورأوه أعظم قاطع للنفس عن***شهواتها ، يا ذبحها المتناهي
وأتى السماع موافقا أغراضها***فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
أين المساعد للهوى من قاطع***أسبابه ، عند الجهول الساهي
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه***خمر العقول مماثل ومضاهي
فانظر إلى النشوان عند شرابه***وانظر إلى النسوان عند ملاهي
وانظر إلى تمزيق ذا أثوابه***من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
واحكم فأي الخمرتين أحق بالت***حريم والتأثيم عند الله
وقال آخر :
برئنا إلى الله من معشر***بهم مرض من سماع الغنا
وكم قلت : يا قوم أنتم على***شفا جرف ما به من بنا
شفا جرف تحته هوة . . . .***إلى درك كم به من عنا
وتكرار ذا النصح منا لهم***لنعذر فيهم إلى ربنا
فلما استهانوا بتنبيهنا***رجعنا إلى الله في أمرنا
فعشنا على سنة المصطفى*** وماتوا على تنتنا ، تنتنا
شفا جرف تحته هوة . . . .***إلى درك كم به من عنا
وتكرار ذا النصح منا لهم***لنعذر فيهم إلى ربنا
فلما استهانوا بتنبيهنا***رجعنا إلى الله في أمرنا
فعشنا على سنة المصطفى*** وماتوا على تنتنا ، تنتنا
ولم يزل أنصار الإسلام وأئمة الهدى، تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض، وتحذر من سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة ) . انتهى كلامه رحمه الله .
وبعد هذه المقدمة أشرع في المقصود وهو بيان حكم الرقص الصوفي وأقوال علماء الإسلام في هذا الفعل.
هذا وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه وأن يثيبني عليه خير الثواب.
كما لا يفوتني أن أتقدّم بالشكر الخالص لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمّد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله على ما تفضّل به من مراجعة هذا البحث المتواضع والتعليق عليه وتوجيهي التوجيه الحسن. فجزاه الله عنّي وعن المسلمين خير الجزاء آمين.
1) أصل الرقص الصوفي:
إنّ أوّل من ابتدع بدعة ذكر الله تعالى بالرقص والغناء والتمايل والقفز هم اليهود وعبّاد الكواكب.
حيث جاء في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة:
((ليبتهج بنو صهيون بملكهم ليسبّحوا اسمه برقص، بدفّ، وعود، ليرنّموا ... هلّلوا يا، سبّحوا الله في قدسه، سبّحوه برباب وعود وسبحوه برباب ورقص، سبحوه بأوتار ومزمار، سبحوه بصنوج الهتاف)). اهـ (بدع الصوفية للطهطاوي ص 5
كما أنّ هذا النوع من التعبّد كان معروفا عند عبّاد الكواكب الذين اتخذوا لها أصناما على أشكال معيّنة ثمّ سجدوا لها وغنوا لها ورقصوا من حولها.
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: ...وطائفة أخرى اتخذت للقمر صنما، وزعموا أنه يستحق التعظيم والعبادة، وإليه تدبير هذا العالم السفلى.
ومن شريعة عباده: أنهم اتخذوا له صنما على شكل عجل يجره أربعة، ويبد الصنم جوهرة، ويعبدونه، ويسجدون له ويصومون له أياما معلومة من كل شهر، ثم يأتون إليه بالطعام والشراب، والفرح والسرور، فإذا فرغوا من الأكل أخذوا فى الرقص والغناء وأصوات المعازف بين يديه. (إغاثة اللهفان 2/224)
2) صفة الرقص الصوفي:
((في أعياد الوثنية التي يسمونها: موالد، وفي معابد الأضرحة التي يسمونها: مساجد، وفي كهوف الدراويش، وقد أتخموا بطون الطواغيت بالسحت!! في تلك الحمآت يقيم الصوفية حانات الرقص، أو ما يسمونه: الذكر، فيجلس الشيخ بين صفين من دراويش تعشقهم الرذيلة، ودرويشات نفرت منهن الفضيلة ثم يصفق بيديه اللامعتين من دسم الحرام إيذاناً ببدء الذكر، ثم يخرج من شفتيه ومنخريه اسم الله ملحداً في حروفه وفي النطق به!! وغضون جبينه تهمز الحياء وتلمز التقوى، ومنشد القوم يطربهم بالغزل الداعر في ليلى وسعاد، أو بالدفوف يدق عليها الشيطان، وبالنايات تصفر فيها الشهوة، ثم يهب الشيخ، ويهب معه المريدون، ثمت يميلون يمنة ويسرة، متأودة أعطافهم تأود الراقصات يلمحن في أيد الرواد دنان الخمر وفتنة الذهب، وما هي إلا لحظة، حتى تجن هذه الأجساد بما فيها من رغبات مكبوتة، مصفحة عن غليلها المحترق بالتأوه المخنث، والتمايل الخليع، وبالأصوات المنكرة بالمبحوحة من عويل الخطيئة والاستغاثة بزينب، أو نفيسة. لا يريدون زينت الطاهرة، ولا نفيسة العابدة. وإنما يريدون بهما شيئاً آخر!! فكل يغني على أنثاه!! وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور الملحد ساعة، أو ساعتين (يظل الراقص الصوفي يتخلع ساعة في حانة الذكر، دون أن يحس بملل حتى إذا وقف للصلاة (يخبط الصلوات الخمس) في خمس دقائق!! هذا لأن الرقص الصوفي شهوة وخطيئة، أما الصلاة فطهر وعبادة)، كل يريد أن يثبت للعيون الرانية في لهفة، والزعاريد المغازلة في توجع مشوق، أنه حيوان قوي الجسد!! وبعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلي!!
ولكم من أم باعت قوت يتيمها، وزوج ستر امرأته، ومدين يهلكه الدين بقية طعامه في سبيل ((شيشة)) الشيخ، و((حشيش)) الشيخ، و((أفيون)) الدراويش. وهم يرقصون في حانات الذكر!! )) (هذه هي الصوفية للعلامة عبد الرحمن الوكيل ص188-189 دار الإيمان، الإسكندرية)
3) أقوال علماء الإسلام في الرقص الصوفي:
· قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (10/266) عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة لقمان: ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (1 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)))
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه.
