كلام الشّيخ العلاّمة صالح بن سعد السُّحَيْمِيّ عن المُظاهراتوأنَّها ماسونيَّةٌ يهوديَّةٌ صهيونيَّةٌ بدعيَّةٌ
(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 05 / جمادى الآخرة / 1435هـ بالمسجد النّبويّ)
(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 05 / جمادى الآخرة / 1435هـ بالمسجد النّبويّ)
السّؤال:
يقول السّائل الكريم: يسأل عن ما تقدَّم كثيرًا؛ التّظاهر هل يُعتبَر من الخروج على الحُكَّام؟
الجواب:
أعداءُ الإسلام خطَّطوا قديمًا وحديثًا لإيجاد مُجتمع رعاع يُنفِّذ ما يطلُبُه الغرب وما تطلبه الماسونيَّة من قديم الزَّمان، وما خطَّطوا لَهُم من إجرامٍ لدقِّ إسْفينٍ بين المُجتمع وبين وُلاة الأمر؛ بل وبينَهُم وبين عُلمائهم، فحالُوا بين الشَّباب وبينَ الاستفادة من العُلَماء الذينَ يسيرونَ على منهج السَّلف الصَّالِح.
وممَّا أحدثوهُ لِدَقِّ هذا الإِسفين هيَ ما يُسمَّى الآن بـ: "المُظاهرات" تحتَ ذرائع عدَّة؛
من بينها: المُطالبة بالحُقوق!
ومن بينها: دعوى الخروج على الحُكَّام الظَّلَمة ونحو ذلكَ!
مُخالفينَ بذلكَ هديَ الكتابِ والسُّنَّة.
فالمُظاهرات قبل أن نأتي إلى حُكمها الشّرعيّ هي دخيلةٌ على المُسلِمين؛ وبالتَّالي: فَهِيَ مُحرَّمةٌ وباطلةٌ ومبدأٌ فاسدٌ، بَلْ هيَ من مبادئ الصّهيونيَّة العالَمِيَّة؛ ومن مبادئ الماسونيَّة العالَمِيَّة.
هذه المُظاهرات جاءتنا من أوربا ومن الشَّرق ومن الغرب، ولَمْ تكُن يومًا من الأيَّام مبدأ إسلاميًّا ولا طريقًا للحُصول على الحُقوق كما يدَّعِي أهلُهَا!
إذَنْ؛ من جهة الأصل: أصلها يهوديٌّ ماسونيٌّ، فالمُظاهرات من جهة الأصل أصلُهَا ماسونيٌّ يهوديٌّ لا يمتُّ إلى دينِ الله بِصلَة؛ هذا من جهة.
من جهةٍ أخرى: فهيَ بدعةٌ مُخترَعة لا أصلَ لها في الدِّين، اختَرَعها دُعاةُ الباطل؛ واخترعها طُلاَّب الحُكم والمناصب والكراسي الذينَ خلَّفَهُمُ الاستعمارُ لِيَثبُوا كُلَّ مرّةٍ على حُكَّامهم ولِيحلُّوا محلَّهُم، وبعد أيَّام يُثارُ عليهم هُم كذلكَ؛ وبعد أيَّام يُثار عليهم، وهكذا سلسلةٌ لن تنقطع! –والعياذُ باللهِ-، هذا من جهة أصلها.
أمَّا من جهة الشُّبَه التي يتعلَّق بها مُجيزُوهَا والمُفتونَ المُفترون الذين يُبيحونهَا ويُدافعونَ عنها من دُعاةِ الباطل ومن السُّفهاء والجهَلة وإن ادَّعَوْا العلم فإنَّهُ علمٌ مُزيَّفٌ؛ علمٌ ليس مُؤصّلاً على هدي الكتاب والسُّنّة.
ولذلكَ: من يُبيحها فهو مُفترٍ ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ..﴾.
إذَنْ: هِيَ افتراءٌ سواء جاءت بسبب فتوى من المُتعالِمين السّفهاء أو جاءت تقليدًا للاستعمار والغرب، في كِلاَ الحالَيْن هُوَ افتراءٌ وقولٌ على الله بغير علمٍ.
