الخوارج وفتنهم التي لايخلوا منها منتدى في يومنا هذا
--------------------------------------------------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ أما بعد:
فلعل الكثير من الناس اليوم لايعرفون مامعنى الخوارج حق المعرفة ولايعلمون حقيقة مايخفون في دعوتهم لأن أساس دعوتهم من ينبع من العواطف الكامنة داخل المسلمين وتسييرها لما فيه هلاك وضياع آخر وحدة للمسلمين.
إن مانراه ونسمعه ونتحدث عنه من افعال نكراء ليست من الإسلام في شئ من بعض الجماعات الإسلامية إن صح التعبير تحت مسمى الجهاد فكيف يصلون لدرجة أن يتركوا شباب المسلمين يقومون بعمليات حسب مايطلقون عليها هم إستشهادية وهي إنتحارية يضيع ورائها على اغلب الوقت مسلمون من بني جلدتنا.
السؤال المهم مالذي حرك هاؤلاء الشباب وجعلهم ينساقون وراء هذه الجماعات ويسيرون في منهج تكفيري للأمة بكاملها وجراء ذلك أستحلوا دماء المسلمين ؟؟؟
ساعرف لكم الخوارج وبعد ذلك لكل ذي عقل حكم:
الخوارج هم من يكون شغلهم الشاغل تكفير المسلمين وولاة الأمر بالكبائر أو بغيرها من الأمور ، ثم يستبيحون دمائهم وأموالهم ونساءهم، ويخرجون على السلطان بالسلاح لينكروا عليه زعموا، وهم يردون السنة بظاهر القرآن، وهم شر الخلق والخليقة، وفتنتهم من أعظم الفتن؛ لأنهم يُلبسونها لباس الدين والجهاد وإنكار المنكر والغيرة على المحارم، فتميل إليهم قلوب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فيوردونهم المهالك، فكم جروا على أمة الإسلام من المصائب والبلايا، فأفسدوا الدين والدنيا، وخربوا البلاد وروعوا العباد، وخالفوا عقيدة أهل السنة والجماعة في ذلك، فاللهم اكفناهم بما تشاء إنك أنت السميع العليم .
فبعد هذا التعريف يتضح لك أخي في الله أن الخوارج تبني معتقاداتها على التكفير لا سواه لولي الأمر وعلماء المسلمين الرانيين ولمن هو من حاشية ولي الأمر ثم شق عصا الطاعة وتشتيت آخر ماللمسلمين من وحده
والآن يبقى لك كيف أن تعرف أن من يحاورك هو من الخوارج فالخارجي موجود في أي منتدى من منتدياتنا الإسلامية وسأعطيكم بإذن الله مايكون لكم من الدلالة في ذلك بتوفيق من الله:
أولاً: الجرأة التامة على العلماء الربانيين لأهل السنة والجماعة ، بل وعلى رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، كما قال ذلك الرجل : يا محمد اعدل ، وقال : يا رسول الله، اتق الله! .
فهم يمتازون بجراة غير عادية على من خالفهم ولو كان من أهل الفضل والعلم، بل ولو كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكم في حديث نبيكم الإسوة الحسنة دائما،
أخرّج الإمام أحمد في مسنده ( 4/382) من طريق سعيد بن جُمْهان ،
قال: كنا مع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يُقاتل الخوارج ، وقد لحق غلام لابن أبي أوفى بالخوارج، فناديناه: يا فيروز، هذا ابن أبي أوفى. قال الغلام الخارجي: نعم الرجل ـ يعني الصحابي ابن أبي أوفى رضي الله عنه ـ لو هاجر ! ـ يعني إلى الخوارج ـ قال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو الله ؟ فقيل له : يقول نعم الرجل لو هاجر . فقال: هجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم! ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه). حديث حسن .
فسبحان الله على جـــــــــــــــــــــــرأتهم قديمــــــــا وحـــــــــــــــــــــــديثا
فلا تعجبوا من جرأتهم فهم الآن يتجرأون على مشايخنا وعلمائنا ، فإنهم لا يرضون عن أحد حتى ينزع البيعة ويهاجر إليهم، وينضم إلى حزبهم ،ولو كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً: فمن أشد وأسوأ مايمتازون به صلاح الظاهر وفساد المعتقد والباطن والعياذ بالله، (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم وصيامكم مع صيامهم) لكنهم والعياذ بالله (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، فلا تغتروا بزهدهم المزعوم وتشددهم في أمور، ودعواهم نصرة الدين والدعوة والجهاد، فإن العبرة بموافقة الرجل للسنة وتمسكه بالمنهج السديد؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخوارج مع شدة عبادتهم: (هم شر الخلق والخليقة) أخرجه مسلم (1067) .