قال الإمام أبو الوفاء ابن عَقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال ((ولاتمش في الأرض مرحا)) وذم المختال والرقص أشد المرح والبطر.
أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لانقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟!
فما أقبح من ذي لحية -وكيف إذا كان شيبة- يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان، وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين يشمس بالرقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوان ولقد رأيت مشايخ في عمري مابان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: الرقص حماقة بين الكتفين لا ينعقد إلا باللعب. وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء، ويتشبّه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت[6].اهـ
· و سئل الامام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية وأعلم حرس الله مدته أنه اجتمع جماعة من رجال فيكثرون من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا؟
أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه دام ينفعك العمل أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب:
يرحمك الله مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة وما الاسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دين الكفار وعباد العجل.
وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطل هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق.اهـ تفسير القرطبي (11/23 وعون المعبود (13/187)
· وقال الإمام القدوة محمد بن الحسين الآجريرحمه الله: فيما ذكرته وبينته مقنع ، لأهل الحق إشفاقاً عليهم، لئلا يداخل قلوبهم من تلبيس أهل الباطل ممن يميل بقبيح مذهبه السوء إلى استماع الغناء من الغلمان المرد: يتلذذ بالنظر إليهم، ولا يحب الاستماع من الرجل الكبير، ويرقص ويزفن، قد ظفر به الشيطان، فهو يلعب به مخالفاً للحق، لا يرجع في فعله الى كتاب ولا إلى سنة ولا إلى قول الصحابة، ولا من تبعهم بإحسان، ولا قول إمام من أئمة المسلمين، وما يخفون من البلاء مما لا يحسن ذكره أقبح ويدعون أن هذا دين يدينون به، نعوذ بالله من قبيح ما هم عليه، ونسأله التوفيق إلى سبيل الرشاد إنه سميع قريب.اهـ (الشريعة ص241)
· وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله: ...وأما المقلد فكذلك أيضا لأنه يقول فلان المقتدى به يعمل بهذا العمل ويتنى كاتخاذ الغناء جزءا من أجزاء طريقة التصوف بناء منهم على أن شيوخ التصوف قد سمعوه وتواجدوا عليه ومنهم من مات بسببه وكتمزيق الثياب عند التواجد بالرقص وسواه لأنهم قد فعلوه وأكثر ما يقع مثل هذا في هؤلاء المنتمين إلى التصوف
وربما احتجوا على بدعتهم بالجنيد والبسطامى والشبلى وغيرهم فيما صح عندهم أو لم يصح ويتركون أن يحتجوا بسنة الله ورسوله وهي التي لا شائبة فيها إذا نقلها العدول وفسرها أهلها المكبون على فهمها وتعلمها
ولكنهم مع ذلك لا يقرون بالخلاف للسنة بحتا بل يدخلون تحت أذيال التأويل إذ لا يرضى منتم إلى الإسلام بإبداء صفحة الخلاف للسنة أصلا. اهـ الإعتصام (ص 405-406)
· وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام (3/130_131): وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه. اهـ
· وقال العلامة محمّد صدّيق حسن خان رحمه الله في أبجد العلوم (2/303):
علم الرقص:
لم يزد صاحب الكشف على هذا قال في مدينة العلوم هو علم باحث عن كيفية صدور الحركات الموزونة عن الشخص بحيث يورث الطرب والسرور لمن يشاهدها ويرغب فيها اصحاب الرفه والاغنياء ومن يحذو حذوهم واهل الهند ماهرون في الرقص ولهم فيها يد طولى الا ان هذا العلم محرم في شريعتنا وإنما تعرضنا له تتميما لاقسام العلوم انتهى كلامه. اهـ
· وكتب الشيخ محمد بن محمد المعروف بقاضي زاده المتوفى سنة (1044) كتابا أسماه (إرشاد العقول السليمة الى الأصول القويمة بإبطال البدع السقيمة)
وذكر فيه انه لما طالع رسالة في جواز الرقص منسوبة الى المفتي المعروف بغلي جلبي كتب في ابطالها واثبات مدعاه ورتب على أربعة أبواب الأول في رد الراسلة والثاني في وجوب الاتباع والثالث في أقوال العلماء في مذمة المبتدعين والرابع في وجوب التقوى... انظر كشف الظنون (1/66).
· وجعل العلامة محمد تقي الدين الهلالي التقرب إلى الله بالرقص من البدع الحقيقية، فقال في الفصل الثالث من الحسام الماحق: (فدخل في ذلك البدع الحقيقية ، كالتقرب إلى الله بالرقص ، و قرع الطبول و نحو ذلك) اهـ
وقال أيضا رحمه الله في كتابه: (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة)
...وأما عبادة الحمير فأذكر فيها قصتين: إحداهما وقعت في طرابلس الغرب على ما حدثني به ثقة، وذلك أنه كان في تلك الديار شيخ متصوف اسمه عبد السلام الأسمر[7] كان يرقص مع أصحابه ويضربون بالدفوف حتى يخروا صرعى على الأرض ويعتقدون أن الدف الذي كان يضرب به الشيخ عبد السلام نزل من الجنة، وكان يضرب به علي بن أبي طالب للنبي، والشيخ عبد السلام والمريدون المنقطعون للعبادة معه لم يكونوا يكتسبون معيشتهم لأنهم كانوا بزعمهم متوكلين. وكان للشيخ المذكور حمار يطوف على بيوت البلدة وحده كل صباح ومساء وعليه خرج فكلما وقف بباب بيت يضع أهله شيئا من الطعام في ذلك الخرج فيرجع إلى الشيخ والمريدين بطعام كثير غدوة وعشية، فلما مات الشيخ وتفرق المريدون وبقي الحمار بلا عمل فصار الناس يقدمون له العلف ويتبركون به إلى أن مات فدفنوه وعكفوا على قبره يعبدونه.اهـ
· وقال الشيخ الحوامدي رحمه الله في كتابه (السنن والمبتدعات): واجتماع الصوفية للذكر –الرقص- بعد الجمعة بالشخير والنخير والإلحاد في أسماء الله الكبير منكر وضلال فظيع شنيع. اهـ (بدع الصوفية والكرامات والموالد لعلي الطهطاوي ص 46 دار الكتب العلمية)
· وقال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في (أعلام السنّة المنشورة ص 117):
س 204 : إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات ؟
جـ : إلى قسمين : الأول : التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة ، كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو والرقص والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرهما مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم : (( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً)).