ثالثًا: هيَ مبدأٌ فاسدٌ من جهة ما تُفضي إليه من الخراب والدَّمار وما إلى ذلكَ مِمَّا يترتَّبُ عليها من مفاسد.
النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابُهُ أُوذُوا بمكَّة، بَلْ وقُتل من قُتل في الإسلام، فأوّل شهيد وشهيدة في الإسلام: ياسر وسُميّة –رضي الله عنهما- والدَا عمَّار بن يسار –رضي الله عنهُ-، هَلْ قامَ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أو الصّحابة بمظاهرةٍ من أجل ذلكَ؟! هآه؟!
حُصِر النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وبنو هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتَّى أكلوا أوراق الشَّجَر وأطفالهم يتضاغون يصيحون من الجوع؛ قاموا بمظاهرات؟!
أُخرَج الصّحابة ثُمَّ أُخرج النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وحزنَ على خُروجه من مكَّة ولجأ إلى الله ودعا فاختارَ لهُ "طيبة الطيبة"؛ هَلْ قام بمظاهرات احتجاجًا على المُشركين وعلى ما يفعله المُشركون؟!
كُلُّ هذا لَمْ يَقَع، وقعت وقائع كثيرَة في الإسلامِ لم يُوجَد ما يدلّ على أنَّ النَّاس تظاهروا أوْ شرعوا هذه المُظاهرات الصّهيونيَّة الماسونيَّة البدعيَّة.
طيّب؛ عندنا شُبهة قد يُردِّدها بعضُ السّفهاء أو يُفتِي بها بناءً عليها:
يقولون: إنّه لمّا اسلم عُمَر –رضي الله عنه- قام هُوَ وحمزة بن عبد المطلب –رضي الله عنه- بمسيرةٍ إلى المسجد في صفَّيْن مُتوجِّهَين إلى الكعبة، وقاولوا: صفّ يقوده عمر بن الخطّاب وصفّ يقوده حمزة بن عبد المُطلب –رضي الله عنهما-!قالوا: هذا دليلٌ على المُظاهرات! وأنَّ النّبيّ أقرَّهُم على ذلكَ!
نقول: ثبّت العرش ثُمّ انقش، القِصَّة من جِهَة غيرُ ثابتةٍ؛ لا أعني قصَّة إسلام عُمَر أعني قصَّة المسيرة هذه غير صحيحةٍ من حيث السَّنَد، إذَنْ: هيَ باطلةٌ أصلاً.
وثانيًا: لو قُدِّر أنّها صحَّتْ هل قاموا بمظاهرةٍ أو توجّهوا إلى بيت الله الحرام للصَّلاة؟! وهل التّوجّه إلى بيت الله أو إلى المساجد يُعتبَر مُظاهرةً؟!
إذَنْ: القصَّة باطلةٌ سندًا ومَتْنًا.
ومن أرادَ التّوسّع في ردِّ الشّبه فَلْيَقرأ كتاب الأصول العشرين التي ردَّ عليها أخونا الشّيخ الدّكتور: عبد العزيز السّعيد التي اخترعها بعضُ الأحزاب في إحدى البلاد الإسلاميَّة ونشروها؛ وزعموا أنها أصول لجواز المُظاهرات! حيثُ نَقَضَها أصلاً أصلاً، وقد اخترعوا وافتروا عشرينَ أصلاً كُلّها باطلةٌ.
وهيَ لا تخرج عن أمرين:
• إمَّا تقليد للغرب أو تشبّه بهم و (من تشبَّه بقومٍ فهُوَ منهم).
• وإمَّا أحاديث موضوعَة لا أصل لها مثل قصَّة خروج عُمر وحمزة –رضي الله عنهما-!
• وإمَّا أحاديث صحيحَة يلْوُونَ أعناقَهَا ويُحمِّلونها ما لا تحتمل!
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾، نعم.اهـ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من شرحِ فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: (كتاب فضل الإسلام / الدَّرس التَّاسع) يوم: 05 / جمادى الآخرة / 1435هـ، بالمسجد النّبويّ