وفي صحيح مسلم أيضاً (1066): (أنهم من أبغض خلق الله إليه).
فلماذا هم من أبغض الناس أترك الحكم للقارئ!!!!!!
ثالثاً: ولهم خصلة لابارك اللهم لهم فيها وهي إظهار شيء من الحق للتوصل إلى الباطل، فيظهرون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة ـ مع أنها محكّمة ـ ليتوصلوا بذلك إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة .
ولكم ياإخوان في الرسول صلى الله عليه وسلم الإسوة الحسنة في ذلك ياإخوان هاؤلاء الخوارج خرجوا في عهد علي بن أبي طالب أنظر ماذا قال فيهم:
ففي صحيح مسلم (1066) من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية - يعني الخوارج - لما خرجت وهو مع علي ابن أبي طالب ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال على رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل.
فكم من كلمة حق في المنتديات اليوم أريد بها باطل تحت مسمى الجهاد والحكم الإسلامي وولي الأمر الشرعي وغيرها من الأمور التي باتت قريبة منا
وصدق رضي الله عنه في كلمته تلك ، فكم من كلمة حق أريد بها باطل ، فلا تغتروا بمن يزعم أنه ينطق بكلمة الحق لكن هواه ووجه ونصرته لغير أهل السنة والجماعة . ظاهره يريد الإصلاح وباطنه فاسد وتجد جميع أحاديثهم ومحور مواضيعهم هو تتبع زلات ولاة الأمر ومن في خدمتهم و لايأتيك بموضوع واحد يفيد به المسلمين سواء بالطرح أو بالردود في أغلب المنتديات وبالله المستعان على هاؤلاء
الخوارج قاموا بفعل آخر ليس فيه شئ من الإسلام وهو أن قاموا بتكفيرا عليً رضي الله عنه ومن معه بعد قضية التحكيم واستباحوا دماء أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم وأموالهم ؛
ماأشبه اليوم بالبارحة
وهم في ذلك يحسبون أنهم ينكرون المنكر وينصرون الدين ويحكمون الشريعة ولاكنهم للأسف يلبّسون على الناس بذلك بل ويشعلون نار فتنة لاتنطفئ.
رابعاً: أغرب مايتصف به هاؤلاء هو الجهل بالكتاب والسنة ولبسهم في فهم ذلك الحق بالباطل رغم إدعائاتهم بتحكيم الشريعة وتنصيب ولي أمر للمسلمين ،
كما قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم1066) .
فبكم آية قرآنية استعانوا على إستحلال دماء ولاة الأمر ومن والاهم وهم مع الأسف كمن ينساق وراء سراب في فهمهم هذا وبكم حديث إستحلوا دماء الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء من المسلمين والكفار
وسبب هذا الجهل الذي هم فيه يعودلزهدهم في العلماء وترفعهم عن الأخذ منهم والتقرب منهم وثني الركب في حلقهم العلمية ومشاورة أهل العلم من العلماء الرانيين في ذلك؛ لأنهم كما يظنون : أوصياء على العلماء والمسلمين !
للأسف .هكذا يفعل الجهل بصاحبه .
خامساً:ومن جل ماهو واضح في أعمالهم استباحة دماء المسلمين و ولاة الأمر و الكفار المعاهدين واستحلال أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم،
ففي صحيح مسلم (1066) أن علياً حرض المسلمين على قتال الخوارج لما نزعوا البيعة وأفسدوا في الأرض ، فقال بعد أن ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الإسلام: (أيها الناس ، تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح المسلمين فسيروا على اسم الله) .
هذا بيان واضح منه رضي الله عنه في قتالهم ورد شرهم وشبهاتهم
أيضا في مسند الإمام أحمد(1/86) : أن عائشة رضي الله عنها ، قالت لعبد الله بن شداد: وهل قتلهم علي رضي الله عنه تعني الخوارج ، قال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة " والحديث يدل على خصلة من خصال الخوارج : وهي استحلال دماء أهل الذمة ؛ لأنهم يرون أن الذي أعطاهم العهد والأمان ولي الأمر وهو عند الخوارج كافر .
أنظروا كم من كاتب اليوم يستحل بكلامه دم الكافر المعاهد وسبحان الله بنفس الحجة تماما أولا يسعنا ماوسع علي رضي الله عنه ونلزم جماعة المسلمين؟؟؟
مع ذلك فإن علي رضي الله عنه قام بتحذيرهم من الاعتداء على الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين بعهد وأمان . ففي الحديث المتقدم : أن علياً بعث إلى الخوارج قبل أن يقاتلهم فقال: (بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراما أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا ذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين).