الثاني : التعبد بما أصله مشروع ، ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام عبادة مشروعة ، فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة ، وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي ، وكصيام يوم الشك ، وصيام العيدين ، ونحو ذلك .اهـ
· وقال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/169):
مقاتل العليويين والمبتدعين:
كان من مقاتل خصوم الإصلاح عبادة الله (بالرقص) ... هذا ما كان ينكره حزب الإصلاح على الطرقيين عموما وقد التزمه العليويون ودافعوا عنه ووضعوا له آداب وأسماء، واستشهدوا بأحاديث لا يعترف بها المختصون من رجال الحديث ولا تصح عندهم ولا تستحسن. اهـ
· وجاء في (رسالة إلى أهل عبس) للعلامة المحدّث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى: ...إن إمام مسجد في مدينة عبس يقول: "إن أركان الإسلام خمسة ثم ذكر نفسه وبعض من يقومون في حلقته من الصوفية، ثم قال: وأركان الردة خمسة ثم ذكر منهم خمسة من أهل السنة في مدينة عبس" فما حكم قول هذا الرجل؟ وما حكم إمامته في هذا المسجد بالناس؟ وهل تجوز الصلاة خلفه وجزاكم الله خيرًا؟
فكان من ضمن جواب الشيخ رحمه الله: من أنت يا هذا حتى يبلغ بك التلبيس إلى أن تلبس على المؤمنين بأنك ركن من أركان الإسلام، بل أنت ركن من أركان الضلال، صوفي، ورحم الله الإمام الشافعي الذي يقول: "لو أن رجلاً دخل في الصوفية في أول يومه ما جاء آخر يومه إلا وهو أبله". فهذا رجل يستحق كية في وسط رأسه لعله قد أصيب بالماخوليا، لخلوات الصوفية وجوعهم.
فإما أن يكون ملبسًا وإما أن يكون أصيب بالماخوليا فيكوى في رأسه حتى يشفى ويعرف، ويعرفه الناس أنه كان ضالاً.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) الصوفية أصحاب العصائد والرقص في المساجد والطارات، فقد ذكر ابن القيم أنه رآهم في منى أو في عرفة أو مزدلفة. ونحن أيضًا رأيناهم في الحرم المكي.
فقد كنت ذات يوم مرهق لا أستطيع أن أتكلم فرأيت أناسًا من الأتراك حلقة كبيرة في الحرم الأعلى فإذا هم يرقصون ويدندنون بتلك الدندنة الصوفية وبقيت متحيرًا ماذا أعمل مع هؤلاء، فلو ركضني أحدهم برجله لخرجت من النافذة، أأسكت أم ماذا أعمل؟ وبقيت مترددًا، ثم دخلت في وسط الحلقة وصحت عليهم وقلت لهم: أبيوت الله تهان ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال))، فسكتوا والحمد لله، وما شعرت إلا بمجموعة من اليمنيين الذين كانوا يرقصون معهم يقولون: (أيش تبغينا نسوي) يعني مستعدون للمضاربة، فقلت لهم: لا شيء، فجاء العسكري وفرقهم بعد ذلك والحمد لله.
فهؤلاء هم الذين يرقصون في المساجد، وفي بيوت الله، بل لا تذهبوا بعيدًا فعندنا هاهنا في الحوطة في حضرموت خرجوا بالطار يرقصون في المساجد.اهـ
· وقال الشيخ العلامة صالح السحيمي حفظه الله: وهذا ابن مسعود رضي الله عنه ينكر على جماعة من المسلمين كانوا قد جلسوا يذكرون الله بذكر على غير الهيئة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الدارمي في سننه أن رجلاً أخبر عبد الله بن مسعود، أن قوام يجلسون في المسجد بعد المغرب، فيهم رجل يقول: كبروا الله كذا وكذا، وسبحوا الله كذا وكذا، واحمدوا الله كذا وكذا، قال عبد الله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم، فأتاهم فجلس فلما سمع ما يقولون، قام فأتى ابن مسعود فجاء، وكان رجلا حديداً، فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلماً، ولقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما، فقال عمرو بن عتبة: استغفر الله، فقال عليكم بالطريق فالزموه ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لتضلن ضلالاً بعيداً. فإذا كان ابن مسعود رضي الله عنه قد أنكر هذه الهيئة التي يذكرون الله بها رغم أن الذكر الوارد فيها مشروع بيد أنه أنكر عليهم الشكل والصفة وتخصيص هذا الوقت بالذات للذكر، فكيف لو اطلع ابن مسعود على هذه الأذكار التي يذكر بها المسلمون اليوم، وهي لا تمت إلى ذكر الله بصلة، مما ابتدعه أصحاب الطرق الصوفية، وغيرهم من الأذكار التي زينها لهم الشيطان، منها ما يرددونه بصوت واحد، من قولهم "هو هو" أو "حي حي" وغير ذلك من ألوان الهذيان، الذي يرددونه ويزعمون أنه ذكر الله، في الوقت الذي لو سمعتهم وهم يترنمون بهذه الأذكار التي لا يفهم منها شيء في كثير من الأحيان، لخيل لك أن أمامك سباعاً تتعاوى وتتهارش، على فريسة، بل تحولت أذكار كثيرا ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم من أنواع من الرقصات المختلفة، فضلا عما يصحبذلك من آلات الطرب والمعازف، واختلاط الرجال بالنساء، وشرب للمسكرات، وغير ذلك من أنواع الفساد التي يميلها عليهم الشيطان، فيا ليت شعري ماذا سيقول هذا الصحابي الجليل لو اطلع على هذه المناظر، أو سمع تلك الأصوات المنكرة ((إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ))، لقمان/ 19.
(البدع وأثرها في انحراف التصور الإسلامي ص 65-66 الحلقة الأولى - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةالسنة الثالثة عشرة، العدد التاسع والأربعون)
· وقال الشيخ علي محفوظ رحمه الله في كتابه (الإبداع في مضار الإبتداع ص 322): ...أما الرقص والتواجد فأوّل من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهذا الرقص والتواجد هو لعبّاد العجل والتصفيق حالة الذكر فإنّه خفّة ورعونة مشابهة لرعونة الإناث لا يفعله إلا أرعن (أبله) أو متصنّع جاهل يدل على جهالة فاعله أنّ الشريعة لم ترد به لا في كتاب ولا سنّة ولا فعل ذلك أحد من الأنبياء ولا معتبر من أتباع الأنبياء إنّما يفعله السفهاء (المعتوهون) الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء وهكذا تبدوا لنا الحقيقة واضحة وضوح الشمس فما يفعله بعض المسلمين في الموالد ليس من الإسلام في يشيء من نصب السرادقات وتقديم الخدمات ورفع الرايات والإمساك بالدفوف والمزامير وذبح الولائم زاعمين أنّهم يتقربون بها إلى الله تعالى، إلى هؤلاء نقول: أما كان أولى أن نضع أموال المسلمين في الجمعيات الخيرية التي قامت للدعوة إلى الله وهداية النّاس أو نساهم بجزء منها في معونة الوعاظ الذين تصدوا إلى نشر العلم والفضيلة ومحاربة البدع والرذيلة، أما كان أولى إعانة منكوب أو إسعاف مصاب أو نفتح ملجأ لليتامى والفقراء.
وإلى هؤلاء أيضا يقول ابن قيّم الجوزية في كتابه إغاثة اللهفان ص 243:
تلي الكتاب فأطرقوا لاخيفة
لكنه إطراق ساه لاهي
وأتى الغناء ، فكالحمير تناهقوا
وأتى الغناء ، فكالحمير تناهقوا
والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونغمة شادن
دف ومزمار ونغمة شادن
فمتى رأيت عبادة بملاهي
وأخيرا نسأل الله أن يهدينا إلى الحق وينصر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها اللهم آمين. (نقلا عن بدع الصوفية والكراوات والموالد ص 4
3) تفنيد أدلة الصوفية على جواز الرقص والتمايل:
1) إستدلالهم بقوله تعالى في سورة الكهف: ((إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض)).
قال الإمام القرطبي في تفسيره (10/366): قال ابن عطية تعلقت الصوفية في القيام والقول بقوله ((إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض)).
قلت: وهذا صحيح، هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء.
أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان ثم سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان هيهات بينهما والله مابين الأرض والسماء ثم هذا حرام عند جماعة العلماء على مايأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى وقد تقدم في سبحان ثم قوله ولاتمش في الأرض مرحا مافيه كفاية.
2) استدلالهم بقوله تعالى لأيوب عليه السلام: ((اركض برجلك))
وقال القرطبي (15/215):
استدل بعض جهال المتزهدة وطغام المتصوفة بقوله تعالى لأيوب ((اركض برجلك)) على جواز الرقص.
قال أبو الفرج الجوزي وهذا احتجاج بارد لأنه لو كان أمر بضرب الرجل فرحا كان لهم فيه شبهة وإنما أمر بضرب الرجل لينبع الماء، قال ابن عقيل أين الدلالة في مبتلى أمر ثم كشف البلاء بأن يضرب برجله الأرض لينبع الماء إعجازا من الرقص؟؟
ولئن جاز أن يكون تحريك رجل قد أنحلها تحكم الهوام دلالة على جواز الرقص في الإسلام جاز أن يجعل قوله سبحانه لموسى ((اضرب بعصاك الحجر)) دلالة على ضرب المحاد بالقضبان!! نعوذ بالله من التلاعب بالشرع. اهـ.
3) استدلالهم بحديث علي رضي الله عنه قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وجعفر وزيد فقال لزيد ((أنت أخونا ومولانا)) فحجل وقال لجعفر ((أشبهت خلقي وخلقي)) فحجل وراء حجل زيد ثم قال لي ((أنت مني وأنا منك)) فحجلت وراء حجل جعفر[8].
قال ابن الجوزي رحمه الله: القرطبي (15/215): وقد احتج بعض قاصريهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي ((أنت مني وأنا منك)) فحجل.
وقال لجعفر أشبهت ((خلقي وخلقي)) فحجل.
وقال لزيد ((أنت أخونا ومولانا)) فحجل.
ومنهم من احتج بأن الحبشة زفنت [9] والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم والجواب:
أما الحجل فهو نوع من المشي يفعل عند الفرح فأين هو والرقص؟!
وكذلك زفن الحبشة نوع من المشي يفعل عند اللقاء للحرب.اهـ
وهذا التعليل من ابن الجوزي رحمه الله تعالى مبني على فرض صحة هذا الحديث، والصواب أنّ الحديث بهذا التمام منكر ضعيف فلا حجّة فيه أصلا!