أين أنتم من هذا الكلام ياأصحاب الهوى وتتبع زلات ولاة الأمر
سادساً: فيهم أمر غريب جدا وملاحظ في هذه الأيام بالمنتديات الإسلامية وهو أنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام). خرجه البخاري (3611) ومسلم(1066).
ومن فضل الله أنه لا يكون معهم أحد من أهل العلم والفضل والسنة في أحلامهم تلك فهم يتكزون في كل كلامهم على الجهاد وولي الأمر وموالاته وغيرها من المور المشابهة.
وأقول لكم أن من يدافع عنهم بعد علمه فهو منهم ولا كرامة : فقد أورد العلامة الوادعي أثراً عن ابن عباس وحسن إسناده، أنه رضي الله عنه لما جادل الخوارج قال لهم : ما تنقمون على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن ، وليس فيكم منهم أحد ، وهم أعلم بتأويله " . ( صعقة الزلزال 2/ 392).
سبحان الله يجادلون أهل القرآن الذين نزل فيهم القرآن وهم صحابة خير الأنام بالقرآن وليس منهم أحد ممن انزل عليهم القرآن اوبعد هذا الأمر يقولون أننا أصحاب حق؟؟؟
سابعاً : ومن سمومهم في مايكتبون ايضا الطعن في العلماء الربانيين وصرف الشباب عن مجالسهم ؛ لأن الشباب إذا أخذوا عن العلماء الربانيين والتفوا حولهم رغبة في العلم كان ذلك سبباً في سلامتهم ، وبغضهم للخوارج ؛ لأن العلماء يحذرون من فكر هؤلاء الضلال؛
ودائما نستدل من السنة على كلامنا
في مسند الإمام أحمد ( 1/86) : أن علياً رضي الله عنه بعث عبد الله بن عباس إلى الخوارج ، فلما توسط عسكرهم ، قام ابن الكواء وكان آنذاك خارجياً ، قام يخطب الناس ويحذرهم من ابن عباس ، فقال : يا حملة القرآن ، إن هذا عبد الله بن عباس ، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه ، هذا ممن نزل فيه وفي قومه :[ بل هم قوم خصِمون] ، فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله.
وفي زمننا تحجب فتاوى العلماء الربانيين عن الشباب المسلم تحجب فتاواهم في التحذير من هذه الجماعات الضالة وكتبها، وتحجب فتاواهم في أئمة الضلالة في زماننا ورموز الحزبية ، وما علم الشباب بتحذير العلماء منها إلا بعد أن وقعت المصيبة ، وحلت البلية ، فحسبنا الله على من يغيب فتاوى العلماء عن الشباب ويربيهم على الحزبية والعنف والتطرف .
ثامناً:من ما هو جلي واضح لهم في كل مكان هو خذلان الله لهم وأنه يبطل كيدهم ويقطع دابرهم ، فلا يقوم لهم عز ولا سلطان؛ لأنهم مفسدون مخالفون للسنة ، ومن خالف السنة فهو في وحشة وغربة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأصحابه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.وتجد في كل مكان من أهل السنة من يتصدى لهم
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينشأ نشأ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن قطع".قال ابن عمر رضي الله عنه:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلما خرج قرن قطع ، أكثر من عشرين مرة، حتى يخرج في عراضهم الدجال" رواه ابن ماجه(1/61).
ومن لطف الله بأهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنه: أن الذل مصاحبٌ للخوارج ومتبعيهم؛ لأنهم أعرضوا عن السنة ورضوا بالبدعة، فأهل السنة ظاهرون عليهم منصورون بإذن الله ولو بعد حين:
أما رأي خيير المرسلين صلى الله عليه وسلم فيهم فهو:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج : " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " خرجاه في الصحيحين .(البخاري 4351، مسلم 1064).
وخرجا أيضاً من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وقال علي رضي الله عنه : لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل ". رواه مسلم (1066).
و روى أيضاً عنه (1066) رضي الله عنه أنه قال : لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم " .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج : " طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه " رواه الإمام أحمد .
وأما في ما يخص الحوار مع الخوارج ومجادلتهم ، فمرد ذلك إلى السلطان ، إن رأى المصلحة في مجادلتهم فإنه يرسل إليهم أهل العلم لتبيين الحق لهم ، إذا كانوا بمكان معروف ، فأما من كان مختفياً كعادتهم فكيف نحاوره بالله عليكم ؟ .
وخاصة أنه قد ثبت عن ابن عباس أنه قال لعلي : يا أمير المؤمنين ، لعلّي أدخل على هؤلاء القوم ـ يعني الخوارج ـ فأكلمهم . فقال علي : إني أخافهم عليك . فقال ابن عباس : كلا ، وكنت رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً. فأذن له علي في مجادلتهم .رواه الفسوي1/522بسندحسن، قاله العلامة مقبل الوادعي في كتابه " صعقة الزلزال" وعند الإمام أحمد ( 1/86): أن علياً بعث إليهم ابن عباس ليجادلهم .
فانظروا رعاكم الله كيف أن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما رد الأمر إلى السلطان فلم يحاورهم إلا بإذن منه، فرجع منهم من رجع .
وعلي رضي الله عنه إنما قام بجدالهم قبل أن يسفكوا الدم الحرام ويستحلوا محارم الله، فإنهم لما فعلوا ذلك لم يحاورهم بل استعان بالله وقاتلهم؛
ففي المسند ( 1/86): أن علياً رضي الله عنه بعث إلى الخوارج فقال :" بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا أهل الذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين ."
ثم إن الحوار مع الخوارج ممكن إذا كانوا في مكان ظاهر تحدثهم ويحدثونك كما يحصل في المنتديات الإسلامية في زمننا هذا ولله الحمد والمنه
و كما حصل لابن عباس رضي الله عنهما لما ذهب إليهم، وهم ستة آلاف قد اجتمعوا في مكان واحد فجادلهم ، وأما إن كانوا مختفين يعملون في سرية فكيف نحاورهم او نوصل العلم المحجوب عليهم لهم !
معاشر الموحدين إخواني في الله .. قد يقول قائل : وهل هم في هذا العصر موجودون ؟!
أجاب الشيخ العلامة صالح الفوزان - أعزه الله ورفع قدره- فقال :" يا سبحان الله ، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج ، وهو تكفير المسلمين ، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم ، هذا مذهب الخوارج وهو يتكون من ثلاثة أشياء : أولاً : تكفير المسلمين . ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر . ثالثاً : استباحة دماء المسلمين ، هذه من مذهب الخوارج حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً ، صار خارجياً في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه ".اهـ.
يا خوارج العصر .. إنكم تفسدون في بلاد التوحيد والسنة بلاد المسلمين،
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" البلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية ".
وقال الشيخ الفوزان عن هذه الدولة ودعوتها :" لها أكثر من مئتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد ، وتسير على الطريق الصحيح ، دولة قائمة على الكتاب والسنة ، ودعوة ناجحة لاشك في ذلك ". ا.هـ .
وقال الشيخ العلامة المحدٍّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :" أسال الله أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين ، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد وأن يطيل عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول" .
وقال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوداعي رحمه الله :" يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة ، فإن أعداءها كثير من الداخل والخارج … وعلماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها … وهؤلاء الحزبيون شر ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا ، فينبغي ألا يمكنوا من شئ وألا يساعدوا على باطلهم ".
وقال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله :" من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة ، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ".اهـ.
ولما سُئل سماحة مفتي الديار السعودية عبد العزيز ابن باز غفر الله له: عمن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية أجاب رحمه الله بقوله :" هذا دين الخوارج والمعتزلة ، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت معصية، … ولا يجوز لأحد أن يشق العصا أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك لأن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء ، والذي يدعو إلى ذلك – هذا هو دين الخوارج – يستحق أن يقتل ؛ لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا والواجب الحذر من هذا غاية الحذر ، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين ".اهـ .
وأما من تورط في هذه التفجيرات وسفك الدماء ، وأعان عليها فيقال لهم:"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون". يا معاشر الشباب ، ها قد فجرتم في بلاد الحرمين ، وسفكتم الدم الحرام ، فأزهقت أرواح الأطفال والنساء والعجائز من المسلمين والمعصومين ، فما النتيجة ؟ هل نُصر الدين وأهله بهذا التفجير ؟ هل حسنت صورة المسلمين ؟ من المتضرر دول الكفر أو نحن ؟ من الذي أخيف وأفزع وروّع نحن أم هم ؟
ألا ترون إلى من غركم كيف تبرأ منكم ؟ فقدتم صالح الإخوان ووالله لن تجدوا من أمرائكم بدلاً! .
ولله الحمد والمنه هذا كلام من خطبة مفرغة للشيخ سلطان العيد وبها توضيحات جلية لأصحاب الأهواء الخفية وإتباع سبل الهوية
نسأل الله عزة لديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق وهو على كل شئ قدير وله الحمد والمنه
__________________
--------------------------------------------------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ أما بعد:
فلعل الكثير من الناس اليوم لايعرفون مامعنى الخوارج حق المعرفة ولايعلمون حقيقة مايخفون في دعوتهم لأن أساس دعوتهم من ينبع من العواطف الكامنة داخل المسلمين وتسييرها لما فيه هلاك وضياع آخر وحدة للمسلمين.