قال الشيخ البحاثة علي رضا حفظه الله: ومن العبث الصوفي الذي اشتهر به بعض المعظمين لابن عربي وغيره من ملاحدة الصوفية ما ذكره صاحب: (الفتاوى الحديثية) (ص29 عندما سئل عن رقص الصوفية وتواجدهم وهل له اصل؟ فأجاب بقوله: نعم له أصل! فقد روى في الحديث ((إن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له: أشبهت خَلقي وخٌلقي)) وهذا الحديث بزيادة الرقص المزعوم فيه منكر لا يصح فقد رواه البيهقي في السنن الكبرى (10/226) وفي الآداب له أيضا (921) وأحمد في المسند 1/108 والبزار في المسند 3/220 رقم 2609_ زوائده _ ولفظ البيهقي: ((أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا- المتكلم علي رضي الله عنه وهو راوي الحديث- وجعفر وزيد, فقال لزيد: أنت أخونا ومولانا , فحجل. وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخٌلقي , فحجل وراء حجل زيد, وقال لي: أنت مني وأنا منك فحجلت وراء حجل جعفر))
وقال البيهقي - شارحاً الحديث-: ((والحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح, فإذا فعله الإنسان فرحا بما آتاه الله تعالى من معرفته أو سائر نعمه فلا باس, وما كان فيه تثن وتكسّر حتى يباين أخلاق الذكور فهو مكروه لما فيه من التشبه بالنساء)) ((الآداب)) ص422
وقد تردد البيهقي في صحة هذا الحديث فقال في السنن الكبرى 10/226 هانيء بن هانيء ليس معروف جدا وفي هذا- إن صح- دلالة جواز الحجل, وهو أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح , فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز والله أعلم.
والصواب: أن الحديث فيه أيضاً عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مشهور بالتدليس ثم هو كان قد اختلط فإذا أضيفت هذه العلة القادحة لما سبق من كون هانيء بن هانيء هذا مستوراً كما قال ابن حجر تبين يقينا ضعف الإسناد فإذا أضيف العلتين السابقتين كون المتن فيه زيادة منكرة لمخالفتها لرواية البخاري في صحيحه 2699 والتي فيها: ((أشبهت خلقي وخلقي)) الصحيحة ولكن لا يوجد فيها قضية الحجل أو الرقص, فحقيق بها أن تكون منكرة لا يجوز الاعتماد عليها ولهذا ضعفت هذه الزيادة في تحقيقي لمسند علي رضي الله عنه. 7/2924
والخلاصة أن الرقص الصوفي إنما هو نوع من العبث الصوفي وليس هو من دين الله تعالى في شيء فاحذر أخي المسلم ! من مخالفة نهج الصحابة والتابعين جعلنا الله وإياك من الهداة المهتدين آمين. (لا تكذب عليه متعمّدا للشيخ علي رضا ص86-87)
4) استدلالهم بقصة بريرة رضي الله عنها أن زوجها كان يتبعها في سكك المدينة يتحدر دمعه لفرط محبته لها:
قال الأمير الصنعاني رحمه الله: ومما ذكر في قصة بريرة أن زوجها كان يتبعها في سكك المدينة يتحدر دمعه لفرط محبته لها قالوا فيؤخذ منه أن الحب يذهب الحياء وأنه يعذر من كان كذلك إذا كان بغير اختيار منه فيعذر أهل المحبة في الله إذا حصل لهم الوجد ثم سماع ما يفهمون منه الإشارة إلى أحوالهم حيث يغتفر منهم ما لا يحصل عن اختيار كالرقص ونحوه!
قلت لا يخفى أن زوج بريرة بكى من فراق محبه فمحب الله يبكي شوقا إلى لقائه وخوفا من سخطه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي عند سماع القرآن وكذلك أصحابه ومن تبعهم بإحسان.
وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه فأعجب لهذا المأخذ الذي أخذوه من الحديث. سبل السلام(3/130_131)
5) استدلالهم على تقطيع ثيابهم عند الرقص بفعل سليمان عليه السلام كما في قوله تعالى: ((ردّوها عليّ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق))
قال القرطبي: وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا: ((ردّوها عليّ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق)) وهو استدلال فاسد، لأنّه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنّه فعل الفساد...
فأمّا إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنّه لا يجوز، ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل ولا يجوز في شرعنا.
6) استدلالهم بقوله تعالى: ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) !!
قال فضيلة الشيخ محمّد بن عبد الحميد حسونّة وفقه الله:
ومن عجيب ما يذكر هنا –والمقام مقام العجب- أن سئل هؤلاء الخرافيين –هو علي بن أبي الحسن، المعروف بـ ((الحريري))- ما الحجّة في الرقص؟
قال: ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) !!!
ولا غرو فقد عرف عن هذا الهالك –كما عرف عن أضرابه وأشباهه- أنّه كان ((من أفتن شيء وأضرّه على الإسلام، تظهر منه الزندقة والاستهزاء بالشرع، وذكرت عن (كذا ولعلها: عنه) أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة، والجرأة على الله، وكان مستخفا بأمر الصلوات...))
وقال علي بن أنجب في (تاريخه): ((الحريري شيخ عجيب! كان يعاشر الأحداث)).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((أراح الله منه العباد سنة 645 هـ)) (إبطال وحدة الوجود) لشيخ الإسلام ص(27) تحقيق. بتصرف) (الأنوار الكواشف ص 14-15)
7) استدلالهم بقوله تعالى: ((وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الأعراف.
قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:
وقد استدل بعض جهال المتصوفة بهذا على جواز رمي الثياب إذا اشتد طربهم على المغنى.
ثم منهم من يرمي بها صحاحا، ومنهم من يخرقها ثم يرمي بها.
قال: هؤلاء في غيبة فلا يلامون؛ فإن موسى عليه السلام لما غلب عليه الغم بعبادة قومه العجل، رمى الألواح فكسرها، ولم يدر ما صنع.
قال أبو الفرج الجوزي: من يصحح عن موسى عليه السلام أنه رماها رمي كاسر؟ والذي ذكر في القرآن ألقاها، فمن أين لنا أنها تكسرت؟
ثم لو قيل: تكسرت فمن أين لنا أنه قصد كسرها؟
ثم لو صححنا ذلك عنه قلنا كان في غيبة، حتى لو كان بين يديه بحر من نار لخاضه.
ومن يصحح لهؤلاء غيبتهم وهم يعرفون المغنى من غيره، ويحذرون من بئر لو كانت عندهم.