إن مانراه ونسمعه ونتحدث عنه من افعال نكراء ليست من الإسلام في شئ من بعض الجماعات الإسلامية إن صح التعبير تحت مسمى الجهاد فكيف يصلون لدرجة أن يتركوا شباب المسلمين يقومون بعمليات حسب مايطلقون عليها هم إستشهادية وهي إنتحارية يضيع ورائها على اغلب الوقت مسلمون من بني جلدتنا.
السؤال المهم مالذي حرك هاؤلاء الشباب وجعلهم ينساقون وراء هذه الجماعات ويسيرون في منهج تكفيري للأمة بكاملها وجراء ذلك أستحلوا دماء المسلمين ؟؟؟
ساعرف لكم الخوارج وبعد ذلك لكل ذي عقل حكم:
الخوارج هم من يكون شغلهم الشاغل تكفير المسلمين وولاة الأمر بالكبائر أو بغيرها من الأمور ، ثم يستبيحون دمائهم وأموالهم ونساءهم، ويخرجون على السلطان بالسلاح لينكروا عليه زعموا، وهم يردون السنة بظاهر القرآن، وهم شر الخلق والخليقة، وفتنتهم من أعظم الفتن؛ لأنهم يُلبسونها لباس الدين والجهاد وإنكار المنكر والغيرة على المحارم، فتميل إليهم قلوب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فيوردونهم المهالك، فكم جروا على أمة الإسلام من المصائب والبلايا، فأفسدوا الدين والدنيا، وخربوا البلاد وروعوا العباد، وخالفوا عقيدة أهل السنة والجماعة في ذلك، فاللهم اكفناهم بما تشاء إنك أنت السميع العليم .
فبعد هذا التعريف يتضح لك أخي في الله أن الخوارج تبني معتقاداتها على التكفير لا سواه لولي الأمر وعلماء المسلمين الرانيين ولمن هو من حاشية ولي الأمر ثم شق عصا الطاعة وتشتيت آخر ماللمسلمين من وحده
والآن يبقى لك كيف أن تعرف أن من يحاورك هو من الخوارج فالخارجي موجود في أي منتدى من منتدياتنا الإسلامية وسأعطيكم بإذن الله مايكون لكم من الدلالة في ذلك بتوفيق من الله:
أولاً: الجرأة التامة على العلماء الربانيين لأهل السنة والجماعة ، بل وعلى رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، كما قال ذلك الرجل : يا محمد اعدل ، وقال : يا رسول الله، اتق الله! .
فهم يمتازون بجراة غير عادية على من خالفهم ولو كان من أهل الفضل والعلم، بل ولو كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكم في حديث نبيكم الإسوة الحسنة دائما،
أخرّج الإمام أحمد في مسنده ( 4/382) من طريق سعيد بن جُمْهان ،
قال: كنا مع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يُقاتل الخوارج ، وقد لحق غلام لابن أبي أوفى بالخوارج، فناديناه: يا فيروز، هذا ابن أبي أوفى. قال الغلام الخارجي: نعم الرجل ـ يعني الصحابي ابن أبي أوفى رضي الله عنه ـ لو هاجر ! ـ يعني إلى الخوارج ـ قال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو الله ؟ فقيل له : يقول نعم الرجل لو هاجر . فقال: هجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم! ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه). حديث حسن .
فسبحان الله على جـــــــــــــــــــــــرأتهم قديمــــــــا وحـــــــــــــــــــــــديثا
فلا تعجبوا من جرأتهم فهم الآن يتجرأون على مشايخنا وعلمائنا ، فإنهم لا يرضون عن أحد حتى ينزع البيعة ويهاجر إليهم، وينضم إلى حزبهم ،ولو كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً: فمن أشد وأسوأ مايمتازون به صلاح الظاهر وفساد المعتقد والباطن والعياذ بالله، (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقراءتكم مع قراءتهم وصيامكم مع صيامهم) لكنهم والعياذ بالله (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، فلا تغتروا بزهدهم المزعوم وتشددهم في أمور، ودعواهم نصرة الدين والدعوة والجهاد، فإن العبرة بموافقة الرجل للسنة وتمسكه بالمنهج السديد؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخوارج مع شدة عبادتهم: (هم شر الخلق والخليقة) أخرجه مسلم (1067) .
وفي صحيح مسلم أيضاً (1066): (أنهم من أبغض خلق الله إليه).
فلماذا هم من أبغض الناس أترك الحكم للقارئ!!!!!!
ثالثاً: ولهم خصلة لابارك اللهم لهم فيها وهي إظهار شيء من الحق للتوصل إلى الباطل، فيظهرون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة ـ مع أنها محكّمة ـ ليتوصلوا بذلك إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة .
ولكم ياإخوان في الرسول صلى الله عليه وسلم الإسوة الحسنة في ذلك ياإخوان هاؤلاء الخوارج خرجوا في عهد علي بن أبي طالب أنظر ماذا قال فيهم:
ففي صحيح مسلم (1066) من حديث عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الحرورية - يعني الخوارج - لما خرجت وهو مع علي ابن أبي طالب ، قالوا : لا حكم إلا لله . قال على رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل.
فكم من كلمة حق في المنتديات اليوم أريد بها باطل تحت مسمى الجهاد والحكم الإسلامي وولي الأمر الشرعي وغيرها من الأمور التي باتت قريبة منا
وصدق رضي الله عنه في كلمته تلك ، فكم من كلمة حق أريد بها باطل ، فلا تغتروا بمن يزعم أنه ينطق بكلمة الحق لكن هواه ووجه ونصرته لغير أهل السنة والجماعة . ظاهره يريد الإصلاح وباطنه فاسد وتجد جميع أحاديثهم ومحور مواضيعهم هو تتبع زلات ولاة الأمر ومن في خدمتهم و لايأتيك بموضوع واحد يفيد به المسلمين سواء بالطرح أو بالردود في أغلب المنتديات وبالله المستعان على هاؤلاء
الخوارج قاموا بفعل آخر ليس فيه شئ من الإسلام وهو أن قاموا بتكفيرا عليً رضي الله عنه ومن معه بعد قضية التحكيم واستباحوا دماء أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم وأموالهم ؛
ماأشبه اليوم بالبارحة
وهم في ذلك يحسبون أنهم ينكرون المنكر وينصرون الدين ويحكمون الشريعة ولاكنهم للأسف يلبّسون على الناس بذلك بل ويشعلون نار فتنة لاتنطفئ.
رابعاً: أغرب مايتصف به هاؤلاء هو الجهل بالكتاب والسنة ولبسهم في فهم ذلك الحق بالباطل رغم إدعائاتهم بتحكيم الشريعة وتنصيب ولي أمر للمسلمين ،
كما قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم1066) .
فبكم آية قرآنية استعانوا على إستحلال دماء ولاة الأمر ومن والاهم وهم مع الأسف كمن ينساق وراء سراب في فهمهم هذا وبكم حديث إستحلوا دماء الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء من المسلمين والكفار
وسبب هذا الجهل الذي هم فيه يعودلزهدهم في العلماء وترفعهم عن الأخذ منهم والتقرب منهم وثني الركب في حلقهم العلمية ومشاورة أهل العلم من العلماء الرانيين في ذلك؛ لأنهم كما يظنون : أوصياء على العلماء والمسلمين !
للأسف .هكذا يفعل الجهل بصاحبه .
خامساً:ومن جل ماهو واضح في أعمالهم استباحة دماء المسلمين و ولاة الأمر و الكفار المعاهدين واستحلال أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم،
ففي صحيح مسلم (1066) أن علياً حرض المسلمين على قتال الخوارج لما نزعوا البيعة وأفسدوا في الأرض ، فقال بعد أن ذكر حديث الخوارج ومروقهم من الإسلام: (أيها الناس ، تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم ، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سرح المسلمين فسيروا على اسم الله) .
هذا بيان واضح منه رضي الله عنه في قتالهم ورد شرهم وشبهاتهم
أيضا في مسند الإمام أحمد(1/86) : أن عائشة رضي الله عنها ، قالت لعبد الله بن شداد: وهل قتلهم علي رضي الله عنه تعني الخوارج ، قال : والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة " والحديث يدل على خصلة من خصال الخوارج : وهي استحلال دماء أهل الذمة ؛ لأنهم يرون أن الذي أعطاهم العهد والأمان ولي الأمر وهو عند الخوارج كافر .
أنظروا كم من كاتب اليوم يستحل بكلامه دم الكافر المعاهد وسبحان الله بنفس الحجة تماما أولا يسعنا ماوسع علي رضي الله عنه ونلزم جماعة المسلمين؟؟؟
مع ذلك فإن علي رضي الله عنه قام بتحذيرهم من الاعتداء على الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين بعهد وأمان . ففي الحديث المتقدم : أن علياً بعث إلى الخوارج قبل أن يقاتلهم فقال: (بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراما أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا ذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين).