ثم كيف تقاس أحوال الأنبياء على أحوال هؤلاء السفهاء.
وقد سئل ابن عقيل عن تواجدهم وتخريق ثيابهم فقال: خطأ وحرام؛ وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
فقال له قائل: فإنهم لا يعقلون ما يفعلون.
فقال: إن حضروا هذه الأمكنة مع علمهم أن الطرب يغلب عليهم فيزيل عقولهم أثموا بما أدخلوه على أنفسهم من التخريق وغيره مما أفسدوا، ولا يسقط عنهم خطاب الشرع؛ لأنهم مخاطبون قبل الحضور بتجنب هذا الموضع الذي يفضي إلى ذلك. كما هم منهيون عن شرب المسكر، كذلك هذا الطرب الذي يسميه أهل التصوف وجدا إن صدقوا أن فيه سكر طبع، وإن كذبوا أفسدوا مع الصحو، فلا سلامة فيه مع الحالين، وتجنب مواضع الريب واجب.اهـ
استدلالهم بأنّ أهل الجنّة يتواجدون ويصرخون !!
فقالوا: (إنّهم إذا دخلوها أمر الله مناديا ينادي: يا داود، ارق على كرسيّك، وأسمع النّاس ساعة ليستريحوا من شدّة تعبهم، فيصعد داود على كرسيه فيقرأ لهم ويسمع الناس أصواته الطيبة وأطرابه المستلذة، فيصعد المحبّون إلى سطوح قصورهم: فهذا يصرخ (!)، وهذا يقول: الله .. الله (!)، وهذا يقول: أنت .. أنت (!)، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي أما ترون، أما ترون المحبين في سماعهم (!!)) (الفجر المنير ص(79-80) والنقل عن الرفاعية ص 201) نقلا عن الأنوار الكواشف ص7.
وهذا الستدلال من الرجم بالغيب، فمن أين لهم هذا الباطل؟
في أي كتاب قرأوه؟
وفي أي مصنّف وجدوه؟
وعن أي إمام نقلوه؟
ورحم الله من قال: لولا الإسناد لقال من شاء ما يشاء!
9) استدلالهم برقص الملائكة وأنّهم يقتدون بالملإ الأعلى!!
كما زعموا أنّ الملائكة عندهم كذلك يرقصون!! فقالوا: (الملائكة الصوفية (أنظر إلى قلّة الحياء!) حول العرش، يعتقد الصوفية أنّهم بمجالس تواشيحهم إنّما يقتدون بالملإ الأعلى! ((الملائكة الصوفية)) الذين ينشدون ويرقصون أمام الله تعالى حول العرش ((يا رب لست أبكي شوقا إلى جنّتك ولا خوفا من نارك، وإنّما بكائي شوقا إلى الملائكة ((الصوفية)) المتواجدين حول العرش سبعين ألفا جرد مرد (!!) يرقصون ويتواجدون حول العرش) (الفجر المنير ص80_81) و(قلائد الجواهر ص185) وانظر (الرفاعية ص200) نقلا عن الأنوار الكواشف (ص7- وجاء في (ج2/ص72) من الإبريز للدباغ ما نصّه: إنّ (الصوفية يهتزون يمينا وشمالا لأنّ الأقطاب رأوا الملائكة تفعل ذلك).
ولست أدري ما الأقطاب!
وما الأوتاد!
وما الأبدال!
وما النجباء!
ولكن الصوفية بآيات الله يلعبون!
قاتلهم الله أنى يؤفكون.
واستدلالهم هذا من أنكر المنكر ومن أبطل الباطل، ولست بحاجة إلى التعليق على هذا الهراء. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
10) استدلالهم بحديث "حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه"
وهذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيّم في المنار المنيف: (ص139) حديث رقم 318:
ومن ذلك حديث "حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا للفقراء ورقص حتى شق قميصه" فلعن الله واضعه ما أجرأه على الكذب السمج.اهـ
11) استدلالهم بقصة قدوم جعفرٌ على النبىِّ صلى الله عليه وسلم، فتلقاه وقبَّل جبهته، وقال:((واللهِ ما أدرى بأَيِّهما أفْرَحُ، بِفَتْحِ خَيْبَر أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَر)) ؟
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى (زاد المعاد (3/333-334)):
وأما ما رُوى فى هذه القِصة، أن جعفراً لما نظر إلى النبىِّ صلى الله عليه وسلم، حجَل يَعنى: مشى على رِجل واحدةٍ إعظاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعله أشباهُ الدِّباب الرَّقَّاصُون أصلاً لهم فى الرقص، فقال البيهقى وقد رواه مِن طريق الثورى عن أبى الزبير، عن جابر: وفى إسناده إلى الثورى مَن لا يُعرف.
قلت: ولو صح، [وسيأتي بيان ضعف هذا الحديث فيما بعد إن شاء الله] لم يكن فى هذا حُجة على جواز التشبُّه بالدّباب، والتكسر والتخَنُّث فى المشى المنافى لهَدْى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذا لعله كان من عادة الحبشة تعظيماً لِكبرائها، كضرب الجُوك عند الترك ونحو ذلك، فجرى جعفر على تلك العادة وفعلها مرة، ثم تركها لِسُّنَّة الإسلام،فأين هذا من القفز والتكسر، والتثنى والتخنُّث.. وبالله التوفيق.اهـ
12) استدلالهم بحديث (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله...) الحديث.