أين أنتم من هذا الكلام ياأصحاب الهوى وتتبع زلات ولاة الأمر
سادساً: فيهم أمر غريب جدا وملاحظ في هذه الأيام بالمنتديات الإسلامية وهو أنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام). خرجه البخاري (3611) ومسلم(1066).
ومن فضل الله أنه لا يكون معهم أحد من أهل العلم والفضل والسنة في أحلامهم تلك فهم يتكزون في كل كلامهم على الجهاد وولي الأمر وموالاته وغيرها من المور المشابهة.
وأقول لكم أن من يدافع عنهم بعد علمه فهو منهم ولا كرامة : فقد أورد العلامة الوادعي أثراً عن ابن عباس وحسن إسناده، أنه رضي الله عنه لما جادل الخوارج قال لهم : ما تنقمون على صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن ، وليس فيكم منهم أحد ، وهم أعلم بتأويله " . ( صعقة الزلزال 2/ 392).
سبحان الله يجادلون أهل القرآن الذين نزل فيهم القرآن وهم صحابة خير الأنام بالقرآن وليس منهم أحد ممن انزل عليهم القرآن اوبعد هذا الأمر يقولون أننا أصحاب حق؟؟؟
سابعاً : ومن سمومهم في مايكتبون ايضا الطعن في العلماء الربانيين وصرف الشباب عن مجالسهم ؛ لأن الشباب إذا أخذوا عن العلماء الربانيين والتفوا حولهم رغبة في العلم كان ذلك سبباً في سلامتهم ، وبغضهم للخوارج ؛ لأن العلماء يحذرون من فكر هؤلاء الضلال؛
ودائما نستدل من السنة على كلامنا
في مسند الإمام أحمد ( 1/86) : أن علياً رضي الله عنه بعث عبد الله بن عباس إلى الخوارج ، فلما توسط عسكرهم ، قام ابن الكواء وكان آنذاك خارجياً ، قام يخطب الناس ويحذرهم من ابن عباس ، فقال : يا حملة القرآن ، إن هذا عبد الله بن عباس ، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه ، هذا ممن نزل فيه وفي قومه :[ بل هم قوم خصِمون] ، فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله.
وفي زمننا تحجب فتاوى العلماء الربانيين عن الشباب المسلم تحجب فتاواهم في التحذير من هذه الجماعات الضالة وكتبها، وتحجب فتاواهم في أئمة الضلالة في زماننا ورموز الحزبية ، وما علم الشباب بتحذير العلماء منها إلا بعد أن وقعت المصيبة ، وحلت البلية ، فحسبنا الله على من يغيب فتاوى العلماء عن الشباب ويربيهم على الحزبية والعنف والتطرف .
ثامناً:من ما هو جلي واضح لهم في كل مكان هو خذلان الله لهم وأنه يبطل كيدهم ويقطع دابرهم ، فلا يقوم لهم عز ولا سلطان؛ لأنهم مفسدون مخالفون للسنة ، ومن خالف السنة فهو في وحشة وغربة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأصحابه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.وتجد في كل مكان من أهل السنة من يتصدى لهم
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينشأ نشأ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، كلما خرج قرن قطع".قال ابن عمر رضي الله عنه:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلما خرج قرن قطع ، أكثر من عشرين مرة، حتى يخرج في عراضهم الدجال" رواه ابن ماجه(1/61).
ومن لطف الله بأهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنه: أن الذل مصاحبٌ للخوارج ومتبعيهم؛ لأنهم أعرضوا عن السنة ورضوا بالبدعة، فأهل السنة ظاهرون عليهم منصورون بإذن الله ولو بعد حين:
أما رأي خيير المرسلين صلى الله عليه وسلم فيهم فهو:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج : " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " خرجاه في الصحيحين .(البخاري 4351، مسلم 1064).
وخرجا أيضاً من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وقال علي رضي الله عنه : لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل ". رواه مسلم (1066).
و روى أيضاً عنه (1066) رضي الله عنه أنه قال : لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم " .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج : " طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه " رواه الإمام أحمد .
وأما في ما يخص الحوار مع الخوارج ومجادلتهم ، فمرد ذلك إلى السلطان ، إن رأى المصلحة في مجادلتهم فإنه يرسل إليهم أهل العلم لتبيين الحق لهم ، إذا كانوا بمكان معروف ، فأما من كان مختفياً كعادتهم فكيف نحاوره بالله عليكم ؟ .
وخاصة أنه قد ثبت عن ابن عباس أنه قال لعلي : يا أمير المؤمنين ، لعلّي أدخل على هؤلاء القوم ـ يعني الخوارج ـ فأكلمهم . فقال علي : إني أخافهم عليك . فقال ابن عباس : كلا ، وكنت رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً. فأذن له علي في مجادلتهم .رواه الفسوي1/522بسندحسن، قاله العلامة مقبل الوادعي في كتابه " صعقة الزلزال" وعند الإمام أحمد ( 1/86): أن علياً بعث إليهم ابن عباس ليجادلهم .
فانظروا رعاكم الله كيف أن ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما رد الأمر إلى السلطان فلم يحاورهم إلا بإذن منه، فرجع منهم من رجع .
وعلي رضي الله عنه إنما قام بجدالهم قبل أن يسفكوا الدم الحرام ويستحلوا محارم الله، فإنهم لما فعلوا ذلك لم يحاورهم بل استعان بالله وقاتلهم؛
ففي المسند ( 1/86): أن علياً رضي الله عنه بعث إلى الخوارج فقال :" بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دماً حراماً أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا أهل الذمة ، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين ."
ثم إن الحوار مع الخوارج ممكن إذا كانوا في مكان ظاهر تحدثهم ويحدثونك كما يحصل في المنتديات الإسلامية في زمننا هذا ولله الحمد والمنه
و كما حصل لابن عباس رضي الله عنهما لما ذهب إليهم، وهم ستة آلاف قد اجتمعوا في مكان واحد فجادلهم ، وأما إن كانوا مختفين يعملون في سرية فكيف نحاورهم او نوصل العلم المحجوب عليهم لهم !
معاشر الموحدين إخواني في الله .. قد يقول قائل : وهل هم في هذا العصر موجودون ؟!
أجاب الشيخ العلامة صالح الفوزان - أعزه الله ورفع قدره- فقال :" يا سبحان الله ، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج ، وهو تكفير المسلمين ، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم ، هذا مذهب الخوارج وهو يتكون من ثلاثة أشياء : أولاً : تكفير المسلمين . ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر . ثالثاً : استباحة دماء المسلمين ، هذه من مذهب الخوارج حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً ، صار خارجياً في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه ".اهـ.
يا خوارج العصر .. إنكم تفسدون في بلاد التوحيد والسنة بلاد المسلمين،
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" البلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية ".
وقال الشيخ الفوزان عن هذه الدولة ودعوتها :" لها أكثر من مئتي سنة وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد ، وتسير على الطريق الصحيح ، دولة قائمة على الكتاب والسنة ، ودعوة ناجحة لاشك في ذلك ". ا.هـ .
وقال الشيخ العلامة المحدٍّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :" أسال الله أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين ، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد وأن يطيل عمره في طاعة وسداد أمر وتوفيق موصول" .
وقال محدث اليمن العلامة مقبل بن هادي الوداعي رحمه الله :" يجب على كل مسلم في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومة ولو بالكلمة الطيبة ، فإن أعداءها كثير من الداخل والخارج … وعلماء السوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها … وهؤلاء الحزبيون شر ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا ، فينبغي ألا يمكنوا من شئ وألا يساعدوا على باطلهم ".
وقال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله :" من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة ، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ".اهـ.
ولما سُئل سماحة مفتي الديار السعودية عبد العزيز ابن باز غفر الله له: عمن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية أجاب رحمه الله بقوله :" هذا دين الخوارج والمعتزلة ، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت معصية، … ولا يجوز لأحد أن يشق العصا أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك لأن هذا من أعظم المنكرات ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء ، والذي يدعو إلى ذلك – هذا هو دين الخوارج – يستحق أن يقتل ؛ لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا والواجب الحذر من هذا غاية الحذر ، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين ".اهـ .
وأما من تورط في هذه التفجيرات وسفك الدماء ، وأعان عليها فيقال لهم:"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون". يا معاشر الشباب ، ها قد فجرتم في بلاد الحرمين ، وسفكتم الدم الحرام ، فأزهقت أرواح الأطفال والنساء والعجائز من المسلمين والمعصومين ، فما النتيجة ؟ هل نُصر الدين وأهله بهذا التفجير ؟ هل حسنت صورة المسلمين ؟ من المتضرر دول الكفر أو نحن ؟ من الذي أخيف وأفزع وروّع نحن أم هم ؟
ألا ترون إلى من غركم كيف تبرأ منكم ؟ فقدتم صالح الإخوان ووالله لن تجدوا من أمرائكم بدلاً! .
ولله الحمد والمنه هذا كلام من خطبة مفرغة للشيخ سلطان العيد وبها توضيحات جلية لأصحاب الأهواء الخفية وإتباع سبل الهوية
نسأل الله عزة لديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق وهو على كل شئ قدير وله الحمد والمنه
__________________