جاء في مجلّة التوحيد (العدد رقم 10 لسنة 1407 هـ) التابعة لجماعة أنصار السنّة في مصر ما نصّه (مع التنبيه على ما عند هذه الجماعة - مؤخرا – من مخالفات):
ويسألنا كثير من القرّاء/ ... بقولهم: يقوم بعض النّاس بإقامة حلقات يسمونها (ذكرا) بالرقص والتمايل يمينا وشمالا، يسمونها حضرة على نظام الطرق الصوفية، ويسأل القراء عن موقف الإسلام من هذه الحلقات التي يسمونها ذكرا؟
الجواب: ...ما يدعيه الصوفية من تفسير قوله صلى الله عليه وسلّم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله...) الحديث. القصد منه مدارسة القرآن لما ورد في صحيح البخاري (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده). فالصلاة في المسجد ذكر، والأذان ذكر، والقرآن ذكر، ولكن الصوفية يحرفون الكلمة ويفسرون الذكر على أهوائهم من التماسل والرقص وغيره وهذا كلّه من البدع التي حرّمها الله تعالى في العبادة فكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النّار والله أعلم. اهـ (بدع الصوفية والكرامات والموالد لعلي الطهطاوي ص 45-46)
13) استدلالهم بحديث: ((خذوا يا بني ارفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة)).
جاء في مسند الحارث/ زوائد الهيثمي (2/826) باب ما جاء في الرقص:
حدثنا أبو عبيد ثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الشعبي رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم مر على أصحاب الدركلة قال: ((خذوا يا بني ارفدة حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة)) قال فبينما هم كذلك إذ جاء عمر رأوه ابذعروا.اهـ (صحيح الجامع 3219)
قال الحافظ في الفتح (6/553):
قوله باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بني أرفدة ... واستدل قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو والله أعلم.اهـ
وقال المناوي في فيض القدير (3/436-437): حتى تعلم اليهود والنصارى الذين يشددون أن في ديننا أيها المسلمون فسحة قاله يوم عيد للحبشة وقد رآهم يرقصون ويلعبون بالدرق والحراب وفيه رخصة في النظر إلى اللعب أي إذا لم يكن ثم أوتار ولا مزمار.
واستدل به قوم من الصوفية على جواز الرقص وسماع آلة اللهو قال ابن حجر:
وطعن فيه الجمهور باختلاف القصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو... إلى أن قال: ... عن عائشة قالت مر رسول الله بالذين يدركلون بالمدينة فقام عليهم وكنت أنظر فيما بين اليسرى وهو يقول خذوا الخ قال فجعلوا يقولون أبو القاسم الطيب أبو القاسم الطيب فجاء عمر فانذعروا قال في الميزان هذا منكر وله إسناد آخر واه. اهـ
14) استدلالهم بأحاديث منها: (ليس بالكريم من لم يهتزّ عند ذكر الحبيب) (سبق المهتزّون بذكر الله) (يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا)!!
قال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/171):
وأما الاهتزاز والرقص فقد احتجوا له بما زعموه مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ((ليس بالكريم من لم يهتزّ عند ذكر الحبيب...سبق المهتزّون بذكر الله...يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا)).
ورائحة الوضع تفوح من هذا الكلام، ومنذ عهد السلف كان من أكبر الوضّاعين للحديث جهلة المتصوّفة.اهـ
15) استدلالهم بما نقل بعض أهل التفسير أنّ ابن عمر وعروة ابن الزبير وجماعة من الصحابة خرجوا يوم العيد وقاموا يذكرون الله على أقدامهم:
قال فضيلة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل: (صراع بين السنّة والبدعة (1/170-171):
ومن أنكر المنكر أن يستدلوا لشرعية هذه (الحضرة) بعمل بعض الصحابة والتابعين، ذكروا أنّ بعض أهل التفسير (الألوسي) نقل أنّ ابن عمر وعروة ابن الزبير وجمهعة من الصحابة خرجوا يوم العيد للمصلى فجعلوا يذكرون الله تعالى فقال بعضهم لبعض أما قال الله تعالى: ((يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)) فقاموا يذكرون الله على أقدامهم.
لو صح النقل والخبر، واستقام عند أرباب الصناعة فليس فيه إذن باجتماع القوم، والقيام، والجهر، والتطريب والتلحين ولروي عنهم بجماعة مستفيضة، لو صحّ لما دلّ مطلقا على (الحضرة) التي عرفت عن القوم وصورها بأمانة قلم الشيخ المفتي، وحدد لها شروطها وآدابها، وعين لها ألفاظا ليس فيها ما هو من الذكر الشرعي سوى كلمة ((لا إله إلا الله)) ووضع لها أسماء الهيللة، والاسم الأعظم واسم الهويّة وهو اسم المتأوهين والمعنون عنه باسم الصدر واسم المتولهين، أمّا كلمات (هو) و (أهـ) و(هـ) إلخ فإنّها أصوات الحيوانات العجمى أشبه منها بأصوات العقلاء. اهـ
هذا آخر ما أمكنني جمعه حول رعونة الصوفية ورقصهم وأسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل المتواضع وأن يثيبني خير الثواب. آمين
وكتب:
أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري
القسنطيني الجزائري
قسنطينة: 12/08/2007 للميلاد.
[1]المقصود هنا المعنى الشرعي للبدعة لا المعنى اللغوي. انظر للتفريق بين المعنيين: (الإعتصام) للشاطبي، ص42 وما بعدها. (المكتبة التوفيقية).
[2]ذلك لأنّ الآثار الواردة في ذمّ البدعة مطلقة عامّة على كثرتها لم يقع فيها استثناء البتة. ولم يأت فيها شيء ممّا يقتضي أنّ منها ما هو هدى لا ضلال ! فقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم ((وكلّ بدعة ضلالة)) ولم يقل: إلا كذا وكذا ! فمن ادّعى الإستثناء فعليه بالدليل وأنّى له ذلك. ومن زعم أنّ من البدع ما هو حسنٌ فليقل أنّ من الضلال ما هو حسنٌ ! وانظر للفائدة الباب الثالث من (الإعتصام) ص 145 وما بعدها.
[3]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: يقول الحلاج:
((قيل لإبليس : اسجد، ولأحمد انظر، هذا ما سجد، وأحمد ما نظر! ما التفت يميناً ولا شمالاً ما زاغ البصر ، وما طغي "الطواسين" طاسين السراج .
فساوى الشقي بين رسول الله –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-والشيطان الرجيم في المعرفة والمنزلة! وما يستوي إمام كل طيب، ولا إمام كل خبيث .
ويقول-أخمد الله تعالى ذكره :
((تناظرت مع إبليس وفرعون في "الفتوة" -وهي: درجة مِن درجات الصوفيَّة، ومقام من مقاماتهم-.
فقال – أي : إبليس : إن سجدتُّ سقط عني اسم الفتوة!
وقال فرعون : إن آمنتُ برسوله سقطتُّ من منـزلة "الفتوة"
وقلت أنا – الحلاج : إن رجعت عن دعواي، وقولي سقطت من بساط "الفتوة" "الطواسين"ص(99)
و" يمتدح-الحلاج- إبليس فيقول:" وما كان في أهل السماء موحد، مثل إبليس"
ثم يقول : " فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليم وما رجع عن دعواه، ولم يقر بالواسطة البتة""الطواسين"للحلاج (42)،(51-52) وهو أكبر داعية للحلول وامتزاج الخالق بمخلوقه" "النقشبندية"ص(70-71)
"لقد رووا عن رابعة : أن سفيان الثوري -على حد ما زعموا- سألها: يا رابعة هل تكرهينالشيطان ؟فقالت إن حبي لله لم يترك في قلبي كراهيةلأحد!!" انظر "الصوفية والوجه الآخر" محمد جميل غازي ص(46-55)
وكذا شارك التصوف شبيهته الشريدة الرافضة :
ففي "الأنوار النعمانية" للمدعو نعمة الله الجزائري (2/186) قال : "روى الصدوق ( وليس فيهم من هذه صفته ) بإسناده إلى علي -عليه السلام- قد كنت جالساً عند الكعبة، فإذا شيخ محدوب، فقال يا رسول الله: أدع لي بالمغفرة. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- خاب سعيك، وضل عملك.
فلما ولّى الشيخ سألته عنه. فقال: ذلك اللعين إبليس .
قال علي- عليه السلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض، وجلست على صدره، ووضعت يدي على حلقه؛ لأخنقه.
فقال : لا تفعل يا أبا الحسن، فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي إني لأحبك جداً وما أبغضك أحداً إلا شركت في أمه، فصار ولد زنا، فضحكت، وخليت سبيله"
فهؤلاء الأبالسة قرروا حباً بين آلههم المزعوم وبين شيخهم الأكبر ، تباً لهم تباً. اهـ
[4]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: (أما الغزالي الملقب بحجة الإسلام، فقد جعل لباب السماع عنواناً هذا نصه:((باب السماع، وآثاره في القلب والوجد، وفي الجوارح بالرقص والزعق وتمزيق الثياب)) ويعني بالسماع: سماع الأغاني، وإليك قوله: ((إن القلوب والسرائر خزائن الأسرار، ومعادن الجواهر، وقد طويت فيها جواهرها كما طويت النار في الحديد والحجر، ولا سبيل إلى استثارة خفاياها إلا بقادح السماع، ولا منفذ إلى القلوب إلا من دهليز الأسماع، فالنغمات الموزونة المستلذة تخرج ما فيها، وتظهر محاسنها أو مساويها، فلا يظهر من القلب عند التحريك إلا ما يحويه)) "الإحياء" (2/237) والنقل عن"الشيخ عبد الرحمن الوكيل وقضايا المتصوفة" للشيخ فتحي بن أمين عثمان ص(112-113)).
[5]قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حسّونة حفظه الله معلّقا: (قال العلامة الوادعي - رحمه الله تعالى : " نقل عبد الرحمن دمشقية عن الغزالي : " أن الأغاني تفضل على القرآن من نحو سبعة أوجه أو أكثر". "فضائح ونصائح"للشيخ مقبل (279) قال الغزالي:"اعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن لوجوه عديدة" "الإحياء"(2/301))،
[6]لا يغرك كلام الغزالي هذا، فالغزالي نفسه هو القائل: (موافقة القوم في القيام إذا قام واحد منهم في وجد صادق (!) من غير رياء وتكلّف (!)، وكذلك إن جرت عادة طائفة بتنحية العمامة على موافقة صاحب الوجد إذا سقطت عمامته أو خلع الثياب إذا سقط عنه الثوب بالتمزيق (!!) فالموافقة في هذه الأمور من حسن الصحبة والمعاشرة (!) ومن الأدب أن لا يقوم للرقص مع القوم إن كان يستثقل رقصه، ولا يشوش عليهم أحوالهم (!)، إذ الرقص مع غير إظهار التواجد مباح (!!) اهـ (الإحياء (2/304) نقلا عن الأنوار الكواشف لأبي عبد الله محمد حسونة وفقه الله (ص6-7)
[7]وللإمام السلفي عبد الحميد ابن باديس ردّ على هذا الحمار الصوفي (عبد السلام الأسمر) بعنوان (أمن عاصمة الزيتونة يذاع هذا الضلال) وقد نشرته في سحاب الخير فليطالعه من شاء.
[8]متفق عليه، المشكاة (3377) وليس فيها ذكر الحجل!
وفي (سنن البيهقي الكبرى 10/226) باب من رخص في الرقص إذا لم يكن فيه تكسر:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرئ بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه قال (الحديث)
قال الشيخ: هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدا وفي هذا إن صح دلالة على جواز الحجل وهو: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز والله أعلم.
وقال البيهقي كذلك في شعب الإيمان (7/507) وفي حديث علي عند أحمد وكذا في مرسل الباقر فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم دار عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ما هذا)) قال شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم.
وفي حديث بن عباس ان النجاشي كان إذا رضي أحدا من أصحابه قام فحجل حوله.
وحجل بفتح المهملة وكسر الجيم أي وقف على رجل واحدة وهو الرقص بهيئة مخصوصة وفي حديث علي المذكور أن الثلاثة فعلوا ذلك.اهـ
وقد علمت أنّ الحديث بهذه الزيادة (الرقص) منكر فلا حجة للصوفية فيه على رقصهم ورعونتهم.
[9]قال في التعاريف 1/386 : فصل الفاء الزفن الرقص: وأصله الدفع الشديد والضرب بالرجل. اهـ